سوء التغذية يفاقم معاناة مرضى السرطان ويعيق الشفاء
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
يعتبر سوء التغذية في مراكز رعاية مرضى السرطان حالة معقدة جدا ولا ترتبط فقط بفقدان الوزن، ولكن تتمثل أيضًا بنقص العناصر الغذائية الحيوية وتدهور الصحة العامة وتأثيرها العميق على نتائج العلاج وجودة حياة المرضى.
قالت سلمى المحروقية – اختصاصية تغذية علاجية بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: يؤدي السرطان وعلاجاته إلى فقدان كتلة الجسم، بما في ذلك العضلات، مما يؤدي إلى ضعف جسدي ويؤثر على مستوى أداء المهام اليومية، بالإضافة إلى نقص المغذيات الدقيقة، وغالبًا ما يتضمن سوء التغذية نقصًا في الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامينات " د وسي وب 12 والحديد"، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على وظائف الجهاز المناعي والصحة العامة، وغالبا ما يشكو مرضى السرطان الذين يعانون من سوء التغذية من التعب الشديد، مما يؤثر على جودة حياتهم وقدرتهم على الالتزام بخطط العلاج، ويؤدي سوء التغذية إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ويعيق عملية الشفاء، إضافة إلى ذلك قد يعاني المرضى الذين يعانون من سوء التغذية من تأخر التئام الجروح، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة، وغالبا ما يؤدي سوء التغذية إلى ضعف الإدراك، مما يؤثر على قدرة المريض في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن علاجه ورعايته.
وأوضحت المحروقية أن سوء التغذية قد ينتج من عدة عوامل، أبرزها" الآثار الجانبية للعلاج، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي التي تؤدي إلى أعراض مثل الغثيان والقيء وفقدان الشهية، مما يجعل من الصعب على المرضى الحفاظ على التغذية الكافية، وقد يعطل بعض من علاجات السرطان حاسة التذوق والشم لدى المريض، مما يؤدي إلى النفور من الطعام، وغالبًا ما تؤدي مشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالسرطان، بما في ذلك الإسهال والإمساك وصعوبة البلع، إلى إعاقة تناول الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، بالإضافة إلى أن العبء العاطفي والنفسي لتشخيص السرطان من الممكن أن يسبب الاكتئاب والقلق والتوتر، مما يقلل من الشهية وتناول الطعام.
وأكدت المحروقية أن علاج سوء التغذية في مؤسسات الرعاية الصحية يتطلب نهجًا شاملاً ومتعدد التخصصات تتمثل في المسح المبكر لخطر الإصابة بسوء التغذية لمنع المضاعفات المرتبطة بسوء التغذية، حيث يتم فحص المرضى عند دخولهم للترقيد، مما يمكّن المهنيين الصحيين من تحديد الأفراد المعرضين لخطر سوء التغذية على الفور لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ويتم تزويد المرضى بتقييمات غذائية مناسبة وإرشادات متخصصة لتلبية احتياجاتهم التغذوية والحفاظ على حالتهم الغذائية والصحية، ومراقبة الآثار الجانبية لعلاجات السرطان، مثل الغثيان والتغيرات في حاسة التذوق، لتحسين قدرة المرضى على تقبل الطعام، وتقديم الدعم المعنوي لمساعدة المرضى على التكيف مع التحديات العاطفية والنفسية لمرضى السرطان،وهو ما يؤدي إلى تحسين شهيتهم وجودة حياتهم بشكل عام، ويعد التقييم المنتظم ومراقبة الحالة الغذائية للمريض أمرًا ضروريًّا لضبط التدخلات التغذوية حسب الحاجة.
من جهتها قالت انتصار اليافعية أخصائية اجتماعية في دائرة الرعاية النفسية والتأهيلية بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: فعّل المركز دور الأخصائي الاجتماعي على المستوى الإكلينيكي /الطبي، وهي خدمة يتميز بها المركز نظرًا لالتزامه بتقديم رعاية متكاملة لمرضى السرطان، ويعتبر الأخصائي الاجتماعي أحد أعضاء الفريق المتكامل "متعدد التخصصات" الذي يقدم الرعاية اللازمة للمريض، إذ يعد حلقة الوصل بين المريض وأعضاء الفريق المتكامل، ويوفر لهم المعلومات ويتبادل معهم التوصيات من أجل تحسين جودة حياة المرضى وإزالة العقبات التي تعرقل علاجهم وحياتهم." مشيرة أن دورهم يضمن تجربة خروج سلسة وناجحة للمرضى، والتأكد من أن المنزل آمن لاستقبال المريض، وأن الأسرة مستعدة لرعايته بالشكل الصحيح.
وأكدت اليافعية دور الأخصائي في دعم المرضى وأسرهم حيث يقوم بالمسح والتقييم الشامل لجميع المرضى بالمركز، بهدف فهم حالتهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعملية، ومن ثم تحديد الاحتياجات التي قد يواجها المرضى وأسرهم في مختلف جوانب حياتهم، ويسهم هذا في توفير قاعدة معلوماتية أولية عن كل مريض للفريق المعالج يمنحه فهمًا أعمق لحالة المريض، ومعرفة طرق تثقيف المرضى بالإمكانيات والمصادر الداعمة لهم في المجتمع، إضافة إلى ذلك يقدم الأخصائي الدعم النفسي والاجتماعي خلال مراحل التشخيص والعلاج للمرضى وأسرهم الاستشارة والمساندة الاجتماعية النفسية المتخصصة للمرضى الذين يمرون بظروف صعبة نتيجة للتشخيص والعلاج، ومساعدتهم في التعامل مع التحديات والمشاعر الناجمة عن المرض والعقبات الاجتماعية والاقتصادية والعملية، كما يسهم بوضع خطط علاجية مختصة بذلك."
وقالت: إننا نسعى إلى فهم احتياجات المرضى وأسرهم ومعرفة الإمكانيات والفرص المتوفرة والخيارات الممكنة بهدف توفير الدعم المناسب لهم، وبناءً على المعطيات المتوافرة، نقدم لهم المعلومات ونوجههم نحو المصادر الأنسب للاستفادة من خدماتها، وتوفير الدعم للمرضى من خلال المؤسسات المعنية مثل: المنظمات الاجتماعية والمؤسسات الخيرية والمؤسسات الحكومية، كما نسهم في عملية تكيُّف المرضى وتأهيلهم خلال العلاج وبعد انتهائه، ومساعدتهم في التأقلم مع الحياة اليومية وفهم إمكانياتهم وقدراتهم الحالية وطرق العودة إلى المجتمع، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لاستعادة حياتهم الطبيعية، إذ نقوم بإعداد برامج تأهيلية مختصة، بناء على الملاحظات وتحليلها لاحتياجات المرضى، في مجالات عدة مثل العناية بالذات للتعامل مع آثار العلاج الكيماوي، والتوجيه لخيارات السكن والنقل خلال مرحلة العلاج والتمكين المهني، وغيرها من البرامج التي تستعين بالرعاية المجتمعية ومبادرات المؤسسات المختلفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سوء التغذیة ما یؤدی
إقرأ أيضاً:
علاج سوء التغذية.. أفضل الطرق لتستعيد عافيتك
يحتاج الجسم إلى مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، وبكميات محددة، للحفاظ على أنسجته ووظائفه المتعددة، ويحدث سوء التغذية عندما لا تلبي العناصر الغذائية التي يحصل عليها هذه الاحتياجات.
وقد يعاني الإنسان من سوء التغذية؛ نتيجة نقص عام في العناصر الغذائية، أو قد تتوفر لديك وفرة من بعض أنواع العناصر الغذائية مع نقص أنواع أخرى، حتى أن نقص فيتامين أو معدن واحد قد يكون له عواقب صحية وخيمة على جسمك، ومن ناحية أخرى قد يؤدي الإفراط في العناصر الغذائية إلى مشاكل صحية.
علامات سوء التغذية
قد يبدو نقص التغذية على النحو التالي:
انخفاض وزن الجسم، وبروز العظام، وهشاشة الدهون والعضلات.
نحافة الذراعين والساقين مع وذمة (تورم مع وجود سوائل) في البطن والوجه.
تأخر النمو والتطور العقلي لدى الأطفال.
الضعف والإغماء والتعب.
التهيج، واللامبالاة، أو عدم الانتباه.
جفاف الجلد، وعدم مرونته، والطفح الجلدي، والآفات.
تقصف الشعر، وتساقطه، وفقدان صبغة الشعر.
التهابات متكررة وشديدة.
انخفاض درجة حرارة الجسم، وعدم القدرة على التدفئة.
انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
علامات فرط التغذية
قد يبدو فرط التغذية على النحو التالي:
السمنة.
ارتفاع ضغط الدم.
مقاومة الأنسولين.
أمراض القلب.
ما هي أسباب سوء التغذية؟
عادةً ما ينتج نقص التغذية عن عدم تناول كمية كافية من العناصر الغذائية، كما يمكن أن ينتج عن حالات طبية معينة تمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية.
وقد تواجه صعوبة في الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية؛ إذا كنت تعاني من الآتي:
موارد مالية محدودة.
إمكانية محدودة للحصول على أطعمة مغذية.
حالات طبية تجعل تناول الطعام صعبًا، مثل الغثيان أو صعوبة البلع.
حالات طبية تستنزف السعرات الحرارية، مثل الإسهال المزمن أو السرطان.
حاجة إضافية للسعرات الحرارية، ومنها أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية أو الطفولة.
حالات الصحة النفسية التي تثبط تناول الطعام، مثل الاكتئاب أو الخرف.
اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والشره المرضي.
اضطرابات سوء الامتصاص مثل قصور البنكرياس أو مرض التهاب الأمعاء.
حالة تتطلب تغذية وريدية طويلة الأمد.
علاج سوء التغذيةيُعالج نقص التغذية بالمكملات الغذائية، وقد يعني ذلك تناول مغذيات دقيقة فردية، أو إعادة التغذية بتركيبة غذائية مخصصة عالية السعرات الحرارية، مُصممة لاستعادة كل ما ينقص جسمك.
وقد يستغرق علاج نقص التغذية الحاد، أسابيع من إعادة التغذية، لكن إعادة التغذية قد تكون خطيرة، خاصةً في الأيام القليلة الأولى، فيتغير جسمك بطرق عديدة للتكيف مع نقص التغذية.
وتتطلب إعادة التغذية من جسمك، العودة إلى أسلوب عمله القديم، وأحيانًا يكون هذا التغيير أكبر مما يستطيع تحمله، لذا من الأفضل البدء بإعادة التغذية تحت إشراف طبي دقيق؛ للوقاية من مضاعفات متلازمة إعادة التغذية وإدارتها، والتي قد تكون خطيرة وحتى مُهددة للحياة.
ويُعالج فرط التغذية عادةً بفقدان الوزن، وتغيير النظام الغذائي، ونمط الحياة، إذ يمكن أن يُساعد فقدان الوزن الزائد على تقليل خطر الإصابة بأمراض ثانوية مثل داء السكري وأمراض القلب.
وقد يشمل علاج فقدان الوزن، اتباع نظام غذائي، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأدوية، أو الإجراءات الطبية، كما قد تحتاج أيضًا إلى علاج حالة مرضية كامنة، مثل الغدة الدرقية، أو اضطراب نفسي.
أيضا يكون فقدان الوزن سريعًا، أو طويلًا وتدريجيًا، بحسب المسار الذي تتبعه، ولكن بعد فقدان الوزن؛ فإن التغييرات التي تلتزم بها في نمط حياتك، هي التي ستساعدك على الحفاظ عليه، وقد يشمل ذلك أنظمة دعم طويلة الأمد، مثل الاستشارات النفسية، والعلاج السلوكي، ومجموعات الدعم، والتثقيف الغذائي.
المصدر: clevelandclinic.