جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@06:41:00 GMT

غزة.. انتصار المقاومة وهزيمة الكيان

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

غزة.. انتصار المقاومة وهزيمة الكيان

 

سالم أحمد بخيت صفرار

"وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" [الأنفال 17].. انتصرت المُقاومة حينما سطّرت عملياتها القتالية ببراعة تامة ودقة التخطيط وبلوغ الهدف، لقد أظهرت عملية طوفان الأقصى حقيقة المقاومة، وعرّت الجيش الصهيوني، وأظهرته على حقيقته التي يتغنى بها، والذي يحاول إرعاب الجميع أنَّه الأسطورة والجيش الذي لا يقهر.

بعد ثلاثين يومًا من بدء عملية طوفان الأقصى تجلّت الحقائق، وانكشفت الأقنعة وظهر المستور، أي شعب أنتم يا أهل غزة؟ قدمتم للعالم أعلى أمثلة العزة والكرامة والثبات والشجاعة، أي إيمان هذا الذي لديكم وأي صبر تميزتم به وأنتم تزفون الشهداء أفواجا، لقد أعدتم للأمة مكانتها وهيبتها، وبعثتم فيها الأمل. مشاهد حقيقة لا توصف حينما ترى أهل غزة، وهم يتناولون فطورهم بين الركام وتحت وابل القصف في ثبات وعزيمة ولا عجب في ذلك لأنه لا يصدر إلا من أهل الأرض الممتدة إليها جذورهم العميقة.

حينما قرر جيش الكيان الصهيوني الدخول البري لغزة أمضى أيامًا وهو في حالة تخبط حول تحديد توقيت الدخول، ودخلت في بادئ الأمر قوة خاصة أمريكية إسرائيلية على صيغة أفلام الأكشن الهوليودية آملين أن يُحَرروا الأسرى، لكنهم يجهلون الأسود الضواري التي تنتظرهم والمتسلحة بالإيمان، وتستعجل الموت أملًا في نيل الشهادة، وحدث ما لم يتوقعوه؛ إذ اندحرت تلك القوات منهزمة بين قتيل وأسير؛ مما اضطر قادة العملية للتراجع بما يمكنهم الحفاظ عليه، يدَّعِي جيش الكيان أنه نفذ توغل بريًا في غزة، ولكنه في الواقع لم يتمكن من الدخول سوى لمسافة قليلة جدًا، وتحولت آلياته وجنوده إلى فرائس تصطادها أسود المقاومة بين قتيل وجريح وأسير، في حقيقة لا يجرؤ جيش الكيان الصهيوني على البوح بها، مخافةً من عواقبها في انهيار معنويات جيشه وتأليب الرأي العام الداخلي في إسرائيل، ويقدم الروايات المضللة الواحدة تلوى الأخرى في تكتم كبير على الخسائر الفادحة التي مُني بها في محاولاته لعبور غزة.

وإزاء تلك الهزائم الفاضحة يرتكب جيش الكيان الصهيوني المجازر تلوى الأخرى والغارات الهمجية الوحشية على المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، وهذا يدل بما لا يدع مجالًا للشك على فشله وهزيمته وإفلاسه، ولا نستغرب أن ينتهك هذا الكيان المجرم القوانين والشرائع الدولية، فهذه سجية المجرمين القتلة، ولا نتوقع منه قيماً وأخلاقيات فهو لا يمتلكها. لقد قدمت المقاومة، وضربت أروع الأمثلة في الصمود والتحدي وتحقيق المستحيل وهي فصيل بسيط بأسلحة محلية الصنع، ولا يوجد هناك أي مقارنة أو تكافؤ بين الطرفين المتقاتلين المقاومة وجيش الكيان الصهيوني. مقاومة بدأت بالحجارة والأسلحة البيضاء، وها هي اليوم تشكل لإسرائيل الرعب، فأي الرجال أنتم وأي طاقات تمتلكون فأنتم حقيقةً صنعتم المستحيل، حينما يتبادر إلى الذهن خروج هؤلاء الأبطال من الأنفاق والانقضاض على الأعداء وأسرهم والعودة بهم إلى الاتفاق فهل تساءلنا؟ كم الجهد والوقت والتخطيط والأعباء ومواجهة المخاطر في حفر هذه الأنفاق، فهذا من صنع المستحيل، عندما تُطْلَق الصواريخ هل تساءلنا؟ كيف حصلت عليها وكيف صُنِعَت محليا وكيفية تأمين المواد الخام في ظل حصار جائر برًا وبحرًا وجوًا، فكم من المخاطر واجهت تلك العقول في أدائها، فهذا من صنع المستحيل، حينما يقوم أبطال المقاومة بتنفيذ العمليات القتالية، والتي انبهر العالم بعملية طوفان الأقصى من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ الدقيق للأهداف دون ترك فرصة للفشل، واليوم بعد ثلاثين يومًا من الحرب، ولا يزال أبطال المقاومة هم المتحكمون، فهل تساءلنا كم استغرق إعدادهم وتدريبهم هذا التدريب العالي في الكفاءة القتالية؟

إنِّهم بالفعل صنعوا المستحيل، ومرغوا أنف الكيان الصهيوني في الوحل والمقاومة اليوم ليس كما قبلها، فقد تغيرت المعادلة، وها هي إسرائيل في نهاية المطاف ستجد نفسها مُجبرةً، رغمًا عنها للرضوخ للتفاوض مع حماس وحماس شامخة، دون أن تُطأطئ الرأس.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«سقط مورم على منتفخ»المحرقة الأخيرة لمرتزقة الكيان الصهيوني

 

انعكس وضع حكومة الفنادق المتردي، على جمهورها المقاتل في الميدان، وأصبح الضابط السعودي أو الإماراتي، هو سيد الموقف وصاحب الكلمة الأخيرة، التي يجب أن يخضع لها القادة العسكريون، كما الأفراد سواء بسواء، ولم تكن كرامة المرتزق هي – فقط – التي انتهكت في عقر داره، ولم تكن قيمته – فحسب – هي التي أُهدرت على أرضه وبين أهله، وهو ما جعل بعض المخدوعين والمغرر بهم، ممن بقي لديهم قليل من الغيرة والحمية يلوذون بحمى صنعاء الحرية والكرامة، طالبين عفو الكرام، باسم الأخوة في الله والدين والدم والوطن، وهو ما كان لهم فوق ما يسعه خيالهم، ليدفع من تبقى منهم الثمن غاليا، حيث أصبحوا موضع شك وتخوين مسبق، من القيادة السعودية الإماراتية المشتركة، التي لم تر فيهم غير قذارة الارتزاق، وانحطاط الدور الخياني، فمن لم يكن أهلا لثقة وطنه، لا يمكن أن يحظى بثقة المحتل السعودي والإماراتي، ومن باع وطنه وهان عليه أهله وأخوته، سهل عليه بيع كل شيء، وكان ما سوى ذلك أهون عليه.

هنالك – فقط – فتح النظام السعودي عينيه، على سقوطه المدوي، في مستنقع ورطته الكبرى المزدوجة؛ فتعويله على المرتزقة، في تحقيق نصر، عجز هو عن بلوغه، لا يختلف عن ركونه على حماية أمريكا، التي عجزت عن حماية نفسها، أمام ضربات الجيش اليمني، كما أن هروبه إلى أحضان التطبيع، مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وتمكينه من السيطرة على بلاد الحرمين، لن يمنحه حصانة من المساءلة والعقاب، ولن يحفظ له جميلا عند شر البرية من اليهود والنصارى، الذين لا يرون فيه غير بقرة حلوب، تُذبح عندما يجف ضرعها.

وخلاصة القول إن ما عجزت أمريكا الصهيونية وأخواتها، عن تحقيقه وبلوغه منا، بكل ما تمتلك من إمكانات القوة والهيمنة، لن تبلغه منا بعملائها (السعودي والإماراتي)، مهما بلغت أموالهم، ومهما اجتهدت مخططاتهم، ما دمنا محصنين بإغلاق سفاراتهم، ولم ننجر نحو وساطتهم ووعودهم، كما أن المعركة، التي هُزِمت فيها حاملات الطائرات وأقوى الأساطيل الحربية الغربية، لن ينتصر فيها قطعان المرتزقة الأغبياء في الساحل الغربي أو مارب أو غيرها، ومهما تميز العفافيش بغيض الانتقام، أو تلظى الدواعش بجحيم الحقد، ومهما رفعوا من العناوين المذهبية والمناطقية، فلن يزيدهم ذلك إلا سقوطا وانحطاطا وابتذالا وعزلة ورفضا ومقتا، حتى من حاضنتهم الشعبية، التي تبرأت منهم، واستنكفت أن يجمعها بهم انتماء أو ولاء، بعدما أعلنوا عن تماهيهم المطلق مع المشروع الصهيوني الإسرائيلي وتأييدهم عدوانه وجرائمه بحق أبناء قطاع غزة، وتخليهم عن قضية المسلمين الكبرى ومقدساتهم، وتحركهم بأمر أمريكا وإسرائيل، لمواجهة كل من يقف في وجه الكيان الغاصب، وسعيهم لعرقلة عمليات الإسناد المشرفة، التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية، نصرة لغزة خاصة وفلسطين عامة، إذ لم يعد خافيا على أحد، قبح وانحطاط المرتزقة (من الدواعش والعفافيش)، الذين طالما تنافسوا على خدمة المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي، وطالما سارعوا إلى إعلان رغبتهم الأكيدة في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وتمكينه من رقاب وأرض المسلمين، ومثلما أن الكفر ملة واحدة، كذلك العمالة والخيانة والارتزاق نهج واحد وعقيدة واحدة، وأيديولوجيا واحدة في كل زمان ومكان، ولذلك يمكن القول إن الحرب القادمة ستكون محرقتهم الأخيرة، الممهدة لزوال الكيان الصهيوني الغاصب وحلفائه من قوى الاستكبار الاستعمارية العالمية.

مقالات مشابهة

  • “الكيان الصهيوني” يهدد بحظر “الأونروا” في غزة: الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية
  • القحوم: اليمن في طليعة المواجهة لدعم فلسطين ومجاهديها حتى زوال الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يقتحم مدينة طولكرم مساء اليوم
  • الكيان الصهيوني.. انعدام الحيلة والبحث عن ضربة حظ في اليمن
  • «سقط مورم على منتفخ»المحرقة الأخيرة لمرتزقة الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يحرق خيام النازحين بمواصي خانيونس
  • منع الكيان الصهيوني من المشاركة في بطولة العالم للبولينج
  • المحرقة الأخيرة لمرتزقة الكيان الصهيوني
  • شاهد | وضع الكيان الصهيوني من الضربات اليمنية .. كاريكاتير
  • العمليات اليمنية تُجبر الكيان الصهيوني على طلب مليارات لتحصينات عسكرية