YNP / إبراهيم القانص -
إسرائيل ليست ساكتة عن الهجمات الصاروخية التي تنفذها قوات صنعاء إسناداً وتضامناً مع الفلسطينيين، فمنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة،

عقب معركة "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة حماس في السابع من أكتوبر المنصرم على مواقع ومعسكرات ومستوطنات الإسرائيليين في القطاع المحتل، أعلنت صنعاء دخولها خط المواجهة بشكل مباشر ونفذت عدداً من الهجمات الصاروخية، كان آخرها مساء أمس الإثنين، حيث أعلن المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، عبر بيان عسكري، تنفيذ عملية هجومية بطائرات مسيّرة باتجاه الكيان المحتل، أدت إلى توقف الحركة في عدد من مطاراته، ومقابل ذلك تتحرك إسرائيل من خلال وكلائها في المنطقة وتدرس معهم كيفية الرد على هجمات صنعاء، وكعادة الكيان الإسرائيلي يحرص على تحقيق أهدافه بدون خسائر، أو بأقلها.

أصبح لدى الكيان الإسرائيلي، في منطقة الشرق الأوسط، من ينوب عنه ويحقق غاياته أيّاً كانت، ومن حظه أن هؤلاء الوكلاء حريصون على العمل من أجله بإخلاص لا مثيل له، وأبرزهم الإمارات التي وقع معها اتفاقية تطبيع علني وشامل، وهي اتفاقية ملزِمة بالتعاون في شتى المجالات، خصوصاً الدفاع المشترك في حال نشوب حرب، وتأتي في الدرجة الثانية السعودية حتى وإن لم تطبّع علناً، فعلاقتها مع إسرائيل وصلت إلى مستويات متقدمة منذ وقت مبكر.

وتأتي التحركات الإسرائيلية للرد على هجمات صنعاء، أو وقفها، عبر الدولتين الخليجيتين اللتين أعلنتا التأييد الكامل لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين، وهما الدولتان اللتان تسيطر قواتهما، أو الفصائل المسلحة اليمنية الموالية لهما، على أجزاء كبيرة من المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، منذ حرب التحالف على اليمن- بقيادة السعودية- والتي بدأت في السادس والعشرين من مارس عام 2015م، ولا تزال قائمة حتى اليوم.

وبموجب ما اقتضته الحاجة الإسرائيلية للرد على هجمات صنعاء، استدعت الإمارات والسعودية عدداً من قادة الفصائل المسلحة التي تمولها الدولتان الشريكتان في الحرب على اليمن، لتلقي التعليمات عن مهماتهم الجديدة، أو الطارئة بتعبير أدق، إزاء الهجمات التي تنطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، فالرياض وأبوظبي معنيتان بتأمين الكيان المحتل والنأي به عن أي خطر يتهدده من صنعاء، أما أدواتهما المحلية في اليمن فلم تُمنح الألقاب والصفات وتتلقَ التمويل والدعم إلا لتنفيذ الأوامر، وقد كانت عند حُسن الظن وكما أرادت السعودية والإمارات على مدى تسع سنوات، حتى أن نموذجها في الطاعة تخطى اعتبارات السيادة والكرامة.

وفي إطار التحرك لحماية الكيان الإسرائيلي، كشفت مصادر سياسية عن توجيهات إماراتية لطارق صالح- الذي يقود تشكيلات مسلحة ممولة من أبوظبي تحت مسمى حراس الجمهورية في الساحل الغربي لليمن- بالتصعيد ضد الحوثيين في مناطق المخا وميدي وبعض مناطق الحديدة التي تسيطر عليها القوات الممولة إماراتياً، وحسب المصادر فإن هذه التوجيهات تأتي في إطار الرد على هجمات الحوثيين وإشغالهم عن الاستمرار في استهداف الكيان الإسرائيلي.

المصادر أكدت أن التوجيهات الجديدة تأتي ضمن تعليمات أمريكية وإسرائيلية للإمارات وحليفها طارق صالح، مشيرةً إلى أن زيارته للعاصمة الأردنية عَمّان، ولقاءه دبلوماسيين غربيين تأتي ضمن المهمة الجديدة التي أوكلتها إليه أبوظبي.

وكانت صنعاء حذّرت طارق صالح، في وقت سابق، عبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، من أي تحركات تخدم الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، الأمر الذي فسره مراقبون بأن قيادة صنعاء ترصد تحركات وكلاء الرياض وأبوظبي في اليمن والكيفية والمعطيات التي يتحركون بموجبها.

وقال البخيتي، في تدوينة على منصة إكس: "ننصح طارق عفاش بعدم القيام بأي تحركات تصعيدية جديدة لصالح أمريكا وإسرائيل في الساحل الغربي ومضيق باب المندب، لأن الجميع باتوا يعرفون ارتباطه المباشر بإسرائيل التي تعمل مع أمريكا للحفاظ على نفوذه الشكلي كغطاء لتواجدها هناك، بعد أن يئست من احتلال صنعاء لإعادة سفيرها لحكم اليمن"، في إشارة إلى أحمد علي صالح، نجل الرئيس الأسبق، الذي كان سفيراً لليمن في الإمارات إبان الفترة الأخيرة من حكم والده، وظل مقيماً فيها حتى اللحظة.

وفي تحرك مماثل وللأسباب نفسها، المتعلقة بدخول صنعاء خط المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، تلقى رجل الإمارات في محافظة مارب، صغير بن عزيز، الذي فرضته أبوظبي رئيساً لهيئة الأركان بوزارة الدفاع التابعة لمجلس القيادة الرئاسي والتحالف، توجيهات مشابهة، كشفها الإعلامي العسكري في قوات التحالف، عبدالرحمن الصبري، المقيم في مدينة مارب، حيث قال في تدوينة على منصة إكس، قبل حوالي أسبوعين، إن صغير بن عزيز يتآمر مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الفلسطينيين، وتم استدعاؤه لحضور اجتماعات مع قيادات في القوات الأمريكية، بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعقب هذا الاتهام، ظهر الإعلامي العسكري عبدالرحمن المصري، في تسجيل مرئي على موقع إكس، وهو بحالة نفسية سيئة، قائلاً إن صغير بن عزيز هدده بالسجن والتصفية الجسدية، انتقاماً من اتهامه بالتآمر ضد فلسطين، ووصف المصري التهديدات بـ"التصرفات الحمقاء"، منوهاً بأن "السجن أو القتل" لا يساوي شيئاً أمام ما يحصل في قطاع غزة وقول كلمة الحق، محملاً رجل الإمارات في مارب، صغير بن عزيز، المسؤولية الكاملة عن تعرضه لأي مكروه.

 


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی على هجمات صنعاء صغیر بن عزیز

إقرأ أيضاً:

الإمارات والسعودية تدينان هجمات الفاشر بالسودان: انتهاك للقانون الدولي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعربت السعودية والإمارات، الأحد، عن إدانتهما واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر في دارفور غرب السودان، بحسب بيانين نشرتهما وكالة الأنباء السعودية "واس"، ووكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيانها "رفض المملكة لهذه الانتهاكات"، التي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، في "انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كما شددت الخارجية السعودية "على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، وأهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو/أيار 2023 ميلادية"، طبقا لما أوردت وكالة "واس".

وختم البيان بقوله إن "الوزارة تعبر عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".

ومن جانبها، أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة الهجمات المسلحة على مخيّمي زمزم وأبو شوك قرب مدينة الفاشر في دارفور، وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات من الأشخاص الأبرياء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإمارتية.

وأدانت وزارة الخارجية في البيان بشدة كافة أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين، وأكدت أن "استهداف موظفي الإغاثة يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي الذي يكفل حماية العاملين في القطاع الطبي وفرق الإغاثة والإنقاذ"، وشددت على أهمية احترامهم وحمايتهم وعلى ضرورة ألا يكونوا أهدافا في الصراعات.

ودعت وزارة الخارجية الإماراتية "جميع الأطراف - التي لا تضع أدنى اعتبار لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوداني - إلى احترام التزاماتها وفق القانون الدولي وإعلان جدة ووفق آليات منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكافة الوسائل المتاحة ودون أية عوائقط.

وأكدت الخارجية الإماراتية "على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق وصول المساعدات المنقذة للحياة"، وأشارت إلى أن "استخدام العمل الإغاثي والمساعدات الإنسانية سلاحا أمر مدان، وفي هذا السياق، فإن دولة الإمارات تدعو الأمم المتحدة إلى عدم السماح لأي من طرفي الصراع باستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية"، بحسب ما أفادتوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

كما جددت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها "التأكيد على موقف دولة الإمارات الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في السودان، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والتزام دولة الإمارات الراسخ بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوداني الشقيق".

وكان وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الأعيسر أكد، السبت، "إدانة السودان إدانة قاطعة للهجمات" التي قال إن مليشيات الدعم السريع شبه العسكرية شنتها ضد المدنيين الأبرياء في كل من معسكر زمزم والفاشر، غربي السودان، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".

وأوضح الأعيسر أن "تلك الهجمات الوحشية تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، بما في ذلك النساء والأطفال".

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: اليمن يتحدى هجمات الولايات المتحدة بمواصلة إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”
  • اليمن.. 3 انفجارات تهز صنعاء باستهداف أمريكي لمصنع السواري
  • الناطق العسكري لكتائب القسام: لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على وسط الكيان المحتل
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على قلب الكيان الصهيوني
  • الإمارات والسعودية تدينان هجمات الفاشر بالسودان: انتهاك للقانون الدولي
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن
  • سياسي مصري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأربك الكيان الصهيوني في البحر الأحمر
  • دعوات بمنتدى أنطاليا لرفع العقوبات عن سوريا ووقف هجمات إسرائيل
  • “ميتا” حذفت 90 ألف منشور بطلب من الكيان الإسرائيلي