ولنا كلمة : البحث عن ممكنات التغيير
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
الموظف بطبيعة الحال ليس لديه القدرة على احداث اي تغيير، فهو يأتمر بتنفيذ ما يرسم له من خطط وبرامج ضمن الاطار الخدمي الذي يقوم على تقديمه للمجتمع، فهو اولا واخيرا منفذ وهذا ينطبق على المسؤول في الحكومة لانه محكوم بمنظومة ادارية مغلقة تفلتر كل ما يمر عليها من رؤى ومشاريع ومطالب مجتمعية، يعتمد تنفيذها على قدرة الموظف وما يتوفر لديه من ادوات قانونية او فنية او ادارية او حتى مالية، ومع ان رئيس الوحدة مطالب ان يعمل على تغيير المشهد الخدمي الذي يقوم عليه بما يتوافق مع متطلبات التغيير المتسارعة، في ظل المتغيرات التي تشهدها التقنية في وقتنا الحاضر، الا ان التداخل في المنظومة في كثير من الأحيان لا تساعده على الاستعجال في التحديث، خاصة اذا كانت الخدمة التي يقوم على تقديمها مرتبطة بعدة جهات اخرى وعلى شكل دائرة مغلقة، نعم هناك العديد من المسؤولين عندما كلفوا بحقائب خدمية لديهم الكثير من الافكار لاحداث تغيير، الا انهم صدموا بواقع لا يملكون القدرة على قيادة بوصلته وعقول لا تزال تدير الامور وفقا لنظام عمل التغيير فيه سيتسبب في احداث فجوة بين ما اعتادوا عليه والجديد القادم، فهل يفترض ان نستسلم للواقع؟ ام يجب علينا ان نبحث عن ممكنات التغيير ونؤكد عليه حتى ولو كان جزء من تلك الممكنات مرتبطا بعمل اجهزة اخرى؟.
لذا لابد من اعادة النظر في المنظومة التي تنظم عمل المؤسسات الخدمية، فالاجتهاد الحاصل في الوقت الحاضر من بعض المؤسسات والذي يؤدي في كثير من الأحيان الى عدم الرضا فيما يتخذ من قرارات، نتيجة حتمية لغياب منظومة العمل الموحدة والقراءات المتعمقة لقياس رجع الصدى ومؤشر ردة فعل المجتمع، حيث ان السلبية التي تمثلها بعض القرارات اثرها في بعض الأحيان آني واحيانا يأخذ بعض الوقت في التأثير، كل ذلك بطبيعة الحال يرجع الى تغييب المجتمع عن المشاركة في صناعة مثل هذه القرارات، التي يفترض ان يسبقها استطلاع رأي لمعرفة امكانية التطبيق من عدمة أو بمعنى اخر التطبيق الذي يتوافق عليه ليكون نافذا، هذه هي الممارسة الديمقراطية الحقيقية لصنع القرار، إلا أننا في الدولة الرعوية يبقى هذا الخيار مستبعدا على اعتبار ان الحكومة ترى نفسها بانها الأقدر في معرفة مصلحة افراد المجتمع، هذه النظرية في الادارة أي مسؤول ملزم بتطبيقها حتى وان كانت لديه قناعات ورؤى اخرى قبل ان يصبح مسؤولا أو حامل حقيبة خدمية، بدليل ان كثير من المسؤولين بعيد تعيينهم لديهم رؤية مختلفة عن تلك التي يطبقها فيما بعد.
وبالتالي يفترض ان لا نلقي باللوم على هؤلاء المسؤولين نتيجة الفلسفة التي يتبعونها في ادارة مؤسساتهم، او نوع الخدمة التي تقدم وما يصاحبها من اجراءات يستهجنها افراد المجتمع، لانهم يترجمون قناعة الحكومة بتلك الاجراءات والتشدد في تطبيقها غير المبرر، فهم يراهنون على قدرة المواطن على تحمل ذلك التشدد، وهنا همسة في أذن الحكومة بان لا تعول على ذلك الرهان على اعتبار ان ثقافة الناس تغيرت كثيرا، لذا لابد من الاسراع في تفعيل منظومة الخدمة واتاحة الفرصة للمجتمع للمشاركة فيما يتخذ من قرارات هدفها خدمته، وكذلك للمسؤول الجديد الذي لديه رؤى جديدة للتطوير في الخدمة وتعزيز علاقة افراد المجتمع بحكومته وقيادته.
طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"مبادرة التحول الرقمي" ندوة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم
شهد الدكتور أحمد حسني عميد كلية الخدمة الإجتماعية، بجامعة الفيوم، فعاليات ندوة مبادرة التحول الرقمي والتي نظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، بحضورالدكتورة نادية حجازي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والمهندس عبد الله محمود المدرس المساعد بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، وذلك اليوم الثلاثاء الموافق ٢٠٢٤/١١/١٢ بقاعة المؤتمرات بالكلية.
وذلك تحت رعاية الدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم، وإشراف الدكتور عاصم فؤاد العيسوى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع التعليم والطلاب.
في مستهل كلمته أشاد الدكتور أحمد حسني بالجهود التي يبذلها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية، وأكد أهمية التحول الرقمي وأهمية تطبيقه في وقتنا الحالي، وذلك لأننا نعيش عصر شديد السرعة والتطور ويجب علينا مواكبة تلك التطورات السريعة في كافة المجالات مشيرًا إلى أن التكنولوجيا أصبحت أساس العمل في جميع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، كما وجه الطلاب بضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في بناء القدرات وتنمية المهارات ورفع الكفاءة الذاتية.
وأشارت الدكتورة نادية حجازي، إلى أن الكلية تحرص دائمًا على عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تسهم بشكل فعال في رفع الوعي لدى الطلاب في مختلف المجالات، كما أوضحت أن التحول الرقمي في مصر ليس مجرد خيار بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة بالتعاون بين الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص، كما أكدت أن العالم كله يشهد تطورًا تكنولوجيًا مستمرًا من خلال التحول الرقمي الذي يساعد في تحقيق جودة الخدمات في جميع القطاعات سواء الزراعة أو الصناعة أو التجارة.
وخلال الندوة قام المهندس محمود عبد الله بتعريف التحول الرقمي بأنه عملية استخدام التقنيات الرقمية لتحويل المعلومات اليومية إلى عمليات رقمية سواء في التعليم أو الاقتصاد أو الخدمات الحكومية بهدف زيادة الكفاءة والابتكار، كما أكد أن التحول الرقمي يهدف إلى تحسين جودة الخدمات العامة، تعزيز الشفافية في الأداء الحكومي، تقليل التكاليف التشغيلية، تمكين الحكومة من اتخاذ قرارات قائمة على البيانات الدقيقة، وأضاف أيضًا أن مفهوم التحول الرقمي يعتمد على عدة عوامل منها تحقيق أعلى استفادة من قواعد البيانات، تدريب مقدمي الخدمات على استخدام التكنولوجيا الحديثة، توافر شبكة انترنت قوية.
كما أكد أهمية التحول الرقمي في الجامعات المصرية وذلك عن طريق تحسين تجربة الطلاب من خلال إتاحة الخدمات بشكل ميسر وسريع عبر الإنترنت والاستفادة من البيانات الضخمة والتعلم الذكي وتعزيز البحث العلمي والمرونة وتوفير الوقت.
رئيس جامعة الفيوم يفتتح مسابقة الطالب والطالبة المثاليين على مستوى كليات الجامعة 4a84833b-286f-45ae-9fe3-003d44262497 4e15189e-0651-4f21-820c-d044ee321da9 9c0cbe29-f006-4bd8-b0d5-239b46840d34 49231fee-6208-4bc2-9ea7-ac214445bce9 ed097a29-bb18-4d03-b103-5460ad5cc319