قدّر تقرير نُشر هذا الأسبوع أن تكون الصين قد أقرضت مبالغ يزيد مجموعها على تريليون دولار في إطار مبادرة "الحزام والطريق" وأن نحو 80 بالمئة من هذه القروض ممنوحة لدول تعاني من صعوبات مالية وذلك حسبما أذاعت فضائية سكاي نيوز عربية، اليوم الثلاثاء.

وتقول بكين إن أكثر من 150 دولة من الأوروجواي وصولًا إلى سريلانكا تشارك في "مبادرة الحزام والطريق"، وهي مشروع ضخم أطلقته الصين بقيادة شي جين بينغ قبل عشرة أعوام  لتطوير ممرات وبنى تحتية دولية.

ومنحت الصين قروضًا ضخمة لتمويل بناء جسور وموانئ وسكك حديد وطرق سريعة في دول ذات دخل منخفض أو متوسط غير أن أكثر من نصف هذه القروض دخلت حاليا مرحلة سداد المبلغ الأصلي، وفق تقرير نشره الاثنين معهد "إيد داتا" للبحوث في جامعة وليام إند ماري بولاية فرجينيا الأميركية.

وتوقع هذا التقرير أن ترتفع هذه النسبة إلى 75 بالمئة بحلول نهاية العقد.

ومن خلال تحليل بيانات حول التمويل الصيني لنحو 21 ألف مشروع في 165 دولة، قدّر معهد "إيد داتا" أن تكون بكين قد منحت مساعدات وقروض "تقرب من 80 مليار دولار سنويا" لدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. وعلى سبيل المقارنة، تمنح الولايات المتحدة 60 مليار دولار سنويا لهذه الفئات من الدول.

وجاء في التقرير أن "بكين تلعب دورا غير مألوف وغير مريح، وهو أنها أصبحت رسميا أكبر محصّل للديون في العالم". 

وأشار التقرير إلى أن "إجمالي الديون المستحقة - بما في ذلك المبالغ الأصلية لكن باستثناء الفوائد - للمقترضين من العالم النامي للصين يبلغ 1.1 تريليون دولار على الأقل".

ويقدّر معهد "إيد داتا" أن تكون "80 بالمئة من محفظة قروض الصين في الخارج في دول العالم النامي تدعم حاليا دولا في ضائقة مالية". 

ويقول مؤيديو مشروع "مبادرة الحزام والطريق" إنه يجلب مواردا ونموا إلى دول الجنوب. 

أما معارضوه فينددون بالغموض الذي يحيط بتكاليف المنشآت التي بنتها شركات صينية. وتحاول بعض الدول حاليا، مثل ماليزيا وبورما، إعادة التفاوض على اتفاقياتها مع بكين لتخفيف أعبائها المالية.

وتواجه المبادرة أيضا انتقادات بسبب بصمتها الكربونية الضخمة والأضرار البيئية الناجمة عن المشاريع الكبيرة للبنى التحتية.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحزام والطريق بكين تريليون دولار الحزام والطریق

إقرأ أيضاً:

مكتبة طريق الحرير في بكين.. طموح ريادة ترجمة الكتاب العربي إلى اللغة الصينية

بكين- قصة كفاح من أجل نشر الكتاب العربي في الصين تمتد لعشر سنوات، كانت بدايتها عام 2014، فبعد عودته من الخارج للدراسة والعمل، وفي معرض بكين الدولي، الذي كانت المملكة العربية السعودية ضيفا فيه، عمل نوح أحمد وفريق من المترجمين والمحررين على ترجمة أكثر من عشرة كتب تُعرّف بالتعليم العالي في السعودية وعن الحرمين الشريفين وكسوة الكعبة ولمحات تعريفية أخرى عن بلاد الحرمين للجمهور الصيني.

بعد تلك التجربة، ظهرت فكرة مشروع ذي ثلاثة مسارات: ترجمة الكتاب العربي إلى اللغة الصينية، وترجمة كتب صينية إلى العربية، وإعادة طباعة كتب صينية تراثية وأدبية لم تُطبع منذ عشرات السنين، إنها فكرة مشروع حوار حضاري، بإنشاء "مكتبة طريق الحرير" لتكون مصدرا متميزا للعلم والمعرفة في الصين، رافعة شعار "تعزيز المعرفة بحضارات الدول على خط طريق الحرير"، و"تعزيز معرفة الحضارة الصينية"، و"إثراء الجو الثقافي للمراكز التجارية الحديثة"، و"بناء منصة تبادل معرفي بين العلماء".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أحوال الناشر العربي.. بين حتمية الإبداع ودروب الضياعlist 2 of 2الجوامع الكويتية.. ذاكرة حية لجماليات العمارة الإسلاميةend of list حديقة الأحلام ومكتبة طريق الحرير

أسس نوح أحمد شركة "حديقة الأحلام للثقافة ووسائل الإعلام المحدودة" في بكين، وتعرف نفسها تجاريا بأنها "شركة ثقافية لتنمية الإبداع والإنتاج والمبيعات مع كون إصدار الكتب في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمجموعات الأدبية، والسير الذاتية، والوثائق التاريخية، والعلاقات الصينية الأجنبية، وترجمة الكلاسيكيات من أعمالها الرئيسية".

إعلان

بدأ مع زوجته ورفيقة دربه عائشة بنت إبراهيم مشروعه المعرفي والحضاري، وحصل على موافقات رسمية وهي شرط مهم لطباعة أي كتاب في الصين، وبدأ تعاونه مع المطابع الرسمية أو الحكومية مثل المطبعة الثقافية الصينية، ويتميز هذا المشروع في الصين اليوم من حيث أسلوب عمله وسعيه إلى طباعة سلاسل من الكتب العربية والإسلامية، وليس طباعة كتب متفرقة، فأغلبية الكتب العربية التي ترجمت إلى الصينية في الماضي لم تكن ضمن سلاسل متكاملة أو متصلة، ولهذا لم تؤدي إلى تكوين مكتبة متنوعة وشبه متكاملة معرفيا، حسب قول نوح أحمد.

المكتبة أضافت صفة جديدة للكتاب المترجم وهي طباعة الكتاب بلغتين في كل صفحة من صفحاته، أي بالعربية والصينية، وتلك ميزة جديدة تكاد تكون شبه غائبة عن الكتب المترجمة سابقا (الجزيرة)

ولأن الكتب التي تباع في الصين يجب أن تُطبع في المطابع الصينية ولا يمكن جلب كتب من الخارج، فبهذا المشروع يمكن للمسلمين ولعامة الصينيين أن يجدوا في مكتبة طريق الحرير كتبا متنوعة، تكون مكتبة معرفية تُعين على فهم الإسلام والمجتمع المسلم، وتزيل التصورات السلبية عن المسلمين ودينهم، كما يرى نوح أحمد وزملاؤه المترجمون.

كما أن المكتبة أضافت صفة جديدة للكتاب المترجم وهي طباعة الكتاب بلغتين في كل صفحة من صفحاته، أي بالعربية والصينية، وتلك ميزة جديدة تكاد تكون شبه غائبة عن الكتب المترجمة سابقا إلا في حالات قليلة، ما يعزز التواصل المعرفي ويجعل الكتاب المترجم ثريا للقارئ بإحدى اللغتين أو كليهما، وقادرا على المقارنة بين النص الأصلي والمترجم، وهو ما يكشف أيضا أي خطأ في الترجمة لأي مثقف وأكاديمي أو باحث يطلع عليه مستقبلا.

ينحدر نوح أحمد وزوجته من "منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية الخوي" المسلمة، في الغرب الأوسط من الصين، التي يسميها بعض الباحثين "عاصمة اللغة العربية في الصين"، فأكثر من ثلث سكانها من المسلمين الخوي أو الهوي، وعن حلمه ومشروعه يقول نوح أحمد "مشروع عملنا هذا مثل اسم شركتنا، فقد سميناها شركة حديقة الأحلام، فحلمنا أن نطبع آلاف الكتب التراثية أو الكلاسيكية والثقافية والعلمية في مختلف التخصصات، باللغة الصينية، بعضها طُبعت بلغات أخرى سابقا، ووضعنا خطة أولى في أواخر عام 2014 لطباعة نحو 100 عنوان، وحققنا ذلك، لكن عندما دخلنا في الخطة الخمسية الثانية واجهنا جائحة كورونا وغيرها من الأحوال الاقتصادية الصعبة فلم نحقق الهدف كاملا، ويبقى هذا المخطط وهذا الحلم قائما وما زلنا ساعين لتحقيقه".

إعلان

ويضيف نوح أحمد عن أسلوب عمله "نقوم بطباعة الكتب وفق خطة عمل محكمة، حيث نعمل على أن يكون لدينا ما أشبه بخط إنتاج ابتداء من اختيار الكتاب، ثم الترجمة بعد أن نجد المترجم المناسب لذلك الكتاب، ثم يبدأ فريق التحرير بمراجعته، ثم الإعداد والإخراج الفني، ثم الطباعة والتخزين والتوزيع، وكل مرحلة تحتاج استثمار مال ووقت وجهد فريق متكامل فيها.

كتاب "سلالة مينغ" وهو من كتب التراث، ويعتبر نوح أحمد طباعة الكتب التراثية من أكثر الأساليب قدرة على توريث المعرفة (الجزيرة)

ومن الأمور التي انتبه إليها نوح أحمد وفريق المترجمين والمحررين الذين معه هي الأخطاء التي تعتري ترجمات كتب عربية مختلفة، بل وحتى بعض ترجمات معاني القرآن الكريم نفسه، فبعضها ترجم عبر لغة ثالثة، ما أظهر إشكالات اصطلاحية عميقة، تغيّر معنى كثير من الأسماء والمصطلحات والمفاهيم الإسلامية عندما تترجم بشكل غير دقيق إلى اللغة الصينية، فتختلف التصورات عن كثير من المعاني الدينية كالغيبيات والمفاهيم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، خاصة إذا لم تراجع من محررين بعد ذلك.

ويتحدث نوح أحمد عن حالة من عدم الوفرة في المكتبة العربية والإسلامية باللغة الصينية، لأسباب كثيرة، مشيرا إلى عدم انتشار هذه الكتب بين الناس، كما أن كثيرا من الكتب التي تُرجمت قديما لا تسد فراغا لدى المسلمين في قضايا ملحة اليوم، أو نفدت طبعاتها من السوق في الغالب، وربما تحتاج إلى تنقيح ومراجعة قبل طباعتها مجددا.

وتشير الأرقام التي يتحدث عنها نوح أحمد وفريق عمله إلى أن طباعة الكتب أمر مربح في الصين، رغم توجه الناس إلى المواد الصورية في تطبيقات الهاتف المحمول، وذلك لعدم توفر مادة كافية إلكترونية ومكتبة عربية وإسلامية وافية باللغة الصينية في العالم الافتراضي حتى الآن، حسب قوله.

إعلان جامعة مفتوحة وتوريث العلم

ويتحدث نوح أحمد عن أهمية توريث العلم والمعرفة للأجيال الصاعدة في الصين، بإنشاء مكتبة تكون أشبه بجامعة بين صفحات الكتب، تنتشر في الجامعات والمؤسسات العلمية والمنازل مثل جامعة بكين، وجامعة تسينغ هوا، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وغيرها في الأقاليم والمدن، وهو ما سيكون له عظيم الأثر على طبقات وفئات مختلفة من المسلمين ومن الصينيين عموما.

فالتواصل المعرفي مهم للغاية بالنسبة لمسلمي الصين وحتى عموم الصينيين، ولهذا يسعى فريق مكتبة طريق الحرير إلى أن تكون منشوراتهم أشبه بجامعة تواصل حضاري مفتوحة بلا جدران بين الثقافات العربية الإسلامية والصينية، يُتعرف بها على الإسلام وحضارته وتاريخه وعلى الثقافة العربية، بل حتى غير المسلمين سيجدون في هذه الكتب التي تمثل تنوعا في مجالاتها فائدةً وثراءً أدبيا وعلميا متميزا، بناء على تفاعلهم مع الإصدارات السابقة.

وفي عام 2022 كان لمكتبة طريق الحرير 4 مكتبات في شنغهاي ونينغشيا وتشينغهاي، لكن بسبب ظروف جائحة كورونا، والأحوال الاقتصادية العامة في السنوات الأخيرة، اضطروا إلى إغلاقها أواخر العام الماضي، ويتم البيع حاليا على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر دور النشر الرسمية التي توزع نسبة من كتبهم في مكتبات عدة، حيث تحجز نسبة من النسخ المطبوعة لديها وتقوم ببيعها، حتى صار لمكتبة طريق الحرير حضور في أكثر من مكتبة جامعية.

ويقول نوح أحمد إنه "في ظل الظروف الراهنة للصين والعالم نرى أن الكلمة المكتوبة التي خطت منذ مئات السنين وربما منذ أكثر من ألف عام يمكن أن تتحول إلى قيمة مؤثرة مجددا، فطباعة كتب التراث من أكثر الأساليب قدرة على توريث المعرفة وأقلها كلفة، وتظل باقية على المدى الطويل كوسيلة للتبادل الحضاري والثقافي بين الشعوب.

كما تبرز أهمية هذا العمل الثقافي والعلمي إذا علمنا أن كثيرا ممن يشترون هذه الكتب هم من عامة الصينيين وليس من المسلمين فقط، بل وتفيد هذه الكتب الخبراء وصناع القرار والساسة والباحثين في الصين وممثليها الدبلوماسيين في التعرف على الثقافة العربية والإسلامية، ومن أجل فهم أفضل للعالم العربي والإسلامي، وهو أمر يهم الحكومة الصينية اليوم، خاصة في ظل مبادرة الحزام والطريق.

إعلان كتب طُبعت حسب الترتيب

في المرحلة الأولى السابقة لمشروع مكتبة طريق الحرير كان التركيز على الكتب الأدبية والروايات، كمدخل لترجمة المكتبة العربية والتواصل الثقافي الحضاري، ونوعت المكتبة في الروايات والقصص والكتب التي يترجم منها، لتكون من مختلف الدول العربية، واستطاع الناشرون في مكتبة طريق الحرير أن يطبعوا أكثر من ثمانين كتابا حتى الآن خلال عشر سنوات.

فمن الروايات وكُتب الأدب التي طُبعت وتم اختيارها لأسباب كثيرة تتعلق بظروف الطباعة والنشر في الصين: رواية "ألف ليلة وليلة"، و"رد قلبي" ليوسف السباعي، و"الحب وحده لا يكفي" لأحمد فريد محمود، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، و"مقامات الحريري" للقاسم بين علي بن محمد بن عثمان أبو محمد الحريري، و"سمية تخرج من البحر" لليلى عثمان، و"دعاء الكروان" لطه حسين.

الترجمة الصينية لرواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح (الجزيرة)

و"رواية غولستان" وهي من أمهات الأدب الفارسي ألفها سعدي الشيرازي سنة 656م، ومترجم الكتاب إلى الصينية شخصية مسلمة معروفة هو الشيخ محمد مكين (1906-1978) أول مترجم لمعاني القرآن إلى الصينية، واسمه بالصينية وانغ تشين جيه، وهي الترجمة التي اعتمدها مجمع الملك فهد بن العزيز لطباعة المصحف الشريف عام 1986، بعد إقرار الجمعية الإسلامية الصينية في بكين، وهي الجمعية الرسمية للمسلمين في الصين، ومحمد مكين هو أحد الذين أسسوا كلية الدراسات العربية في جامعة بكين، وصاحب عبد الرحمن ناجون الذي سيأتي ذكره لاحقا، ومن أعمال محمد مكين "قاموس العربية الصينية" و"الحوار لكونفوشيوس"، وقد توجه مكين إلى الأزهر الشريف للدراسة عام 1931، وتخرج وأدى فريضة الحج عام 1939، ثم عاد ليُعيَّن أستاذا بجامعة يوننان مسقط رأسه، وكان مترجما للعديد من قادة ورجال الدولة آنذاك.

ومن الروايات التي نُشرت أيضا "في بيتنا رجل" لإحسان عبد القدوس، و"ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة، و"الرجع البعيد" لفؤاد التكرلي، و"بعد الغروب" لمحمد عبد الحليم عبد الله، و"الحرام" ليوسف إدريس، و"أهل الكهف" و"عودة الروح" لتوفيق الحكيم، و"زقاق المدق"، و"أصداء السيرة الذاتية"، و"القاهرة الجديدة"، و"ملحمة الحرافيش"، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية"، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ.

إعلان

ثم "قصة ما مثل شد" لمحمد مير كياني، و"حدث أبو هريرة قال" لمحمود المسعدي، و"هاتف المغيب" لجمال الغيطاني، و"الرهينة" لزيد مطيع دماج، و"الحب في المنفى" لبهاء طاهر، و"العصفورية" لغازي القصيبي، و"حكاية زهرة" لحنان الشيخ.

ولغسان كنفاني "رجال في الشمس" و"عائد إلى حيفا"، و"كوتادول بيليق" من الأدب التركي في آسيا الوسطى، و"رباعيات الخيام" لعمر الخيام، وللكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه كتاب آخر في مجموعات تاريخية في الرحلات، و"سبعون" لميخائيل نعيمة، ثم "أساطير الذيل الخيالي" لمؤلفه الشهير من قيرغزستان جنغكيز أيتماتوف (1928-2008)، وقد ترجمت وطبعت ستة أجزاء من أعماله باللغة الصينية، ولاقى ذلك اهتماما من قِبل جهات رسمية قيرغيزية.

الترجمة الصينية لرواية "بين القصرين" لنجيب محفوظ (الجزيرة)

ومن أوائل الكتب في السيرة والتاريخ والتراجم التي طبعت "حياة محمد عليه الصلاة والسلام" لمحمد حسين هيكل، والذي طُبع 5 طبعات، وهناك طلب لطبعات أخرى إضافية، وكتب عن حياة الخلفاء الراشدين، اثنان منها عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لمحمد حسين هيكل أيضا، وكتابان عن حياة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما للدكتور علي الصلابي.

ثم كتاب "نساء حول الرسول" لمحمد إبراهيم سليم، و"العرب في التاريخ" لبرنارد لويس، وكتاب عن "الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان" لمصطفى الشكعة، ويتم الإعداد لطبعته الثانية، حيث إن أغلبية مسلمي الصين من أتباع المذهب الحنفي.

ومن أهم الكتب المترجمة "مقدمة ابن خلدون"، الذي نفدت ثلاث طبعات منه، ووجد إقبالا كبيرا عليه ويحتاج السوق لطباعته مجددا، وكتاب "المسالك والممالك" لابن القاسم عبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبيه، وكتاب عن "الإمام الغزالي: حجة الإسلام ومجدد المائة الخامسة" لصالح أحمد شامي، و"موسوعة الزخارف في الإسلام".

من أوائل الكتب في السيرة والتاريخ والتراجم التي طبعت في مكتبة طريق الحرير كتاب عن حياة "عمر بن الخطاب رضي الله عنه" لمحمد حسين هيكل (الجزيرة) كتب رحلات وتراث صينية

كما لا تخلو المكتبة من إعادة طباعة كتب طُبعت لمسلمين صينيين رحالة أو علماء أو غيرهم قبل عشرات أو مئات السنين، فأعادت "مكتبة طريق الحرير" طباعتها مثل: كتاب "يوميات من الغرب" عام 1970، وهي قصة خمسة طلاب صينيين مسلمين شدوا رحالهم إلى جامعة الأزهر، وهم أول خمسة طلاب صينيين درسوا في مصر أواخر القرن الماضي، تتحدث عن رحلتهم ثم عودتهم حاملين مكتبة إسلامية عام 1971، وقصة ثاني دفعة طلبة صينيين ذهبوا إلى مصر بعد ذلك.

إعلان

وكتاب "رحالة" عام 851 هجرية، وهو شخص يُدعى سليمان جاء من البصرة إلى الصين، وترجم من نسخته الفرنسية إلى الصينية، وكتاب "خاطاي نامه" من الفارسية عن رحلة من فارس إلى الصين في عهد مملكة مينغ، وكتاب آخر عن "مبادئ الحكم في الصين: الحكم الصينية القديمة " في عهد مملكة تانغ عام 651م، تُرجمت إلى العربية وطُبعت باللغتين في الصفحة نفسها.

ثم كتاب آخر يحمل اسم "الأعمال الكاملة" لهي جون يوا، وكتاب "الحكمة العربية" وطبع 3 مرات، لكاتبته الصينية كاو هوي جو، وكتاب "الأدب العربي المعاصر والتصوف"  ألفته "لي تشين" وهي أكاديمية صينية راحلة، كانت باحثة في أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية وخبيرة معروفة في العربية.

وكتاب "التاريخ الثقافي للمنطقة الغربية" لمؤلف ياباني يمتد حديثه فيه من أحوال آسيا الوسطى إلى الشرق الأدنى، وتُرجم من اليابانية إلى الصينية، وكتاب آخر عن "رحلة إلى دول آسيا الوسطى والدول العربية والإفريقية"، وهو كتاب مهم في مجاله،  كتبه "دو هوان" وكان جنرالا في جيش غاو جيانتشي، عام 751م مطلع عهد الدولة العباسية، والذي هُزم أمام جيش للمسلمين في آسيا الوسطى، فقُتل معظم الجنود الصينين في المعركة وممن نجوا الجنرال دو هوان  الذي كان ماهرا بصناعة الورق فأنشأ أول معمل من نوعه لصناعة الورق في سمرقند، و"مختارات من رحلة من كونمنيغ إلى مصر" لناتونغ طالب والحاج عبد الرحمن ناجون، عندما ذهبا إلى الأزهر، وهي أول طبعة للكتاب.

ثم سجل "حوليات الدول الغربية" عن رحلة الرحالة والبحار المسلم الشهير تشينغ خه، الذي يعود أصله إلى إقليم يونان جنوب غربي الصين، بداية القرن الخامس عشر، في عهد مملكة مينغ، عن رحلته في بحار جنوب شرق آسيا والسواحل الغربية، أي غرب الصين، وقد طبعت ثلاثة كتب عن الرحالة "تشينغ خه" لثلاثة كتاب أو مؤرخين مسلمين هم: ما هوان وفي شينغ وغون جينغ، وكانوا كتابا ومترجمين ومرافقين للبحار في رحلته، وقد مر على مرافئ دول جنوب شرق آسيا حتى وصل إلى مكة المكرمة.

إعلان

وسلسلة من ستة كتب في الحكمة الصينية والتاريخ والفلسفة، ترجمتها مكتبة طريق الحرير من الصينية إلى العربية ونشرت باللغتين العربية والصينية، ومنها كتاب "شانغشو"، و"لاوتسي"، و"كتاب الحوار لكونفوشيوس".

في الحكمة الصينية والتاريخ والفلسفة، ترجمت مكتبة طريق الحرير من الصينية إلى العربية 6 كتب منها كتاب "شانغشو" (الجزيرة)

ثم كتاب "خراب الزهور: رحلة إلى الأندلس" كتبه مسلم صيني، و"تسع سنوات في مصر" لكاتب صيني مسلم آخر،  و"طيور الصيف المبكر" وهي رحلة مسلم صيني عمل في شركات مختلفة حول العالم، و"وهكذا تكلم زرادشت"، و"رحلات ماركو بولو".

"الصحاح" بقائمة انتظار الطباعة

يعمل فريق الترجمة والتحرير في مكتبة طريق الحرير في بيجين حاليا وعلى قلة عددهم وإمكاناتهم، في المرحلة الثانية لمشروعهم، وقائمة الكتب التي تنتظر الطباعة ابتداء من مطلع عام 2025 الجاري -ومعظمها اكتملت ترجمتها وتحريرها- تقترب من مائتي كتاب، وهو ما سيكون -في تصورهم- خدمة للثقافة العربية والإسلامية في بلد ذي أهمية ثقافية وسكانية واقتصادية وسياسية كالصين، ولتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات بين الشعوب العربية والمسلمة والأمة الصينية.

وفي مقدمة هذه القائمة ولعلها الأكثر أهمية كتب الصحاح الستة، في 38 مجلدا، تمت ترجمتها وهي الآن قيد التحرير والمراجعة، في عمل امتد سنوات، وهذه أول مرة ستنشر فيها كتب صحاح الحديث النبوي الشريف الستة في سلسلة متكاملة باللغة الصينية، وهي المرة الأولى أيضا في تاريخ الصين التي ستنشر فيها بلغتين، حيث سيكون في كل صفحة النص الحديثي العربي الأصلي والترجمة الصينية.

ويعمل على ترجمة هذه الكتب الستة إلى جانب فريق المحريين المترجم موسى يو تونغ جين من إقليم من نينشغيا جنوب غرب الصين، وهو إمام مسجد هناك، وقد عمل على ترجمتها في ظروف اقتصادية وصحية صعبة للغاية.

إعلان

ويذكر أن هناك بعض الطبعات السابقة لبعض كتب الحديث، كرياض الصالحين، لكنها نفدت من الأسواق، وتحريرها وإخراجها لم يكن على مستوى من الجودة اللغوية، ولذلك هناك حاجة ماسة لطباعة كتب الحديث النبوي بإخراج جيد في نظر القائمين على هذا المشروع، وبإعادة تنقيح ما نشر وترجمة الباقي من كتب الصحاح الستة.

وبعد طباعة كتاب عن حياة الإمام أبي حنيفة النعمان، تستعد المكتبة لطباعة ثلاثة كتب أخرى هي "الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة"، و"الإمام الشافعي فقيه السنة الأكبر"، و"أحمد بن حنبل إمام أهل السنة"، وثلاثتها لعبد الغني الدقر الحسيني الشافعي.

كما جهزت الدار ترجمات كتب أخرى لصحابة وتابعين ومنها: كتب للدكتور علي الصلابي عن سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وسيرة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكتابه عن صلاح الدين الأيوبي.

وتشمل السلسلة التي تنتظر الطباعة قريبا أيضا: كتاب عن سيرة الإمام ابن تيمية لإبراهيم محمد علي، وسيرة ابن القيم لصالح أحمد شامي، وسيرة ابن رشد لمحمود قاسم، وسيرة عبد القادر الجيلاني لعبد الرزاق جيلاني، ورحلة ابن بطوطة، ورحلة الشيخ عبد الرشيد إبراهيم أفندي (1857-1944)، وهو داعية قازاني تتري عرفه البعض بأنه تركي تجول داعيا إلى الإسلام في اليابان والصين مطلع القرن العشرين.

كتاب "ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة (الجزيرة)

وضمن الكتب التاريخية التي تسعى دار مكتبة طريق الحرير إلى طباعتها وهي شبه جاهزة للنشر: كتابان عن الدولة الأموية والدولة العباسية لمحمد خضر بك، وأربعة كتب أخرى للدكتور علي الصلابي عن الدولة الزنكية، والفاطمية، والموحدية، والسلاجقة، والعثمانية، وكتاب آخر عن تاريخ الدولة الصفوية لمحمد سهيل طقوش.

وتمتد الخطة الطموحة لمكتبة طريق الحرير لتشمل كتابا من نحو ألف صفحة وهو "هن أم النبي وزوجاته وبناته"، ويشمل تراجم لسيدات بيت النبوة رضي الله عنهن، وهو كتاب موسوعي شهير للعالمة المصرية المعروفة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، وترجمته فريدة وانغ فو، وهي تلميذة المترجم الراحل عبد الرحمن مكين، وقد ترجمت أكثر من ثمانين كتابا، منها كتابان يضمان مقالات ومؤلفات الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ حول الحكم والإدارة، وتعد من أشهر الذين عملوا بالترجمة بين العربية والصينية اليوم.

إعلان

كما تشمل كتابا عن "تاريخ الكعبة المعظمة: عمارتها وكسوتها وسدانتها" لحسين بن عبد الله باسلامة، ويبدو مهما في السياق الصيني، ومترجمه لي غوانغ بينغ وهو من طلاب محمد ماكين، ودبلوماسي صيني سابق، ومن أوائل الدبلوماسيين الصينيين في الكويت واليمن.

ولم تغفل كتب الفقه، حيث يقوم فريق المكتبة بتحرير ترجمة صالح ماجين جون لكتاب "الخراج" لقاضي القضاة أبي يوسف الأنصاري تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان، لأهمية ذلك بالنسبة للصينيين الأحناف المذهب، وكتاب "أربعون مجلسا في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم، لعادل بن علي الشدي وترجمه صالح تشي شي يي، وهو مترجم معروف ترجم طبعة سابقة من طبعات صحيح البخاري، كما ترجم كتاب "شمس العرب تسطع على الغرب" للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه.

وكتب أخرى لمؤلفين صينيين باللغة الصينية ستتم إعادة نشرها ومنها "لمحة عن البلدان والجزر" لكاتب رحالة صيني، و"العلاقة بين العرب والصين" لبدر الدين حي الصيني الأزهري ألفه في الخمسينيات باللغة العربية، وطبعته مكتبة النهضة المصرية عام 1950، وهو مترجم مقدمة ابن خلدون إلى الصينية، و"تاريخ الشريعة" لأيوب الصيني.

 ثم كتاب "تاريخ العرب" في مجلدين من 1300 صفحة ألفه الحاج عبد الرحمن ناجون (1910- 2009)، وهو من المؤلفات الذي تحتاجه الجامعات، وله أيضا بانتظار النشر مجددا أيضا كتاب "الثقافة العربية" باللغة الصينية، كما له ترجمات لكتب أخرى كثيرة لم تدرجها بعد الدار في قائمة المطبوعات لهذه السنة ومنها: "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" لأحمد أمين، وبعضها ترجمها مع آخرين من طلبته مطلع الثمانينيات.

ويكتسب نشر مؤلفات وترجمات عبد الرحمن ناجون رمزية خاصة، فهو مؤسس كلية اللغة العربية في جامعتين من جامعات الصين، ومنها الجامعة المركزية وتسمى جامعة نانكينغ وهي إحدى الجامعات القديمة، وقد بدأ عبد الرحمن ناجون تدريس اللغة العربية عام 1943 عندما عاد من الأزهر حاصلا على شهادة العالمية عام 1936، وكان يؤلف كتبا منهجية بنفسه تناسب المجتمع الصيني، ومن ذلك أنه درس في جامعة اللغات الأجنبية في بكين، وفي عام 1946 أُنشيء تخصص اللغة العربية لأول مرة في الجامعة الصينية، ثم استقدمت جامعة بكين محمد مكين زميل دراسة عبد الرحمن ناجون في الأزهر لإنشاء شعبة اللغة العربية في قسم اللغات الشرقية بالجامعة، وكان ناجون في فترة ما عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق، وفي عام 2001 حصل ناجون على "جائزة الشارقة للثقافة العربية" الممنوحة من قِبل منظمة اليونسكو، والتي تبرع بها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة.

إعلان

وتشمل قائمة الكتب الجاهزة للطباعة باللغة الصينية أيضا "القانون في الطب" لابن سينا العالم والطبيب والفيلسوف المسلم المعروف، بمجلداته الخمسة، وقد اشتغل بترجمته لثماني سنوات خمسة مترجمين، ويتوقع أن تكون له أهميته في أوساط المهتمين بالطب البديل وعموم طلبة الطب في الصين، ذات التقاليد الطبية العريقة.

كتاب "أساطير الذيل الخيالي" لمؤلفه من قيرغزستان "جنغكيز أيتماتوف" (1928-2008) (الجزيرة)

وكتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون، وإعادة طباعة مع تنقيح لـ"دراسة في العلوم الفلكية لقومية الهوي من المسلمين الصينيين" لجين جين جو جين، وهو نائب مدير معهد الدراسات الطبيعية في الأكاديمية الصينية للعلوم.

ولا تخلوا المرحلة المقبلة من طباعة الكتب من روايات مثل: "مجنون ليلى" وهي مسرحية لأحمد شوقي، و"قصص حيي بن يقظان" لابن طفيل، ترجمها تشينغ كير لي (1923-1970)، وكان مؤلفا ومترجما معروفا، وقد طبعت لترجماته ومؤلفاته طبعات قديمة في الستينيات.

 "والحاج مراد" وهي رواية لقصة في القوقاز للكاتب الروسي ليو تولستوي، والسيرة الذاتية الشهيرة أو مذكرات لمالكوم إكس التي ترجمت من الإنجليزية، وترجمتها وانغ كوي لينغ وهي باحثة كانت قد كتبت كتابا عن مالكوم إكس قبل ذلك.

وثلاث روايات تاريخية جاهزة للطباعة للكاتب الروسي فاسيلي يان عن جنغيز خان وتاريخ العالم الإسلامي، ترجمت من اللغة الروسية إلى الصينية عن "الغزو المغولي" و"جنكيز خان: سفاح الشعوب"، و"باتو خان" حفيد جنكيز خان.

وكتاب نادر آخر جاهز للطباعة مجددا، طُبع لأول مرة منذ عام 1957 وهو "مذكرات بخارى"، ترجم من اللغة الروسية وطُبع بالصينية قديما مرة واحدة، ومؤلف الكتاب تعلم ثم درس في بخارى بأوزبكستان اليوم، وكان أول رئيس لأكاديمية العلوم في كازاخستان، يتحدث في الكتاب عن بخارى وكيف كانت علميا، ثم كيف كان حالها أواسط القرن العشرين، من ضياع للإرث العلمي.

إعلان

وتسعى دار مكتبة طريق الحرير مستقبلا إلى طباعة سلسلة ثالثة من الكتب المتخصصة في مجالات اللغة العربية والفقه وأصوله وعلوم الحديث والتفسير وعلوم القرآن الكريم، إضافة إلى عدد من الكتب والروايات للتعريف بالقضية الفلسطينية، وتاريخ فلسطين عبر العصور، وهو ما يحتاجه الأكاديميون والباحثون والمثقفون عموما كمراجع، توضيحا للرواية الفلسطينية، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها فلسطين والمنطقة العربية اليوم، والتي تلقى اهتماما متزايدا من جانب الصينيين.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك
  • شباب ورياضة الأقصر تنفذ مشروع اللياقة البدنية للرواد تحت شعار "لياقة المصريين".. صور
  • بواقع 106.4 ألف دولار لكل مواطن.. الدين الأمريكي يلامس 36,174 تريليون دولار
  • مكتبة طريق الحرير في بكين.. طموح ريادة ترجمة الكتاب العربي إلى اللغة الصينية
  • 4 مشاريع تقاطعات بالمدينة المنورة ستُفتح قبل شهر رمضان .. صور
  • الدين الأمريكي يلامس 36,174 تريليون دولار بواقع 106.4 ألف دولار لكل مواطن عشية تنصيب ترامب
  • أكثر من مليار دولار.. مبيعات المركزي العراقي في 5 أيام
  • مفاجأة ماليّة جديدة عن حزب الله.. تقريرٌ إسرائيليّ يتحدث
  • حمدان بن محمد: استثمار 5 مليارات دولار في شركة جلف داتا هب الإماراتية
  • حمدان بن محمد: استثمار «كي كي آر» 5 مليارات دولار في «جلف داتا هب» الإماراتية إنجاز جديد