الدمار الذي تركته الحرب في غزة، لا يقتصر على المباني وخسارة الأجساد فقط، بل الأضرار النفسية أشد وطئًا على سكان غزة بالموازاة مع مشاهد الموت والإصابات اليومية التي تتصاعد أيضًا تبعاتها النفسية مع استمرار الحرب، تظل أصوات القنابل والصواريخ في مخيلة الأطفال ومسامع الكبار، تنغص عليهم حياتهم وتذكّرهم بمشاهد القصف والدمار كل ساعة.

تقرير لجيش الاحتلال الإسرائيلي يسخر من أزمة غزة

في تصريحات تتنافى مع الإنسانية، وفي ظل كارثة حقيقية يعانيها قطاع غزة، خرج تقرير لجيش الاحتلال الإسرائيلي بموقع «واللا» العبري وصحيفة «جيروزاليم بوست» باللغة الإنجليزية، يقنع مواطني دولتهم بفائدة الخوف والتوتر، جراء مشاهد الأحداث الدامية الحاصلة، في إنقاص الوزن، محاولًا إيصال رسالة مفادها بأن فترة الحرب تعد فرصة حقيقية يجب اغتنامها للقضاء على زيادة الوزن. 

منذ شهر كامل من اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة، تعاني «آلاء أبو القاسم» ابنة منطقة دير البلح من توتر وقلق دائمين، كلما ذهبت إلى النوم، انتفضت من مكانها على صوت القصف العنيف الذي يحيل الظلام إلى نهار في منتصف الليل، القلق والخوف يآكلان معدتها، لا تشتهي الطعام، على مدار يومها، ترمق جوعها بكسرة خبز صغيرة لا تتجاوز في حجمها كف اليد.

«القلق مميت والشهية مقفولة والله ما في نفس للأكل، نحن بانتظار الموت في كل لحظة»، تقول بلهجتها الفلسطينية في بداية حديثها لـ«الوطن» عن الأثر النفسي البالغ الذي تعانيه وأفراد أسرتها جراء الحرب الطاحنة في مدينتها، بينما يسخر تقرير جيش الحتلال الإسرائيلي من حجم الكارثة الحاصلة في قطاع غزة، ويحاول إيهام شعبه بأنه فرصة لمن يريد إنقاص وزنه.

طوابير ملء أواني المياه

تروي الفتاة العشرينية بسخرية ممزوجة بالألم، كيف كانت الحرب سببا في إنقاص وزنها، إذ كانت تنوي بالفعل ممارسة الرياضة لإنقاص وزنها، وجاءت الحرب وأغلقت النوادي أبوابها بل توقفت الحياة تمامًا في القطاع المحتل، «كنت مقررة أخسر وزن، هاي الحرب إجت خسرتني وزني عالمضبوط وخلتني ألعب رياضة بشكل تاني»، رياضة الجري والهروب من مكان القصف لمكان آخر، ورياضة الانتظار في طوابير السوبر ماركت بالساعات للحصول على الطعام، حسب وصفها.

كل يوم تصطف ابنة دير البلح في قطاع غزة في طابور طويل في انتظار دورها لملء أواني الماء، تحملها على كتفها صعودًا على سلم البيت أكثر من مرة في اليوم، كان ذلك سبب آخر في نقصان الكثير من وزنها، بحسب وصفها: «بنمارس رياضة رفع الأثقال من نوع آخر، رفع أثقال جرادل المياه من الأرض وصعود ونزول الدرج مرات عديدة».

نقص الخبز في غزة

قلة كميات الطعام التي تتناولها الفتاة البالغة من العمر 29 عامًا، بسبب أزمة الخبز في القطاع بأكمله ونقص السلع الغذائية، كان سببا إضافيًا في خسارة نحو 7 كيلوجرامات من وزنها منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة: «ما في أكل يكفي، بنحاول نقتصد فيه قد ما نقدر عشان يكفينا لتاني يوم لحين محاولة الحصول على ربطة خبز في اليوم التالي»/ إذ بات الحصول على رغيف الخبز رحلة شاقة يضطر إليها سكان غزة تستمر قرابة أربع ساعات وقوفًا في انتظار طابور طويل أمام المخبز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين الخبز قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سفير فلسطين السابق بالقاهرة: لم تدخر مصر جهدا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

أكد السفير بركات الفرا سفير دولة فلسطين السابق بالقاهرة أن مصر لم تدخر جهدا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من أجل إيقاف نزيف الدم الفلسطيني، وإجهاض كافة المحاولات والخطط الإسرائيلية الرامية لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وقال السفير بركات الفرا ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء ، إن مصر وبالتعاون مع الوسطاء سعت على مدار أكثر من عام لوقف الحرب الإسرائيلية الشعواء على الفلسطينيين حتى تكللت تلك الجهود بالإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ضرورة العمل على تنفيذ كافة بنود الاتفاق

وأعرب عن شكره "للوسطاء في مصر وقطر على الجهود التي بذلوها لإيقاف تلك الحرب الإسرائيلية المجرمة على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة" ، داعيا إلى ضرورة العمل على تنفيذ كافة بنود الاتفاق بكافة مراحله، وتكثيف العمل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع.

وذكر سفير فلسطين السابق بالقاهرة أن الجهود المصرية القطرية تعكس التزاما واضحا تجاه بالقضية الفلسطينية ، وحرصا على تحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط ، من خلال إطلاق عملية سلام شاملة تُفضي إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس "حل الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وفقا لمبادرة السلام العربية ، وقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ذات الصلة.

وطالب السفير بركات الفرا المجتمع الدولي بدعم جهود الوسطاء لضمان تنفيذ الاتفاق، معربا عن تخوفه من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دأب خلال الفترات الماضية على إفشال جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار؛ حفاظا على مستقبله السياسي غير مكترث بمعاناة الفلسطينيين المستمرة على مدار أكثر من عام ، وغير مهتم بالمطالبات الإسرائيلية الشعبية المستمرة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
 

مقالات مشابهة

  • مدير «معهد فلسطين»: مصر تعتبر قضيتنا أمنا قوميا.. وسعت لوقف الحرب منذ بدايتها
  • هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لم يذكر التسمية؟ صحح معلوماتك
  • ما هو مصير الحكومة واليمين الإسرائيلي بعد الصفقة؟
  • التخلي عن الوجبات الخفيفة يساعد على تجنب زيادة الوزن
  • العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
  • صحة غزة تنشر إحصائية شهداء العدوان الإسرائيلي
  • سفير فلسطين السابق بالقاهرة: لم تدخر مصر جهدا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • سفير فلسطين السابق بالقاهرة: لم تدخر مصر جهدًا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • 466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • احتفالات في غزة على أصداء “القصف الإسرائيلي” الذي لم يتوقف بعد