بلينكن يدعو مجموعة السبع للتحدث بـ "صوت واضح" بشأن غزة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، مجموعة السبع للتحدث بـ "صوت واضح" بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، وذلك لدى بدئه محادثات في اليابان مع نظرائه في هذا التكتل.
وقال بلينكن في مستهل اجتماعات تستمر يومين في طوكيو: "هذه لحظة مهمة جدا.. أن تقف مجموعة السبع معا في مواجهة هذه الأزمة والتحدث كعادتنا بصوت واحد واضح".
ويقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة بشكل مكثف منذ 7 أكتوبر عقب شن حركة "حماس" هجوما غير مسبوق قتل فيه 1400 شخص في إسرائيل، بالإضافة احتجاز أكثر من 240 رهينة، حسب السلطات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة في تحديث لحصيلة الضحايا في القطاع صدر اليوم الثلاثاء، إن عدد القتلى في القطاع بلغ 10328 شخصا بينهم 4237 طفلا.
ورفضت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، الدعوة لوقف لإطلاق النار، مشددة على أن لإسرائيل الحق في الرد علما بأن واشنطن دعت لتوقف مؤقت في القتال.
ووصل بلينكن إلى طوكيو عقب جولته السريعة الأخيرة في الشرق الأوسط، ويتوقع أن "يطلع نظراءه على نتائج جولته.. وعلى التقدم المحرز في إيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في غزة، وجهود احتواء الحرب"، على ما قال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية.
الاثنين قال بلينكن في تركيا إن واشنطن تعمل "بصورة نشطة جدا" لإيصال مزيد من المساعدات للمدنيين العالقين في القطاع.
وقال بلينكن للصحافيين "أحرزنا تقدما كبيرا في الأيام الأخيرة من أجل زيادة" المساعدة التي تصل لسكان غزة، مؤكدا أن "توقفا (في المعارك) قد يساهم في ذلك أيضا".
وناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إمكان تطبيق "هدنات تكتيكية" على ما قال البيت الابيض، لكن لم يعلن عن أي اتفاقات ولم يناقش الزعيمان احتمال وقف لإطلاق النار.
وقال نتانياهو الإثنين إن الحرب ستتواصل حتى تتولى إسرائيل "المسؤولية الأمنية الشاملة" في غزة.
وفرنسا هي العضو الوحيد في مجموعة السبع التي أيدت قرارا صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، دعا إلى "هدنة إنسانية" فورا.
وصوتت الولايات المتحدة بالرفض فيما امتنعت اليابان وبريطانيا وألمانيا وكندا عن التصويت.
وقالت فرنسا في بيان أعلنت فيه عن مشاركة وزيرة الخارجية كاترين كولونا في اجتماع طوكيو، إن الاجتماعات ستناقش "ضرورة الاستجابة لاحتياجات المدنيين في غزة واحترام القانون الإنساني الدولي".
وأضاف البيان أن كولونا "ستكرر إدانتنا للأعمال الإرهابية لحماس وضرورة إطلاق سراح الرهائن".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة حماس مجموعة السبع الجيش الإسرائيلى وزير الخارجية الأمريكي المدنيين في غزة الحرب الإسرائيلية مجموعة السبع فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
في مشهدٍ دموي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على قطاع غزة، متسببًا بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبينما تتعالى الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب، تتجه إسرائيل إلى تصعيد ميداني جديد، متجاهلة الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي هذا السياق، تكشف تقارير إعلامية إسرائيلية عن نوايا لتوسيع العمليات البرية واحتلال مناطق إضافية داخل القطاع، وسط حالة من الترقب والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل أكبر.
خطط لتوسيع العمليات البريةأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع عملياته البرية واحتلال مناطق جديدة داخل قطاع غزة، مع تصعيد ملحوظ في شدة القصف الجوي الذي لم يهدأ طوال الأشهر الماضية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش يستعد بالفعل لتوسيع عملياته الميدانية، مستفيدًا من حالة الجمود التي تخيم على المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي تقدم ملموس.
بدوره، قال مراسل القناة 12 الإسرائيلية إن مصادر عسكرية إسرائيلية أبلغت خلال الأيام الماضية مسؤولين في المستوطنات المحاذية لغزة بخطط لتصعيد الضغط العسكري بشكل كبير، بما يشمل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط بهدف تنفيذ عمليات برية مكثفة ومتزامنة في مناطق جديدة داخل القطاع لم تدخلها القوات حتى الآن.
وأشار المراسل إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى أيضًا إلى تعزيز الحماية الأمنية في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية مفاجئة.
وأضافت القناة أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطط معدة سلفًا لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع استمرار الجهود الخلفية التي تهدف إلى التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن التصعيد هو الخيار المفضل حاليًا لدى إسرائيل لتعزيز موقفها التفاوضي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل لم تقدم أي إجابات واضحة للوسطاء في مصر وقطر بشأن مقترح حركة حماس الذي يقضي بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل ودائم على قطاع غزة.
وأضاف الرقب، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن المقترح المصري السابق الذي طرح في وقت سابق لم يلق موافقة إسرائيلية أيضًا، مما يعكس استمرار تعنت الاحتلال في التعامل مع الجهود الرامية إلى وقف الحرب.
وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب حاليًا دورًا أكثر نشاطًا لدفع الأطراف نحو اتفاق ينهي القتال، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة، حيث سيبحث عددًا من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف وقف الحرب في قطاع غزة.
وأكد الرقب أن "أهم الأولويات الآن هي وقف الحرب فورًا، والبدء بترتيبات جديدة لإدارة قطاع غزة"، مشددًا على أن الولايات المتحدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في القطاع، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية للآلة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين منذ أكثر من عام ونصف.
انتهاكات الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، شهد القطاع تصعيدًا غير مسبوق في مستوى العنف والدمار، فقد شنت قوات الاحتلال آلاف الغارات الجوية والمدفعية، استهدفت خلالها الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
ورافق العمليات العسكرية حصار خانق على القطاع، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والأدوية، كما تعرضت المؤسسات الصحية والبنية التحتية الحيوية للتدمير الممنهج، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.
ورصدت تقارير حقوقية دولية، منها تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، من بينها القصف العشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، واستخدام القوة المفرطة، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلاً عن التهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.
وبرغم صدور العديد من قرارات الإدانة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وفرض محكمة العدل الدولية في لاهاي إجراءات احترازية لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل استمرت في تجاهلها، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وغربي مكشوف.
ومع دخول العدوان عامه الثاني، لا تزال غزة تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، وسط غياب واضح للمساءلة الدولية الفعالة، وتجاهل صارخ للقانون الدولي الإنساني.
في ظل الجمود السياسي، والتعنت الإسرائيلي، ومواصلة العدوان، يبقى قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى. وبينما تتحرك بعض الجهود الدولية الخجولة لمحاولة وقف الحرب، تصر إسرائيل على التصعيد الميداني، متجاهلة النداءات الإنسانية العاجلة. ومع استعداد الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة المنطقة، يبقى السؤال معلقًا: هل تسفر هذه التحركات عن وقفٍ فعلي للعدوان، أم أن غزة ستظل تدفع وحدها ثمن ازدواجية المعايير الدولية؟