منصات حرة

الأستاذ كمال الجزولي المحامي والأديب، رقم صعب جدًا لا يمكن تجاوزه في ساحات العدالة السودانية، وفي معارك النضال ضد الأنظمة الاستبدادية العسكرية منها والمدنية، وبقدر ما تألمنا برحيله المر تعلمنا منه، فكانت منطقة الراحة لدينا في أن كمالًا لم يرحل سوى بجسده الفاني، فهو بيننا بمواقفه، وبما كتبه عبر مسيرته الوطنية الزاخرة بكل ما نحتاجه من زاد لتحقيق العدالة، ومواصلة النضال.


تعلمنا من الأستاذ كمال الجزولي، المهنية، وكلمة الحق مهما كلفتك من خسائر، وكان خير معين وزاد لنا بما كتبه، عرفته ساحات المحاكم وهو يزأر كالأسد بكلمات الحق، فكان مهابًا حتى وهو يدافع عن المظلومين، كما عرفته المعتقلات صلبًا وقويًا، وعرفته الأنظمة العسكرية والاستبدادية مبدئيًا، لم يكن خائنًا، ولم يمد يده ليسرق مالًا للشعب أو منصبًا لا يستحقه.
كان الأستاذ كمال، نظيفًا ونقيًا، وصوفيًا تقيًا، يؤمن بأن العدل هو الله سبحانه وتعالي، ويعرف أن العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه، وسار على هذا المبدأ في حياته الخاصة والعامة، كان ينحني في حضرة الشعب السوداني، ويركع ويسجد بكل خشوع وأدب وحب أمام خالقه وهو يؤدي صلواته، نعم.. تعلمنا من كمال معنى السعي إلى كمال المخلوق، وأن كمال الخالق لا يدركه البشر، وأنْ تكون صوفيًا معناه أن تصير إنسانًا يسعى في حياته بين الذكر والفِكر، إنسانًا يرى الجمال فِي أدق تفاصيل حياته، وأن تتذوق حلاوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وحلاوة الإيمان بمبدأ النضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء دولة الديمقراطية والحريات.
ولكمالٍ نقول: "كفيت ووفيت".. فالأسد لن يزأر مجددًا في عرين العدالة وساحات النضال.
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.. آمين..

حبًا وودًا

manasathuraa@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کمال ا

إقرأ أيضاً:

ما هي الكلمات العشر الطيبات؟ علي جمعة يوضحها

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنه ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ، فمن القرآن قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)، ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله». (أحمد والترمذي وابن ماجة)، وكان شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بما سموه بـ« الكلمات العشر الطيبات » وهي كلمات علمها لنا سيدنا ﷺ لنواجه بها الحياة كلها وهي «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أستغفر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله».

فنواجه بـ«سبحان الله» كل عجيب، فالدنيا مليئة بالعجائب، منها عجائب ناجمة عن قدرة الله في الكون، أو في أفعال العباد، وهي كلمة نقولها ننزه الله بها عن كل نقص ونصفه بكل كمال مطلق، كل هذا في كلمة واحدة في أوائل أوقاتنا وأواخرها قال تعالى: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) وكذلك بعد الانتهاء من أفضل العبادات وهي الصلاة، فشرع لنا نبينا ﷺ أن ننزه الله سبحانه ونقول: «سبحان الله» ثلاثاً وثلاثين مرة.

«الحمد لله»: وهي تعني الثناء على الله لكمال صفاته وعلو شأنه سبحانه وتعالى، فهي تعبر عن شكر الله على نعمته، وتعبر كذلك عن الثناء على الله لغير نعمة، بل لجميل صفاته، فيحمد الله على عظمته وجلاله كما يحمد على إحسانه وإكرامه قال تعالى: (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ).

والكلمة الثالثة هي «لا إله إلا الله» وهي تعد الميثاق بينا وبين الله، وتعني أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله سبحانه وتعالى، وبهذا أرسل الله جميع الرسل قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ، وهي أفضل كلمة قالها أنبياء الله جميعهم عليهم السلام بمن فيهم نبينا المصطفى ﷺ حيث قال: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» ، وبترديدها ينجلي قلب المؤمن ويزداد إيماناً.

والكلمة الرابعة فهي «الله أكبر»، ويستفاد من هذه الكلمة أنه ينبغي أن يكون الله هو أكبر شيء في حياة الإنسان، وأن القضية الأولى لديه هي «رضا الله» فالله، ورضاه أكبر من أي شيء، ولذلك يفتتح الإنسان بها صلاته مذكّراً نفسه بأنه لا ينبغي أن يشغله شيء عن ذكر الله، فإن الله أكبر من أي شيء يشغله، ويجدد العهد في الصلاة كلما انتقل من ركن إلى ركن داخل الصلاة دائماً يقول لنفسه: الله أكبر، من الدنيا وما فيها.

والكلمة الخامسة هي «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحداً خير إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تمتنع الأشياء عن الحدوث، وهذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة.

وتلك الكلمات الخمس من الكلمات العشر هي التي قال عنها العلماء «الباقيات الصالحات» (وسميت بذلك لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى). وقد ذكرها الله في كتابه حيث قال: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) ، وقال سبحانه: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً) ، وقال ﷺ: «استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الملة. قيل: وما هي؟ قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله» .

الكلمة السادسة : «أستغفر الله»، وتعني أني أطلب العفو والصفح والستر من الله، سواء كان ذلك العفو والصفح والستر سبقته معصيةٌ كبيرة أو صغيرة أو غفلة أو تقصير، أيًّا كان السبب. ومفهوم هذا الذكر الرجوع إلى الله متذللاً خاضعاً، وطلب المغفرة منه سبحانه وتعالى لما بدر من الذنوب، وطلب الستر في الدنيا والآخرة.

وأما الكلمة السابعة فهي: «إنا لله وإنا إليه راجعون» وهي ذكر عظيم، يعني أن الإنسان وما يملكه وما يوجد حوله هو في الحقيقة ملك لله، وأن هذا الملك سيعود إليه سبحانه لا محالة عندما يأتي الأجل، وهذا الذكر يسلي المؤمنين في المصائب خاصة مصيبة الموت، فينبغي أن يتذكر المسلم وقتها أن هذا الإنسان الذي توفاه الله هو ملك له سبحانه، وأنه عاد إلى مالكه، فلماذا الحزن من الحق، وعودة الشيء لصاحبه، فكلنا ملك لله، وكلنا إليه راجعون إليه سبحانه.

والكلمة الثامنة هي: «توكلت على الله» وهي كلمة عظيمة المعنى، جليلة الأثر في قلب المؤمن الصادق، وهي تعني سأعتمد بقلبي على الله، فهو الملجأ والمعتمد، وهو القادر والفعَّال لما يريد، وهي كلمة قريبة المعنى من الكلمة التاسعة «حسبنا الله ونعم الوكيل»، ولكن هذه الكلمة التي معنا تصرح بأني نويت وعزمت الاعتماد على الله في كل أموري، وقد أمر الله بها نبيه ﷺ فقال تعالى : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ). كذلك ينبغي أن تكون ذاكراً لهذه الكلمة التي تجمع القلب على الاعتماد على الله والثقة به وحده. ولا يتعارض التوكل على الله بالقلب مع الأخذ بالأسباب في الدنيا، فإن هذا هو حال سيد المتوكلين ﷺ.

أما الكلمة التاسعة فهي:  «حسبنا الله ونعم الوكيل» وهي كلمة عظيمة، تعني الاكتفاء بالله وحده، والاستغناء عن الخلق، فالمسلم يكفيه الله في أخذ حقه، ويكفيه الله في رزقه، ويكفيه الله في صحته، ويكفيه الله في شأنه كله، وهو من يقوم بالدفاع عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ).

أما الكلمة العاشرة والأخيرة فهي: «اللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله«. وبها تتم العشرة.

والصلاة على النبي ﷺ، تغفر الذنوب، وتستر العيوب، وتنور القلوب. والصلاة على النبي ﷺ، تقبل من كل أحد، فإذا ضاق بالإنسان حاله، مع ذنوبه، وكثرة ترداده عليها، وعوده إليها؛ فليلجأ إلى الصلاة على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى ﷺ، فالله يقبلها من كل أحد؛ لأنها ترجع إلى المقام الأجل مرة أخرى؛ ولذلك يخرجه من ذنوبه، ومن عدم سيطرته على نفسه، ويجعل له طريقًا حسنًا في الناس.

مقالات مشابهة

  • صرخة في وجه النفاق
  • أغاني وهتافات الثورة السورية.. صوت النضال في مواجهة وحشية النظام (شاهد)
  • ترامب يثير الجدل مجددًا بعد نشر خريطة تظهر ضم كندا للولايات المتحدة
  • أفراح حمدي تشارك بـ«اجعليه يطاردك مجددًا بدون مجهود» في معرض الكتاب
  • اكتشاف نوع جديد من البشر .. ماذا تعرف عن الهومو جولو؟
  • إصابة «عطية الله» تفتح الباب لقيد «معلول» في قائمة الأهلي مجددًا
  • جبهة النضال الوطني: فرنسا تعاني.. الجزائر ستعاقب كل من يمسُس بتاريخها الثوري
  • ما هي الكلمات العشر الطيبات؟ علي جمعة يوضحها
  • وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالفيوم: الاحتفال بعيد الميلاد المجيد رسالة سلام
  • البحث عن العدالة في سوريا...أمل حقيقي رغم المصاعب