سودانايل:
2024-10-03@07:21:20 GMT

ويستمر التآمر على الوطن

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

عصب الشارع -
اقترب حاكم الإقليم الغربي أركو مناوي من الهروب ليحكم (إقليمه) من كوستي أو سنار أو أن يلحق بقائده وموجهه البرهان في شرق البلاد بعد أن تم حكه ثلاثة حكات وسقطت ثلاثة عواصم (نيالا، زالنجي، الجنينة) في أيدي الجنجويد ولم يتبق له غير (الفاشر) التي تقول الأخبار أن مليشيا الجنجويد تستعد لدخولها وهو بكل تأكيد (أجبن) من أن يحكم من (الضعين) وأن يدافع عنها وقد انكشفت عورة قواته الوهمية التي ساوم خلال (مسمار) مباحثات (جوبا) بها ليصل لهذا المقعد وظل يطالب ويستلم رواتبها طوال الفترة الماضية لنكتشف اليوم بأنها قوات في (عالم افتراضي) وأن لا وجود لها على أرض الواقع…
مناوي الذي كان يريد بقوات جبهته الشعبية تحرير السودان كما يدعي (حسب المسمى) عجز أن يحرر بها مدينة واحدة من مدن الغرب وهو يتابع سقوط حامياتها كل صباح ونخاف أن يعلن هو نفسه بعد فترة انضمامه لقوات الجنجويد أو توقيع اتفاق معها إن لم يكن قد فعل ذلك في (سرية) بمباركة كيزانية فصمته وصمت اللجنة الأمنية أو حكومة الأمر الواقع في بورتسودان عليه وهو يقابل الرئيس الكيني ورئيس وزراء حكومة الثورة حمدوك تاركًا وراءه إقليمه يحترق يحمل العديد من علامات الاستفهام ويقود إلى العديد من الشكوك
ونسأل الله أن (يكضب الشينة) ولكننا نشتم رائحة مؤامرة كيزانية خبيثة لإلحاق الغرب بالجنوب أو التمهيد لفصله بصورة تدريجية والأمر ليس ببعيد على الكيزان فهم يهمهم أن يحكموا حتى ولو مدينة واحدة يحتمون بها، وهم يعلمون بأن انفراط عقد السيطرة من يدهم سيدخلهم في حسابات صعبة قد يصل إلى حد تلاشيهم إلى الأبد وتشريدهم ومطاردتهم ومحاكمتهم وهو الذي يجعلهم يتمسكون بضرورة مشاركتهم، ولا يهم في ذلك لو انفصل الغرب أو النيل الأزرق أو جبال النوبة…
قد يكون هناك ما يدبر في الخفاء وسيظهر قريبًا على السطح حيث بدأت بعض المنصات الكيزانية في نشر دعاوى عنصرية بغيضة وزرع إسفين الشقاق بين أبناء الوطن ولكننا على ثقة بأنها دعاوى لن تنجح ف (مناوي) نفسه يعلم بأنه سيكون أول الخاسرين إن هو ساهم في هذه الدعاوى، ثم إن الثقة في رفض أهل دارفور جميعهم لهذه المؤامرة أكيد وثابت… فالارتباط الوجداني بين أبناء الوطن سيهزم بلا شك كل مؤامرات السياسيين والدليل أن أكثر ضحايا فض الاعتصام كانوا من أبناء غرب البلاد البواسل وأبنائه ما زالوا يحملون الراية مع إخوانهم في ربوع الوطن لصناعة السودان الجديد الذي نؤمن بأنه آتٍ مهما تعاظم التآمر.


وثورتنا ستظل مستمرة
والقصاص أمر لا حياد عنه
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم

نجحت إسرائيل في اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله يوم 27 سبتمبر 2024، وهو اغتيال لا يمكن رؤيته إلا على ضوء التاريخ، بعيدا عن اللحظة الحالية التي تطغى فيها العاطفة، وينتعش الجدل البيزنطي، ويتوجب وضع هذه الشخصية في إطارها التاريخي الواقعي، رفقة دور إسرائيل ودعم الغرب اللامشروط لها، في هذا الظرف الدقيق.

كانت عملية اغتيال حسن نصر الله على يد الكيان جريئة بكل المقاييس، وتفتح منطقة الشرق الأوسط على احتمالات كثيرة منها، مواجهة برية لا ترغب فيها إسرائيل، على الرغم مما يتم الترويج له. وعندما يسقط زعيم في حرب مثل هذه تتعلق بقضية مثل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أكثر من مليار مسلم، وتتعلق بالدفاع عن بلاده في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ينحت لنفسه اسما في التاريخ، مهما كان مستوى ونوع الجدل حول شخصيته وأدائه.

وارتباطا بهذا، فقد تبوأ حسن نصر الله المشهد السياسي والعسكري العربي والإسلامي، خلال الربع الأخير من القرن الحادي والعشرين، منذ تحرير جنوب لبنان من الاستعمار الإسرائيلي سنة 2000، ثم المواجهة الشهيرة للحزب ضد إسرائيل صيف 2006 التي كانت تحديا عسكريا نادرا بوقف زحف الكيان وتكبيده هزيمة نسبية، ووقوفه الى جانب الفلسطينيين في طوفان الأقصى، نعم، يبقى دوره في حرب دموية مثل السورية يثير الجدل.

وبعيدا عن هذا الجدل وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين الشيعة والسنة، التي تعمي بعض تجار الدين من الجانبين عن واقع الإبادة التي يتعرض لها السنة والشيعة في فلسطين ولبنان، سيتم تخليد اسم حسن نصر الله كمقاوم للاستعمار الإسرائيلي والغربي.

وهو بهذا ينضاف الى لائحة كبار مقاومي الاستعمار في تاريخ العالم العربي، إلى جانب أسماء على سبيل المثال وليس الحصر المصري عمر مكرم الذي واجه الحرب الصليبية في نسختها الجديدة بزعامة الفرنسي نابليون بونابرت.

وكذلك الأمير عبد القادر الجزائري الذي تصدى للاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر كذلك، ثم الزعيم الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي قاهر الفرنسيين والإسبان، والقائد الفذ عمر المختار الذي قهر الإيطاليين قبل سقوطه أسيرا.

عودنا التاريخ على أن المقاومين يثيرون الجدل بمثل هذه الأسماء، نظرا لاختلاف التقييم التاريخي والارتباط بهذه الجهة أو تلك. وفي حالة الزعيم المغربي الخطابي مثلا، فقد اعتبره الفقهاء، الذين كانوا في خدمة الاستعمار الفرنسي، مثيرا للفتن وخارجا عن ملة السلطان، وصنفته الحكومة الفرنسية بالإرهابي، علما أنه انتصر في أحد الملامح المغربية والعربية وهي حرب أنوال، ولجأت فرنسا وإسبانيا إلى الأسلحة الكيماوية للقضاء على ثورته.

ومع مرور الزمن، تحول إلى رمز من رموز التاريخ المغربي والإنساني كمناهض للاستعمار، ويكفي استحضار ما قاله عنه قادة مثل تشي غيفارا وماو تسي تونغ من ثناء لما يشكله من نموذج في المقاومة، وفي كل مدينة مغربية تقريبا يوجد شارع يحمل اسمه، بينما ذهب مناهضون من فقهاء وحكام لا أحد يتذكرهم.
الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة
ودائما في وضع الأحداث في سياقها التاريخي، إن الحرب الوحشية على فلسطين ولبنان يجب عدم رؤيتها على ضوء تفسيرات تبسيطية وساذجة، مفادها خوض رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو هذه الحرب، لكي يفلت من المحاكمة لتورطه في فساد سياسي ومالي، بل يجب رؤيتها على ضوء أحداث تاريخية سابقة، تشكل منعطفا تتجاوز الأشخاص لتقرر في مصير أمم وثقافات وحضارات مثل الحروب الصليبية، ثم قرار مجمع فيينا الكنيسي سنة 1312 بدراسة العالم الإسلامي لتفكيكه، ومنعطفات مثل اتفاقية سايس بيكو لتقسيم العالم العربي واستعماره، ثم اتفاقيات سرية أخرى حديثة منها منع الطاقة النووية عن العالم العربي والإسلامي، والحيلولة دون وصوله إلى صناعة الأسلحة.

في هذا الركن، وفي مقال يوم 5 أغسطس/آب الماضي بعنوان «لماذا يصر الغرب على دعم إسرائيل؟»، كتبت أن إسرائيل تخاف من المستقبل لهذا تريد إبقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعدما قررت الدولة العميقة في واشنطن الانتقال الى المحيط الهادئ، لأنه سيكون ثقل العالم مستقبلا، بسبب الصين.

وتلتقي رغبة إسرائيل مع رغبة الغرب، فهذا الأخير يقف بكل ثقله إلى جانب إسرائيل حتى تبقى ذلك العنصر الذي يعرقل أي وحدة عربية وإسلامية. ثم إن الغرب كما ورد في ذلك المقال «لا يريد نهائيا أن يكون في جنوبه حزام إسلامي موحد، من جهة، لكي يضمن استقرار حدوده الجنوبية، ومن جهة أخرى حتى لا يتحالف هذا الحزام الإسلامي مع الصين مستقبلا».

كما أبرزت في مقال سابق في هذا الركن كذلك بتاريخ 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعنوان «هل سيسمح الغرب بنكسة إسرائيل؟»، خسر الغرب الحرب الأوكرانية ضد روسيا، وهي ضربة قوية للغاية، وليس مستعدا الآن لخسارة الحرب في قطاع غزة، لأن الحربين ليستا بالعاديتين، بل تحددان مصير الكثير من الملفات الجيوسياسية مستقبلا.

لهذا سيتيح الغرب للكيان ممارسة مزيد من حرب الجبناء، أي قتل الأبرياء وتدمير مختلف البنيات لمنع المقاومة الفلسطينية من تحقيق أي انتصار ولو نسبي». وعليه، ما طبقته إسرائيل من حرب إبادة في فلسطين، يتم تكرارها اليوم في لبنان، لكن مع اختلاف هو أن «حزب الله» ليس حماس على الرغم من الضربات الاستباقية المهولة التي قضت على قيادته التاريخية، وأن أي تقدم بري سيكون حربا ملحمية أخرى مثل 2006.

الغرب لن يتقبل هزيمة أخرى بعد نكسة أوكرانيا، لاسيما في منطقة ذات رمزية تاريخية ودينية وثقافية مثل الشرق الأوسط. عناصر واضحة تبرز بالمكشوف تورط الغرب في هذه الحرب لأسباب استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بضرب أي وحدة عربية وإسلامية على غرار الوحدة التي يعيشها الغرب.

ويكفي التساؤل: لماذا لا يقوم الغرب بأي مبادرة سياسية ودبلوماسية لوقف الحرب، رغم مقتل عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال؟ لماذا يوفر الغرب الغطاء الدبلوماسي والقانوني لحماية قادة الكيان الصهيوني من أي متابعة قضائية دولية؟

ثم لماذا فتح فتح الغرب مخازن الأسلحة لإسرائيل، بل نشر أساطيل حربية كبيرة لمساعدة القوات الإسرائيلية في هذه الحرب؟ قراءة واقعية لهذه الأحداث واستحضار أحداث التاريخ مثل سايس بيكو، ستجعل السياسي والمفكر الشيعي والسني يتوصل الى النتيجة نفسها «لا يسمح للعالم العربي والإسلامي سواء كان الحاكم سنيا أو شيعيا أو لائكيا بأي وحدة أو نهضة غير متحكم فيها، وستبقى إسرائيل العنصر المكلف بالوكالة بهذه المهمة».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • إسرائيل غُده سرطانية لخدمة مصالح الاستعمار
  • تُرى ماذا قال هيقل في فلسفة التّاريخ عن القحّاتة ومليشيات الجنجويد؟
  • الحرس الثوري الإيراني: استهدفنا قواعد إسرائيلية استخدمت في التآمر والتخطيط لاغتيال هنية ونصر الله
  • أوهام الديمقراطية 2
  • مصدر عسكري لـ «التغيير»: لا صحة بشأن إعتقال عناصر بحركة مناوي في شندي
  • عتاب وتساؤلات مفتوحة في بريد السيد مني أركو مناوي
  • ???? فيديو مثير يكشف أن أباء الجنجويد كرهوا فعائل أبنائهم المجرمين
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • الحكيم: والله مندمجين مع ناس المشتركة وقاعدين نخطط لي السودان خالي من الجنجويد
  • مني أركو مناوي: سقوط ولايات دارفور إهانة وطنية وعيب على الدولة