أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل.. يحيى السنوار يُربك تل أبيب
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
وضعت إسرائيل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة منذ 2017، على رأس قائمتِها للمستهدفين في الحركة، وأكدت أنه العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، واعتبرت صحيفة فاينشال تايمز البريطانية أن "القراءة الخاطئة لشخصية السنوار كانت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، الذي نجح في خداعها".
يحيي السنوار.
. عقدة إسرائيل السوداء ومطالبات بتصفيته لإنهاء الحرب برلماني: أهالي غزة يتعرضون لإبادة جماعية
ورغم 40 سنة من الخبرة تملكها إسرائيل في التعامل مع زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إلا أن "الخبرة الإسرائيلية في التعامل معه، لم تؤد سوى إلى تهدئة قادة الأمن الإسرائيليين، ومنحهم شعورا زائفا بالرضا عن النفس"، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إن السنوار نجح في خداع إسرائيل.
فعشية الحرب، كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره متطرفًا خطيرًا، لكنه قابلا للإرضاء، وأنه أكثر اهتمامًا بتعزيز حكم حماس في غزة، وانتزاع تنازلات اقتصادية لمصلحة قطاع غزة.
ومع ذلك، فإن يحيى السنوار هو اليوم أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل؛ ويشير إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على أنه "رجل ميت يمشي". وتتهمه إسرائيل بأنه الشخصية الأكثر انخراطًا في الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي، وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.
وأكدت فاينشال تايمز، إن القضاء عليه هو "الهدف الأساسي للحملة الإسرائيلية المتصاعدة لتدمير حماس".
ربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه
عودة لعام 2011 وتحديدا في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي شاليط، اعتقدت وقتَها الاستخبارات الإسرائيلية أن يحيى السنوار لم يعد يشكل تهديدا باعتبارِه قضى نحو 23 عاما في السجونِ الإسرائيلية، وربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه، وفقا لصحيفة "غلوبز" الإسرائيلية.
لكنّ السنوار، الذي حُكم عليه بالسجنِ مدى الحياة أربع مرات قبل الإفراج عنه، استغل الوقتَ لتعلمِ العبرية، ومتابعة الإعلام الإسرائيلي، وقراءةِ جميع الكتب التي صدرت عن شخصياتٍ إسرائيليةٍ بارزة، مثل مناحم بيغن وإسحق رابين، بحسب "فايننشنال تايمز".
أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال
واعترف ضباطُ مخابرات إسرائيليون سابقون وحاليون بقراءةِ السنوار بشكلٍ خاطئ، حيث أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال مع إسرائيل، وأن حماس مهتمة فقط بضمانِ حصولِ العمالِ في غزة على تصاريح العملِ الإسرائيلية والمزيدِ من الحوافز الاقتصادية.
وكجزء من خطط حماس على الأرجح، امتنعت الحركة بالفعلِ عن تنفيذِ أي عمليات عسكريةٍ ضد إسرائيل خلال العامين الماضيين، ما منح قادة إسرائيل الشعورَ بأنها نجحت أخيرا في ترويضِ حماس، حتى مع استمرار التدريباتِ غير السرية لكتائبِ القسام، وفقا لرويترز.
وتجاهلت إسرائيل الكثير من الإشارات، منها إعلانُ السنوار رغبتَه في اختراق الجدار الإسرائيلي الحدودي مع غزة، وقتَ تصاعدِ الاحتجاجاتِ ضد نقلِ السفارةِ الأميركيةِ إلى القدس، وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن هجومَ السابع من أكتوبر تطلّب سنة على الأقلِ من التخطيط.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية، " إن إسرائيل لم تفهمه على الإطلاق"، مضيفًا: "معرفتنا به قيمتها صفر".
ووأشارت الصحيفة إلى أن صورة السنوار التي رسمها العديد من الأشخاص الذين قضوا وقتًا معه على مدار عقود، هي صورة "رجل له حضور قيادي وذو كاريزما، قليل الكلام، سريع الغضب".
أنقذته إسرائيل
وفي مرحلة ما خلال سجنه أنقذ أطباء إسرائيليون حياته عندما أصيب بمرض دماغي وأجريت له عملية جراحية في مستشفى إسرائيلي، وفقاً لمسؤول السجن السابق ومسؤولين عسكريين سابقين.
وحاول تقييم استخباراتي إسرائيلي للسنوار خلال فترة وجوده في السجن رسم شخصيته، فقال عنه إنه: "قاس. موثوق، مؤثر ومقبول من قبل أصدقائه ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب ويكتفي بالقليل، يحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين، لديه القدرة على تحريك الجماهير".
من هو يحيى السنوار؟
ولد السنوار في أوائل الستينات من القرن الماضي، وذلك في مخيم للاجئين داخل قطاع غزة، وأصبح ناشطًا طلابيًا وكان قريبًا من مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في عام 2004، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
وعندما تحولت حماس من حركة دينية إلى جماعة مسلحة خلال الانتفاضة الفلسطينية في أواخر الثمانينات، ساعد السنوار في تشكيل جناحها العسكري، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
كما أنشأ وحدة للأمن الداخلي قامت بمطاردة المخبرين، بحسب مسؤولين في حماس.
وفي عام 1988، ألقي القبض عليه وأدين فيما بعد بقتل جنود إسرائيليين وحكم عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.
وعندما اختطفت حماس، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في عام 2006، تم وضع السنوار في الاعتبار خلال المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي أدت لاحقاً إلى إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح شاليط.
ووفقًا لجيرشون باسكن، الذي عمل في ذلك الوقت مفاوضاً بين جهاز المخابرات الإسرائيلي وحماس، فإن السنوار لم يتخذ قراره إلا بالخروج لأن الإسرائيليين كان لديهم تحفظات بشأن إطلاق سراحه.
لكن بعد إطلاق سراحه، صعد السنوار بسرعة في صفوف حماس، حيث اختاره أعضاء الحركة لقيادة غزة في عام 2017.
كذلك أكد قادة آخرون في حماس للأعضاء أن انتخابه كرئيس لغزة لن يجر المجموعة إلى جولات جديدة من العنف الداخلي والخارجي، وفقاً لمسؤولي حماس الذين تحدثوا مع صحيفة "وول ستريت جورنال".
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يحيي السنوار غزة حماس إسرائيل فشل استخباراتي یحیى السنوار فی عام
إقرأ أيضاً:
التلفزيون الإسرائيلي: تل أبيب ترفض مشاركة فرنسا في المفاوضات مع لبنان
عارضت الحكومة الإسرائيلية مشاركة فرنسا في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان بسبب موقفها الواضح المناهض لإسرائيل.
وقالت القناة 12 العبرية: "إحدى القضايا المهمة التي لا يزال يتعين حلها هي تشكيل لجنة تشرف على تنفيذ الاتفاق، بينما تصر إسرائيل ليس فقط على رفض وساطة باريس في المفاوضات بل وتعارض فكرة كونها جزءا من اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ شروط الصفقة "
وتعزو القناة ذلك إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لديه "موقف واضح مناهض لإسرائيل"، وذكرت كمثال على ذلك دعوة ماكرون "المخزية" لفرض حظر دولي على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وكذلك تصريحه بأن الأمم المتحدة هي التي أنشأت دولة إسرائيل.
وقد وصل، الثلاثاء، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين، في زيارة رسمية إلى بيروت لمناقشة موقف لبنان وحركة حزب الله من شروط الاتفاق الذي طرحه الجانب الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وفي اليوم التالي، قال هوكشتاين إنه تم تحقيق بعض النجاح خلال المفاوضات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قبل أن يشد الرحال إلى إسرائيل يوم الخميس للتحاور مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
في أوائل نوفمبر، نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية "كان" مسودة اتفاق أميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، تنص على أن يخضع جنوب لبنان لسيطرة القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حصريا وفقا للقرار 1701، وأن تسحب إسرائيل قواتها بالكامل من لبنان خلال سبعة أيام بعد وقف إطلاق النار.