جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-19@11:15:41 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

الشِعرُ ديوان العرب، عبر تاريخهم الطويل والممتد على مدى قرون من الزمان، وله مجالسه التي احتوته، ودواوينه التي دوّنته، ومنابره التي صَدحت فوقها حناجرهم، وحروفه التي خطّته أقلامهم؛ بل إن مجالس الشِعر عبر تاريخ العرب كان لها دور مُهم في تنشئة الفتيان منذ الصغر على صقل فن الفصاحة والإلقاء والتحدّث والخِطابة وقوة الشخصية لمواجهة الجَمع والحضور، وهو يتبع مدارس العِلم والتعلّم المختلفة والمتعددة إن لم يكن في طليعتها، والتي تخرّج منها شعراء العرب وعُلماؤهم المُبدعون والمُبتكرون والمُثقفون والمتفقّهون في شتّى علوم الحياة ومجالاتها العِلمية والأدبية الواسعة والمتعددة.

ويكفي دلالة على ذلك قول رسولنا الكريم صلوات اللّه وسلامه عليه عن رواية أُبي بن كعب في صحيح البخاري: "إن من البيانِ سحرا وإن من الشِعر حكمة"، ومعنى "حكمة" هنا الكلام النافع الذي يمنع من السفه، والحكمة هي القول الصادق المطابق للواقع.

وامتد إرث الشِعر والشعراء عبر تاريخ العرب الحديث وتواصل معه ذلك النهج ونشأت من خلاله أنواع ومقامات وتفرعات وبحور حديثة، ويكفينا فخرا كعُمانيين أن العالِم والنحوي الخليل بن أحمد الفراهيدي هو واضع علم العَروض في الشِعر وهو صاحب الخمسة عشر بحرا في الشعر الفصيح، وعبر امتداد التاريخ فإنه مرجع الباحثين في الشِعر يرجعون له وبالأخص لكتابه (العين) الذي ألّفه في القرن الثاني الهجري وعدد صفحاته 2500 صفحة ويُعتبر هو مصدر لجميع المعاجم العربية على الإطلاق.

أمّا في عصرنا الحديث ومع اتساع المفاهيم وتطورها وامتداد رقعة الشعراء في مجالات الشعر وتنوعه وخاصة الشعر الشعبي أو النبطي فإننا نجد للأسف بُعد أو بمعنى عزوف من قبل المهتمين بالشعر في حضور مدارسه وورشه وأمسياته، بل إن الداعمين للشعر والشعراء تجدهم قليلون ومساهماتهم خجولة إذا ما قورنت بباقي العلوم والبحوث الأخرى في الأدب بشتّى أنواعه، وتجد المهتمين بالشِعر يعزفون عن حضور أمسياته على أقل تقدير ودعمهم لزملائهم الشعراء في الأمسيات أو الورش الشعرية.

وما الورشة الشِعرية للشِعر النبطي التي أطلقها مجلس صحار الثقافي في نسختها الأولى من هذا الشهر في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ولاية صحار والتي حاضر بها في بحور الشعر وتفعيلاته المحاضر والشاعر خليفة بن محمد الشبلي لهي أكبر دليل على عزوف المهتمين بالشِعر وفي تدارسه وكسب معارفه ومفاهيمه ومعانيه، وهُنا لا يقتصر الحضور والتسجيل في تلك الورشة للشعراء فقط؛ بل يشمل المهتمين والمتذوقين له لرفع مخزون ثقافتهم الشِعرية عن قرب والاطلاع على تجارب الآخرين في مجال الشِعر النبطي وبحوره وتفعيلاته، وإن فاتتك أُمسياته ووِرشه السابقة فحاول أيها المهتم بالشِعر والمتذوق له أن يكون لك حضور ومكان في قادم الوقت بين المهتمين به لتُبحر في عالمه الجميل والمُمتع ولتكتشف من خلاله عالم آخر مليء بالتشويق والجمال فالشِعر شعُور قبل أن يكون حروف مكتوبة وموزونة ومن حضر ليس كمن سمع.

خلاصة القول.. إن الشِعر يعدّه علماء الأدب والنحو على أنه تهذيب للنفس وللمنطق وفصاحة للحديث والخِطابة وهو يرفع من مقام وقَدر الفرد وعزّته ومكانته كما نشأ عليه سالف الشعراء وقد أصبحوا به حديث الناس وشِغلهم الشاغل منذُ العصور السالفة وإلى يومنا هذا؛ بل يُعد الشِعر ناهض للهِمم ومُحفّز للذات ومسطّر للأحداث وعنوان للمناسبات، وتُسجّل لنا كُتب التاريخ عبر الزمان بأن معركة (ذي قار) والتي دارت رحاها بين العرب الفرس كان للشِعر شرارتها التي أشعلت هِمم القبائل العربية المتفرقة حينها ووحّدت صفوفهم وجمعتهم على كلمة واحدة وفي صفٍ واحد للوقوف في وجه الفرس ورد طغيانهم وانتصارهم في تلك المعركة الطاحنة، فإن لم تتقن الشِعر وتجهل قيمته ووقعه في النفوس فكن من متذوقيه على أقل تقدير لتستشعر إحساسه وشعوره وقيمته وسَجعه وسَجِيته أيها العازف عن مجالسه والنائي بنفسك وفكرك عن منابره وأمسياته.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إعلان أسماء الفائزين بجائزة «كنز الجيل» 2025

 أبوظبي (الاتحاد) 

تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، يُكرِّم مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة «كنز الجيل» في حفل يستضيفه «قصر المويجعي» 24 نوفمبر الجاري، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «تحتفي الجائزة بالمبدعين وبجهودهم الاستثنائية التي تُثري المشهد الثقافي في مجال الشعر الشعبي. ونُشجِّع الجميع على المشاركة لتسليط الضوء على إنجازاتهم في مجالات الشعر والبحث والفن والإبداع. ونحن إذ نُبارك للفائزين في دورة هذا العام، نؤكد أنّ المشاركات من حول العالم تُسهم بشكل فعال في مواصلة جهودنا لحفظ التراث، حيث يُعتبر الشعر أحد الأركان الأساسية في هذا المجال. فهو يضمن استدامة القيم والمبادئ التي ينقلها الشعر النبطي إلى الأجيال القادمة، مما يعزّز الانتماء والهوية الثقافية. نحن فخورون بما حققته جائزة كنز الجيل، التي تستمد اسمها من قصيدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. ونؤكد أنها محطة مهمّة في مسيرة طويلة من دعم الإبداع والتميز. نأمل أن تكون هذه الجائزة حافزاً للأجيال القادمة من الشعراء والباحثين والفنانين، لتقديم أعمال شعرية قيّمة تستلهم من التجربة الإبداعية الفريدة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه». 

الفائزون 
فاز في الجائزة عن فرع «الفنون» الفنانة نجاة فاروق سليمان، من مصر عن لوحتها «سرت من عيني دموعي»، وعن فرع «الإصدارات الشعرية» فاز الشاعر حامد زيد، من دولة الكويت عن ديوانه «وابقى جبل»، الصادر عن دار بلاتينيوم بوك عام 2025.

وفي فئة «المجاراة الشعرية» فاز الشاعر علي الحارثي، من سلطنة عمان، عن قصيدته «صدى النور».

أخبار ذات صلة «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي».. رؤية وطنية تعزز الأمن الغذائي «الحِرف والصناعات التقليدية» يُختتم غداً في «سوق القطارة»

وفاز عن فرع «الدراسات والبحوث» الكاتب والباحث علي أبو الريش من دولة الإمارات عن كتابه «زايد عوالم شعرية سقفها المدى»، الصادر عن دار نبطي للنشر عام 2025، وتتناول الدراسة موضوعات رئيسة في قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منها: الأخلاق، والجمال، والمرأة، والحب، والمشاكاة، والشباب، والسلام.  
وفاز عن فئة «الشخصية الإبداعية» الشاعر محمد راشد الشامسي من الإمارات، تقديراً لغزارة إنتاجه وعطائه الشعري المميز، عبر مسيرته الممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي.

مشاركات مميزة 
قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «تواصل جائزة كنز الجيل نجاحها في استقطاب المزيد من المشاركات المميزة من كافة أنحاء العالم، وقد توجّهت الجائزة هذا العام لنخبة ممن قدموا أعمالاً مبتكرة ذات صلة بأهداف الجائزة وفروعها التي تسعى لتكريم الأعمال الجادة التي تتناول بالإبداع والبحث، الشعر النبطي، والموروث المتصل به وما يتضمنه من قيم عريقة». 
وأضاف: «تدعم كنز الجيل، العطاء والإبداع، وتحفّز الأجيال الجديدة على خوض تجربة التفاعل مع الإرث الثقافي للأجداد وفهمه والإضاءة عليه بدراسات وبحوث مبتكرة، واستلهامه في إبداعات جديدة في أشكال الفنون القولية والبصرية من مجاراة شعرية، وقصائد تستلهم الإرث وتتصل بالعصر، وفنون تشكيل وخطّ مما يُثري المسيرة المعرفية، وتقدِّر جهود الشعراء والباحثين والمترجمين، ويعزز حضور الثقافة العربية واللغة العربية». وقال علي عبيد الهاملي، رئيس اللجنة العليا لجائزة كنز الجيل: «مع كل دورة جديدة، ترفد جائزة «كنز الجيل» المشهد الإبداعي والبحثي بأعمال مهمة، عبر اتباع أعلى معايير الكفاءة والنزاهة في تقييم المشاركات، في ظل كمّ وتنوع كبيرين، يتطلبان معايير دقيقة لاختيار المشاركات الفائزة، والتي ترصد جمالية الشعر النبطي والتراث الإماراتي والعربي الأصيل». 

مقالات مشابهة

  • تأملات ومخاطبات شعرية في «بيت الشعر» بالشارقة
  • إعلان أسماء الفائزين بجائزة «كنز الجيل» 2025
  • هل صبغ الشعر باللون الأسود جائز شرعًا؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • قناة «المليون».. فضاء رقمي يعزّز الوعي بالشعر النبطي
  • هل يجب غسل الشعر كاملا عند غسل المرأة من الجنابة؟.. أمين الإفتاء يوضح خطأ شائعا
  • كيف يؤثر الهواء الساخن لمجفف الشعر على قوة ومرونة شعرك؟
  • في ذكرى رحيله.. علي محمود طه شاعر الجندول والرومانسي الثائر
  • علي جمعة: الإنجاز بلا أخلاق خطر يهدد الإنسان والحضارة
  • بخاخ افوجين للشعر: إيجابيات وسلبيات
  • الشهادات الإبداعية للشعراء في «الشارقة للكتاب»