سلطنة عمان تختتم اليوم مشاركتها فـي معرض سوق السفر العالمي 2023 بلندن
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
مسقط ـ «الوطن»:
تختتم اليوم في العاصمة البريطانية لندن فعاليات معرض سوق السفر العالمي WTM لندن 2023 الذي تشارك به سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة.
ترأس وفد الوزارة سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، ويضم جناح سلطنة عمان مشاركة 26 من المؤسسات السياحية والفندقية والشريكة في القطاع وأنطلق المعرض أمس الأول (الأثنين)، حيث تحرص الوزارة على المشاركة المتواصلة في المحافل الدولية المخصصة في الترويج السياحي حول العالم إيمانًا بأهميتها باعتبارها منصة للترويج السياحي والتواصل مع شركاء القطاع حول العالم، إلى جانب دورها الفعال في عقد الصفقات التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص المحلية مع نظرائها حول العالم لاستقطاب السياح لزيارة سلطنة عُمان تحقيقا لمستهدفات البرنامج الترويجي السنوي.
وتركز مشاركة هذا العام على التعريف برؤية عُمان 2040 باعتبارها المسار التوجيهي لمستقبل التنمية الوطنية في سلطنة عُمان على كافة الأصعدة، ومن بينها قطاعي التراث والسياحة انطلاقًا من عدة أولويات ذات الصلة بالقطاعين، حيث تشارك وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 في جناح سلطنة عُمان في هذا المحفل الدولي.
وقال عبدالله بن ناصر السعيدي مشرف برنامج المشاركة المجتمعية لرؤية عمان 2040 : جاءت المشاركة في معرض سوق السفر العالمي WTM لندن 2023 بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة في إطار الجهود المبذولة للتعريف برؤية عمان 2040 وفق مسارات محددة من ضمنها المسار الدولي الذي يهدف إلى تعريف العالم بالرؤية وتطلعاتها ومستهدفاتها والفرص التي تنتج عنها في مختلف الأولويات بالمحاور الأربعة الرئيسية وهي الإنسان والمجتمع والاقتصاد والتنمية والبيئة المستدامة والحوكمة والأداء المؤسسي ويأتي قطاع السياحة من أهم القطاعات التي تركز عليها الرؤية لا سيما في أولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وأولية القطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي كما تأتي هذه المشاركة تأكيدا على تكامل الأدوار والمسؤوليات بين كافة الجهات الحكومية والخاصة في تنفيذ الرؤية وإبرازها محليا ودوليا كلا وفق قطاعه ومستهدفاته.
من جانبه أكد أحمد بن عامر الصواعي مدير مكتب رؤية عمان 2040 بوزارة التراث والسياحة أن الوزارة تحرص على القيام بمسؤولياتها نحو تحقيق مستهدفات الرؤية وترجمتها من خلال كافة البرامج السنوية والتأكد من اتساقها مع تلك المستهدفات، علاوة على المساهمة في التعريف بالرؤية من خلال مختلف الأنشطة والبرامج التي تنفيذها محليات ودوليا. مبينا أن الرؤية تتضمن عددًا من المستهدفات في القطاع السياحي والتي تتمثل في جلب الاستثمار والاستدامة المالية وإسهام القطاع في سوق العمل، وتم العمل جنبًا إلى جنب مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 لتطوير مستهدفات الوزارة المرتبطة بالرؤية، حيث تم خلال الربع الأول من هذا العام اعتماد العديد من المؤشرات والمستهدفات لقطاعي التراث والسياحة مثل قيمة الاستثمارات المستهدفة والبالغة 3 مليارات ريال عماني للفترة من 2021 – 2025 ورفع عدد الغرف الفندقية إلى ما لا يقل عن 33 ألف غرفة فندقية بنهاية عام 2025م بالإضافة إلى رفع قيمة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي بنسبة 2.75% إلى 3%.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التراث والسیاحة عمان 2040
إقرأ أيضاً:
المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
تُمثل البُنى الثقافـية كالمتاحف والمسارح والمكتبات معالم أساسية فـي خطط التنمية والاستثمار الاقتصادي، وركائز أساسية فـي صناعة السياحة وعوامل جذب للزوار، ناهيك عن أهميتها الثقافـية كونها ذاكرة وطنية وسجلا زمنيا حافلا بالمنجزات الإنسانية عبر التاريخ، يمكن من خلالها الاطلاع على مراحل التطور البشري وقدرة الإنسان الذهنية على الخلق والإبداع.
ونظرا للتنوع الثقافـي العُماني والإرث الحضاري الممتد منذ بدايات الاستيطان البشري فـي الجزيرة العربية، فقد أولت سلطنة عمان المتاحف العناية والاهتمام، وعندما نذكر قصة الاستيطان البشري فـي عُمان نُذكّر بالآثار المكتشفة فـي الأرض العمانية، والتي تثبت وجود البشر فـي هذه البقاع، فهناك «آثار تعود إلى العصر الحجري المتأخر يقدر بحوالي عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، حسب تقديرات البعثة الفرنسية للآثار التي أجرت العديد من الحفريات فـي أكثر من 400 موقع منها كهف ناطف بنيابة حاسك، ضمن مشروع دراسة شواطئ بحر العرب»، وتوجد أحجار جرانيت تعود إلى 800 مليون عام معروضة فـي متحف عُمان عبر الزمان، بالإضافة إلى فك متحجر لنوع بدائي من الفـيلة يدعى «عُمانيثيريوم ظفارينسس» عاش فـي أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون عام، وقد عُثر على الفك فـي محافظة ظفار، وحسب التعريف المدون على اللوحة أسفل صورة الفك، فإن هذا النوع من الفـيلة «من أوائل الثدييات ذات الخراطيم التي ظهرت على سطح الأرض، وهي قريبة الصلة بالماموث والماستودون».
هذا ما يتعلق بالآثار والمكتشفات الموغلة فـي القدم، أما بالنسبة لتسمية (عمان) فتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد من خلال النقش المكتشف فـي منطقة مليحة فـي إمارة الشارقة، إذ أُعلن فـي يناير 2016م، عن اكتشاف أثري عبارة عن نقش جنائزي مكتوب بخط المسند (اللغة العربية الجنوبية) إضافة إلى خط آرامي. وترجمة النقش تذكر بأن «شاهد وقبر عمد بن جر بن علي بقر (كاهن) ملك عُمان والذي بناه فوقه ابنه عمد بن جر بقر (كاهن) ملك عُمان» والنقش كما يوضح هو لكاهن وليس للملك، إضافة إلى أن هذا النقش يؤرخ لشكل نظام الحكم بالإضافة إلى كونه أقدم نقش أثري يرد فـيه اسم عمان. ونأمل أن يُعرض هذا النقش مستقبلا فـي أحد المتاحف العُمانية. إن قيمة المكتشفات لا تكمن فـي عمرها الزمني بل فـي كيفـية استثمارها ثقافـيا وماديا، وتوظيف المكتشفات والمقتنيات فـي المتاحف وعرضها للجمهور.
إن الباحث عن المتاحف فـي سلطنة عمان يجدها منتشرة فـي جل المحافظات سواء كانت متاحف حكومية أو خاصة، فحسب نشرة الإحصاءات الثقافـية الصادرة عام 2022م عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يوجد فـي سلطنة عمان 22 متحفا حكوميا وخاصا، (حسب الإحصائية لم تدرج متحف عمان عبر الزمان الذي افتتح فـي مارس 2023) وإذا أضفناه إلى القائمة نجد أن المتاحف الحكومية (11) متحفا، و(12) متحفا خاصا، يعمل فـيها حوالي (231) موظفا وموظفة، «إحصاءات 2021، من دون موظفـي متحف عمان عبر الزمان». هكذا تساهم المتاحف فـي خلق فرص عمل للباحثين، بالإضافة إلى كونها مكتسبات وطنية تدعم السياحة وتوفر بيئة جاذبة للسائح والمواطن والمقيم، ولذلك فإننا نأمل بتوسيع خريطة إقامة متاحف حكومية أخرى أو حتى متاحف خاصة ببعض المؤسسات العاملة فـي القطاع الخاص فعلى سبيل الذكر، فإن إقامة متحف للصناعات النفطية فـي محافظة الوسطى بات ضروريا خاصة وأن المحافظة لا تحتوي على قلاع أو حصون أو متاحف خاصة فـي الوقت الحاضر، مع العلم بأن المحافظة توجد بها مقومات نادرة فـي سلطنة عمان مثل محمية المها العربية فـي وادي جعلوني، وحديقة الصخور فـي الدقم.
أما بالنسبة للمتاحف القائمة، فنتمنى منها توظيف التراث الثقافـي الشفوي فـي المتاحف عبر إقامة قاعات للفنون المغناة وأشكال التعبير الشفاهي. بالإضافة إلى التوسع فـي إقامة قاعات مخصصة للفن الصخري فـي عمان، بكافة الأشكال والأنواع المكتشفة فـي السلطنة.
تبقى الطبيعة العُمانية متاحف طبيعية مفتوحة من الجبال الشاهقة إلى حفر الإذابة العميقة فـي باطن الأرض مرورا بالجزر والشواطئ والصحاري والسهول، وحكايات الإنسان الذي طوع الطبيعة لصالحه.