كمال الجزولي .. فقدنا سراجا منيرا في عز العتمة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أحقا غادرتنا؟! أحقا غابت شمس حضورك الآسر في منابر الفكر الحر والنضال السياسي الحقوقي! احقا لن نلتقيك في أماسي امدرمان الثقافية المفرهدة باحاديث الفكر والسياسة و الأدب والفن والتاريخ فتفتح نوافذ بيتنا السوداني الكبير على شوارع المدنية وميادين الاستنارة! أحقا لن نر مجددا وقفتك المهيبة في المحاكم مترافعا بجسارة واقتدار مهني رفيع في قضايانا ضد السلطة الغاشمة!
احقا لن نراك مجددا في ساحات التضامن والدفاع عن حقوق الانسان والعمل المدني والنضال الديمقراطي!
احقا ما عاد بالامكان المزيد من الكتب والقصائد والروزنامات الفخيمة والأحاديث الشيقة التي تطوف بنا في تعاريج تجربتنا الوطنية وتستدعي احداثا وشخوصا ومعاني بفرادة في التعبير وسلاسة في الحكي ورصانة في الفكر!
هل من الان فصاعدا سنتحدث عن كل ذلك بضمير الغائب وصيغة الماضي!
كم كانت مراثيك التي تكتبها وفاء لمن رحلوا من رموزنا الوطنية مدرسة في تحويل الرثاء الى حياة جديدة للراحلين وضياء يكشف ما كان غائبا من سيرتهم!
ما احوجنا اليوم لجزالة لغتك وشاعرية تعابيرك لكي ننظم كلماتنا في وداعك كما يليق بمقامك السامي وبحزننا عليك!
يا له من فقد أليم لمناضل جسور قاوم بصلابة كل النظم الدكتاتورية وعلم وطني سيظل خفاقا في سماء بلادنا المكلومة!
لا حول ولا قوة الا بالله، تغمدك الله بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته!
حرمتنا الحرب من ان نودعك الوداع الذي يليق بك! وحرمتك انت من ان ترقد في أرض وطنك متوسدا ارض السودان التي تغنيت لها شعرا ونثرا ، وفي سبيلها دخلت المعتقلات وقدمت التضحيات، وكنت ثمرة من ثمارها وتجليا لما هو كامن في شعبها من بذور العقلانية والاستنارة والشجاعة في مواجهة الباطل وإرادة النهوض والتقدم.
أنشدت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في تعلقها بتراب وطنها:
كفاني أموت عليها وأدفن فيها
وتحت ثراها أذوب وأفنى
وأُبعث عشبًا على أرضها
وأبعث زهرة إليها
تعبث بها كف طفل نمته بلادي
كفاني أظل بحضن بلادي
ترابًا، وعشبًا، وزهرة.
رحلت فدوى طوقان ودفنت في أرضها المحتلة وكتبوا على شاهد قبرها " كفاني أظل بحضن بلادي .. ترابا وعشبا وزهرة"
ما أشقى بلادنا نحن التي ما عاد فيها من سبيل لا الى العيش الكريم ولا الموت الكريم! حتى مقابرها باتت عصية بعيدة لا يمكن الوصول إليها حاليا!
رحمة الله على الحبيب كمال الجزولي، واحر التعازي لزوجته الدكتورة فائزة ولابنه أبي وابنته أروى، ولأخته الاستاذة اميرة ولبنات اخته مي محجوب شريف ومريم محجوب شريف، ولكل افراد اسرته ولكل محبيه وعارفي فضله.
اللهم افرغ علينا صبرا واعنا على هذا الحزن الكبير.
رشا عوض
6 نوفمبر 2023
///////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«بناء الوعي وحروب الفكر من منظور الأمن القومي» في ندوة لمجمع إعلام بنها
نظم مجمع إعلام بنها اليوم الأحد بالتعاون مع إدارة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها ندوة تثقيفية تحت عنوان "بناء الوعي وحروب الفكر من منظور الأمن القومي المصري" تحت رعاية الدكتور أحمد محمد يوسف، عميد المعهد العالي للخدمه الاجتماعية ببنها.
جاء ذلك في إطار اهتمام الهيئة العامة للاستعلامات وسعيها الدائم لتنمية ورفع الوعي بكافة التحديات التي تواجه الدولة من خلال عقد لقاءات جماهيرية تستمر حتى نهاية نوفمبر 2024 ينفذها قطاع الإعلام الداخلي من خلال مراكزه المنتشرة بجميع محافظات الجمهورية تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلامي الداخلي.
حاضر فى الندوة الدكتور أحمد محمد يوسف عليق عميد المعهد العالى للخدمة الإجتماعية ببنها، والرائد دكتور أحمد إبراهيم كركيت، دكتوراة الإدارة الاستراتيجية واستشاري إعداد القادة والتنمية الذاتية والاقتصاد الرقمي، والدكتور منى على هدهد، مدير إدارة خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
بدأ اللقاء بكلمة ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدة أن الأمن القومي المصري قضيه مشتركة بين شعب يمتلك الوعي والعزيمة والرغبة في النهضة ومؤسسات الدولة وقيادتها المخلصة، فإذا كانت الجمهورية الجديدة تبني استراتيجيتها وفلسفتها على بناء البشر والحجر في آن واحد، فإن من أولويات بناء البشر هو ترقية الوعي الوطني والفهم المجتمعي بصوره تتناسب مع العصر والتحديات الدولية والإقليمية التي تشهدها بلدنا و الإمكانيات المتاحة ونشر الحقائق بكل شفافية.
وأضافت مدير مجمع إعلام بنها، أن الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الماضية، أكدت أن الوعي المجتمعي قد يلعب دورا كبيرًا في تحديد وتيرة عملية التنمية المستدامة وصياغتها سلبيًا وإيجابيًا فبناء الوعي الوطني ضروري لمواجهة حروب الفكر ونشر الشائعات المغرضة التي تستهدف هدم الدولة المصرية وإسقاطها، بيد (أفاعي) الظلام الذين يتشكلون ويتلونون حتى يتمكنوا من لدغ استقرار الوطن ويصيبوا أمن الناس بالفزع بغرض إيقاف مسيرة التنمية التي تخوضها مصر باقتدار.
وتابعت مدير مجمع إعلام بنها، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على أن عملية بناء الوعي للإنسان المصري معركه تقع مسؤوليتها على الجميع، دولة ومؤسسات وأفراد بهدف بناء شخصيه مصرية قوية قادرة على الحفاظ علي الدولة ومقدراتها و مواجهة التحديات والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية، فمسؤولية بناء الجمهورية الجديدة تقع على عاتق المواطن المصري بالدرجة الأولي وعلى قدر المسؤولية والإدراك والوعي والعمل سوف تكون النتيجة.
وتحدث الدكتور أحمد محمد يوسف، مؤكدًا على أن قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية، فبناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية وتأتي أهمية هذه العملية في مواجهة أي تزييف يستنزف قدرات وطاقات المجتمع، ويأتي كذلك دور الشباب كأحد أهم الأدوار الفاعلة في البناء الحضاري، من خلال المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأفكار المتطرفة، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، خصوصًا تلك الأوسع انتشارًا بين الشباب، على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، وهي في هذا العصر من أوسع أبواب الاستقطاب الفكري للجماهير عامة والشباب خاصة، ومن خلالها نشأت بعض الأدوات التي استخدمها المتطرفون وغيرهم للعبث بعقول وأفكار ومصائر الشباب، مما يؤثر بالسلب على عملية التنمية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد كركيت، على أن الأمن القومى المصري هو مزيج من الاستراتيجيات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتكامل لضمان استقرار الدولة وحمايتها من التهديدات والتحديات، من خلال الاستثمار في القوة العسكرية و تعزيز الاستقرار السياسي وتحقيق التنمية الاقتصادية لذلك تسعى الدولة إلى تحقيق أمن مستدام يعزز من قوتها ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، و أن الأمن القومي المصري لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن رفع الوعي المجتمعي وتعزيز المواطنة وتوعية المواطنين بحجم الإنجازات المكثفة على الأرض وبخطوره الحروب اللانمطية في ظل ما يحيط بالدولة المصرية من تهديدات ومخاطر في الفترة الأخيرة وأن إعادة الثقة التي ساهمت حروب الفكر وحروب الجيل الرابع والخامس على أضعافها من خلال استبدال النزاعات والصراعات الخارجية بفتن داخلية تحقق نفس الغرض وتؤدي إلى إشاعة الفوضى وتأجج الحروب النفسية.
و شدد "كركيت" على أنه لابد من تعزيز ودعم منظومة القيم والأخلاق السوية وقبول الآخر لدى الشباب والنشء وتعزيز الأمل لديهم في غد افضل في مواجهة حروب الفكر و الشائعات و الحافظ على كيان المجتمع وهويته. وقام بدعوة الشباب إلى ضرورة الوقوف بقوة خلف القيادة السياسية من أجل المضى قدما في بناء الجمهورية الجديدة والحفاظ على الأمن القومى المصري ومواجهة الشائعات والأفكار الهدامة التي تستهدف تفتيت الدولة من الداخل وبث روح اليأس والإحباط.
وفي كلمتها، أضحت الدكتور منى هدهد، أن كل مواطن مصري عليه أن يعرف ويدرك حجم الصعاب والتحديات التي تقابلها مصر، فالإدارة المصرية عليها المحافظة على بقائها وحماية ثرواتها من خلال الحفاظ على القوة الشاملة للدولة بكل معانيها، وأكدت أن الدولة المصرية ممثلة في قيادتها الرشيدة حرصت على أن تتمسك بالقيم المجتمعية المصرية الأصلية، التي تؤدى لحالة من التماسك والترابط والتضافر والتلاحم أثناء مواجهة التحديات والأزمات والمساعي الراغبة في النيل من الأمة المصرية، جاء اللقاء من إعداد وتنفيذ مي أحمد شوقي، أخصائي إعلام بمجمع إعلام بنها.