كارثة تضرب أوروبا.. تسريح آلاف الموظفين وفوضى عارمة تصيب الشركات
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
ألقت الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم وخاصة أوروبا منذ انطلاق الحرب الروسية ـ الأوكرانية وما قبلها من تداعيات انتشار وباء كورونا بظلالها على تراجع نسبة الاستهلاك وارتفاع الأسعار سواء المواد الغذائية او غيره وتأثر أصحاب الاعمال وبعض القطاعات.
وتواجه عدة قطاعات أعمال في أوروبا عمليات تسريح واسعة للموظفين، وتراجع في طلب المستهلكين وارتفاع للتكاليف ويؤدي كل هذا لتقليص هوامش الربحية إضافة إلى تقلبات أسعار السلع والطاقة، وذلك من دون إضافة آثار الحرب في غزة إلى المعادلة.
وتتزايد عمليات التسريح في قطاع السيارات، حيث قررت "Stellantis" تسريح 300 عامل إثر إغلاق أحد المصانع في النمسا.
وأيضا قررت شركة فولكسفاغن، إلغاء 2000 وظيفة كجزء من خطة إعادة الهيكلة، وأعلنت شركة "Volvo" تسريح 1300 عامل في السويد ما يمثل 6% من قوتها العاملة في البلاد.
وعلى مستوى قطاع التجزئة والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، أعلنت شركة كارفور إلغاء 979 وظيفة في فرنسا، وأعلنت شركة "إلكترولوكس" إلغاء 3000 وظيفة بهدف خفض التكاليف.
وفي قطاع التكنولوجيا قررت شركة BT تخفيض إجمالي قوتها العاملة بما يصل إلى 55 ألف وظيفة بحلول 2030، فيما أعلنت شركة نوكيا عن إلغاء 14 ألف وظيفة لخفض التكاليف.
وتشمل عمليات التسريح أيضاً القطاع المصرفي، حيث يعتزم بنك ستاندرد تشارترد عن تسريح أكثر من 100 وظيفة في مكاتبه في لندن وسنغافورة وهونغ كونغ، وأيضا سيلغي بنك UBS في سويسرا 3000 وظيفة بعد استحواذه على كريدي سويس.
وأعلنت شركة الاتصالات الفنلندية العملاقة نوكيا، أنها تنوي خفض قوتها العاملة بمقدار 14 ألف وظيفة، بعد انخفاض أرباحها في الربع الثالث من العام الجاري.
وقال بيكا لوندمارك الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: "في الربع الثالث، شهدنا تأثيرًا متزايدًا لتحديات الاقتصاد الكلي على أعمالنا".
وبعد نشر النتائج، انخفض سعر سهم نوكيا بنسبة 2% إلى 3,26 يورو، وسجلت المجموعة انخفاضًا نسبته 69% في أرباح الربع الثالث التي بلغت 133 مليون يورو (140 مليون دولار)، مقارنة بالعام السابق.
وأعلنت نوكيا عن خطط لخفض العدد الحالي من العاملين من 86 ألفًا إلى 72 ألفًا.
ويفترض أن يحقق برنامج التوفير الخاص للمجموعة خفضًا في التكاليف يبلغ 1,2 مليار يورو بحلول 2026، ويستهدف خصوصًا شبكات الهاتف المحمول والخدمات السحابية والشبكات، وقال بيكا لوندمارك إن "أصعب القرارات التي يجب اتخاذها هي تلك التي تؤثر على موظفينا".
وشهدت الشركة المنتجة لمعدات الاتصالات والتي تخوض معركة على شبكات الجيل الخامس مع منافستها السويدية إريكسون، وشركة هواوي الصينية، انخفاضًا في مبيعاتها بنسبة 20% في الربع الثالث مقارنة بأرقام 2022. وبلغت قيمة المبيعات 4,982 مليار يورو في الربع الثالث 2023.
وقال المسؤول نفسه: "شهدنا بعض التباطؤ في وتيرة نشر شبكات الجيل الخامس في الهند، مما يعني أن النمو هناك لم يعد كافياً لتعويض التباطؤ في أمريكا الشمالية" مع ذلك، تتوقع نوكيا "تحسنًا" في أنشطة شبكتها "في الفصل الرابع".
وفي يونيو الماضي، استغنت شركة أوراكل عن مئات الموظفين، إضافة إلى وقف عروض الوظائف الخالية بوحدتها الصحية.
وتأتي موجة تسريح الموظفين الجديدة بالتزامن مع إجراءات مماثلة من قِبل العديد من الشركات الأميركية في ظل صراعها مع مستويات التضخم المرتفعة وارتفاع أسعار الفائدة.
وتضم وحدة أوراكل الصحية شركة السجلات الطبية الإلكترونية سيرنر، والتي كانت قد استحوذت عليها في ديسمبر كانون الأول الماضي مقابل 28.3 مليار دولار في صفقة هي الكُبرى في تاريخها.
وسبق أن أعلنت شركة أمازون العالمية أنها الغاء 9000 وظيفة أخرى، بالإضافة إلى 18 ألف وظيفة أعلنت عن إلغائها في يناير.
وألغت "ميتا"، الشركة الأم لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، 10 آلاف وظيفة قبل حيث أعلن الرئيس التنفيذي تسريح الموظفين وتجميد التوظيف كجزء من "عام الكفاءة" للشركة.
وتأتي إعادة الهيكلة بالشركة، التي شهدت أيضًا إغلاق 5000 إعلان وظائف شاغرة أخرى دون توظيف، بعد أقل من ستة أشهر من إعلان الشركة عن 11 ألف وظيفة فائضة عن الحاجة.
وألغت شركة إريكسون 8500 وظيفة، وألغت "فيليبس" 6000 وظيفة، وألغت شركة أي بي إم 3900 وظيفة.
وكان عملاق تكنولوجيا البرمجيات مايكروسوفت قد قام بتسريح 10 آلاف موظف في يناير.
وكشفت في فبراير الماضي شركة "والت ديزني" تسريح 7000 موظف لتصبح أحدث شركة كبرى تسرح موظفين مع تزايد عدم اليقين الاقتصادي، وفقاً لما نقلته "Fox news".
وقالت الشركة، إن هذه الخطوة تعد جزءا من خطة إعادة هيكلة كبرى تهدف إلى توفير مليارات الدولارات.
وكانت هذه الخطوة لتوفير 5.5 مليار دولار سنويا ضمن خطة إعادة الهيكلة، عبر خفض 1.5 مليار دولار من تكاليف التشغيل و3 مليارات دولار أخرى من التخفيضات في المحتوى غير الرياضي، بما في ذلك تخفيضات الوظائف، وفقاً لإفصاح الشركة.
يشار إلى أن قرار "ديزني" بتسريح موظفين هو الأحدث في الشركات الكبرى التي أعلنت عن تسريح الآلاف خلال الأشهر الأخيرة، بعد عمالقة وول ستريت بما في ذلك "غولدمان ساكس"، و"ألفابيت"، و"أمازون".
ويشهد العالم منذ 3 أعوام تقلبات واضطرابات غير مسبوقة كانت سببا في الأزمة الاقتصادية الحالية، فلم يكد العالم يودع جائحة كورونا التي أصابت اقتصادات الدول بالشلل حتى استيقظ على طبول الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت من الأوجاع الاقتصادية خاصة في ظل العقوبات المتتالية ضد العملاق الروسي الذي يساهم بكل كبير في الاقتصادية الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزمة الاقتصادية نوكيا اوروبا الحرب الروسية الأوكرانية كورونا فی الربع الثالث أعلنت شرکة ألف وظیفة
إقرأ أيضاً:
زيادة الرواتب في العراق: أمل الموظفين وكابوس الاقتصاد
8 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: في ظل الوضع الاقتصادي الهش الذي يعيشه العراق، أثارت فكرة زيادة رواتب الموظفين جدلاً واسعاً بين الخبراء والمواطنين على حد سواء.
ووفق معلومات متداولة، تشكل الرواتب نحو 55% من إجمالي الموازنة العراقية لعام 2025، وهي نسبة مرتفعة تعكس الضغط الكبير على المالية العامة.
في هذا السياق، شهدت مدن العراق، تجمع العشرات من موظفي القطاع العام، مطالبين بزيادة رواتبهم، فيما المسؤولين الحكوميين يعلنون دائما أن الخزينة لا تتحمل مثل هذه الخطوة.
وأفادت تحليلات اقتصادية أن الموازنة العراقية تعاني أصلاً من عجز مزمن، بلغ في عام 2024 حوالي 64 تريليون دينار (نحو 49 مليار دولار)، وفقاً لبيانات رسمية سابقة.
وفي ظل هذا العجز، يرى الخبير الاقتصادي زكي الساعدي أن “الاعتماد شبه الكلي على عائدات النفط يجعل أي زيادة في الرواتب مرهونة باستقرار وارتفاع أسعار النفط، وهو أمر غير مضمون”.
والأسعار الحالية للنفط، التي تتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل، لا تحقق فائضاً كافياً لتمويل زيادات دون المخاطرة بمزيد من الاقتراض .
في السياق ذاته، تحدثت مصادر حكومية عن خطط لزيادة الرواتب كجزء من وعود انتخابية، لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات حادة. وقال مصدر في بغداد: “رفع الرواتب الآن يشبه إطفاء حريق بالبنزين، قد يرضي الموظفين مؤقتاً لكنه سيفاقم الأزمة المالية على المدى الطويل”.
من جانبه، اعتبر مواطن يدعى علي حسين من منطقة الكاظمية أن “الحكومة تتجاهل واقعنا، فالرواتب الحالية لا تكفي لمواجهة ارتفاع الأسعار، لكن زيادتها دون خطة واضحة ستجعل الجميع يدفع الثمن”.
على منصة إكس، كتبت مواطنة تدعى سارة العراقية تغريدة تقول: “كل يوم نسمع عن زيادة رواتب، لكن أسعار السوق ترتفع أسرع من أي زيادة، متى نفكر بإصلاح حقيقي؟”.
بينما ذكرت تدوينة على فيسبوك لشاب يدعى محمد البصري: “النفط يهبط 10 دولارات والحكومة تفكر برفع الرواتب، من أين سيأتون بالمال؟ من جيوبنا؟”.
هذه الآراء تعكس قلقاً شعبياً متزايداً من تداعيات أي قرارات متسرعة.
ووفق معلومات، يعتمد العراق على النفط بنسبة تزيد عن 90% من إيراداته، بينما لا تتجاوز الإيرادات غير النفطية 10%، وهو ما يجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات السوق العالمية.
وتحدث باحث يدعى حسن الدليمي من البصرة قائلاً: “المشكلة ليست فقط في الرواتب، بل في غياب رؤية لتقليل الهدر المالي الذي يكلف الدولة مليارات سنوياً”.
وأشار إلى أن تقارير تشير إلى هدر نحو 20% من الموازنة بسبب الفساد وسوء الإدارة.
وتوقعت تحليلات أنه في حال استمر الاعتماد على الاقتراض لتمويل الزيادات، فقد يرتفع الدين الداخلي إلى 100 تريليون دينار بحلول 2027، مما يهدد بأزمة اقتصادية شاملة.
وذكرت آراء خبراء أن العراق بحاجة إلى إصلاحات مالية جذرية تشمل تعزيز القطاع الخاص وتنويع مصادر الدخل، بدلاً من الرهان على النفط وحده.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts