أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «شاهد على حرب أكتوبر1973» للواء د. سمير فرج.


يتناول الكتاب فى 7 فصول، شهادة اللواء سمير فرج، على الأحداث التى عايشها منذ أن كان ضابطا صغيرا برتبة ملازم عاش مرارة الهزيمة والانسحاب من أرض سيناء فى 67، ليتدرج بعد ذلك فى المناصب داخل القوات المسلحة ليصبح أصغر ضابط بغرفة عمليات حرب 73، وتقوده الظروف بعد النصر ليكون أول ضابط مصرى يدرس فى كلية كمبرلى الملكية بإنجلترا، وهو الأمر الذى قاده إلى مواجهة شارون فى مبارزة إعلامية تم بثها على شبكة «بى بى سى»، وحقق فيها نصرا علميا وإعلاميا، أقره الخبراء فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن الذين قاموا بتقييم المناظرة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى والتى شاهدها الملايين حول العالم على الهواء مباشرة.


ويروى سمير فرج في الكتاب تفاصيل الأهوال التى عايشها الجنود المصريين فى الهجمة الغادرة من إسرائيل، ثم ينتقل بنا بعد ذلك إلى الأحداث التى تلت الهزيمة، ويروى لنا كيف قام الجيش المصرى بإعادة بناء نفسه مرة أخرى؟ وكيف تعلم من أخطائه فى 67؟ ويكشف تفاصيل معارك حرب الاستنزاف المهمة مثل معركة رأس العش وبطولات القوات البحرية المصرية فى إغراق المدمرة إيلات، وبطولات سلاح الدفاع الجوى المصرى فى إسقاط الطائرات الإسرائيلية عام 1970 فى أسبوع تساقط الفانتوم.


ومن حرب الاستنزاف إلى أسرار التخطيط المصرى للإعداد لحرب أكتوبر، التى شارك بها الكاتب أثناء دراسته فى كلية أركان حرب بصفته واحدًا من طلبة الكلية الذين شارك معهم اللواء سعد الدين الشاذلى التوجيه 41 والذى كان فى حقيقة الأمر خطة إعداد حرب 1973.
ومن غرفة عمليات حرب أكتوبر 73 يشاركنا اللواء سمير فرج تفاصيل يوم السادس من أكتوبر لحظة بلحظة، ويروى لنا شهادته عما دار فى تلك الغرفة بصفته أصغر ضابط كان موجوداً بين كبار قادة الحرب ومعهم الرئيس السادات لإدارة واحد من أهم الأيام فى التاريخ المصرى والعالمى الحديث.
ولم يكتف الكاتب بتقديم وقائع الأحداث الخاصة بحرب أكتوبر منذ الهزيمة وحتى النصر فى 73، بل سعى بعين الخبير الاستراتيجى أن يوضح أهمية حرب أكتوبر فى التاريخ العسكرى فى العالم، وقام بتخصيص فصل كامل تحت عنوان «كيف غيرت حرب أكتوبر مصر والعالم؟»، وشرح من خلاله التأثيرات المختلفة لحرب أكتوبر فى العلوم العسكرية وأهم ما جاء بتقارير المعاهد المختصة فى مجال الشؤون العسكرية والاستراتيجية عن حرب أكتوبر وتأثيرها العسكرى.
وخصص فصلاً كاملاً فى الكتاب للحديث عن تاريخ تخليد مصر لذكرى أكتوبر، وكيف ظل ذلك الحدث واحداً من أهم الاحتفالات المصرية القومية التى تحرص مصر على إحيائها حتى الآن، واختتم الكتاب بتناول التطورات التى شهدها الجيش المصرى بعد مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، وكيف أصبح تصنيف الجيش المصرى التاسع عالمياً فى تقارير أهم المؤسسات البحثية فى الشأن العسكرى فى العالم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب اللواء سمير فرج حرب أكتوبر حرب أکتوبر سمیر فرج

إقرأ أيضاً:

حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ

الأحداث المشتعلة فى الشرق الأوسط، واستمرار إسرائيل فى تفجير المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن الكيان الصهيونى لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يرضخ للحوار أو السلام إلا بالقوة، وهو ما أدركه بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما سطرت مصر ملحمتها العظيمة فى السادس من اكتوبر منذ واحد وخمسين عامًا، فى معركة أبهرت العالم، وأكدت من جديد أن المصريين هم صناع التاريخ فى كل زمان، بعد أن أدهشت العبقرية العسكرية والسياسية المصرية العالم فى معركة غيرت كل النظريات العسكرية التى كانت تؤكد أن مصر فى حاجة إلى قنبلة نووية لضرب خط بارليف، حتى تتمكن من الوصول إلى سيناء وتجاوز هذا الحاجز الذى يشكل أضخم حاجز منيع وساتر ترابى فى العالم بكل نقاطه الحصينة وتجهيزاته العسكرية التى تحول مياه قناة السويس إلى كتلة لهب من خلال خطوط النابالم، وأكدت الدراسات أن الموانع الثلاثة وهى مجرى المياه والساتر الترابى الهائل والنقاط الحصينة، يستحيل على أى جيش تجاوزها وتشكل ضرب من الجنون وعملية انتحار، خاصة فى ظل التفوق العسكرى الإسرائيلى كمًا ونوعًا.

الحقيقة أن حرب اكتوبر المجيدة غيرت كل النظريات العسكرية إلى حد أنها أصبحت من أهم المراجع التى تدرس الآن فى المعاهد والكليات العسكرية فى العالم، على اعتبار أنها غيرت كل النظريات العسكرية وحققت مفاجأة مذهلة على مستويات عدة، منها الفرد المقاتل الذى شكل عامل الحسم فى هذه المعركة ببطولاته الخارقة بعد أن تم اعداده مهاريًا وفنيًا، وأيضًا اعداده نفسيًا وإزالة كل آثار نكسة 67 التى لم يحارب فيها المقاتل المصرى، وكان السادس من اكتوبر هو الاختبار الحقيقى للمقاتل المصرى الذى تأكد فيها أنهم خير أجناد الأرض بكل ما سطروه من بطولات خلدها التاريخ وتدرس الآن.. ثم تأتى خطة الخداع الاستراتيجى التى قادها السادات بطل هذه المعركة، لتؤكد قدرة المصريين الفريدة فى الخداع السياسى والعسكرى، بهدف المباغتة وخداع العدو على شتى المستويات من خلال خطة محكمة قادتها المخابرات المصرية وأجهزة الدولة لإيهام العدو بعدم قدرة مصر على خوض حرب فى هذا التوقيت، وقبول حالة اللاسلم واللاحرب والاتجاه نحو الحل السياسى، وتم استخدام عدد من الوزارات وقطاعات الدولة فى الخطة وقيام وسائل الاعلام بنشر الأخبار السلبية عن الاقتصاد وتسريح آلاف الجنود من الخدمة، وعمليات التعبئة من حين لآخر وغيرها من المناورات التى شتت العدو، وانتخبت عنصر المفاجأة على كل المستويات وعلى رأسها تدمير خط بارليف الحصين والعبور للضفة الشرقية للقناة.

مؤكد أن نتائج ودروس حرب اكتوبر العظيمة لا حصر لها، إلا أنها غيرت واقع المنطقة بكاملها حتى اليوم، وحددت موازين القوى وحجم وقدرات الدول.. وفى ظل الصراع المتنامى وانفجار الأحداث بالشرق الأوسط، تظل مصر بقدراتها العسكرية الكبيرة والمتطورة، قادرة على فرض التوازن الاستيراتيجى وحماية أمنها القومى على شتى المستويات، فى منطقة تعج بالفوضى والصراعات والحروب.. ثم يأتى درس التضامن العربى فى هذه الحرب الخالدة ليكشف عن القدرات الهائلة التى يمتلكها العرب فى حالة اتحادهم، وقدرتهم على مواجهة كل المخططات الدولية، وليس أدل على ذلك من موقف الزعيم الراحل الملك فيصل عندما قرر استخدام سلاح النفط فى هذه الحرب، وأدى إلى شل الحركة فى أمريكا والدول الغربية، وهذا التضامن الذى شكل إحدى أوراق الضغط العربية، جاء فى مصلحة الأشقاء فى السعودية ودول الخليج عقب وقف الحرب، عندما ارتفع سعر برميل النفط من ثلاثة دولارات إلى عشرين دولارًا ثم إلى ثلاثين دولارًا فى أشهر معدودة، وبما يؤكد أن التضامن العربى له مكاسب وفوائد هائلة نظرًا للتنوع الذى تمتلكه الدول العربية من ثروات طبيعية وبشرية وجيوسياسية، تشكل فى مجملها واتحادها قوة هائلة، ولكن للأسف نجح الغرب فى زرع وخلق المشاكل البينية والوقيعة بين الدول العربية، لصالح الكيان الصهيونى.

حفظ الله مصر

 

مقالات مشابهة

  • عمومية الجمعية المصرية للتأمين التعاوني تعتمد مركزها المالي عن العام 2023/ 2024
  • رئيس الكونفدرالية الإيطالية يكشف لـ«البوابة نيوز» تفاصيل إطلاق مشروع ضخم لتدريب العمالة المصرية 
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «مركز التلقيح الاصطناعي» بكفر الشيخ: مصدر سلالات الأبقار والجاموس عالية الإنتاجية المناسبة للظروف المناخية المصرية
  • محافظ البحيرة ورئيس هيئة الكتاب يفتتحان الدورة الـ7 لمعرض دمنهور| صور
  • «بداية جديدة لبناء الإنسان».. محافظ البحيرة ورئيس هيئة الكتاب يفتتحان معرض دمنهور للكتاب
  • «الطيران» تصدر قرارا بتعديل المادتين «6 و7» من النظام الأساسي لـ«المصرية للمطارات»
  • اليابان استخدمت الملوخية المصرية فى صناعة الدواء
  • شاهد.. وزير الاتصالات يفتتح أول قمة عالمية للبنية التحتية الرقمية
  • شرطة رأس الخيمة تصدر عدد أكتوبر من مجلة العين الساهرة