كيف يواجه اليمن أزمة اقتصادية عميقة بسبب الحوثيين؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران جرائمها منذ الانقلاب على الشرعية اليمنية، مرتكبة جرائم عديدة ضد المدنيين، في الوقت نفسه تسبب في كوارث اقتصادية بالبلاد.
◄فقدان 5 مليارات دولار سنويًا من إيرادات عامة وتدفقات نقدية باليمن محلل سياسي يمني لـ "الفجر": كورونا أرحم من الحوثي.. والميليشيات أعادت البلاد للجاهلية في ذكرى النكبة.
.. "القتل والتعذيب والاخفاء والتشويه" جرائم حرب تلاحق ميليشيات الحوثي
حيث دق تقرير يمني حكومي، ناقوس الخطر إثر حرب مليشيات الحوثي الإرهابية التي تسببت بفقدان 5 مليارات دولار سنويًا من إيرادات عامة وتدفقات نقدية.
التقرير الحكومي الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، وموقع وزارة الخارجية اليمنية، قال إن البلاد تواجه أزمة اقتصادية عميقة وتحديات مالية ونقدية تعيق جهود الحكومة المعترف بها دوليا، وتحركاتها في إطار خطة الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بتنفيذها حاليًا.
وأبرز التقرير 7 تحديات تمثلت بـ "انكماش الناتج المحلي الإجمالي، وتوقف جزء كبير من الأنشطة الاقتصادية، وتوقف البرامج الاستثمارية الحكومية، وانحسار كبير في الاستثمارات الخاصة، بالإضافة إلى انسحاب أغلب المستثمرين الأجانب، وخروج رأس المال المحلي إلى الخارج بحثًا عن بيئة آمنة، وتعليق العديد من برامج المنح والقروض الخارجية".
وذكر التقرير أن أبرز الأسباب تتمثل بـ "سياسات وممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية والتي أدت إلى تدهور الاقتصاد الوطني، ابتداء باستنزاف احتياطي النقد الأجنبي ثم استحواذها على معظم موارد الدولة ورفضها صرف مرتبات موظفي القطاع العام وصولًا إلى اتخاذها سياسة الانقسام النقدي الذي حول اليمن إلى منطقتين نقديتين واقتصادين".
كما عمدت "مليشيات الحوثي إلى إصدار تشريعات مالية مكنتها من السيطرة ووضع يدها على فوائد أموال المودعين في البنوك الواقعة بمناطق سيطرتها".
ووفق التقرير فإن مليشيات الحوثي قضت واستولت على الاقتصاد اليمني الذي يعتمد على الصادرات النفطية والزراعة والسياحة وعائدات القطاع الصناعي وإيرادات الضرائب والجمارك وحركة الموانئ لتمويل أهدافها الطائفية وحربها على الشعب اليمني ودول الجوار.
وأوضح التقرير أن "المليشيات الحوثية تسببت خلال عام واحد فقط من انقلابها باستنزاف احتياطي البلاد من النقد الأجنبي الذي انخفض إلى 1.3 مليار دولار في مارس/آذار 2016 بدلًا من 4.2 مليار دولار في مارس 2015".
كما قامت المليشيات الحوثية “بسحب 300 مليار ريال يمني ”1.2 مليار دولار" لتمويل عملياتها العسكرية، الأمر الذي دفع بالسلطة الشرعية إلى اتخاذ قرار في سبتمبر/أيلول 2016 بنقل مقر البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن".
عقب ذلك، طبقا للتقرير، بدأت "الحكومة الشرعية بدعم من السعودية في تنفيذ سلسلة إجراءات لتحقيق تعافي ملموس في الاقتصاد الوطني، واستطاعت وفق تقرير صادر عن البنك الدولي تحقيق نمو بسيط خلال العامين 2018 و2019، مستفيدة من الوديعة المالية السعودية والبالغة ملياري دولار لدعم الاقتصاد واستقرار العملة المحلية".
وأشار إلى "أن الاقتصاد اليمني عاد للانكماش عامي 2020 و2021، بسبب التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا والحرب الأوكرانية التي دفعت أسعار الغذاء العالمية إلى مستويات قياسية".
أما في العام 2022، فقد "شرعت قيادة البنك المركزي اليمني بتنفيذ العديد من الإجراءات والإصلاحات المختلفة التي ساهمت في ثبات أسعار الصرف بالرغم من مستوياتها العالية التي تعكس حقيقة الوضع الاقتصادي والمالي للبلد حيث تراوحت ما بين 1150 و1250 ريالا للدولار الواحد".
وذكر أن البنك المركزي اليمني هدف من خلال تلك الإجراءات والإصلاحات "تحقيق استقرار في المعدل العام للأسعار والحد من التضخم الذي سجل ارتفاعًا قدره 12.8% بالمتوسط العام بين المحافظات المحررة وغير المحررة، في حين كان المركزي يستهدف تسجيل تضخم بين 15 – 20 بالمائة".
وأشار إلى أن "إجراءات البنك المركزي اليمني نجحت في التأثير على حجم العرض النقدي الذي تراجع في نهاية ديسمبر 2022 بمقدار 24.4 مليار ريال ليبلغ 7253.5 مليار ريال وبنسبة زيادة 0.33% عن العام 2021م الذي سجل خلاله ارتفاعًا بنسبة 7% عن العام الذي قبله".
وفيما يتعلق بميزان المدفوعات، كشف التقرير عن أن "تحويلات القوى العاملة في الخارج سجلت 4.3 و4.5 مليار دولار في عامي 2021 و2022 مقارنة بـ3.3 مليار دولار في العام 2014 -عام الانقلاب الحوثي على الشرعية".
وأكد أن "الصادرات النفطية سجلت البلاد فيها فقدان 5 مليارات دولار إيرادات عامة وتدفقات نقدية بالعملة الاجنبية كل عام، حيث تراجعت قيمة الصادرات بسبب الحرب الحوثية من 6.4 مليار دولار في العام 2014 إلى 994 مليون دولار و1.7 مليار دولار في عامي 2021 و2022".
ولفت إلى أن "التصعيد العسكري للمليشيات الحوثية أواخر العام 2022، باستهدافها الموانئ النفطية في حضرموت وشبوة، وحربها الاقتصادية على الواردات من المناطق المحررة، خلف ركودًا في صادرات النفط وانخفاض العائدات الجمركية بسبب تراجع حركة الملاحية الدولية في ميناء عدن لصالح ميناء الحديدة، الأمر الذي تسبب في تدهور متسارع للأوضاع الاقتصادية وفرض مزيدًا من التحديات على الحكومة الشرعية التي حاولت تجاوزها بتقليل أوجه الإنفاق".
وقال إنه "مع حلول العام 2023، تصاعدت حدة الحرب الاقتصادية الحوثية على الحكومة الشرعية، مستفيدة من تخفيف القيود على ميناء الحديدة في إطار الجهود الدولية لإحلال السلام، ما فاقم من الصعوبات المالية للحكومة التي باتت عاجزة عن الإيفاء بأبسط التزاماتها المتمثلة في دفع مرتبات موظفي القطاع العام، قبل أن تتدخل المملكة العربية السعودية وتقدم لها دعمًا ماليًا بـ1.2 مليار دولار لتغطية عجز الموازنة ودفع مرتبات الموظفين".
وكان أحدث تقييم للبنك الدولي أظهر أن الاقتصاد اليمني حقق في العام 2022 نموًا حقيقيًا بلغ 1.5%، بعد ركود استمر عامين، كما أظهرت البيانات البنكية ارتفاع الإيرادات العامة للدولة حتى ديسمبر 2022 بمقدار 817.6 مليار ريال، قبل أن تنسف مليشيات الحوثي ذلك بقصف موانئ النفط.
◄انهيار واسع للريال اليمني
انهيار واسع للريال اليمني، إثر تصاعد وتيرة حرب مليشيات الحوثي الاقتصادية التي اشتدت مؤخرا بشكل ممنهج.
حرب حوثية انعكست على الارتفاع في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني سلبا، ليضاعف معاناة الشعب اليمني المعيشية في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع صعبة على مدى 9 أعوام.
كما أرجع خبراء اقتصاد من اليمن حالة انهيار الريال اليمني مؤخرا إلى حرب مليشيات الحوثي متعددة الأوجه التي طالت الاقتصاد اليمني والتي أدت لتوقف التدفقات النقدية للبنك المركزي اليمني.
يذكر أن توقف صادرات النفط اليمني جاء نتيجة الهجمات الحوثية، في تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن، بسبب الآثار التي لحقت بعائدات الحكومة، وإعاقتها من الإيفاء بالتزاماتها.
كيف تضامن العالم مع البحرين في حادث الاستهداف الحوثي الإرهابي؟ الحوثي والإخفاء القسري.. كيف تتورط الميليشيات في أبشع الجرائم باليمن؟المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مليشيات الحوثي الإرهابية اليمن الازمة اليمنية الاقتصاد اليمني الحوثيين ميليشيات الحوثي البنک المرکزی الیمنی الاقتصاد الیمنی ملیشیات الحوثی ملیار دولار فی ملیار ریال فی العام
إقرأ أيضاً:
صحيفة أميركية: حزب الله يواجه أزمة مالية حقيقية
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "حزب الله" يواجه أزمة مالية حقيقية مع قطع خطوط الإمداد التقليدية التي كانت تأتيه من إيران والمتمثلة في مطار بيروت وسوريا.وقالت الصحيفة إنّ "هذه الأزمة المالية تأتي في وقت يتعرض الحزب لضغوط لتعويض وتوفير الدعم للمواطنين الغاضبين من بطء وتيرة إعادة الإعمار بعد تدمير قراهم في الحرب الأخيرة مع إسرائيل".
وزعمت الصحيفة أن "المشاكل المالية التي يواجهها حزب الله تعد التهديد الأخطر مقارنة بخسارته لنفوذه لسياسي في البلاد بعد انتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد".
وفي الأسبوع الماضي، مُنعت طائرة إيرانية من الهبوط في بيروت من قبل المسؤولين اللبنانيين، وسط مزاعم إسرائيلية بأن إيران كانت تستخدم الرحلات التجارية لتهريب الأموال إلى الحزب.
وعلى طول الحدود الشرقية للبنان، بدأت الحكومة السورية الجديدة فرض إجراءات صارمة ضد المهربين المرتبطين بحزب الله، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين الجيش السوري، وزيادة التوترات بين البلدين.
وتقول الصحيفة إن هذه الجهود السورية بدت موجهة ضد حزب الله، الذي دعم نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد طيلة السنوات الماضية.
ويرى الزميل غير المقيم في مؤسسة "القرن الدولية للبحوث والسياسات الدولية" سام هيلر إن "تقييد التدفقات الإيرانية قد وضع الحزب في موقف صعب"، مشيراً إلى أن هناك إشارات قليلة على أن سوريا كانت تتخذ إجراءات ضد المهربين في المناطق غير التابعة لـ"حزب الله". من ناحيته، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان إن حزب الله ليس لديه القوة المالية لإعادة البناء بمفرده وسيحتاج إلى دعم خارجي.
وذكر أنه بدون طريق إمداد من إيران، ستزداد الوضعية المالية للحزب سوءا، مشيراً إلى أنَّ "ما حدث في سوريا كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد قطع الاتصال بين إيران وحزب الله".
وتنقل الصحيفة عن أحد أعضاء حزب الله المطلعين على ما يجري القول إنه في الوقت الحالي، لا يزال لدى الحزب أموال للتصرف بها، لكن هذا غير مؤكد على المدى الطويل.
وأوضح أن القيود المفروضة على الحصول على الأموال عبر المطار أو عبر البر من سوريا تعيق بشكل كبير قدرات الحزب التشغيلية وجهوده لإعادة التنظيم. وذكر أن البنوك اللبنانية رفضت معالجة التحويلات التابعة لمؤيدي الحزب في الخارج خوفا من انتهاك العقوبات الأميركية على الأنشطة المالية لحزب الله، وقال: "بينما يستمر حزب الله حالياً في دفع الرواتب، إلا أن الاستمرار بهذا يبقى محل شك.. الحزب يواجه صعوبة في جهود إعادة الإعمار للمنازل المتضررة في معاقله". ومع ذلك، يقول عضو آخر في الحزب إنه حتى وإن تم قطع طرق الإمداد المباشرة من إيران، قد تكون هناك طرق أخرى لجلب الأموال من إيران، بما في ذلك عبر استخدام الطيران من دول ثالثة.