قال مراسل الجزيرة إن عدد المعتقلين في الاحتجاجات على مقتل فتى على يد شرطي في العاصمة الفرنسية باريس ارتفع إلى 255 مساء الخميس، مع استمرار المناوشات بين محتجين والشرطة في مناطق عدة بفرنسا، في حين أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أنه تم إعطاء تعليمات للشرطة بالتدخل المنتظم لمواجهة الاحتجاجات.

وعمد شبّان غاضبون في ضاحية نانتير الواقعة غربي العاصمة -والتي قتل فيها الفتى نائل الذي يبلغ من العمر 17 عاما- إلى إضرام النار في أحد المصارف، وتخريب آلات السحب النقدي وتكسير واجهات زجاجية.

كما شهدت مدن أخرى شمالي البلاد وجنوبيها صدامات ومناوشات بين متظاهرين وقوات الأمن. وكانت السلطات الفرنسية قد نشرت 40 ألف رجل أمن تحسبا لليلة ثالثة من أعمال العنف، إثر مقتل الفتى ذي الأصول الجزائرية برصاص شرطي يوم الثلاثاء الماضي.

وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع صدامات وإضرام نيران ومناوشات في ليل شمالي البلاد ومرسيليا جنوبا ومدن أخرى، فقد انتقلت المناوشات إلى مدينة نانت جنوب غربي فرنسا، وأضرمت النيران في عدة مرافق.

وأضاف المراسل أن مناوشات وقعت في مدينة ليون، وتم إحراق قطار في ضاحية فينيسيو جنوب شرق المدينة وسط مناوشات مع رجال الشرطة لليلة الثالثة.

مركبات محترقة في ضواحي باريس احتجاجات على مقتل فتى من أصول جزائرية على يد شرطي (رويترز)

وكانت قد وقعت مواجهات بين قوات الأمن وشبان خلال مسيرة أطلق عليها منظموها اسم "المسيرة البيضاء" في ضاحية نانتير قرب باريس، احتجاجا على مقتل الفتى.

وانطلقت المسيرة من أمام مقر الشرطة في ضاحية نانتير بدعوة من السيدة مُنية والدة الفتى القتيل، احتجاجا على مقتل ابنها. ورفع المئات من المشاركين شعارات تطالب بتحقيق العدالة لنائل، كما رفعوا شعارات تتهم الشرطة بقتله.

وقد أعلنت السلطات توقف خدمات الترام والحافلات المسائية في باريس، خوفا مما سمته أعمال التخريب.

ووجه باسكال براش المدعي العام لضاحية نانتير تهمة القتل العمد للشرطي، الذي اعترف بإطلاقه النار على الفتى قبل أيام، وتم تمديد توقيفه بعد نهاية فترة حبسه الاحتياطي.

وأضاف أن الشرطي المتهم سيمثل أمام قاضيين لإتمام التحقيقات، لأن الشروط اللازمة لإطلاق النار لم تتوفر له.

وقال إن التحقيقات الأولية بشأن مقتل شاب برصاص شرطي كشفت أن الشروط القانونية للجوء الشرطي إلى إطلاق النار لم تكن مجتمعة، موضحا أن الصور أكدت مسار سيارة الشاب القتيل، بينما قال الشرطي مطلق النار إنه كان يخشى هروب السيارة وتسببها في أذى للآخرين.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أعمال العنف ضد رموز الجمهورية التي أعقبت مقتل شاب على يد الشرطة، غير مبررة.

وجاءت التصريحات خلال ترؤس ماكرون اجتماعا طارئا لخلية الأزمة، بعد ليلة ثانية من المواجهات بين محتجين والشرطة في ضواحي العاصمة ومدن أخرى، على خلفية مقتل الفتى نائل.

المحتجون أضرموا النيران في أماكن عديدة بالعاصمة الفرنسية ومدن أخرى احتجاجا على مقتل الفتى نائل (رويترز) دوافع عنصرية والشرطي يعتذر

من ناحيتها، أعربت منية والدة الفتى القتيل -أمس الخميس- عن اعتقادها أن الحادثة لها دوافع عنصرية، وقالت لقناة "فرانس 5" في أول مقابلة إعلامية معها منذ إطلاق النار صباح الثلاثاء "أنا لا ألوم الشرطة، أنا ألوم شخصا واحدا: الشخص الذي قتل ابني".

وأضافت "لدي أصدقاء شرطيون. إنهم يدعمونني تماما.. لا يتفقون مع ما حدث".

واعتبرت أن الشرطي (38 عاما) والذي وُجهت له تهمة القتل العمد، كان يمكن أن يلجأ إلى طرق أخرى للسيطرة على ابنها الذي كان يقود سيارة بلا رخصة.

وقالت والدة الفتى باكية "لم يكن مضطرا لقتل ابني. رصاصة؟ من هذه المسافة إلى صدره؟ لا، لا". واعتبرت أن الشرطي "رأى وجها عربيا، طفلا صغيرا، وأراد أن يقتله".

بدوره، قدم الشرطي الفرنسي الاعتذار لعائلة الفتى نائل، وفق ما أفاد محاميه.

وقال المحامي لوران فرانك ليينار على قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية "الكلمة الأولى التي نطق بها هي آسف، والكلمات الأخيرة التي قالها كانت لتقديم الاعتذار للعائلة".

وأضاف "أصيب موكلي بصدمة شديدة من عنف هذا الفيديو.. الذي شاهده لأول مرة أثناء احتجازه لدى الشرطة"، في إشارة إلى الصور التي تظهره وهو يطلق رصاصة تسببت في وفاة الفتى بعد رفضه الانصياع وإيقاف السيارة التي كان يقودها.

ووُجهت إلى الشرطي تهمة القتل العمد، وأعيد إلى الحبس الاحتياطي أمس الخميس، لكن ليينار أعلن أنه سوف يستأنف قرار الحبس صباح الجمعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشرطة فی على مقتل

إقرأ أيضاً:

في عيد الشرطة الـ73.. قصة الشهيد الذي أحب كرداسة وأحبته

في ذكرياتهم التي كانت مليئة بالحب والأمل، تظل صورة اللواء مصطفى الخطيب، مساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، حية في قلب زوجته "سحر يوسف"، التي لا تملك إلا أن تردد: "لن أنساه أبداً، رغم الغدر الذي اغتاله." هي الكلمات التي تخرج من قلبها المثقل بالحزن، ففي تلك اللحظة الفارقة، وفي مكان مقدس، اغتيل حبها وحياة زوجها على يد من كانوا يظنون أنهم مأمنوه.

مرت الأيام، لكنها لم تمحُ من ذاكرتها ذلك الوداع الأخير، حين كان زوجها يشع بشوشًا، يذهب إلى مركز كرداسة في مهمة قد تكون عادية بالنسبة له، لكنها كانت آخر مهماته الحياتية.

"حاولت الاتصال به مراراً، لكنه رد بصوت مشوب بالقلق: "فيه اشتباك، اقفلي"، كانت هذه الكلمات هي آخر ما سمعته قبل أن يتلقف الموت جسده ويترك قلبها معلقًا بين ذكرى الشجاعة وألم الخيانة.

منذ زواجهما عام 1986، عاشا معًا في رحلة طويلة مليئة بالتضحية والوفاء، وقد شهدت "سحر" كيف كان زوجها رجلًا متفانيًا في عمله، فحتى بعد ترقيته إلى مساعد مدير أمن الجيزة، لم ينسَ أبدًا تلك القرية التي عشقها، ولم يملّ من تقريب وجهات النظر بين الأهالي والشرطة.

وكانت تلك البسمة التي لم تفارق وجهه، حتى حين كان يصلي بالمواطنين في المسجد القريب من المركز، هي ما جعل منه رجلاً محبوبًا من الجميع.

اليوم، ونحن نحتفل بعيد الشرطة الـ73، نقف احترامًا للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، وفي مقدمتهم الشهيد مصطفى الخطيب، الذي سقط في معركة لم تكن فقط مع الموت، بل مع الخيانة التي لا يمكن أن تمحيها الأيام.

 


ابنة الشهيد مصطفى الخطيب مع والدها

 


الشهيد مصطفى الخطيب

 


زوجة الشهيد مصطفى الخطيب





مشاركة

مقالات مشابهة

  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال
  • قسد تعلن مقتل 8 من عناصرها في سوريا
  • طقس المملكة.. استمرار الانخفاض في درجات الحرارة والأمطار الخفيفة
  • في عيد الشرطة الـ73.. قصة الشهيد الذي أحب كرداسة وأحبته
  • بينهم نساء وأطفال..حماس تنتظرإفراج إسرائيل عن 90 معتقلاً فلسطينياً
  • الآلاف في لندن يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة والشرطة تعتقل 8 أشخاص
  • إصابة 3 بإطلاق نار في تل أبيب.. والشرطة تستدعي قوات كبيرة للمكان
  • عام مليء بالشكاوى.. أكثر المنتجات التي أثارت استياء الأتراك في 2024
  • 1737 معتقلا فلسطينيا سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى
  • شبكة أطباء السودان تحمّل حكومة جوبا مسؤولية مقتل طبيب سوداني في مدينة واو