قد يعتقد المشاهد أن ما التقطته عدسات الكاميرات أو تحدث عنه الأطباء داخل المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة أحد السيناريوهات التي تعرضها شاشات التلفزيون ضمن الأفلام السينمائية، والواقع أنه جزء بسيط من فيض من الجحيم الذي تعيشه الكوادر الطبية والمصابين جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

عمليات دون تعقيم وعلى ضوء الكشافات

في الظلام الدامس وعلى ضوء كشافات الهواتف المحمولة، يواصل الأطباء داخل المستشفى الإندونيسي إسعاف المصابين وعلاج المرضى في ظل توقف المولد الرئيسي عن العمل بسبب نفاد الوقود.

وقال الدكتور عاطف الكحلوت، مدير المستشفى الإندونيسي لـ«الوطن»، إنّ قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء في المستشفى، أدى إلى انهياره «طائرات الاحتلال تستهدف بشكل دائم محيط المستشفى وبالتالي تصل إلينا أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين، واضطررنا إلى إسعافهم بالاعتماد على أنوار الهواتف المحمولة»، لافتا إلى أنّ جميع التعاملات الطبية تتم دون تعقيم: «أجهزة التعقيم تعمل بالكهرباء وأصبحت غير متوفرة، كما أنّ الماء بات شحيحا جدا، ونحاول قدر الإمكان توفيره للحالات التي تكون في حاجة ماسة إليه».

نقص المستلزمات الطبية 

وعن طريقة إسعاف الجرحى، قال إنه بعد إحضار المصاب إلى المستشفى يضعه المسعفون على الأسرة وسط الظلام بينما يتولى ممرض مهمة إشعال كشاف الهاتف المحمول ويباشر الطبيب عمله: «بالطبع هناك حالات تحتاج إلى رعاية خاصة وتعامل حذر ولكننا لا نملك الإمكانات ولا المستلزمات الطبية ونتعامل فقط بما هو متاح لدينا في مستشفيات غزة».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستشفى الإندونيسي غزة العدوان الإسرائيلي الأطباء في غزة المستشفى الإندونیسی

إقرأ أيضاً:

في ظل الحصار.. مبادرات في غزة لتعلم إعداد الطعام بأقل الإمكانات

غزة- في ظل إغلاق السلطات الإسرائيلية معابر غزة، منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مبادرات جديدة ومبتكرة لتعليم فنون الطهي بأقل الإمكانيات المتاحة وأبسطها.

وتعد هذه المبادرات، التي لاقت صدى ومتابعة واسعة من قبل الغزيين، خير دليل على صمود وصلابة سكان القطاع في مواجهة الحرب الإسرائيلية الشرسة عليهم منذ 18 شهرا.

"أحاول أن أقدم لأبناء شعبي ما يساعدهم في التغلب على الظروف الصعبة التي يعيشونها بفعل الحرب الإسرائيلية"، يقول الشيف الغزي محمد عامر وهو يستعد لتجهيز وجبة بسيطة أمام خيمته التي تؤويه بعد هدم طائرات الاحتلال منزله.

وجبة المفتول تعد الأشهر لدى الغزيين ويعدونها على الحطب بسبب نفاد غاز الطهي (الجزيرة) خيارات معدومة

ويضيف الشيف للجزيرة نت "في غزة الخيارات أمامنا معدومة؛ لكن نحاول أن نخلق شيئا من لا شيء، لقد اخترت تعليم أبناء شعبي الطعام الصحي وبإمكانيات محدودة مما يساعدهم على الصمود في وجه المجاعة التي يعيشونها منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليهم".

ويعتمد عامر، في تحضير مأكولاته، على المتاح من الخضراوات في الأسواق، والمزروعات التي يقوم بزراعتها بجوار خيمته، فضلا عن الأعشاب البرية التي تشكل إرثا ثقافيا للشعب الفلسطيني كالخبيزة واللوف.

كذلك يعتمد على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية للسكان، وعلى رأسها الأرز والمعلبات والمعكرونة، مشيرا إلى أن إغلاق الاحتلال للمعابر أدى إلى إيقاف هذه المساعدات، مما جعله يستخدم كمية قليلة حصل عليها قبل إغلاق المعابر بأيام.

الشيف عامر يعد الطعام على الحطب بسبب انقطاع غاز الطهي بغزة (الجزيرة)

ولجأ عامر إلى الحطب لإنجاح مبادرته بسبب نفاد الغاز من السوق، لكنه ومع طول فترة الحرب والحصار، هناك شح في هذه المادة "مما جعله يستبدله في أحيان كثيرة بالبلاستيك". ويقول "الاحتلال رجع لحملة التجويع والحصار وإغلاق كامل للمعابر، وهذه السياسة صعبة بشكل كبير على السكان خصوصا في ظل الحرب الشرسة التي تشن عليهم".

إعلان

"مش لازم لحم ودجاج، الجود من الموجود، والحمد لله على كل حال"، هكذا يعلق عامر على انقطاع اللحوم من القطاع نتيجة منع سلطات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.

المبادرون يعدون وجبات مميزة بإمكانيات بسيطة (الجزيرة) مشاركة

من جانبها، تحرص أم حمدي اليازجي من حي الشجاعية شرق مدينة غزة على مشاركة طريقة إعداد المأكولات البسيطة التي تقوم بطهيها على صفحتها على فيسبوك.

وتقول للجزيرة نت "أملي أن أقدم للغزيات طرقا جديدة لإعداد الطعام بإمكانيات بسيطة ورخيصة الثمن، كي أفيد أبناء شعبنا في ما يعينهم على تحدي الظروف الصعبة وانعدام الخدمات، لا سيما في ظل انقطاع الكثير من الأصناف التي كانت موجودة بغزة قبل الحرب".

وهو ما جعلها تلجأ في الفترة الأخيرة إلى ما هو موجود في الأسواق من أصناف أوشكت على الانقطاع. وتحرص معظم العائلات الغزية على تناول ما تيسر من المساعدات التي تقدمها المؤسسات الخيرية، ووجبات جاهزة تقدمها التكايا كالأرز والعدس والفاصوليا والبرغل.

ونبهت اليازجي إلى أن الكثير من الأكلات ووجبات الطعام التي كانت تحرص العائلات الغزية على تناولها قبل الحرب اندثرت بفعل غلاء الأسعار، وإلى انقطاع الكثير من الأصناف من الأسواق بفعل ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، فضلا عن إغلاق الاحتلال للمعابر.

الطهاة يسعون لصنع وجبات طعام من النباتات البرية في غزة (الجزيرة) تحديات

كذلك يلعب نفاد غاز الطهي من الأسواق دورا في اعتماد الغزيين على التكايا، لأن "السواد الغالب من السكان لا يملك ثمن ما يعده من وجبات، لذلك يأتي الناس يوميا إليها للحصول على وجبة الغداء".

وتشدد اليازجي على أن المطبخ الفلسطيني تقف أمامه الكثير من التحديات، خاصة في ظل التدمير الإسرائيلي المتعمد لكل ما يمت للتراث الفلسطيني بصلة. وفي ظروف القصف والمجازر، قد تضطر لوقف التصوير، وهناك بعض الحلقات تم وقف نشرها مراعاة لأحوال الناس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الصلح خير ..تفاصيل بيان نقابة أطباء الدقهلية بشأن واقعة أعتداء برلماني على طبيب بمستشفى المنزلة
  • في ظل الحصار.. مبادرات في غزة لتعلم إعداد الطعام بأقل الإمكانات
  • حكاية محمود أبو عمشة.. اختطف الاحتلال روحه وبكاه أطباء مصر بحرقة
  • بسبب انقطاع الكهرباء.. قفزة كبيرة في أسعار الثلج بـ”أم درمان
  • الأطباء تستدعي جودة عواد للتحقيق: تلقينا شكاوى من أطباء مرضى ضده
  • انقطاع الكهرباء 4 ساعات يوميًا لـ 3 أيام متتالية عن مناطق حيوية ببني سويف للصيانة
  • في ظل الإبادة.. الكشف عن شبكة لاستقطاب أطباء غزة للعمل خارجها
  • مناقشة سير التدريب في مساق الباطنية بفرع مجلس الاختصاصات الطبية في الحديدة
  • الخرطوم تضع تدابير عاجلة لمواجهة مشاكل انقطاع الكهرباء وتأثيرها على إمداد المياه
  • شاهندة عبد الرحيم تشيد بالخدمات الطبية في مستشفى الناس: اللي يقدر يتبرع ما يتأخرش