سودانايل:
2025-01-18@03:47:18 GMT

في إنتظار جودو السوداني

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

يقال،تبدأ الفلسفة بالدهشة... تبدأ الدراما بالمأساة التراجيديا والكوميديا السوداء..وأن الدهماء ليس لهم رأي رغم ديمقراطية المبدأ السياسي..في أثينا القديمة.
كل هذا الهرج والمرج وتضارب الأفكار..وحرارة الجدل الصاعد والجدل الهابط وما بين المنزلتين عند السفسطائيين ...كان هناك ،في بلاد اليونان القديمة، إبداعا وإنتاجا فكريا متميزا،من الفلسفة السقراطية والأفلاطونية والأرسطية والشكية والظنية وأصحاب الإيمان.


كان هنا المسرح ونظريات اعلامه..ارسطوفان وأسخالوس وسوفيكليس واوربييدس غيرهم..ومسرحيات وممثلين وجوقات موسيقية في عمر السبعمائة سنة قبل الميلاد.. وكذلك الفلسفة التي ازهدرت في عمرها العتيد في القرن الخامس قبل الميلاد...وقد ترك لنا كل ذلك إرثا إنسانيا عظيما لازالت البشرية تنهل منه تأخذ منه أيضا مرجعيتها التوثيقية حتي الآن.
أقول كل ذلك ،وفي الخاطر المتعب،الحالة السودانية!! تلك الحالة المأسوية التي أطلت علينا بوجهها الكئيب و رأسها الأغبر ...تلك المأساة والكوميديا السوداء والفوضي غير الخلاقةالتي نعيشها منذ أن فكر غيرنا في إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة...سواء أكانوا داخل السلطة أم خارجها...لا فرق.
نعيش تلك الدهشة البلهاء التي لازالت مرسومة علي شفاهننا شفاه أطفالنا والأبرياء وهم يتسألون لم كل هذا الخراب والدمار والتلذذ بالقتل واغتصاب النساء؟
تري...هل ستفرز لنا تلك الحرب اللعينة إبداعا سو.انيا يغطف ويوثق ويستلهم من تلك المأسي أدبا وشعرا وإبداعا جديدا متميزا ،كما فعلت أثينا القديمة وكل دول أوروبا الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية...أم ستخمد
جذوة الإبداع فينا وتندثر مع ركام وخراب بيوتنا وشوارعنا العتيقة؟
في المسرحية العالمية المشهورة، للايرلندي صامويل بكيت،[ في إنتظار جودو]،كان هناك إسقاط إنساني وفلسفي وسياسي،علي واقع الحال الذي يعيشه إنسان ما بعد الحرب العالمية الثانية ..وضبابية المشهد الملتبس والمشوش البائس الفقير...وجود بائس ليس فيه خيار سوي الإصرار علي إنتظار ما لا يدري!!...وهذا هو بالضبط حالنا الآن. السودان برمته ينتظر الخلاص من تلك الغيبوبة البشعة الناتجة عن الحرب..عن العنف الوحشي.. الدمار الذي لا عقل له...ولكنه في ذات الوقت مجبرعلي إنتظار لكل ما لا يأتي..وتلك هي قمة المأساة وأسوأ حالات القلق الوجودي وعدم الاستقرار..
فإذا كانت ،مسرحية صامويل باكيت،تعتبر علامة فارقة في المسرح العالمي، فإن(الحالة) السودانية ،تعتبر علامة فارقه في تأريخه القديم والحديث،وفي الحياة السودانية حاضرا ومستقبلا. وليتنا نعرف...متي..وأين..ومن هو ( جودو السوداني) الذي يستحق انتظارنا حتي نرتب انتظارنا ونحسن استقباله. ..
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟

من أحاجي الحرب():
□□ أول ما تبادر لذهني عند قراءة بيان خارجية دولة جنوب السودان الشقيق، هو المقارنة بين هذا الموقف وموقف دولة كولومبيا عندما طفت على سطح الإعلام قضية المرتزق الكولومبي.
○ إجراء تحقيقات رسمية حول مشاركة مواطنين كولومبيين في حرب السودان.
○ تقديم اعتذار للحكومة السودانية على مستويات عليا.

○ تولت الصحافة الكولومبية مزيد من التقصي.

□ دوما كنت أطالب النخب في دولة جنوب السودان بالقيام بدورهم حيال التجارة بمواطني الجنوب من قبل بعض تجار الحرب، والزج بمواطن الجنوب في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
□ صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟

□ هؤلاء وفق القانون ليسوا سوى مرتزقة مجرمين، ويقدم من هو على قيد الحياة للعدالة الناجزة.
#من_أحاجي_الحرب

عصمت محمود أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: ترامب سيمنح إسرائيل الدعم الكامل للعودة إلى الحرب في هذه الحالة
  • الخارجية السودانية تعبر عن قلقها إزاء الأحداث في جوبا إثر الاعتداءات التي استهدفت أشخاص وممتلكات المواطنيين السودانيين
  • نتنياهو: ضمانات أميركية باستئناف الحرب على غزة في هذه الحالة
  • الجيش السوداني: العقوبات التي فرضت على البرهان ظالمة
  • القوات المسلحة السودانية تستنكر القرار الجائر الذي صدر ضد البرهان
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • الخارجية السودانية: نرفض ونستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • ضمير الوجود وتجربة الإنسان وأزمة العلوم السودانية