أعلن قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة لهم في بروكسل أمس الخميس أنهم سيقدمون التزامات طويلة الأمد لتعزيز أمن أوكرانيا، في وقت حثهم فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي على العمل على جولة جديدة من العقوبات بحق روسيا.

يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" -نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين- أن الولايات المتحدة على وشك الموافقة على تقديم نظام صاروخي بعيد المدى لأوكرانيا؛ لاستعماله في الحرب.

كما نقلت قناة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس الموافقة على نقل رؤوس حربية للذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، وهو ما سيكون له "تأثير كبير على المعارك".

وكرر القادة الأوروبيون -خلال قمة بروكسل- تنديدهم بالحرب الروسية على أوكرانيا، مؤكدين في بيان لهم أنهم سيدرسون على وجه السرعة شكل الالتزامات طويلة الأمد اتجاه كييف.


صندوق للدفاع

وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنه يمكن أن تكون استكمالا للدعم القائم من الاتحاد الأوروبي مثل صندوق السلام الأوروبي الذي قدم أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا وموّل بعثة تدريبية للقوات الأوكرانية.

وقال بوريل للصحفيين "الدعم العسكري لأوكرانيا يتعين أن يكون طويل الأمد"، مشيرا إلى أن الاتحاد قد يؤسس صندوقا للدفاع الأوكراني على غرار صندوق السلام.

وأضاف "التدريب يجب أن يستمر، وتحديث الجيش يجب أن يستمر. تحتاج أوكرانيا لالتزامنا حتى تواصل ضمان أمنها أثناء الحرب وبعد انتهائها".

وقال دبلوماسيون إن فرنسا، التي تدعو لتعزيز الدور الأمني والدفاعي للاتحاد الأوروبي، هي التي اقترحت نص البيان.

وعبّر زيلينسكي -في كلمة أمام قادة الاتحاد عبر الإنترنت- عن شكره لهم على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات على روسيا التي أقرها الاتحاد في وقت سابق من الشهر الحالي، بهدف منع المزيد من الدول والشركات من التحايل على العقوبات القائمة.

وقال -وفقا لنص كلمته المنشور على موقع الرئاسة الأوكرانية- "من المهم عدم التوقف عن فرض العقوبات".


صواريخ بعيدة المدى

من ناحية أخرى، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن واشنطن على وشك الموافقة على تقديم نظام صاروخي بعيد المدى لأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن مدى نظام الصواريخ أتاكمس (ATACMS) يبلغ 190 ميلا، وهو ما يكفي لضرب أهداف روسية بعيدة عن الخطوط الأمامية.

ونقلت عن مصادر أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يوقع بعد على نقل هذا النظام، بسبب قلق المسؤولين الأميركيين من أن كييف قد تستخدمه لضرب الأراضي الروسية، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب أوسع مع الغرب.

وأقرّ المسؤولون الأميركيون والأوروبيون -بحسب الصحيفة- بأن هذا الوقت قد يكون مناسبا لتقديم هذا النظام في ظل الاضطرابات التي تشهدها روسيا.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ليس لديها علم بأن هناك أي قرارات وشيكة بشأن تخصيص صواريخ طويلة المدى من طراز أتاكمس لأوكرانيا.


تمرّد فاغنر

وفي آخر التطورات بشأن تمرد فاغنر، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده ليس لديها تقييم مستقل بشأن وضع قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، لكنها تراقب الوضع في روسيا عن كثب.

وأضاف ميلر أن عدم الاستقرار في بلد كبير وقوة عسكرية مثل روسيا، هو مبعث للقلق.

وأشار إلى أن ما جرى الأسبوع الماضي في روسيا ليس علامة على استقرار الدولة، مؤكدا أن الخارجية الأميركية ليس لديها أي تقييم بشأن وضع بريغوجين أو أي من مسؤولي فاغنر الآخرين في بيلاروسيا أو أي من الجنرالات الروس، وأن الإدارة تواصل مراقبة الوضع عن كثب.

كما شدد على أن من السابق لأوانه تحديد ما سيحدث لقوات فاغنر.

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إنه ما زال لا يعرف العدد النهائي لقوات فاغنر في بيلاروسيا.

وأضاف أن تمرّد فاغنر يدل على التصدع داخل النظام الروسي، مشيرا إلى أن ما يهمّ الحلف حاليا هو مواصلة دعم أوكرانيا من أجل ضمان تفوقها كدولة ذات سيادة، وفق تعبيره.

وقد أعلن رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف أن بريغوجين أُبلغ بأن قوات فاغنر لن تشارك في العمليات العسكرية بأوكرانيا، بعد أن رفض توقيع عقد مع وزارة الدفاع الروسية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: عقد محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا الأحد في جدة

أكد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الأربعاء، أنه سيتم عقد محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا، يوم الأحد المقبل في مدينة جدة السعودية.

وقال ويتكوف خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "الشيطان يمكن في التفاصيل. لدينا فريق سيتوجه إلى السعودية، بقيادة مستشارنا للأمن القومي مايك والتس، ووزير خارجيتنا ماركو روبيو، وأعتقد مثلما تعلمون أن علينا تحديد هذه التفاصيل".

وفي وقت سابق، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار، مشددا في الوقت ذاته على أنه يمكن إقناع روسيا باتخاذ القرار ذاته.



وقال ترامب إن بلاده أجرت محادثات جيدة للغاية مع روسيا وأوكرانيا، وأنه تلقى أخبارا سارة في هذا الصدد، موضحا أن "أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار، ويمكننا إقناع روسيا رغم أن ذلك سيكون صعبا. نتلقى ردودا جيدة".

وانتقد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بسبب الحرب في أوكرانيا قائلا: "ما كان ينبغي له أبدا أن يورطنا مع روسيا. وما كان له أن يسمح بهذه الحرب".

وذكر ترامب أن نحو 2000 شاب يموتون يوميا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأن جميع التطورات كانت تتجه نحو حرب عالمية ثالثة.

وشهدت مدينة جدة مؤخرا، انطلاق محادثات أمريكية أوكرانية لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، وذلك برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها.

مقالات مشابهة

  • وسط مخاوف من عرقلة «بودابست»..  دعوات لتسريع انضمام كييف إلى «الاتحاد الأوروبي»
  • المجر ترفض محاولات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • ويتكوف: عقد محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا الأحد في جدة
  • وزير دفاع صنعاء: قدراتنا كافية لإدارة معارك بحرية طويلة الأمد وبأساليب ستصيب الأعداء بالذهول
  • «رئيس الوزراء الأوكراني»: الاتحاد الأوروبي يخصص 3.5 مليار يورو كمساعدات لأوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: سنمضي قدماً في خطة تخفيف العقوبات على سوريا
  • بحضور الشيباني.. مؤتمر المانحين حول سوريا يبحث في بروكسل رفع العقوبات
  • مسئولة بـ الاتحاد الأوروبي: شروط روسيا تظهر أنها لا تريد السلام مع أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يبحث خطة مساعدات عسكرية لأوكرانيا
  • مبادرة طوعية.. الاتحاد الأوروبي يبحث خطة مساعدات بمليارات اليورو لأوكرانيا