الموقع بوست:
2024-11-22@11:54:19 GMT

نساء اليمن... ضحايا الحرب والعنف والمجتمع!

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

نساء اليمن... ضحايا الحرب والعنف والمجتمع!

دفعت النساء في اليمن ثمنًا باهظًا للحرب الدائرة في البلاد منذ نحو تسعة أعوام، فكنّ أكثر الفئات نزوحًا وتعرّضًا للعنف، والأكثر تحمّلًا للمسؤولية، وخسرن كثيرًا من المكاسب التي كانت قد تحققت لهن طوال العقود الأربعة الماضية.

 

إلى ما قبل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء كانت مختلف القوى السياسية قد وافقت على تخصيص تمثيل نسائي في جميع مؤسسات الدولة بنسبة لا تقل عن 30%‎ طبقًا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وسجّلت المرأة اليمنية حضورًا فاعلًا خلال جلسات ذلك المؤتمر التي استمرّت نحو عام، لكنها الآن لا تتمثّل في الحكومة التي شكّلها الحوثيون ولا يعترف بها أحد، كما غاب تمثيلها في تشكيلة تلك المعترف بها دوليًا.

 

لم يقتصر الأمر على ذلك بل إنّ الحوثيين فرضوا جملة من القيود على تحركات المرأة اليمنية وسفرها وتعليمها أيضًا، فمنعوا النساء من التنقّل بين المحافظات إلا بوجود (محرم) وكذلك الأمر فيما يخصّ سفرها إلى الخارج، وشنّوا حملةً ضد التحاقهن بالعمل لدى المنظمات الإغاثية، أو دراسة اللغات الأجنبية، وصولًا إلى منعهن من الدراسة الجامعية في قاعات مختلطة مع الذكور... وهي خطوات لم تعرفها البلاد منذ نحو ستين عامًا.

 

ومع توقف سلطة الحوثيين عن صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم منذ نهاية عام 2016 وحتى الآن، وما رافق ذلك من تدهور اقتصادي وتوقف معظم الأعمال، تحمّلت النساء مسؤولية إعالة الكثير من الأسر خاصة في الريف الذي يعيش فيه نحو 73‎%‎ من سكان البلاد، حيث تعمل في زراعة الأرض أو لدى الغير من أجل توفير متطلّبات أسرتها، وكذلك الحال بين سكان المدن حيث اضطرت الكثيرات إلى العمل في صنعاء، في مجال المعجّنات أو التطريز أو صناعة البخور أو الخدمة المنزلية.

 

ولا تقتصر معاناة النساء في اليمن على ذلك، بل إنّ النساء والأطفال يشكلون نحو 80‎%‎ من النازحين الذين يفوق عددهم أربعة ملايين شخص، وتُظهر بيانات أممية أنّ واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21% من هذه الأسر عن 18 عامًا، وبحسب هذه البيانات فإنّ 60 ألف امرأة فقدن أزواجهن، وبلغ عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى البلاد 417 ألف أسرة.

 

إضافة إلى ذلك، زادت حالة انعدام عدم المساواة بين الجنسين واحتلت اليمن المرتبة (155)، أي ما قبل المرتبة الأخيرة، في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين للعام 2021، في حين أنها كانت في المرتبة (115) في العام 2006. وتشير بيانات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أنّ نسبة الفقر بين الأسر التي تعيلها النساء على مستوى الريف تصل إلى 72%‎، في حين بلغت نسبة الفقر بين الأسر التي تعيلها النساء على مستوى الحضر 20.1%.

 

ويقول ريتشارد راجان مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن إنّ النساء، وخاصة اللائي يقمن بإعالة أسرهن، هنّ من أكثر المتضررين من أزمة اليمن، وإنّ تسع سنوات من الصراع أدت إلى تدمير اقتصاد البلاد وسبل عيشها، وتسبّبت في انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

ويؤكد المسؤول الأممي أن حوالى 17 مليون يمني - أكثر من نصف السكان - يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد. والنساء على وجه الخصوص محرومات ويواجهن مستويات أعلى من البطالة وعدم المساواة في الدخل.

 

وإلى ذلك، فقد سُجّلت طوال سنوات الحرب زيادة كبيرة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزادت ظاهرة زواج القاصرات حيث تسعى الأسر للتخفيف من التزاماتها من خلال الموافقة على زواج بناتها دون سن 18 عامًا، كما أنّ الأسر الفقيرة تفضّل إخراج الفتيات من المدارس والاكتفاء بإرسال الذكور لأنها غير قادرة على تحمّل نفقات الالتحاق بالتعليم.

 

وتجزم المحامية هدى الصراري بأنّ "ضعف التشريعات اليمنية ساهمت بزيادة وقائع العنف ضد النساء والفتيات، أكان عنفًا أسريًا أو مجتمعيًا أو وقائع جنائية بحتة"، وقالت: "لولا مناصرة الضحايا وتحويل الوقائع لقضايا رأي عام والضغط على أجهزة إنفاذ القانون لتسريع البت في تلك الجرائم والوقائع لكانت كيّفت بشكل خاطئ أو تنصّل الجاني من جريمته".

 

وتراهن الصراري على "الوعي العام والمجتمع المدني"، والأهم من ذلك كيفية تناول الإعلام لتلك الوقائع "باعتبارها جرائم جنائية مجرّدة وكأننا نعطي للجاني حجة لارتكابه جريمته"، مع التشديد في هذا المجال على أنّ "وقائع العنف ضد النساء والفتيات ظواهر لها امتداد يتعلّق بالقيم والعادات والموروث والتنشئة الأسرية ونظرة الرجل للمرأة دون اعتبارات إنسانية وحقوقية لها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن نساء حقوق ضحايا الحرب المجتمع

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!

(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)

هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال  النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.

إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!

يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.

كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة  وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!

كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.

وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:

"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.

تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش  المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ۝٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ۝٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ۝١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ۝١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ۝١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ۝١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ۝١٤﴾ [الفجر ]

*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب

مقالات مشابهة

  • الحرب من وجهة نظرهن.. الناشطة سلمى منصور: النساء هن الفئة الأكثر تضرراً
  • التخطيط: فرق التعداد ستزور جميع الأسر التي لم تصلها في الساعات الماضية
  • نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال
  • الأمم المتحدة: الأطفال في اليمن معرضون للأمراض وسوء التغذية والعنف
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • "من سيناديني ماما الآن؟".. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة بعد غارة إسرائيلية على غزة
  • قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأطفال وتصاعد الاشتباكات على جبهة لبنان
  • والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟
  • تحرك جديد لـ ”أحمد علي عبدالله صالح” لمنع انفجار الحرب في اليمن!