سجلت أسعار الذهب عالمياً انخفاضا إلى أدنى مستوى في أسبوعين في ظل تعافي مستويات الدولار وتراجع الطلب على الملاذ الآمن.

يأتي هذا في ظل ترقب الأسواق للعديد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي، إلى جانب حديث رئيس البنك جيروم باول يومي الأربعاء والخميس، وما قد ينتج عن هذا من تغير في الأسواق.

وانخفض الذهب الفوري خلال تداولات اليوم، الثلاثاء، بنسبة 0.

6% منخفضاً بمقدار 11 دولارا ليسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1964 دولارا للأونصة، ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1966 دولارا للأونصة. 

ووسع الذهب من خسائره لليوم الثاني على التوالي في ظل تعافي مستويات الدولار الأمريكي، الأمر الذي ضغط بالسلب على أسعار السلع، وعلى رأسها الذهب في ظل العلاقة العكسية مع الدولار.

مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3%، واستطاع العودة إلى التداول فوق المستوى 105، وذلك بعد تصريحات عضو البنك الفيدرالي نيل كشكاري يوم أمس الذي أشار إلى أنه غير مقتنع أن ارتفاع أسعار الفائدة قد وصل إلى نهايته.

وأشار كشكاري إلى أن الفيدرالي لديه المزيد من العمل للقيام به ومن المبكر الإعلان عن السيطرة على التضخم، خاصة أن لديه بعض القلق من أن بعض المؤشرات تظهر أن التضخم قد يعاود الارتفاع مجدداً. 

تأتي تصريحات عضو الفيدرالي قبل حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول يومي الخميس والجمعة، والذي سيساهم في توضيح الغموض الذي أصاب الأسواق بخصوص السياسة النقدية عقب اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي. 

البنك الفيدرالي ثبت الفائدة عند نطاق 5.25% - 5.50%، وأشار إلى استمرار السياسة النقدية المتشددة ولكن لهجة البنك كانت تحتوي على مزيد من الحذر، الأمر الذي دفع الأسواق إلى التسعير أن دورة رفع الفائدة قد انتهى، الأمر الذي دفع الدولار إلى الانخفاض وتسجيله أدنى مستوى منذ 6 أسابيع وفقا لمؤشر الدولار. 

تصريحات عضو الفيدرالي يوم أمس، الاثنين، أعادت الدولار إلى التعافي والعمل على تقليص خسائره السابقة، الأمر الذي أثر بالسلب على أسعار الذهب، خاصة مع توقف عوائد السندات لأجل 10 سنوات عن الهبوط أيضاً، وفق تحليل جولد بيليون.

وفشل الذهب في الاستفادة من التراجع الأخير في مستويات الدولار بسبب فقدان الدعم من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، فالأسواق شعرت بالاطمئنان من عدم توسع الحرب في الشرق الأوسط خارج قطاع غزة، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن استثمارات المخاطر المرتفعة وعلى رأسها الأسهم الأمريكية. 

خلال اليومين القادمين، هناك مزادات لسندات الخزانة الأمريكية، وإذا رأينا تراجعا في الطلب على السندات فقد يؤدي هذا إلى ضغوط لرفع عوائد السندات، وهو الأمر السلبي على أسعار الذهب الذي من المتوقع أن توسع من خسائرها وتستهدف المستوى 1950 دولارا للأونصة.

الصين تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم والتوقعات الحالية لتحسن معدلات النمو قد تنعكس بشكل إيجابي على توقعات طلب الصين على الذهب. 

في تقرير صدر عن وكالة أنباء “شينخوا” الصينية، أعلنت عن ارتفاع انتاج الصين من الذهب خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2023 بنسبة 0.47% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ليصل الإنتاج إلى 271.248 طن ذهب وفق البيانات الصادرة عن جمعية الذهب الصينية. 

بينما بلغ استهلاك الصين من الذهب منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر إلى 835.07 طن ذهب بزيادة بنسبة 7.21% على أساس سنوي، حيث ارتفع استهلاك المشغولات الذهبية بنسبة 5.72% على أساس سنوي لتصل إلى 552.04 طن، وارتفاع استهلاك الصين من السبائك والعملات الذهبية بنسبة 15.98% على أساس سنوي إلى 222.37 طن. 

من جهة أخرى، شهد الربع الثالث أيضًا تدفقات كبيرة في حيازات الصناديق الاستثمارية الصينية المدعومة بالذهب، حيث أضافت حيازات الصناديق في الصين 9.53 طن ذهب، ليصل إجمالي حيازات صناديق الذهب المتداولة في السوق الصينية إلى حوالي 59.69 طن بنهاية سبتمبر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذهب الصين الطلب على السندات البنک الفیدرالی الأمر الذی

إقرأ أيضاً:

الصين قد تخفف قبضتها على اليوان لمواجهة رسوم ترامب

تترقب الأسواق المالية العالمية قرار بنك الشعب الصيني بشأن سعر الصرف المرجعي لليوان، وسط توقعات بأن تلجأ بكين إلى إضعاف عملتها كرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا على صادراتها، وفقا لتقرير نشرته بلومبيرغ.

اليوان بمواجهة التعريفات

ومن المتوقع أن يقوم بنك الشعب الصيني بتحديد سعر الصرف المرجعي لليوان عند مستوى أضعف من 7.2 لكل دولار، وفقا لتقديرات مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية وبنك مالايا، حيث يتوقع الأول أن يتم كسر هذا الحاجز خلال الأسبوع الحالي، في محاولة لمواجهة التأثيرات السلبية للتعريفات الجمركية الأميركية.

وتشير البيانات إلى أن الدولار الأميركي ارتفع بشكل ملحوظ منذ فوز ترامب بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما أدى إلى انخفاض قيمة اليوان، وهو ما أجبر السلطات الصينية على التدخل مرارا للحفاظ على استقرار العملة.

توقعات بتراجع إضافي باليوان

وتتوقع مجموعة غولدمان ساكس أن يستمر انخفاض اليوان تدريجيا إلى مستوى 7.3 لكل دولار. ويقول خون غو، رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية: "تعديل قيمة اليوان أمر لا مفر منه، حيث يتوجب على العملة أن تلعب دور ممتص الصدمات لمواجهة التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع التعريفات الجمركية".

إعلان

وأضاف غو أن ضعف اليوان قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق على العملات الآسيوية الأخرى، وربما يؤدي إلى خروج رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة، مما يضع أصول المنطقة تحت ضغط إضافي.

مجموعة غولدمان ساكس تتوقع أن يستمر انخفاض اليوان تدريجيا إلى مستوى 7.3 لكل دولار (شترستوك) اليوان في أدنى مستوى منذ 2022

وبعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على البضائع الصينية السبت الماضي، تراجع اليوان بنسبة 0.7% ليصل إلى 7.3734، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، لكنه استعاد جزءا من خسائره بعد أن أشار ترامب إلى أن المحادثات مع بكين لا تزال مستمرة، مؤكدا أن التعريفات قد تكون أكثر حدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ويُذكر أن ترامب كان قد هدد خلال حملته الانتخابية بفرض تعريفات تصل إلى 60% على المنتجات الصينية، إلا أنه حتى الآن اكتفى بفرض 10% فقط، وهو ما يعطي بكين بعض المجال للمناورة، لكنه في الوقت نفسه يعزز مخاوف الأسواق من اندلاع حرب تجارية شاملة.

تخفيض تدريجي أم تحرك حاد؟

ومن المتوقع أن تعلن الصين عن سعر الصرف المرجعي الجديد يوم غد الأربعاء، مع إعادة فتح الأسواق المالية بعد عطلة رأس السنة القمرية. وتسمح السلطات الصينية بتحرك اليوان بنسبة 2% صعودا أو هبوطا من السعر المرجعي المحدد يوميا.

وقالت فيونا ليم، كبيرة المحللين الإستراتيجيين في بنك مالايا: "في الحرب التجارية السابقة، سمحت الصين بتراجع اليوان تدريجيا، ونتوقع أن يحدث السيناريو ذاته هذه المرة".

وفي الوقت الذي تتزايد فيه التوقعات بتراجع اليوان إلى مستويات أضعف، يرى بعض المحللين أن بنك الشعب الصيني سيحاول ضبط الانخفاض لتجنب اتهامات ترامب بالتلاعب في العملة.

السلطات الصينية تسمح بتحرك اليوان بنسبة 2% صعودا أو هبوطا من السعر المرجعي المحدد يوميا (غيتي) الأسواق في حالة ترقب

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصين لن تلجأ إلى التلاعب بسعر الصرف كمحاولة لمواجهة التعريفات، مشيرة إلى أن بكين قد تعيد التأكيد على التزامها بعدم استخدام العملة كأداة تنافسية في الأسواق العالمية.

وفي السياق ذاته، قال ألفين تان محلل الأسواق في بنك "آر بي سي" الكندي: "تعريفات ترامب بنسبة 10% ليست مدمرة تماما، وبنك الشعب الصيني سيسعى إلى تهدئة الأسواق من خلال تخفيض تدريجي وليس مفاجئا".

ولكن حتى مع هذه الجهود، تظل المخاطر قائمة، حيث تتوقع مجموعة غولدمان ساكس أن يصل اليوان إلى مستوى 7.4-7.5 في الأشهر المقبلة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية، مما يعني تراجعا إضافيا بنسبة 3.4% عن إغلاقه الأخير عند 7.2535.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الذهب يتراجع 10 جنيهات في الأسواق وسط تقلبات عالمية ودعم قوي للدولار
  • جولد بيليون: جني الأرباح يدفع سعر الذهب نحو الهبوط في البورصة العالمية
  • جولد بيليون: جني الأرباح يدفع الذهب نحو الهبوط في البورصة العالمية
  • الدولار يتراجع لأدنى مستوى في 8 أسابيع
  • الدولار يتراجع لأدنى مستوى في 8 أسابيع مقابل الين
  • تراجع الدولار لأدنى مستوياته في 8 أسابيع مقابل الين
  • جولد بيليون: تصريحات ترامب عن غزة تدفع الذهب لأعلى مستوى في التاريخ
  • رسوم ترامب الجمركية.. الذهب يرتفع عالميا بفعل التوترات التجارية بين أمريكا والصين
  • الصين قد تخفف قبضتها على اليوان لمواجهة رسوم ترامب
  • جولد بيليون: الذهب العالمي مستقر قرب مستوياته التاريخية