شهدت الجبهة الجنوبية اللبنانية تطورا خطيرا تمثل باستهداف مسيرة إسرائيلية سيارة مدنية كانت تقلّ عائلة في بلدة عيناتا، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى في عيناتا (3 شقيقات تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاماً وجدتهن)، وهو ما توعد حزب الله بـ "رد مضاعف" عليه.

واعتبر عضو كتلة الحزب في مجلس النواب اللبناني، حسن فضل الله، قتل المدنيين "تطوراً كبيراً وخطيراً"، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي "سيدفع ثمن جرائمه".

كما أكد عضو مجلس النواب اللبناني عن الحزب، علي فياض، أن المقاومة اللبنانية لن تتساهل مع أي استهداف إسرائيلي للمدنيين في لبنان، مضيفا: "سنرد أضعافا مضاعفة".

ووصف رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ما حصل في عيناتا بـ "الجريمة النكراء"، واضعاً إياها "برسم من يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما ترتكبه إسرائيل بحق لبنان"، مشدداً على أن "هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام، وستكون مدار متابعة من قبل الحكومة، عبر اتصالات دولية، وأيضاً عبر تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل الى مجلس الأمن على خلفيتها".

وطالب ميقاتي، في بيان، دول القرار في مجلس الأمن بـ "العودة إلى تطبيق شرعة الأمم المتحدة والتحرك للجم الاعتداءات وإنقاذ ما تبقى من إنسانية وعدالة كي لا تبقى هذه الشكاوى حبراً على ورق".

أما رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فاعتبر أن ما حصل "يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل من غزة إلى جنوب لبنان هو سياق واحد".

وباشر لبنان تحضير شكوى جديدة "عاجلة لمجلس الأمن الدولي" سيقدمها يوم الإثنين، بحسب ما ذكرت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب.

من جانبه، دعا وزير التربية اللبناني، عباس الحلبي، جميع المسؤولين عن إدارة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة إلى الوقوف صباح غد الاثنين دقيقة صمت حداداً على أرواح القتلى، حيث إن من بينهن 3 تلميذات من مدرسة القلبين الأقدسين في عين إبل.

وقبل استهداف سيارة الشقيقات وجدتهن، مساء الأحد، استهدف الجيش الإسرائيلي فجراً، سيارتين تابعتين للدفاع المدني "أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات إسرائيلية في أطراف بلدة طير حرفا قضاء صور"، ما أدى إلى إصابة 4 مسعفين بحسب ما جاء في بيان صادر عن جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية".

ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لوقف "خرق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر على أي كان إعاقة عمل المسعفين تحت أي ظرف من الظروف".

ودانت وزارة الصحة اللبنانية ما حصل، معتبرة أنه "لا يمثل فقط انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية، بل يُعد أيضاً استهتاراً بأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق".

وذكّرت الوزارة، في بيان، "جميع الأطراف والجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بواجباتها وبضرورة تحمل مسؤولياتها لضمان حماية العاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية".

اقرأ أيضاً

"حزب الله" يطلق صواريخ موجهة على 3 مواقع عسكرية إسرائيلية

وشدد البيان على أن "الهجمات المتكررة على الطواقم الطبية والمرافق الصحية تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، والتي تنص على حماية واحترام العاملين في المجال الصحي وتوفير الأمان لهم خلال النزاعات المسلحة".

ودعت الوزارة "المجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية لاتخاذ الخطوات الفورية والحازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال، ولمحاسبة المسؤولين عنها، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية التي تسعى جاهدة لإنقاذ الأرواح في ظروف بالغة الصعوبة" مؤكدة على أنها لن تتوانى عن تأدية واجبها الإنساني والوطني.

ميدانياً، ارتفعت حدة التوتر على الجبهة الجنوبية للبنان، حيث أعلن حزب الله عن قصفه كريات ‏شمونة بعددٍ من صواريخ جراد (كاتيوشا)، رداً على استهداف سيارة الشقيقات وجدتهن، مشيراً، في بيان، إلى أنه لن يتسامح أبداً مع الاعتداء على المدنيين وسيكون ردّه ‏حازماً ‏وقوياً. ‏

وكان الحزب قد أعلن، الأحد، عن إسقاطه مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض - جو، سقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، واستهدافه ثكنة أفيفيم ومواقع جل الدير ومسكاف عام والضهيرة، وآلية عسكرية إسرائيلية في موقع بياض بليدا، وكذلك نعى 4 من شهدائه.

وفي السياق ذاته، أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن قصفت الجيش الإسرائيلي أطراف بلدات محيبيب وبليدا ومروحين والضهيرة وتلبسين، ومحيط موقع جلّ العلام الواقع بين بلدتي علما الشعب والناقورة.

يذكر أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال الجمعة، إن التصعيد على الحدود اللبنانية "سيتوقف على الأحداث في غزة والأفعال الإسرائيلية تجاه لبنان"، وذلك في أول خطاباته منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

فيما أعلنت إسرائيل أن "لا مصلحة لها في دخول صراع على جبهتها الشمالية"، بينما حذر رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الشهر الماضي، حزب الله من "فتح جبهة ثانية للحرب"، قائلا إن فعل ذلك "سيستدعي ضربات إسرائيلية مضادة بحجم لا يمكن تخيله، سيجلب الدمار على لبنان.

اقرأ أيضاً

بعد صاروخ قوي لحزب الله.. إسرائيل تشن الهجوم الأعنف على شمال لبنان

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان حزب الله حسن نصر الله غزة نتنياهو حزب الله على أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان

بيروت"أ ف ب": قتل شخص اليوم جراء ضربة اسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، فيما ما زعم الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "قائد خلية" في حزب الله.

ورغم وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر، تواصل إسرائيل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على أهداف تقول إنها تابعة للحزب خصوصا في جنوب لبنان.وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن "الغارة التي شنّها العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في بلدة عيترون أدت إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل".

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بمسيرة قائدا في حزب الله في منطقة عيترون موضحا أنه "قضى على قائد خلية في منظومة العمليات الخاصة في حزب الله".

وفي جنيف أحصت الأمم المتحدة مقتل 71 مدنيا على الأقل بنيران اسرائيلية منذ سريان وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.

و قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان إن "71 مدنيا على الأقل قتلوا على يد القوات الاسرائيلية في لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

وأوضح أن بين الضحايا "14 إمرأة وتسعة أطفال"، داعيا الى "وقف العنف فورا".

وأشار المكتب إلى أن الضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية استهدفت بنى تحتية مدنية منذ وقف إطلاق النار، بما في ذلك أبنية سكنية ومنشآت طبية وطرق ومقهى واحد على الأقل.

واستُهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع أبريل لأول مرة منذ سريان وقف إطلاق النار، في حادثتين منفصلتين، بحسب الخيطان الذي أضاف أن المنطقة المستهدفة كانت قريبة من مدرستين.

وأفاد بأن "ضربة على مبنى سكني صباح الأول من أبريل أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وألحقت أضرارا كبيرة في المباني المجاورة".

وأضاف أنه بعد يومين، "استهدفت غارات جوية إسرائيلية مركزا أُسس أخيرا تديره الجمعية الطبية الإسلامية في الناقورة في جنوب لبنان، ما أدى إلى تدمير المركز وألحق أضرارا بسيارتي إسعاف".

وتابع أن "ضربات جوية إسرائيلية على عدة بلدات في جنوب لبنان أسفرت، وفق تقارير، عن مقتل ستة أشخاص على الأقل" بين الرابع والثامن من أبريل.

وكان النائب عن حزب الله حسن فضل الله أعلن في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي مقتل 186 شخصا وإصابة 480 آخرين بجروح، منذ بدء وقف إطلاق النار، من دون أن يحدد عدد قتلى حزب الله بينهم.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها الدامية والانسحاب من خمسة مرتفعات "استراتيجية" أبقت قواتها فيها، بعد انقضاء مهلة انسحابها في 18 فبراير.

ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارها قرب الحدود مع اسرائيل.

وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، في مقابلة صحافية اليوم، إنه يسعى لأن يكون العام الحالي عام "حصر السلاح" بيد الدولة.

وأوضح عون الذي توجه اليوم الى الدوحة في زيارة تستمر يومين، وفق تصريحات نشرتها صحيفة العربي الجديد القطرية، "أسعى إلى أن يكون 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة".

وأضاف "القرار اتُّخذ بحصر السلاح بيد الدولة، وتبقى كيفية التنفيذ عبر الحوار الذي أراه ثنائيا بين رئاسة الجمهورية وحزب الله".

ويكتسب نزع سلاح الحزب الذي لم يكن مطروحا في السابق، زخما أكثر من أي وقت مضى، وفق محللين، مع تصاعد الضغوط الأميركية على القيادة اللبنانية وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في حربه الأخيرة مع إسرائيل.

وأكد عون "لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش، ولا أن يكون وحدة مستقلة" داخله، موضحا "يمكن لعناصر حزب الله الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب (1975-1990) مع أحزاب عديدة".

وفي مقابلة بثتها قناة الجزيرة القطرية ليل الإثنين، قال عون إن الجيش يقوم بواجبه في جنوب الليطاني لناحية "تفكيك الأنفاق والمخازن ومصادرة قواعد السلاح بكل احترافية ومن دون أي إشكال مع الحزب".

وأوضح أنه أدى كذلك "مهمات عديدة" في المنطقة الواقعة شمال الليطاني، معددا من بينها العثور على "مخزن في الجية (جنوب بيروت) ومصادرة كل ما كان يحتوي عليه، وفي النبي شيت والهرمل" في شرق البلاد.

مقالات مشابهة

  • لبنان توقف لبنانيين وفلسطينيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل
  • مسيرة إسرائيلية تقصف غرفة سكنية في حي الدواوير جنوبي لبنان
  • اعتداءات إسرائيلية متواصلة على لبنان.. مهاجمة بنية تحتية وتخريب بالممتلكات
  • لبنان: غارة إسرائيلية في الجنوب تودي بحياة شخص
  • مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في وادي الحجير جنوبي لبنان
  • عون وحزب الله: هل يمهد التفهم للتفاهم؟
  • تشييع جثمان النائب سعداوي راغب إلي مثواه الأخير بالإسكندرية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • عن تجريد حزب الله من سلاحه.. هذا ما كشفته صحيفة إسرائيلية