وضعت إسرائيل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة منذ 2017، على رأس قائمتِها للمستهدفين في الحركة، وأكدت أنه العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، واعتبرت صحيفة فاينشال تايمز البريطانية أن "القراءة الخاطئة لشخصية السنوار كانت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، الذي نجح في خداعها".

 

يحيي السنوار.

. عقدة إسرائيل السوداء ومطالبات بتصفيته لإنهاء الحرب برلماني: أهالي غزة يتعرضون لإبادة جماعية

ورغم 40 سنة من الخبرة تملكها إسرائيل في التعامل مع زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إلا أن "الخبرة الإسرائيلية في التعامل معه، لم تؤد سوى إلى تهدئة قادة الأمن الإسرائيليين، ومنحهم شعورا زائفا بالرضا عن النفس"، بحسب الصحيفة البريطانية، التي قالت إن السنوار نجح في خداع إسرائيل.

فعشية الحرب، كانت إسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره متطرفًا خطيرًا، لكنه قابلا للإرضاء، وأنه أكثر اهتمامًا بتعزيز حكم حماس في غزة، وانتزاع تنازلات اقتصادية لمصلحة قطاع غزة.

ومع ذلك، فإن يحيى السنوار هو اليوم أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل؛ ويشير إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على أنه "رجل ميت يمشي". وتتهمه إسرائيل بأنه الشخصية الأكثر انخراطًا في الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي، وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.

وأكدت فاينشال تايمز، إن القضاء عليه هو "الهدف الأساسي للحملة الإسرائيلية المتصاعدة لتدمير حماس".

 

ربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه

عودة لعام 2011 وتحديدا في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي شاليط، اعتقدت وقتَها الاستخبارات الإسرائيلية أن يحيى السنوار لم يعد يشكل تهديدا باعتبارِه قضى نحو 23 عاما في السجونِ الإسرائيلية، وربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه، وفقا لصحيفة "غلوبز" الإسرائيلية.

لكنّ السنوار، الذي حُكم عليه بالسجنِ مدى الحياة أربع مرات قبل الإفراج عنه، استغل الوقتَ لتعلمِ العبرية، ومتابعة الإعلام الإسرائيلي، وقراءةِ جميع الكتب التي صدرت عن شخصياتٍ إسرائيليةٍ بارزة، مثل مناحم بيغن وإسحق رابين، بحسب "فايننشنال تايمز".

 

أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال

واعترف ضباطُ مخابرات إسرائيليون سابقون وحاليون بقراءةِ السنوار بشكلٍ خاطئ، حيث أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال مع إسرائيل، وأن حماس مهتمة فقط بضمانِ حصولِ العمالِ في غزة على تصاريح العملِ الإسرائيلية والمزيدِ من الحوافز الاقتصادية.

وكجزء من خطط حماس على الأرجح، امتنعت الحركة بالفعلِ عن تنفيذِ أي عمليات عسكريةٍ ضد إسرائيل خلال العامين الماضيين، ما منح قادة إسرائيل الشعورَ بأنها نجحت أخيرا في ترويضِ حماس، حتى مع استمرار التدريباتِ غير السرية لكتائبِ القسام، وفقا لرويترز.

وتجاهلت إسرائيل الكثير من الإشارات، منها إعلانُ السنوار رغبتَه في اختراق الجدار الإسرائيلي الحدودي مع غزة، وقتَ تصاعدِ الاحتجاجاتِ ضد نقلِ السفارةِ الأميركيةِ إلى القدس، وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن هجومَ السابع من أكتوبر تطلّب سنة على الأقلِ من التخطيط.

وقال مايكل ميلشتاين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية، " إن إسرائيل لم تفهمه على الإطلاق"، مضيفًا: "معرفتنا به قيمتها صفر".

ووأشارت الصحيفة إلى أن صورة السنوار التي رسمها العديد من الأشخاص الذين قضوا وقتًا معه على مدار عقود، هي صورة "رجل له حضور قيادي وذو كاريزما، قليل الكلام، سريع الغضب".

 

أنقذته إسرائيل

وفي مرحلة ما خلال سجنه أنقذ أطباء إسرائيليون حياته عندما أصيب بمرض دماغي وأجريت له عملية جراحية في مستشفى إسرائيلي، وفقاً لمسؤول السجن السابق ومسؤولين عسكريين سابقين.

وحاول تقييم استخباراتي إسرائيلي للسنوار خلال فترة وجوده في السجن رسم شخصيته، فقال عنه إنه: "قاس. موثوق، مؤثر ومقبول من قبل أصدقائه ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب ويكتفي بالقليل، يحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين، لديه القدرة على تحريك الجماهير".

 

من هو يحيى السنوار؟

ولد السنوار في أوائل الستينات من القرن الماضي، وذلك في مخيم للاجئين داخل قطاع غزة، وأصبح ناشطًا طلابيًا وكان قريبًا من مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في عام 2004، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وعندما تحولت حماس من حركة دينية إلى جماعة مسلحة خلال الانتفاضة الفلسطينية في أواخر الثمانينات، ساعد السنوار في تشكيل جناحها العسكري، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

كما أنشأ وحدة للأمن الداخلي قامت بمطاردة المخبرين، بحسب مسؤولين في حماس.

وفي عام 1988، ألقي القبض عليه وأدين فيما بعد بقتل جنود إسرائيليين وحكم عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.

وعندما اختطفت حماس، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في عام 2006، تم وضع السنوار في الاعتبار خلال المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي أدت لاحقاً إلى إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح شاليط.

ووفقًا لجيرشون باسكن، الذي عمل في ذلك الوقت مفاوضاً بين جهاز المخابرات الإسرائيلي وحماس، فإن السنوار لم يتخذ قراره إلا بالخروج لأن الإسرائيليين كان لديهم تحفظات بشأن إطلاق سراحه.

لكن بعد إطلاق سراحه، صعد السنوار بسرعة في صفوف حماس، حيث اختاره أعضاء الحركة لقيادة غزة في عام 2017.

كذلك أكد قادة آخرون في حماس للأعضاء أن انتخابه كرئيس لغزة لن يجر المجموعة إلى جولات جديدة من العنف الداخلي والخارجي، وفقاً لمسؤولي حماس الذين تحدثوا مع صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يحيي السنوار غزة حماس إسرائيل فشل استخباراتي یحیى السنوار فی عام

إقرأ أيضاً:

سفيرة إسرائيل: الروس الذين انتقلوا لإسرائيل بدؤوا العودة

قالت سفيرة إسرائيل في موسكو سيمونا هالبرين إن الروس الذين انتقلوا في ال ونة الأخيرة إلى إسرائيل بدأوا في العودة إلى روسيا.

وأضافت هالبرين في مقابلة مع وكالة أنباء تاس الروسية: "نعم، هذا يحدث.. أي أن الناس يتقدمون للحصول على الجنسية، وبعضهم يأتي إلى إسرائيل لفترة من الوقت".

وأوضحت قائلة: "ليس لدينا إحصائيات، لكنني أعلم أن هناك من يعودون إلى روسيا. هذا مفهوم.. الناس لديهم عمل وحياة هنا".

 وفي الوقت نفسه، أشارت هالبرين إلى أن هناك مواطنين روس لا يزالون يعيشون بين البلدين.

واختتمت هالبرين بالقول: "إسرائيل تعترف بالجنسية المزدوجة والثلاثية والرُباعية دون أي مشكلة. لذا، فهذه ليست مشكلة".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: المحتجزة الإسرائيلية المفرج عنها آجام بيرجر في طريقها لإسرائيل
  • يحيى السنوار حاضر في تسليم الأسيرات .. تفاصيل التنفيذ من أمام منزله
  • انتشار كتائب القسام أمام منزل الشهيد المشتبك يحيى السنوار في خانيونس / صور
  • هيئة البث الإسرائيلية: المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يصل إلى تل أبيب
  • البث الإسرائيلية: المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط يصل تل أبيب
  • البث الإسرائيلية: المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط يصل إلى تل أبيب
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: مسؤولون بالبيت الأبيض نقلوا لإسرائيل رغبة ترامب في سحب آلاف الجنود الأميركيين من سوريا
  • سفيرة إسرائيل: الروس الذين انتقلوا لإسرائيل بدؤوا العودة
  • سفيرة تل أبيب بموسكو: الروس الذين انتقلوا لإسرائيل بدؤوا العودة
  • إسرائيل تفشل في الحرب وتعلن الاستسلام .. صياح وذعر في تل أبيب بعد مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين