يقال،تبدأ الفلسفة بالدهشة... تبدأ الدراما بالمأساة التراجيديا والكوميديا السوداء..وأن الدهماء ليس لهم رأي رغم ديمقراطية المبدأ السياسي..في أثينا القديمة.
كل هذا الهرج والمرج وتضارب الأفكار..وحرارة الجدل الصاعد والجدل الهابط وما بين المنزلتين عند السفسطائيين ...كان هناك ،في بلاد اليونان القديمة، إبداعا وإنتاجا فكريا متميزا،من الفلسفة السقراطية والأفلاطونية والأرسطية والشكية والظنية وأصحاب الإيمان.
كان هنا المسرح ونظريات اعلامه..ارسطوفان وأسخالوس وسوفيكليس واوربييدس غيرهم..ومسرحيات وممثلين وجوقات موسيقية في عمر السبعمائة سنة قبل الميلاد.. وكذلك الفلسفة التي ازهدرت في عمرها العتيد في القرن الخامس قبل الميلاد...وقد ترك لنا كل ذلك إرثا إنسانيا عظيما لازالت البشرية تنهل منه تأخذ منه أيضا مرجعيتها التوثيقية حتي الآن.
أقول كل ذلك ،وفي الخاطر المتعب،الحالة السودانية!! تلك الحالة المأسوية التي أطلت علينا بوجهها الكئيب و رأسها الأغبر ...تلك المأساة والكوميديا السوداء والفوضي غير الخلاقةالتي نعيشها منذ أن فكر غيرنا في إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة...سواء أكانوا داخل السلطة أم خارجها...لا فرق.
نعيش تلك الدهشة البلهاء التي لازالت مرسومة علي شفاهننا شفاه أطفالنا والأبرياء وهم يتسألون لم كل هذا الخراب والدمار والتلذذ بالقتل واغتصاب النساء؟
تري...هل ستفرز لنا تلك الحرب اللعينة إبداعا سو.انيا يغطف ويوثق ويستلهم من تلك المأسي أدبا وشعرا وإبداعا جديدا متميزا ،كما فعلت أثينا القديمة وكل دول أوروبا الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية...أم ستخمد
جذوة الإبداع فينا وتندثر مع ركام وخراب بيوتنا وشوارعنا العتيقة؟
في المسرحية العالمية المشهورة، للايرلندي صامويل بكيت،[ في إنتظار جودو]،كان هناك إسقاط إنساني وفلسفي وسياسي،علي واقع الحال الذي يعيشه إنسان ما بعد الحرب العالمية الثانية ..وضبابية المشهد الملتبس والمشوش البائس الفقير...وجود بائس ليس فيه خيار سوي الإصرار علي إنتظار ما لا يدري!!...وهذا هو بالضبط حالنا الآن. السودان برمته ينتظر الخلاص من تلك الغيبوبة البشعة الناتجة عن الحرب..عن العنف الوحشي.. الدمار الذي لا عقل له...ولكنه في ذات الوقت مجبرعلي إنتظار لكل ما لا يأتي..وتلك هي قمة المأساة وأسوأ حالات القلق الوجودي وعدم الاستقرار..
فإذا كانت ،مسرحية صامويل باكيت،تعتبر علامة فارقة في المسرح العالمي، فإن(الحالة) السودانية ،تعتبر علامة فارقه في تأريخه القديم والحديث،وفي الحياة السودانية حاضرا ومستقبلا. وليتنا نعرف...متي..وأين..ومن هو ( جودو السوداني) الذي يستحق انتظارنا حتي نرتب انتظارنا ونحسن استقباله. ..
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ماسأة ولاد العم.. الأهالي يواصلون الليل بالنهار إنتظارًا لإنتشال الضحية الرابعة لحادث "سيلفي" النيل ببني سويف (صور)
تواصل قوات الإنقاذ النهري وشرطة المسطحات المائية بمحافظة بني سويف، بالتعاون مع الأهالي، جهودها المكثفة لليوم الخامس على التوالي، للعثور على جثمان الفتاة الرابعة، ضحية حادث الغرق المأساوي الذي وقع بقرية "صالح فريد" التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة، بعدما سقط 4 من أبناء عمومة واحدة في مياه نهر النيل أثناء التقاطهم صورة تذكارية "سيلفي" خلال مشاركتهم في حفل زفاف عائلي.
وقد تمكنت فرق الإنقاذ، صباح أمس الإثنين، من انتشال الجثة الثالثة، والتي تبيّن أنها تعود للفتاة دعاء ربيع سالم، البالغة من العمر 15 عامًا، لتلحق بأبناء عمومتها محمد ربيع سالم (17 سنة)، ومحمود عيد سالم (16 سنة)، واللذين تم انتشال جثمانيهما خلال اليومين الماضيين، ونُقلا إلى مستشفى الفشن المركزي لإنهاء الإجراءات القانونية ودفنهما.
ولا تزال عمليات البحث مستمرة لانتشال الجثة الرابعة والأخيرة، والتي تعود للفتاة ريهام، والتي تبلغ من العمر 15 عامًا، وسط حالة من الترقب والقلق الشديدين بين الأهالي، الذين لم يفارقوا ضفاف النهر منذ وقوع الحادث، أملًا في العثور على الجثمان وإنهاء حالة الحزن التي خيمت على القرية.
وتعود تفاصيل الحادث المأساوي إلى مساء الخميس الماضي، حين كان الضحايا الأربعة يقفون أعلى مرسى نهري غير مؤمن، لالتقاط صورة سيلفي للذكرى، إلا أن اختلال توازن إحدى الفتيات تسبب في سقوطها في المياه، فحاول الثلاثة الآخرون إنقاذها، لكن قوة التيار جرفتهم جميعًا إلى عمق النهر، ما أدى إلى غرقهم في مشهد مأساوي أبكى القرية بأكملها.
وقد أثار الحادث حالة من الحزن والأسى العميق بين أهالي قرية "صالح فريد"، الذين تحوّل فرحهم إلى مأتم كبير، بعد فقدان أربعة من شبابهم في لحظة واحدة، وناشد الأهالي الجهات المعنية بتأمين المراسي النهرية، ووضع لافتات تحذيرية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة مستقبلًا.
وفي ظل استمرار جهود فرق الإنقاذ، يأمل الجميع في سرعة العثور على جثمان الفتاة "شهد"، لتكتمل فصول المأساة، وتُسدل الستار على واحدة من أكثر الحوادث المؤلمة التي شهدتها بني سويف في الآونة الأخيرة.
من جانبها ناشدت محافظة بني سويف مواطني المحافظة، بضرورة توخي الحذر ومراقبة أطفالهم خلال احتفالات شم النسيم وأعياد الإخوة المسيحين، وتجنب الأماكن الخطرة بنهر النيل حفاظا على سلامتهم، ودعت المواطنين إلى ضرورة مراقبة أطفالهم وعدم السماح لهم بالاقتراب من نهر النيل دون إشراف، حفاظا على سلامتهم ووقايتهم من أي مخاطر.
يُذكر أن محافظة بني سويف، قد شهدت خلال الأعوام الماضية عددًا من حوادث الغرق المؤلمة في نهر النيل، خاصة في فترات الاحتفالات والأعياد، ما دفع الجهات المعنية إلى تكثيف حملات التوعية، واتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من تكرار هذه الحوادث، سعيًا لضمان قضاء المواطنين لأوقات ممتعة وآمنة.
سكرتير بني سويف يراجع اجراءات الأمان والسلامة بالمعديات النهري تزامنًا مع شم النسيم حملات مكثفة على محال بيع الأسماك والفسيخ والرنجة تزامنًا مع شم النسيم ببني سويف تحرير 300 محضر في حملات رقابية على المخابز والأسواق ومحطات الوقود ببني سويف صحة بني سويف تنفذ تدريبًا على رأس العمل لتمريض مستشفى الفشن المركزي ضحيتي السيلفي.. قوات الإنقاذ النهري تواصل جهودها لانتشال جثماني فتاتين من مياه النيل ببني سويف وكيل صحة بني سويف تفاجئ مستشفى ببا لمراجعة توافر المستلزمات والأدوية بني سويف تناشد المواطنين تجنب الأماكن الخطرة بنهر النيل للحد من حوادث الغرق تكليف مدير ونائب جديدين لمستشفى التأمين الصحي ببني سويف جريمة هزت بني سويف.. إعدام سيدة وعشيقها تخلصا من زوجها أمام أطفالهما محافظ بني سويف يتفقد مشروع مجمع مواقف السيارات أسفل محور عدلي منصور