جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-03@02:56:45 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

أين أهل الشِعر من منابره؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

الشِعرُ ديوان العرب، عبر تاريخهم الطويل والممتد على مدى قرون من الزمان، وله مجالسه التي احتوته، ودواوينه التي دوّنته، ومنابره التي صَدحت فوقها حناجرهم، وحروفه التي خطّته أقلامهم؛ بل إن مجالس الشِعر عبر تاريخ العرب كان لها دور مُهم في تنشئة الفتيان منذ الصغر على صقل فن الفصاحة والإلقاء والتحدّث والخِطابة وقوة الشخصية لمواجهة الجَمع والحضور، وهو يتبع مدارس العِلم والتعلّم المختلفة والمتعددة إن لم يكن في طليعتها، والتي تخرّج منها شعراء العرب وعُلماؤهم المُبدعون والمُبتكرون والمُثقفون والمتفقّهون في شتّى علوم الحياة ومجالاتها العِلمية والأدبية الواسعة والمتعددة.

ويكفي دلالة على ذلك قول رسولنا الكريم صلوات اللّه وسلامه عليه عن رواية أُبي بن كعب في صحيح البخاري: "إن من البيانِ سحرا وإن من الشِعر حكمة"، ومعنى "حكمة" هنا الكلام النافع الذي يمنع من السفه، والحكمة هي القول الصادق المطابق للواقع.

وامتد إرث الشِعر والشعراء عبر تاريخ العرب الحديث وتواصل معه ذلك النهج ونشأت من خلاله أنواع ومقامات وتفرعات وبحور حديثة، ويكفينا فخرا كعُمانيين أن العالِم والنحوي الخليل بن أحمد الفراهيدي هو واضع علم العَروض في الشِعر وهو صاحب الخمسة عشر بحرا في الشعر الفصيح، وعبر امتداد التاريخ فإنه مرجع الباحثين في الشِعر يرجعون له وبالأخص لكتابه (العين) الذي ألّفه في القرن الثاني الهجري وعدد صفحاته 2500 صفحة ويُعتبر هو مصدر لجميع المعاجم العربية على الإطلاق.

أمّا في عصرنا الحديث ومع اتساع المفاهيم وتطورها وامتداد رقعة الشعراء في مجالات الشعر وتنوعه وخاصة الشعر الشعبي أو النبطي فإننا نجد للأسف بُعد أو بمعنى عزوف من قبل المهتمين بالشعر في حضور مدارسه وورشه وأمسياته، بل إن الداعمين للشعر والشعراء تجدهم قليلون ومساهماتهم خجولة إذا ما قورنت بباقي العلوم والبحوث الأخرى في الأدب بشتّى أنواعه، وتجد المهتمين بالشِعر يعزفون عن حضور أمسياته على أقل تقدير ودعمهم لزملائهم الشعراء في الأمسيات أو الورش الشعرية.

وما الورشة الشِعرية للشِعر النبطي التي أطلقها مجلس صحار الثقافي في نسختها الأولى من هذا الشهر في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في ولاية صحار والتي حاضر بها في بحور الشعر وتفعيلاته المحاضر والشاعر خليفة بن محمد الشبلي لهي أكبر دليل على عزوف المهتمين بالشِعر وفي تدارسه وكسب معارفه ومفاهيمه ومعانيه، وهُنا لا يقتصر الحضور والتسجيل في تلك الورشة للشعراء فقط؛ بل يشمل المهتمين والمتذوقين له لرفع مخزون ثقافتهم الشِعرية عن قرب والاطلاع على تجارب الآخرين في مجال الشِعر النبطي وبحوره وتفعيلاته، وإن فاتتك أُمسياته ووِرشه السابقة فحاول أيها المهتم بالشِعر والمتذوق له أن يكون لك حضور ومكان في قادم الوقت بين المهتمين به لتُبحر في عالمه الجميل والمُمتع ولتكتشف من خلاله عالم آخر مليء بالتشويق والجمال فالشِعر شعُور قبل أن يكون حروف مكتوبة وموزونة ومن حضر ليس كمن سمع.

خلاصة القول.. إن الشِعر يعدّه علماء الأدب والنحو على أنه تهذيب للنفس وللمنطق وفصاحة للحديث والخِطابة وهو يرفع من مقام وقَدر الفرد وعزّته ومكانته كما نشأ عليه سالف الشعراء وقد أصبحوا به حديث الناس وشِغلهم الشاغل منذُ العصور السالفة وإلى يومنا هذا؛ بل يُعد الشِعر ناهض للهِمم ومُحفّز للذات ومسطّر للأحداث وعنوان للمناسبات، وتُسجّل لنا كُتب التاريخ عبر الزمان بأن معركة (ذي قار) والتي دارت رحاها بين العرب الفرس كان للشِعر شرارتها التي أشعلت هِمم القبائل العربية المتفرقة حينها ووحّدت صفوفهم وجمعتهم على كلمة واحدة وفي صفٍ واحد للوقوف في وجه الفرس ورد طغيانهم وانتصارهم في تلك المعركة الطاحنة، فإن لم تتقن الشِعر وتجهل قيمته ووقعه في النفوس فكن من متذوقيه على أقل تقدير لتستشعر إحساسه وشعوره وقيمته وسَجعه وسَجِيته أيها العازف عن مجالسه والنائي بنفسك وفكرك عن منابره وأمسياته.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر، يُعتبر الشعر من أبرز علامات الجمال التي تهتم بها الكثير من الأشخاص، ويعكس حالة الجسم والصحة العامة. 

تتأثر صحة الشعر بشكل كبير بالتغذية التي يحصل عليها الجسم، حيث تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا هامًا في تعزيز قوة الشعر ومنع تساقطه.

 لذلك، من الضروري الاهتمام بتناول الطعام المتوازن الذي يوفر العناصر اللازمة للحفاظ على شعر صحي وقوي.

تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية كافة التفاصيل حول أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر وأفضل الأطعمة التي تساهم في تحسينه.

التغذية السليمة وأثرها على الصحة العامة أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

الشعر يعتبر من أبرز مظاهر الجمال والاهتمام الشخصي، وتساهم التغذية السليمة بشكل كبير في الحفاظ على صحته وحيويته.

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

 فالشعر لا يعتمد فقط على العوامل الخارجية مثل الشامبو والمستحضرات التجميلية، بل يتأثر أيضًا بما نتناوله من طعام. تغذية الجسم بشكل صحيح تؤثر على صحة الشعر، مما يساعد في تقويته، منع تساقطه، وتحفيز نموه. إليكم أبرز العناصر الغذائية التي تساهم في تحسين صحة الشعر:

البروتينات: يعد البروتين من أهم العناصر لبناء الشعر، حيث يتكون الشعر بشكل رئيسي من البروتينات مثل الكيراتين. لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض، والمكسرات يساعد في تعزيز صحة الشعر.

الحديد: يُعتبر الحديد ضروريًا لصحته، إذ يساعد في تحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يوفر الأوكسجين والمواد المغذية لبصيلات الشعر. الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ، الكبد، والفاصوليا يمكن أن تساهم في تقوية الشعر ومنع تساقطه.

فيتامين C: يلعب فيتامين C دورًا كبيرًا في إنتاج الكولاجين الذي يعزز بنية الشعر. كما أن فيتامين C يساعد في امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية. يمكن العثور على هذا الفيتامين في الفواكه مثل البرتقال، الفراولة، والفلفل الأحمر.

أحماض أوميغا-3 الدهنية: الأحماض الدهنية أوميغا-3 تساعد في تعزيز صحة فروة الرأس وتحسين لمعان الشعر. توجد أحماض أوميغا-3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، بالإضافة إلى بذور الكتان والجوز.

فيتامين A: يساعد فيتامين A في إنتاج الزهم، وهو الزيت الطبيعي الذي يحافظ على ترطيب الشعر وفروة الرأس. يمكن العثور عليه في الجزر، البطاطا الحلوة، والسبانخ.

الزنك: يعد الزنك من العناصر الأساسية لصحة الشعر، حيث يساعد في نمو الخلايا وتجديد الشعر. يمكن العثور عليه في الأطعمة مثل المحار، اللحوم الحمراء، والفاصوليا.

جفاف البشرة في فصل الشتاء: الأسباب وطرق الوقاية

فيتامين E: يعمل فيتامين E على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يعزز نمو الشعر. الأطعمة مثل اللوز، بذور دوار الشمس، والأفوكادو هي مصادر غنية بفيتامين E.

نصائح إضافية للحفاظ على صحة الشعرشرب الماء بكثرة: الماء لا يغذي الجسم فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على رطوبة الشعر من الداخل.تجنب التوتر: التوتر والضغوط النفسية يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر. لذلك من الضروري إدارة مستويات التوتر وممارسة تقنيات الاسترخاء.تقليل استخدام الحرارة: الاستخدام المفرط لمجففات الشعر وأدوات التصفيف الحرارية قد يتسبب في تلف الشعر. يفضل تقليل استخدامها أو استعمالها على درجات حرارة منخفضة. جفاف البشرة المختلطة في فصل الشتاء: الأسباب وطرق العناية

مقالات مشابهة

  • «الوطن» داخل متحف أم كلثوم بالمنيل.. فساتين ونظارات مرصعة بالألماس وأغان بخط يد كبار الشعراء
  • أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر
  • العناية بالبشرة والشعر في فصل الشتاء
  • «محطات وملامح الشعر العُماني» في ندوة بمعرض الكتاب
  • قصائد موشحة بالدلالات في بيت الشعر
  • في ذكرى جيلي عبد الرحمن
  • مشواري في مركز شباب الشعراء بدمياط
  • في ثامن أيامه.. أمسية شعرية مميزة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • انطلاق المرحلة قبل النهائية من «أمير الشعراء»
  • من هو أدهم الجمال؟.. الموهبة التي ألهمت «محافظ المنيا»