موقع 24:
2025-02-07@01:38:44 GMT

كيف تطوّرت حرب إيران على إسرائيل؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

كيف تطوّرت حرب إيران على إسرائيل؟

ألقى زعيم حزب الله حسن نصرالله، الجمعة الماضي خطاباً طال انتظاره، حيث كان البعض في الشرق الأوسط يعتقدون أنه قد يقرر زيادة الهجمات على إسرائيل.

تُثبت إيران الآن أنها قادرة على توحيد قوى متباينة في المنطقة




وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد حذر الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران من التصعيد. وفي النهاية بدا نصرالله وكأنه يتراجع عن حرب كبرى.

ومع ذلك فقد أصبح التهديد الذي يواجه إسرائيل من حزب الله وغيره من الجماعات في الشرق الأوسط عاملاً مهماً في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، بحسب سيث فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
وتمكنت إيران من تشكيل جماعات عديدة تعمل بالوكالة في المنطقة لمهاجمة إسرائيل، في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهذا يشمل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وكذلك حزب الله وجماعات الميليشيات في العراق وسوريا. وركزت الميليشيات في العراق وسوريا هجماتها على القوات الأمريكية، حيث نفذت قرابة 30 هجوماً في الشهر الأول منذ هجوم حماس.


ذروة التنسيق العملياتي


وقال سيث فرانتزمان، في تحليل بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: تُثبت إيران الآن أنها قادرة على توحيد قوى متباينة في المنطقة، ممتدة عبر آلاف الأميال، لتنفيذ هجمات. ومع أن إيران لعبت دوراً في دعم هذه الجماعات على مدى عقود من الزمن، إلا أن دعمها وصل الآن إلى ذروة التنسيق العملياتي. وعلى الرغم من أن إيران حاولت فعل ذلك في الماضي، فإن هجوم حماس أدى إلى ظهور معضلة إقليمية جديدة.


تداعيات خطيرة في المنطقة


كان هذا الهجوم "غير مسبوق"، حسب وصف الكاتب، وله تداعيات خطيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث سحبت تركيا سفيرها، ورفضت روسيا والصين إدانة هجوم حماس، وانتقدت دول كالأردن رد فعل إسرائيل بشدة. وبدأت إسرائيل ردها الانتقامي بقصف أهداف لحماس في غزة لمدة 3 أسابيع ثم شنت هجوماً بريّاً.

 

Iran’s War on Israel Has Reached A New and Deadly Stage https://t.co/2Q3W20CkLO

— Seth Frantzman (@sfrantzman) November 6, 2023


وكان أحد القرارات الأولى التي اتخذتها إيران إرسال وزير خارجيتها إلى الدوحة لعقد اجتماعات مع زعيم حماس إسماعيل هنية الذي يقيم هناك، حيث تعهدت إيران بمزيد من التعاون مع الحركة. وخلال الأسبوع الأول من الحرب، بدأ حزب الله أيضاً في شن هجمات على إسرائيل. وكانت آخر حرب خاضها حزب الله وإسرائيل في عام 2006. وفي ذلك الحين، أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل. ومنذ تلك الحرب، ساد سلام غير مستقر في الشمال. وخلال الحرب الأهلية السورية، بدأ حزب الله يمارس نشاطه في مزيد من أجزاء سوريا، الأمر الذي أدى إلى توترات بالقرب من مرتفعات الجولان، حيث وقعت عدة حوادث أسفرت عن مقتل أعضاء في حزب الله.
وفي عام 2022، وقّعت إسرائيل ولبنان اتفاقية لترسيم الحدود البحرية، فاستخدم حزب الله هذا كذريعة لتهديد إسرائيل. كما بدأ حزب الله في تمكين حماس وجماعات أخرى من العمل في لبنان. فإبّان الحرب القصيرة التي دامت 10 أيام بين حماس وإسرائيل سنة 2021، على سبيل المثال، تم إطلاق صواريخ من لبنان. كما أُطلقت مسيّرة من العراق استهدفت إسرائيل. وفي أوائل أبريل (نيسان) 2023، أُطلقت أيضاً صواريخ من لبنان. وهذا يبرهن على أن إيران قادرة على توحيد صفوف الجماعات المختلفة، مما يخلق تهديدات لإسرائيل على جبهات متعددة.
كما أجرت إسرائيل أيضاً تدريبات استعداداً لحرب متعددة الجبهات. ورأت إيران في استخدام مختلف الوكلاء، من لبنان إلى اليمن، عبر العراق وسوريا، كوسيلة للإتيان بـ"بيادق" متعددة لخوض القتال في ساحة المعركة، الأمر الذي يمكنه التسبب الآن في توسيع خط المواجهة أمام إسرائيل. وهذا يعني أن إيران يمكنها أيضاً تشجيع الجماعات في الضفة الغربية، كحركة الجهاد الفلسطينية، على مهاجمة إسرائيل. ويمكنها أيضاً استخدام حماس، التي قدمت لها الدعم طيلة سنوات كثيرة. وهذا يمكنه التعويض عن حقيقة أن أياً من هذه الجماعات لا يمكنه وحده أن يكون نداً لإسرائيل.
يعد استغلال إيران لهذه الظاهرة أمراً ضروريّاً. وفي الماضي، كانت هناك جماعات كثيرة في المنطقة تعارض إسرائيل. فعلى سبيل المثال، زار زعيم الميليشيا العراقي قيس الخزعلي لبنان سنة 2017 وتعهد بدعم حزب الله ضد إسرائيل. وكثير من الجماعات المدعومة من إيران أراد محاربة إسرائيل، لكنها نادراً ما نسّقت فيما بينها في الماضي.

 

Iran’s War on Israel Has Reached A New and Deadly Stage https://t.co/WVDxysNsLD

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) November 7, 2023


وبدلاً من ذلك، كانت إسرائيل على ما يبدو هي التي تملك زمام المبادرة. وبدا أن إسرائيل نجحت في احتواء حماس، وكانت تشن "حملة بين الحروب" في سوريا لمنع استحكام الهيمنة الإيرانية. وتعهد قادة ومسؤولون أمنيون إسرائيليون بمواجهة التهديدات الإيرانية، لكن الجماعات مثل حماس كانت لديها خطط أخرى.


مواجهة "أخطبوط" التهديدات الإيرانية


يرى فرانتزمان أنه كانت هناك عمليتان جاريتان في الأيام التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، واعتقدت إسرائيل أنها قادرة على مواجهة "أخطبوط" التهديدات الإيراني باستخدام تفوقها في تكنولوجيا الدفاع المتطورة.
وفي المقابل، كانت إيران تعتقد أن هذا الأخطبوط يمكنه التسبب في نهاية المطاف في تعثر العملاق العسكري الإسرائيلي. وجاء هجوم حماس انعكاساً لهذا الواقع، حيث استخدمت حماس الشاحنات الصغيرة والدراجات النارية والجرافات لاختراق السياج العالي التكنولوجيا، الذي كلف إنشاؤه مليار دولار، وكان يُفترض أن يكتشف التهديدات على الحدود. واستغرقت القوات الإسرائيلية بعض الوقت للوصول إلى المستوطنات المدنية، فتمكنت حماس من قتل 1,400 شخص.
والآن فإن الهجمات التي تُشن على إسرائيل من لبنان وسوريا واليمن، والمعركة الدائرة في غزة، عرضة لمخاطرة التحول إلى صراع أكبر، وهذا يصب في مصلحة إيران. وقد سعت الولايات المتحدة إلى ردع هذا الاحتمال بنشر حاملات طائرات في المنطقة.
كما كانت إسرائيل أيضاً براغماتية في عدم تصعيد هجماتها مع حزب الله، وعدم الرد على هجمات الحوثيين حتى الآن. ومع ذلك فإن قدرة إيران على توحيد صف كل هذه الجماعات معناها أنها قادرة على القيام بذلك مستقبلاً، وسيكون لزاماً على إسرائيل التعامل مع هذا التهديد متعدد الجبهات.
فعلى سبيل المثال، أجبرت هجمات حزب الله إسرائيل على إخلاء المستوطنات الواقعة على الحدود الشمالية، بما فيها مدينة واحدة. ولا تستطيع اسرائيل أداء وظائفها كدولة إذا اضطرت إلى إجلاء عشرات أو مئات الآلاف من الأشخاص، كلما قررت إيران استخدام حزب الله أو جماعة أخرى لتهديد البلد.
كما تريد إسرائيل التركيز على تدمير حماس في غزة. وتريد إيران استغلال هذه الحرب لجمع وكلائها، وحقيقة أنها أطلقت لهم العنان أيضاً لمهاجمة القوات الأمريكية في العراق وسوريا تبيّن أن هذا يمثل بالفعل صراعاً إقليمياً بالنسبة لإيران.
فإيران ترى أن إسرائيل والولايات المتحدة مرتبطتان، وتحاول إثارة حرب إقليمية ضد البلدين. وهذا يقلب رأساً على عقب الاستقرار في المنطقة الذي بدا أنه آخذ في التبلور في أعقاب هزيمة داعش.


مرحلة جديدة


واختتم الكاتب مقاله بالقول: "وصلت حرب إيران ضد إسرائيل الآن إلى مرحلة جديدة، وهذا يؤثر على المنطقة برمتها. ويجب أن يُنظر إلى الميليشيات الوكيلة لإيران مستقبلاً باعتبارها أكبر من مجموع أجزائها. فقدرة إيران على تفعيلها طيلة الشهر الذي استُهل بهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) دليل يثبت كيف نجحت إيران في توحيد صفوف كل هذه الجماعات".


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أنها قادرة على العراق وسوریا هذه الجماعات على إسرائیل فی المنطقة على توحید هجوم حماس من لبنان حزب الله أن إیران

إقرأ أيضاً:

صحف عبرية: إسرائيل قد تطلب مغادرة قادة "حماس" من قطاع غزة

كشفت تقارير إعلامية عبرية أن إسرائيل قد تسعى إلى طلب مغادرة بعض أو جميع قادة حركة "حماس" من قطاع غزة، في إطار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وهي خطوة قد تشبه ما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عام 1982. 

 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في تقرير لها الثلاثاء، إن المسؤولين الإسرائيليين أبدوا استعدادهم لقبول استمرار وجود "حماس" في مناطق أخرى، لكن خارج قطاع غزة، وأشارت الهيئة إلى أن إسرائيل تعترف بعجزها عن القضاء على الحركة في القطاع، والتي كانت قد رفضت سابقًا المقترحات الإسرائيلية المتعلقة بالانتقال إلى مناطق أخرى. 

 

وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ حساس حيث تُجري مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي بدأت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، في هذا السياق، يتم بحث اقتراحات من بينها نموذج تونسي مشابه لما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم نقل قادة المنظمة إلى تونس بعد مغادرتهم لبنان في عام 1982. 

 

وأضافت هيئة البث أن أحد المقترحات التي تم تداولها بين إسرائيل والإدارة الأمريكية يتضمن طرد قادة "حماس" من غزة إلى دولة ثالثة، على غرار ما حدث مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد اجتياح لبنان، وأوضحت الهيئة أن هذا الاقتراح يأتي في إطار حل وسط لوقف القتال بشكل كامل، بحيث يمكن استمرار وجود الحركة ولكن خارج غزة. 

 

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا العرض قد تم تقديمه إلى "حماس" عبر الوسطاء، أو ما هي الدول التي قد تقبل استقبال قادة الحركة في حال تنفيذ هذا المقترح. 

 

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن الحكومة الإسرائيلية تدرس تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" في غزة، وأوضح المسؤول أن ترحيل قادة "حماس" هو أحد المقترحات التي يتم النظر فيها لضمان عدم استمرار سيطرة الحركة على القطاع، وهو ما يتطلع إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

 

ويأتي هذا في وقتٍ حساس أيضًا حيث من المقرر أن يلتقي نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم لمناقشة تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق. 

 

وكان وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، وهي فترة يتم خلالها التفاوض للانتقال إلى المراحل التالية من الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وترفض سياسة القتل والدمار
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. وهذا أفضل دعاء مستجاب لا يُرد فيها
  • إيران: مقترح ترامب يتماشى مع خطة إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطينى وندعو لإدانته دوليًا
  • ضابط سابق في الشاباك: حماس لم تُهزم.. وهذا الحل الحقيقي لتصفيتها
  • كاتب صحفي: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس
  • صحف عبرية: إسرائيل قد تطلب مغادرة قادة "حماس" من قطاع غزة
  • إيران: لا تبادل رسائل مع سوريا
  • شاهد| ترامب عن ضم الضفة: مساحة إسرائيل "أصغر من قلم" وهذا ليس جيداً!