صدى البلد:
2024-07-03@15:27:42 GMT

عبد المعطي أحمد يكتب: حقائق ومتغيرات ما بعد غزة

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

أيا ما كانت نتيجة الحرب الدائرة فى غزة الآن فإنها تقدم لنا حقائق ومتغيرات جديدة سواء على مستوى الداخل الفلسطينى والداخل الإسرائيلى، أو على المستوى العربى والإقليمى والعالمى، وتضع فى أيدينا أوراقا تحتاج إلى استثمارها بحكمة وحسم فى آن واحد لتؤتى ثمارها الإيجابية:
أولا: القضية الفلسطينية لن تموت، بل لعلها قد بعثت من جديد أشد قوة بفضل دماء الشهداء، وتضحيات المصابين.


ثانيا: الشعب الفلسطينى لن يترك أرضه وحقوقه وأولها حقه فى دولة مستقلة ذات سيادة على كامل أرضه المحتلة.
ثالثا: رغم تحفظاتنا على حماس وممارساتها فى أحداث 2011 إلا أنها فصيل ينتمى - مع أخواتها من فصائل المقاومة- لشعب وأرض محددين بمئات القرارات الدولية، ومحصنين بجميع القوانين والمواثيق الدولية، وليست كما حاول نتنياهو تصويرها بأنها مثل "داعش" ليبرر دعوته للقضاء عليها, فداعش لاتمثل شعبا، بل هى كيان يضم أشتاتا من مختلف الجنسيات، ولايوجد سند من الشرعية الدولية لبقائه.
رابعا: لدينا زخم من التأييد العالمى لحقوق الفلسطينيين سواء على مستوى الحكومات – كما ظهر من التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة – أوعلى مستوى الرأى العام العالمى الذى تعبر عنه شعوب العالم من مختلف قاراته كل يوم بالمظاهرات والمسيرات التى تدين وحشية الحرب الإسرائيلية، وتطالب بوقفها وتؤيد حقوق الفلسطينيين.
خامسا: لدينا انقسام داخلى فى أمريكا ومثله فى أوروبا تجاه دعم الحرب الاسرائيلية على عكس ماحدث تجاه أوكرانيا، ويكفى أن أمريكا لم تجد من يعترض على قرار الأمم المتحدة الأخير بشأن غزة سوى أربع عشرة دولة ليس من بينها سوى أربع دول أوروبية فقط هى: النمسا وكرواتيا والمجروالتشيك، بينما أيدت القرار أربع عشرة دولة أوروبية على رأسها فرنسا التى تقود الاتحاد الأوروبى وبلجيكا ولوكسمبرج، حيث مقر هذا الاتحاد، فضلا عن دول مهمة مثل: أسبانيا، والبرتغال، والنرويج، وسلوفينيا وغيرها خروجا من "بيت الطاعة" الأمريكى.!
سادسا: بات من الضرورى والحتمى إنهاء الانقسام الفلسطينى بين فتح وحماس والجبهة الشعبية، وغيرها من الفصائل، وبدء صفحة جديدة، ونسيان الماضى بكل سلبياته، ليصبح الجميع حركة مقاومة موحدة.  
هذه الحقائق والمتغيرات المخضبة بدماء الشهداء وصرخات المكلومين تطرح سؤالا أساسيا عن كيف ننجح فى استثمارها فى إعادة ترتيب البيت الفلسطينى والبيت العربى، وكيف ننتقل بمواقفنا من مستوى الإدانة والشجب والاكتفاء بتقديم المساعدات الإنسانية إلى مستوى الإدانة بالفعل وباستخدام هذه المتغيرات وما فى أيدينا من أوراق، وأظن أن القمة العربية المرتقبة فى الرياض يوم السبت المقبل يمكن أن تمثل نقطة البداية على هذا المسار الجديد.
• أمر الغرب وأمريكا عجيب وغريب، فهم يسنون القوانين لما يسمى بحقوق الإنسان، أو حتى الحيوان من وجهة نظرهم فقط، بل إنهم يدينون أى انتهاك، ويصل الأمر إلى توقيع عقوبات بحق من يتعامل من وجهة نظرهم فقط بطريقة غير لائقة مع الإنسان، أو حتى الحيوانات، لكنهم وهذا هو الشاذ، والغريب يتلذذون بسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة، وكأنهم من فصيلة مصاصى الدماء الذين كنا نشاهدهم فى الأفلام، ونتعامل معهم على أنهم شخصيات من وحى الخيال الفنى والسينمائى، لكن الأيام أظهرت أن هناك من هم أشد منهم قسوة، وظلما، وعدوانا.
• من أبيات الشعر التى درستها فى المرحلة الثانوية، ومازالت محفورة فى ذاكرتى ووجدانى تلك الأبيات التى وردت فى ديوان"أتسأل مصر ماذا حمل العميد" للشاعر أحمد محرم والذى يتناول فيه حقبة من سنوات الاحتلال و"المعتمد البريطانى" فى تلك الفترة ومقاومة مصر للاحتلال قال الشاعر: عميد الغاصبين نزلت أرضا
        يبيد  الغاصبون ولاتبيد
        يذود الواحد القهار عنها
        إذا قهرت جنودك من يذود
• نتوهم أحيانا أننا وصلنا إلى نهاية المطاف، ولن يعرف الأمل والحماس والنجاح عنواننا، لكن الحياة علمتنى أن النجاح ليس له ميعاد فى حياة البشر، يأتينا فى مرحلة الشباب، ويأبى أن يلتقينا فى خريف العمر، لايعرف الفوارق ولايميز بين البشر، وإنما يقف على مسافة واحدة من الجميع، لكنه ينتظر اللحظة التى ندرك فيها كيف نغير أقدارنا بالعزيمة والمثابرة والإصرار. وعلمتنى الحياة أيضا أن قمة السعادة ليست بما تحصل عليه من الدنيا، بل السعادة بما تعطيه للآخرين حقا، وصدقا، ويقينا.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

غمدان اليوسفي يكتب: مع أبناء أبوبكر سالم

حظيت قبل أشهر بزيارة أبناء الراحل أبوبكر سالم، أحمد وأليف في منزلهم بمدينة الرياض، وهو المنزل ذاته الذي عاش فيه الراحل طيلة حياته.

 

صعدت سلالم تبدأ في الحوش وتنتهي في صالة الجلوس الصغيرة التي أطلق عليها الراحل صالة (تريم).

 

كان اللقاء بترتيب الصديق الجميل فارس، نجل الشاعر الكويتي الشهيد فايق عبدالجليل، صاحب الروائع التي حلق بها بلفقيه (أنت وين، غزاني الشيب، لاتنادي، عطني الحل)، ومجموعة كبيرة من الأغاني التي ترنم بها نجوم الفن العربي.

 

 

تعرفت بفارس من تويتر قبل أعوام، وبعد مدة شرفني في منزلي بهولندا، وقبل ذلك كان قد أرسل لي بالبريد ديوان والده (صوت العطش).

 

رافقني في الزيارة الصديق عارف أبوحاتم، واستقبلنا أحمد وأليف وفارس وهم رفقاء فارس منذ الصغر، حيث كان الراحل الكبير أبوبكر سالم قد استقبل أولاد فائق خلال الغزو العراقي للكويت في 1990، حين اختفى هناك أثناء مقاومته للغزو، لتعود رفاته في 2006 مع مجموعة من شهداء الكويت الذين كانوا أسرى، فاحتضن أبوبكر أولاد فائق مدة من الزمن، وكما قال فارس في تلك الجلسة فإن أم أصيل وأبو أصيل عاملوهم كأولادهم تماما.

 

أضاف فارس: كانت أم أصيل الله يرحمها تشتري لنا الملابس نفسها لي ولأصيل وأحمد، والفنايل الداخلية نفسها، ولكي تميز بينها تكتب بالقلم أسماءنا، لأنها نفس الماركة واللون، فقط تختلف المقاسات.

 

 

قال أبوبكر في كلمة له عن فائق نشرت في الديوان: "آخر نغمة وجدانية دارت بيني وبينه أيام الأيام النكراء في احتلال "كويته" الغالي، وعندما كلمني هاتفيا من الحدود يوصيني بأولاده الذين بعثهم من تلك المنطقة، وقد حاولت إقناعه بالانضمام معهم إلينا في الرياض فلم أفلح في ذلك، وآلى على نفسه إلا أن يعود هو إلى الوطن إدراكا منه للواجب الذي يقتضي منه المشاركة فيه".

 

في تلك الجلسة كان أحمد أبوبكر يتحدث بروحه المرحة وشعرت أننا أصدقاء منذ زمن بعيد، وسألناه عن قصص كثير من الأغاني التي يتم تداولها ومنها مانفاه ومنها ما أكده.

 

وحول قصة (مايحتاج ياعيسى)، فإن القصة الحقيقية حسب رواية أحمد وفارس فإن عيسى هو شخص إماراتي كان معجبا بأبوبكر سالم ويحضر حفلاته في كل مكان من الكويت إلى لبنان، مصر، السعودية وغيرها، وتعرف على فائق عبدالجليل وهو بدوره عرفه إلى أبوبكر فصار الثلاثة أصدقاء، وأغنية مايحتاج ياعيسى خرجت بالصدفة، حين قال أبوبكر الكلمة فأعجب بها وأكمل القصيدة التي ظهرت بذلك الشكل الرائع.

 

 

ظلينا نستمع للقصص، وقد حظيت بالجلوس في نفس المكان الذي كان يجلس فيه الراحل، بجوار سماعة الهاتف الأرضي، ولمست الهاتف لوهلة، وتذكرت تلك الأغنية الرائعة التي تم تسجيل صوت الراحل حسين أبوبكر المحضار وهو يقرأ ويدندن على مسامع أبوبكر في الهاتف أغنية (يقول انني فضلت)، وعبرت بذلك لهم في الجلسة.

 

يعمل أحمد في تنظيم الحفلات الموسيقية، ومعظم عمله مع الفنان محمد عبده حاليا، وتختزن ذاكرته بالقصص والحكايات، بينما يحتفظ أليف ببسمته الساخرة، وهو شاب يعمل خارج سياق الفن، حيث يدير مطعما حضرميا في المغرب.

 

بعد أسابيع وصلني من أحمد أبوبكر ديوان والده، (أبوبكر سالم بلفقيه، شاعر قبل الطرب)، وهو ديوان يضم 82 قصيدة منها ماغناها هو ومنها ماغناها نجوم آخرين، مثل وردة الجزائرية، هيام يونس، أنغام، طلال مداح، نجاح سلام، راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، عبدالله الرويشد، وأصيل.

 

*الصور مع، أحمد أبوبكر، فارس فايق، وعارف ابو حاتم

 

 

 

 


مقالات مشابهة

  • غيشان يكتب بعد غياب / أحمد حسن الزعبي…ألف مبروك
  • غمدان اليوسفي يكتب: مع أبناء أبوبكر سالم
  • رضا فرحات يكتب: الحكومة الجديدة.. رؤية واضحة وتحديات ملحة
  • إسلام الكتاتني يكتب: ثلاث ضربات في الرأس توجع
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • أحمد فيصل علي بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى الدولة
  • بالفيديو | أحمد فيصل علي بطل تحدي القراءة على مستوى الإمارات
  • ابتزاز مدفوع الأجر
  • شهادة عاشور!
  • صفوت دسوقي يكتب " شيرين وقعت في فخ أحمد زكي"