كيف تبدو فرص العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية المقبلة؟
تاريخ النشر: 30th, June 2023 GMT
منذ اللحظة الأولى التي أُعلنت فيها نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، بدأ الحديث عن الانتخابات البلدية المقبلة التي ستنظَّم في مارس/آذار العام القادم. وقد كان ذلك واضحا في كلمة الرئيس التركي في خطاب النصر ليلة إعلان النتائج، وكذلك في تصريحات زعيم المعارضة في الجدل داخل حزبه (الشعب الجمهوري).
فاز حزب العدالة والتنمية بكل المحطات الانتخابية التي خاضها منذ تأسيسه، بما فيها الانتخابات المحلية أو البلدية عام 2019. إلا أن الأخيرة حملت متغيرا مهما، إذ رغم حلول الحزب الحاكم أولا في الانتخابات في عموم البلاد، فإنه خسر لصالح المعارضة مدنا مهمة في مقدمتها العاصمة أنقرة وإسطنبول برمزيتها وأهميتها.
ومن بين أسباب الخسارة في 2019 بعض المرشحين الذين اختارهم الحزب، مثل الوزير الأسبق محمد أوزحسكي لأنقرة وهو من خارجها فلم يكن له قبول كبير فيها، ورئيس البرلمان والوزراء الأسبق بن علي يلدرم في إسطنبول في مواجهة مرشح شاب مثل أكرم إمام أوغلو. ومنها بعض الأخطاء خلال الانتخابات عموما فيما يتعلق بالخطاب والبرامج والوعود، فضلا عن استخدام الملف الكردي استخداما خاطئا وأدوات لم تكن مرضية في حينها.
ومنها كذلك التصويت الاحتجاجي لبعض الفئات، على أداء الحزب عموما، وعلى بعض القرارات المتعلقة بالبلديات مثل تغيير رؤساء بعضها قبل الانتخابات لأسباب غير معلنة أو مقنعة، وعدم تجاوب الحزب بالشكل الكافي للمطالب والتصويت الاحتجاجي فيما سبق من انتخابات بما في ذلك الإصرار على إعادة انتخابات بلدية إسطنبول.
بيد أن السبب الأبرز، إضافة لكل ما سبق، كان منظومة التحالفات القائمة في ذلك الوقت، حيث قدم الشعب الجمهوري مرشحيه لبعض البلديات وخصوصا أنقرة وإسطنبول كمرشحين عن تحالف الشعب المعارض؛ فحصلوا على دعم عدة أحزاب منها الكمالي والقومي والمحافظ، فضلا عن دعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ما رجّح كفتهم وساهم في فوزهم، حتى إن كل حزب من هذه الأحزاب يردد حتى اليوم أنه هو -دون غيره- من كان السبب خلف الفوز بتلك البلديات.
وهكذا، كانت انتخابات 2019 البلدية فوزا بطعم الهزيمة للعدالة والتنمية، وخسارة فيها مكسب معنوي كبير للمعارضة جعلها ترفع من سقف طموحاتها على صعيد الرئاسة والبرلمان في انتخابات 2023. بل إن رئيسَيْ بلدية كل من إسطنبول وأنقرة صُنّفا ضمن أهم المرشحين لمنافسة أردوغان فيها، والآن هما ضمن أهم منافسي كليجدار أوغلو على رئاسة حزب الشعب الجمهوري.
حظوظ الفوزكانت الانتخابات المحلية عام 2019 عاملا مشجعا للمعارضة لتكرار الفوز، بينما كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة مشجعة للعدالة والتنمية أكثر. ومع ذلك، هل يمكن القول إن الانتخابات المحلية المقبلة المنتظرة على بعد 9 أشهر من الآن باتت واضحة المعالم متوقعة النتائج؟
الجواب لا، إذ ثمة مؤشرات وعوامل كثيرة متداخلة ومؤثرة في النتيجة.
أحد أهم المؤشرات بين يدي الانتخابات المقبلة هو نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في المدن الكبرى، إذ رغم فوز أردوغان بفارق ملايين الأصوات عن كليجدار أوغلو في الجولتين، فإن الأخير تقدم عليه بشكل طفيف في كثير من المدن الكبرى وأهمها إسطنبول وأنقرة. ولذلك هناك سببان رئيسيان؛ هما الأثر الأوضح للأوضاع الاقتصادية المتراجعة على ساكني المدن الكبرى مقارنة بالصغرى أو الريف، وتأثير منظومة التحالفات التي وقفت خلف مرشح المعارضة. وبالتالي فمدى ثبات أو تغير أحد هذين المؤشرين أو كليهما سيكون محددا جدا في النتائج.
سيكون مدى استجابة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لرسائل الصندوق والتصويت الاحتجاجي مدخلا مهما لبناء توقعات الانتخابات البلدية
أما العوامل المؤثرة مباشرة في اتجاهات التصويت ففي مقدمتها ما يتعلق بالانتخابات نفسها من مرشحين وحملة انتخابات وخطاب وبرامج وما إلى ذلك، ولهذا فمن المتوقع أن يقدّم العدالة والتنمية مرشحين أقوياء ومعروفين للجمهور بكفاءتهم ونزاهتهم. ومن هنا يرجح الكثيرون ترشيح شخصية مثل وزير البيئة والتطوير العمراني السابق -البرلماني الحالي- مراد كوروم لبلدية إسطنبول الكبرى، وذهب البعض لتوقع ترشيح وزير الداخلية السابق والرجل القوي في العدالة والتنمية سليمان صويلو لأنقرة أو إسطنبول، وهو ما نستبعده على الأقل بالنسبة لإسطنبول.
ورغم ذلك، سيبقى الأمر مغامرة كبيرة وتحديا صعبا بالنسبة للعدالة والتنمية، بسبب اتجاه بعض شرائح الناخبين نحو التصويت الاحتجاجي بشكل أوضح في الانتخابات المحلية عادة بالمقارنة مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
أحد أهم العوامل كذلك هو الأوضاع الاقتصادية في البلاد حتى يوم الانتخابات، فقد استنزف "اقتصاد الانتخابات" البلاد إلى حد كبير بهدف تجاوز مرحلة الانتخابات الأهم، وبعدها بدا أن أردوغان سيتبنى مع حكومته الجديدة نهجا اقتصاديا مختلفا. لكن ذلك لا يعني التخلي تماما عن النهج السابق، إذ ما زال ثمة وعود انتخابية ينبغي تنفيذها وفي مقدمتها رفع الحد الأدنى للأجور ورواتب الموظفين وغيرها، وهو ما حصل.
ولذلك ستكون الشهور القليلة المقبلة مرحلة مهمة على صعيد تقييم أداء وزير الخزينة والمالية الجديد محمد شيمشك والحكومة ككل، وسيكون ذلك أحد أهم معايير التصويت في مارس/آذار المقبل.
وكما كانت مهمة في الانتخابات السابقة، ستكون منظومة التحالفات بين الأحزاب السياسية في مقدمة العوامل المحورية في الاستحقاق القادم. صحيح أن التحالفات توسعت وتعمقت قبل الانتخابات الأخيرة، لكنها باتت في مهب الريح بعد صدور النتائج لا سيما فيما يتعلق بجبهة المعارضة. فقد صدرت عدة مؤشرات من الأحزاب الستة بأن التحالف بينها كان ظرفيا ومؤقتا في الانتخابات، كما هي طبيعة التحالفات الانتخابية؛ فضلا عن أن أكبر أحزابها (الشعب الجمهوري) يمر بمخاض داخلي صعب وخلاف على الرئاسة والقيادة، وأحد أطرافه رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو.
ولذلك، يركز خطاب الرئيس التركي وحزبه وتحالفه منذ لحظة الإعلان عن النتائج على مهاجمة تحالف المعارضة واستهداف قياداته والتشكيك بوحدته وتماسكه، واستحضار الملفات والتصريحات التي تذكي الخلافات بين أركانه، إذ إن استمرار وحدة المعارضة ستكون تحديا كبيرا أمام العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، بينما يمكن لتشظيها أن يضمن له الفوز بسهولة في كثير من الأماكن لا سيما المدن الكبرى.
وقد تسعى الأحزاب الصغيرة حديثة التأسيس للمنافسة بشكل مستقل في الانتخابات المحلية المقبلة، وهو أمر قد يكون له أثره في بعض البلدات والمدن الصغيرة فقط، ولكن يستبعد أن يكون له أثر واضح أو فوز ملحوظ في المدن الكبرى وعموم البلاد.
أخيرا، سيكون مدى استجابة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لرسائل الصندوق والتصويت الاحتجاجي مدخلا مهما لبناء توقعات الانتخابات البلدية. وقد بدأ أردوغان ذلك كخطوة أولى بتشكيل حكومة حرص على تأكيد معاني القوة والكفاءة والتغيير فيها، ثم أعاد هندسة بعض المواقع الأساسية في قيادة الحزب، ويتوقع أن يستمر في إعادة هيكلته بشكل معمّق ليكون أقدر على خوض الحملة الانتخابية ومحاولة ضمان الفوز.
الخلاصة، إنه من العسير تقديم توقع دقيق منذ اليوم للانتخابات المحلية المقبلة، فالكثير مما يتعلق بها ما زال لم يتبلور بعد، لكن يمكن القول إن كلمة السر بخصوصها وما يمكن أن يحسم نتائجها سيكون الواقع الاقتصادي ومدى نجاح الحكومة فيه من جهة ومنظومة التحالفات ومدى تماسك المعارضة من جهة أخرى.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
كيف تبدو الحياة في أحد أكثر الأماكن النائية على وجه الأرض؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في أعماق الدائرة القطبية الشمالية، بين الأنهار الجليدية العملاقة وتحت كتل الجليد، وجدت المصورة وصانعة المحتوى السويدية سيسيليا بلومدال دفئًا غير عادي.
ويُعد أرخبيل سفالبارد النرويجي، الواقع في منتصف الطريق بين الساحل الشمالي للنرويج والقطب الشمالي، بمثابة موقع للمستوطنات الدائمة في أقصى شمال العالم.
وتعيش بلومدال في أكبر مدن سفالبارد، أي مدينة لونغييربين، وهي واحدة من بين 2،500 شخص تقريبا يعيشون في المنطقة.
هنا، تتناقض الكبائن الملونة مع خلفيات الغطاء الجليدي الهائل وتضيء السماء بالظواهر السماوية ذات الألوان النابضة بالحياة.
تحمل بلومدال وسكان سفالبارد الآخرون معدات حماية من الدببة القطبيةCredit: Cecilia Blomdahlوانتقلت بلومدال إلى سفالبارد في عام 2015، وتوثق حياتها الفريدة لملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي. وتستعرض جمال المكان الذي تعيش فيه، المتلألئ بظلال من اللون الأزرق، في كتاب صور جديد بعنوان "الحياة في سفالبارد".
وقالت بلومدال، التي تركت العمل بمجال الضيافة لتصبح صانعة محتوى، لـ CNN: "عندما تعيش هنا، فإنك تنغمس حقًا في الطبيعة الهادئة والمسالمة، وكل يوم تكون أقرب إلى الطبيعة؛ إنه أمر ساحر".
تحديات الحياة الجميلة تقوم سيسيليا بلومدال بتصوير الأرخبيل النرويجي منذ انتقالها إلى هناك في عام 2015.Credit: Cecilia Blomdahlورغم جمالها الطبيعي، فإن سفالبارد تُعد أكثر من مجرد مكان جميل. فمواردها الغنية، مثل الأسماك، والغاز، والرواسب المعدنية، جعلتها محط نزاع اقتصادي ودبلوماسي في الماضي، وهي الآن بمثابة مركز عالمي مزدهر للأنشطة الاقتصادية والبحث العلمي.
أما بالنسبة لأولئك الذين يأتون لقضاء بعض الوقت، فإنها وجهة سياحية ضمن قائمة أمنيات السفر.
لكن الحياة في سفالبارد ليست سهلة، إذ تنخفض درجات الحرارة أحيانًا إلى 34.4- درجة مئوية، وتتواجد الدببة والثعالب القطبية في جميع الأمكنة.
كل يوم يبدو وكأنه مغامرةCredit: Cecilia Blomdahlوأوضحت بلومدال: "يبدو كل يوم وكأنه مغامرة. قد يكون يومًا مجنونًا أو جامحًا أو مجرد يوم عادي، ولكن اليوم العادي هنا مختلف تمامًا؛ مثل شرب القهوة خلال مشاهدة أضواء الشفق القطبي، أو شمس منتصف الليل".
ويتشارك أفراد مجتمع سفالبارد الإحساس ذاته، حيث أن الظروف القاسية، رغم سحرها، تعني أن الناس لا يبقون في المنطقة عن طريق الصدفة. ويقيم هناك أشخاص من حوالي 50 دولة، يعملون في مجالات مثل البحث العلمي، والسياحة الموسمية.
ولكن ما الذي يدفع المرء إلى البحث عن منزل في مثل هذه الزاوية النائية من العالم؟ وفقاً لخبراء علم السلوك، فإن العديد من الأشخاص الذين يسعون إلى ظروف قاسية قد يكون لديهم رغبة في تحدي حدود قدراتهم البدنية والنفسية، أو الهروب من المشاكل الشخصية أو ملل الروتين اليومي، أو ببساطة بهدف الإثارة فقط.
قامت صانعة المحتوى، التي تعيش في سفالبارد منذ 9 سنوات، بتوثيق حياتها بمنزلها الجديد في كتاب.Credit: DKوأوضحت بلومدال أن لمحة من المناظر الطبيعية التي لا مثيل لها في سفالبارد كانت كل ما تحتاجه للتخلي عن طموحاتها المؤسسية في إنجلترا والسويد، واختيار ما تصفه في كتابها بأنه "حياة مرتبطة بالطبيعة ذات وتيرة أبطأ".
وقالت بلومدال: "كل شيء هنا نقي وجميل للغاية، لدرجة أنك تعتقد أنه نوع من السحر لأنه غير واقعي تماما".
تسلط صورها الضوء أيضًا على التهديدات المتزايدة لتغير المناخ التي تواجه موطنها.Credit: Cecilia Blomdahlوعبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، تعرض بلومدال للمشاهدين كيفية تأثير بيئة سفالبارد على حياتها اليومية. وعلى سبيل المثال، ليس من الضروري حمل معدات حماية من الدببة القطبية عند السفر خارج المستوطنات المخصصة فحسب، بل إنه مطلب قانوني.
وفي إحدى الصور المذهلة في كتابها، تظهر وهي تحمل سلاحًا ناريًا على ظهرها بينما تقف برفقة كلبها بعيدًا عن المستوطنات. حتى أن بلومدال، التي صورت جميع الصور بنفسها، تمكنت من التقاط صورة لدب قطبي بالقرب من منزلها، وقد التقطتها من مسافة لأسباب تتعلق بالسلامة.
ويتميز العام في سفالبارد بفترتين غير عاديتين من الضوء، هما الليل القطبي وشمس منتصف الليل. ويمتد الليل القطبي من منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني حتى نهاية يناير /كانون الثاني، عندما لا تشرق الشمس فوق الأفق.
أما شمس منتصف الليل، التي تستمر حوالي 18 أسبوعًا بين أبريل/ نيسان وأغسطس/ آب، فهي ظاهرة لا تغرب فيها الشمس تحت الأفق. ويمكن أن تؤثر هذه الفترات من الضوء المستمر والظلام الذي يستمر طوال النهار على الجسم والعقل.
ومع ذلك، بالنسبة إلى بلومدال فإن الليل القطبي يُعد "أحد أفضل أوقات العام"، حيث يمكنها "أن تتوحّد مع الظلام"، مشيرة إلى أنها تستمتع بالهدوء خلال تلك الفترة، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على نظرة إيجابية والبقاء في حالة نشاط خلال ما قد يكون موسمًا خاملًا.
أما بالنسبة للحياة اليومية، فإن سفالبارد مجهزة بشكل كافٍ بسبل العيش اللازمة لإعالة سكانها. وتضم لونغييربين معظم ما تقدمه غالبية المدن في البر الرئيسي، بما في ذلك مطار، ومستشفى، ومؤسسات تعليمية والمزيد. ومع ذلك، نظرًا للعمل القائم على المهمة الذي يميز الكثير من اقتصاد سفالبارد، ناهيك عن البيئة القاسية، فإن متوسط الإقامة في سفالبارد لا يتجاوز 7 سنوات، وفقًا لإحصاءات النرويج.
ورأت بلومدال، أن تفكيرها الإيجابي وحبها لسفالبارد يصرفانها عن التفكير في عدم اليقين أو القلق، حيث تركز فقط على إنشاء محتوى تعليمي عن حياتها الممتعة في مكان مميز.
النرويجصورنشر الثلاثاء، 05 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.