رسائل الأوفياء
اصمد وابتسم رغم الفشل
رسالة اليوم جميلة للغاية، هي لقارئة وفية للموقع، أرادت أن تشاركنا تجربتها في الحياة، بل زبدة خبرتها. التي لا تنالها بسهولة، بل دفعت مقابلها سنينا من عمرها، تلقت من خلالها ضربات موجعة. أوقعتها في خيبات متعددة، لكنها أبدا لم ترفع الراية، ولم تسقط على ركبتيها تبكي فشلها.
إن الحياة مليئة بالتجارب المرة، ومما لا شك فيه أن لكل منا رصيده الخاص من هذه التجارب.
فمن منا لم يتعرض يوما للظلم و القهر؟ ومن منا لم تُنتزع منه أشيائه الثمينة غصبا؟
من منا لم يودع غاليا أو يفارق عزيزا؟ من منا لم يذق فشلا أو خيانة أو غدرا؟، باختصار من منا لم يجد نفسه. يوما في متاهات الحياة؟ ولم يتخبط غريقا في بحر الهموم والمشاكل؟ .ولم يسقط صريعا للتجارب القاسية؟ لكن ماذا كانت ردود أفعالنا حينئذ..؟
أكيد أن هناك من بكى وجهر بحزنه. ومنا من كتم جرحه في قلبه فكان ضحية لأزمات نفسية، هناك من لعن الحياة والظروف. واستسلم لليأس، ومنا من قاوم وواصل السير وانهار في النهاية.
لكن هناك أيضا من اختار غير كل هاته الردود، هناك من ابتسم في هدوء، وبدل أن يحمل قلبه وعقله ما لا طاقة لهما به. وأن يصرخ في وجوه الناس ويثقل كواهلهم بهمومه، وهناك من صمت قليلا. واختار أن يضع همه على الورق وأن يبوح له بما يختلج صدره، وقال بكل رضا واقتناع: كل شيء قضاء وقدر وقدري أن أعيش ما أنا فيه الآن.
كلنا بشر ولكل منا حياته الخاصة، وما الحياة إلا مجموعة تجارب، وما التجربة إلا نجاح أو فشل، فابتسم رغم الفشل. فتلك علامة الصمود، وأول خطوة للنهوض من جديد نحو مستقبل أفضل.
ابتسم رغم حزنك، لتهدي للأخر قبسا من السعادة وومضة من فرح، ابتسم في وجه مريض يائس لتمنحه أملا في الشفاء.
ابتسم في وجه من فقد عزيزا لتقول له أن لله ما أعطى ولله ما أخد، ابتسم في وجه طفل لم يذق بعد مرارة الدنيا ليمنحك هو جرعة من حنان، ويدعمك بشحنة من أمل.
كلما استيقظت صباحا، ابتسم فأنت حي ترزق، ولازالت لديك الفرصة لتصحح أخطاءك، وتتدارك كل ما ضاع في غفلة منك.
وابتسم كلما صادفت إنسانا مثلك, لتشعره بوجوده و بأنك تحس به دونما حاجة للكلام والبوح.
فابتسم الآن ولا تتردد، رغم الدموع ورغم الألم، فالحياة تغدو أحلى عندما تفاجئها بابتسامة عريضة.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: هناک من
إقرأ أيضاً: