يثير تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة -الذي لم يكتمل- تساؤلات حول مصير الشبكة الواسعة من العمليات العسكرية والتجارية لهذه القوات في مناطق من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وفيما يأتي حقائق عما تقوم به فاغنر وأماكن عملياتها وفقا لتقرير بثته وكالة رويترز للأنباء:

أوكرانيا

انتشرت فاغنر في أوكرانيا بعد وقت قصير من بدء الهجوم الروسي في فبراير/شباط من العام الماضي، وبحلول الصيف كانت فاغنر قد جندت آلاف السجناء للقتال في صفوفها على الخطوط الأمامية.

وبحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومع اضطلاعها بدور رئيسي في معركة باخموت، قالت المخابرات الأميركية إن لدي المجموعة العسكرية 40 ألف سجين مجند يقاتلون في أوكرانيا، لكن فاغنر نفسها لم تعلق على الرقم.

ونسب قادة المجموعة الفضل لأنفسهم فيما تحقق من نجاح روسي في باخموت، وانتقدوا الجيش الروسي النظامي وقيادة وزارة الدفاع الروسية.

بيلاروسيا

وصل يفغيني بريغوجين قائد فاغنر إلى بيلاروسيا يوم الثلاثاء، بموجب اتفاق توسط به رئيسها ألكسندر لوكاشينكو.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مقاتلي المجموعة سيعرض عليهم خيار الانتقال إلى هناك.

وتظهر صور أقمار صناعية حديثة أعمال إعادة تأهيل قاعدة عسكرية شبه مهجورة في بيلاروسيا، مما يشير إلى أنها ستكون مقرا لقوات فاغنر.

سوريا

بدأت روسيا رسميا عملياتها العسكرية في سوريا عام 2015 دعما للرئيس بشار الأسد، ونشرت قوتها الجوية انطلاقا من قاعدة حميميم، واستخدمت متعاقدين من بينهم قوات فاغنر في بعض العمليات البرية وفي أدوار أمنية.

وقتلت القوات الأميركية بضع مئات من مقاتلي فاغنر في مواجهة بسوريا عام 2018.

وتولت المجموعة مهمة توفير الأمن لحقل "الشاعر"، وقال مسؤولون غربيون إن المجموعة تمتلك شركة "إفرو بوليس" التي تحصل على 25% من أرباح عدد من الحقول النفطية.

وأصبحت قاعدة حميميم الجوية مركزا مهما في العمليات اللوجستية العالمية لفاغنر، كنقطة عبور للرحلات الجوية بين روسيا والشرق الأوسط وإلى أفريقيا عبر قواعد جوية في ليبيا.


ليبيا

دخلت فاغنر ليبيا عام 2019 لمساعدة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في شرق ليبيا في هجومه على طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دوليا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية عام 2020 إن الإمارات هي التي دفعت فيما يبدو لفاغنر من أجل دعم حفتر.

وساندت الإمارات موقف حفتر إلى جانب روسيا ومصر.

ولم ترد الإمارات على طلب من رويترز للتعليق حين سُئلت عن أي علاقة لها بفاغنر.

وقال مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة في عام 2020 إن فاغنر نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا إن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لمقاتلي فاغنر هناك.

وأدارت فاغنر أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية جنوبي طرابلس، مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم.

وبالإضافة إلى تجنيد سوريين، عملت فاغنر بمعاونة مقاتلين أجانب من السودان وتشاد وأماكن أخرى.

ورغم أن هجوم حفتر انتهى بالفشل وبوقف إطلاق نار عام 2020، فإن فاغنر لم تبرح ليبيا وظلت موجودة في الجفرة وغيرها من القواعد الجوية بالجنوب والشرق التي يقول باحثون إنها تستخدمها نقطة انطلاق إلى مواقع أخرى في أفريقيا.

ويقول باحثون إنّ لفاغنر مصالح تجارية في ليبيا تشمل إنتاج الطاقة وشبكات تهريب محلية، وإنها تتواجد في حقول نفطية مهمة.

جمهورية أفريقيا الوسطى

جمهورية أفريقيا الوسطى من أفقر دول العالم على الرغم من غناها بالمعادن. وقد تدخل مرتزقة روس من بينهم أفراد من فاغنر عام 2018 إلى جانب الحكومة لإخماد حرب أهلية تدور رحاها منذ 2012.

وقال السفير الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى في مقابلة في فبراير/شباط الماضي إن 1890 "مدربا روسيا" موجودون في البلاد.

وقال محللون إن فاغنر حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم ذهب في الجمهورية.

وفرضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عقوبات على شركة في جمهورية أفريقيا الوسطى من بين شركات أخرى تتضمن واحدة من الإمارات.

 وقالت إن تلك الشركات ضالعة في تمويل شركة فاغنر من خلال تعاملات غير مشروعة في الذهب.


مالي

وقالت روسيا ومالي إن المقاتلين الروس هناك ليسوا مرتزقة بل مدربين يساعدون القوات المحلية في التصدي لمسلحين إسلاميين شنوا تمردا منذ 10 سنوات.

واستولى قادة مالي على السلطة في انقلاب عام 2021، واستدعوا مجموعة فاغنر بعد أن طلبوا مغادرة بعثة عسكرية فرنسية.

وعلمت رويترز عام 2021 أن الحكومة تتعاقد مباشرة مع فاغنر، وتدفع نحو 10.8 ملايين دولار شهريا مقابل خدماتها.

 ووُجهت اتهامات لمقاتلي فاغنر بالضلوع في واقعة حدثت العام الماضي في "مورا" بوسط مالي، قيل إن قوات محلية ومقاتلين روس قتلوا فيها مئات المدنيين.

السودان

يقول دبلوماسيون ودول غربية إن فاغنر ضالعة في تعدين الذهب ونشر معلومات مضللة وتدبير مكائد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في السودان، لدى محاولة روسيا التأثير على مجريات الأمور قبل وبعد الإطاحة بعمر البشير في 2019.

ولموسكو علاقات مع طرفي صراع اندلع في السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، لكن يعتقد أن فاغنر تحافظ على صلاتها بقوات الدعم السريع وليس الجيش.

ونفت فاغنر أنها تعمل في السودان قائلة إن أفرادها لم يعد لهم وجود هناك منذ أكثر من عامين، وإنها ليس لها دور في المعارك.

لكن الولايات المتحدة اتهمت فاغنر في مايو/أيار الماضي بتزويد قوات الدعم السريع بصواريخ أرض جو، مما ساهم في إطالة أمد نزاع مسلح لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فاغنر فی إن فاغنر

إقرأ أيضاً:

فى سيناريو مشابه لكورونا.. الصين تباغت العالم بفيروس جديد.. هل يتحول HMPV إلى جائحة؟.. الصحة العالمية تدعو لاتخاذ التدابير الوقائية.. الهند: الإصابات لا تختلف عن العام الماضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الكثير من التساؤلات يتناقلها الملايين حول العالم بعد انتشار فيروس " HMPV" في الصين وانتقاله إلى الهند، فهل يتحول إلى جائحة؟

البداية دائما تأتي من الصين عندما انتشرت حالات إصابة بفيروس HMPV، وسط مخاوف العالم من أن يتحول الأمر إلى جائحة عالمية على غرار تلك التي انتشرت بنهاية 2019 وتفشت في العالم أجمع مع انتشار جائحة كورونا "كوفيد – 19"، ومع تزايد الحالات في الصين بدأت العديد من الدول في إعلان حالات إصابة بفيروس " الميتانيمو"، وكانت الهند من أوائل تلك الدول، حيث أكدت الحكومة الهندية، أمس الإثنين، رصد حالتي إصابة بفيروس "إتش إم بي في" في ولاية كارناتاكا، جنوبي البلاد، وأشارت الحكومة إلى أنه لم يتم تسجيل أي زيادة غير عادية في أمراض الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بالإنفلونزا في البلاد.

وأوضحت وزارة الصحة ورعاية الأسرة الهندية أن الإصابتين تم تشخيصهما لدى طفلين، أحدهما يبلغ من العمر ثلاثة أشهر والآخر ثمانية أشهر، وذلك خلال فحص روتيني في مدينة بنجالورو، مشيرة إلى أن أحد الطفلين غادر المستشفى بعد تعافيه، بينما لا يزال الطفل الآخر يتلقى العلاج وهو في طور التعافي.

وأكدت الوزارة أن كلا الطفلين لم يسبق لهما السفر إلى خارج البلاد، مما يشير إلى انتقال الفيروس محليًا، وأشارت إلى أن أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بفيروس الميتابنيمو البشري منتشرة عالميًا، بما في ذلك في الهند.

ماهية الفيروس الجديد وانتشاره في الصين

يُعرف هذا الفيروس بتسببه في التهابات تنفسية خفيفة إلى حادة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتجة عن الفيروس.

وقال المركز، إن "الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى".

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

ما هو فيروس HMPV أو الميتابنيمو البشري؟

أكدت تقارير دولية صادرة عن العديد من مراكز السيطرة على الأمراض، أن فيروس HMPV تم اكتشافه في عام 2001، وهو جزء من عائلة Pneumoviridae، والتي تشمل أيضًا RSV،

وتشير الدراسات إلى أنه موجود لدى البشر منذ أكثر من 60 عامًا على مستوى العالم، يسبب الفيروس أمراض الجهاز التنفسي لدى الأشخاص من جميع الأعمار، ويؤثر بشكل خاص على الأطفال الصغار وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

أبرز أعراض فيروس HMPV

من بين أبرز أعراض الفيروس " HMPV" السعال والحمى واحتقان الأنف وضيق التنفس، يحدث الانتقال من خلال الرذاذ التنفسي والاتصال بالأشياء الملوثة. تتراوح فترة الحضانة من ثلاثة إلى خمسة أيام.

مخاوف الصحة العالمية 

التقارير المتواصلة حول انتشار الفيروس، دفعت منظمة العالمية إلى مطالبة السلطات الصينية بالشفافية بشأن الفيروس الجديد، وذكرت منظمة الصحة العالمية: "نواصل دعوة الصين إلى مشاركة البيانات والوصول إليها حتى نتمكن من فهم أصول فيروس كورونا المستجد. هذه ضرورة أخلاقية وعلمية".

وأضافت المنظمة: "بدون الشفافية والمشاركة والتعاون بين البلدان، لا يستطيع العالم منع الأوبئة والجوائح المستقبلية والاستعداد لها بشكل كافٍ"

الإجراءات الاحترازية والوقائية بعد انتشار فيروس HMPV

قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن التدابير الوقائية ضد فيروس HMPV مشابهة لتلك المتبعة في حالات الإنفلونزا.

ودعا "ليندماير"، خلال تصريحات تليفزيونية إلى تجنب الاختلاط مع الآخرين، خاصةً مع الأطفال الصغار وكبار السن الذين هم أكثر عرضة للمضاعفات، مشددًا على أهمية غسل اليدين بانتظام، والابتعاد عن الآخرين عند الشعور بالمرض، والبقاء في المنزل عند ظهور الأعراض.

وأشار إلى أن الوضع الطبيعي في الشتاء لا يتوقع أن يتغير بشكل كبير، موضحًا أن الحالات المسجلة في الصين هذا العام أقل بكثير مقارنة بالعام الماضي، مما يدل على أن الأمور تسير على نحو طبيعي.

وخلص إلى أنه لا يوجد خطر وشيك يستدعي اتخاذ تدابير استثنائية، لكن من الضروري اتباع الإجراءات الوقائية المعتادة للحفاظ على السلامة العامة.

ودفع الانتشار المستمر لفيروس HMPV في الصين ومن بعدها الهند العديد من الدول إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية مثل ارتداء الأقنعة وغسل اليدين بشكل متكرر وتعزيز المناعة. 

وينصح الخبراء بعدم استخدام مضادات الفيروسات لعلاج HMPV. وحذر أحد خبراء الجهاز التنفسي في شنغهاي من استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج HMPV، مشيرًا إلى أنه لا يوجد لقاح له وأعراضه تشبه نزلات البرد.

هل يتحول فيروس HMPV إلى جائحة عالمية على غرار "كوفيد – 19" ؟ 

وعلى الرغم من إعلان السلطات الصينية رفع الإجراءات الاحترازية وتعزيز أنظمة المراقبة، إلا أن الارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس اقترن بموجة من الطقس البارد الذي تسبب في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

 ما يشير إلى نوع من الطمأنينة أيضًا هو أن منظمة الصحة العالمية لم تصنف الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، بالإضافة إلى أن السلطات الهندية المجاورة للصين والتي سجلت حالتي إصابة حتى الآن قالت إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، ودعت المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، 

وقال الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، في تصريحات لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية، إن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وأضاف : "لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024".

وتابع مدير خدمات الصحة الهندية: "البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي".

وشدد  على أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. 

وأكد مدير خدمات الصحة الهندية أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

مقالات مشابهة

  • تراجع مبيعات التجزئة الألمانية إلى 0.6% خلال نوفمبر الماضي
  • النمروش يطلع اللافي على سير عمليات حكومة الدبيبة العسكرية في الزاوية
  • السلطات ترفض أزيد من نصف عدد طلبات الحصول على رخص البناء في العالم القروي العام الماضي
  • فى سيناريو مشابه لكورونا.. الصين تباغت العالم بفيروس جديد.. هل يتحول HMPV إلى جائحة؟.. الصحة العالمية تدعو لاتخاذ التدابير الوقائية.. الهند: الإصابات لا تختلف عن العام الماضي
  • أميركا تتهم روسيا بتمويل طرفَي الحرب في السودان
  • روسيا تدعم إنكار حكومة بورتسودان .. تباين المواقف في مجلس الأمن بشأن وجود مجاعة في السودان
  • أمريكا تتهم روسيا بتمويل طرفي الحرب في السودان
  • الولايات المتحدة تتهم روسيا بدعم طرفي الصراع في السودان
  • كاف يعلن زيادة حصة أفريقيا في كأس العالم للناشئين إلي 10 مقاعد
  • كاف يعلن زيادة حصة أفريقيا في كأس العالم للناشئين إلى 10 مقاعد