ضمانات أوروبا العسكرية طويلة الأمد لكييف.. ما دلالاتها وأثرها على الحرب الروسية؟
تاريخ النشر: 30th, June 2023 GMT
قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي، إن التوجه الأوروبي لتقديم ضمانات عسكرية طويلة الأمد لكييف ضد الحرب الروسية، يشير بوضوح إلى أن الغرب لن يسمح بأن تُهزم أوكرانيا مهما طال أمد الصراع.
وأوضح أن هذه الضمانات، هي الورقة الرئيسية بيد الغرب، الذي يتخوف من أن يحدث انتصار روسيا تغيرات جيوإستراتيجية في المنطقة، ومن ثم فقد أصبح ملزما بتقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا من أجل تحقيق أهدافها في مواجهة الحرب الروسية، سواء كانت بصورة كلية أو جزئية تقوده لمخرج سياسي.
وجاء حديث الدويري خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/6/29) لمناقشة قادة الاتحاد الأوروبي تقديم حزمة من الضمانات العسكرية طويلة الأجل، لتوفير الأسلحة والمعدات والذخيرة والتدريب والمساعدات العسكرية الأخرى لكييف.
يأتي ذلك، في ظل إعلان سويسرا رفضها السماح بإعادة تصدير 96 دبابة من طراز "ليوبارد 1" بالكامل نحو أوكرانيا، حيث رأت أن ذلك يخالف قوانين البلاد وسياسة الحياد التي تتبعها، كما يتزامن مع رفض الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مد واشنطن أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية.
وتساءلت حلقة البرنامج عن السياق الذي جاء فيه خطاب الضمانات طويلة الأجل للدعم الأوروبي والعسكري لأوكرانيا، في ضوء ما وصلت إليه الحرب في أوكرانيا، وكيف تبدو خارطة المواقف الأوروبية من هذا التوجه، وأسباب رفض سويسرا مد أوكرانيا بأسلحة نوعية كالدبابات، وما إذا كان موقفها يمثل تصدعا في الموقف الأوروبي.
تصعيد مستمروفي حديثه لما وراء الخبر، أشار الدويري إلى وجود عملية تصعيد مستمر في التزويد الغربي بالسلاح لأوكرانيا، فبعد الحديث في بدايات الحرب عن أسلحة متوسطة وخفيفة، أصبح هناك تصعيد للتسليح -مع اشتداد المعارك وطول أمدها- يتماشى مع متطلباتها، والذي امتد لمنظومات الدفاع الجوي والدبابات والصواريخ والطائرات.
وحول رفض سويسرا المشاركة في هذا التصعيد، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي أن الحسابات الغربية لم تكن تتوقع أمرا مختلفا، لالتزام سويسرا الحياد منذ عام 1515.
في حين أرجع رفض نتنياهو لإمداد واشنطن أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية، إلى تخوف إسرائيل من أن تقوم روسيا بتفعيل المنظومة الصاروخية "إس-330" التي زودت بها سوريا، لكن لم تسمح بعد بتفعيلها، وكذلك تخوفها من أن تنجح موسكو في معرفة الأسرار المتعقلة بالقبة الحديدية وبالتالي نقلها لإيران، وهو الأمر الذي تفهمته واشنطن.
ويرى جيمس موران المستشار السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أن الضمانات العسكرية طويلة الأمد التي من المنتظر أن يتعهد بها قادة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، تؤكد على أن التضامن الغربي لكييف سيبقى قويا، وأنه لا مؤشر لتغير الرأي العام الأوروبي بشأن ذلك رغم ما عانته أوروبا من آثار التضخم خلال العام الماضي.
وذهب موران في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" إلى أن هذه المساعدات الكبيرة المتوقعة، ستُحدث فرقا كبيرا في الحرب، مضيفا أن المحللين العسكريين في أوروبا، يتوقعون انتصارات كبيرة لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة بفضل الأسلحة التي جرى التعهد بتقديمها لكييف.
دفاع عن النفسوأشار في هذا السياق إلى أن المساعدات والتجهيزات العسكرية التي قُدّمت لأوكرانيا وصلت قيمتها إلى 77 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع تلك الكلفة في ظل التعهدات بتقديم دفعات أخرى من الأسلحة المتطورة، والتي تأتي في سياق دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها ضد الغزو الروسي.
وحول الموقف السويسري الرافض للمشاركة في رفع سقف الدعم العسكري لكييف، لا يرى موران أن ذلك أمرا مستنكرا من قبل الدول الأوروبية، لما هو معروف منذ زمن طول عن سويسرا بالتزام مواقف محايدة، وهو أمر يحترمه الاتحاد الأوروبي، ولا تتوقع دوله من بيرن خلافه.
وهو الأمر الذي أكده الدكتور ألكسندر فوترافير، رئيس تحرير "المجلة العسكرية السويسرية"، حيث شدد على أن بلاده معروفة بمواقفها المحايدة في النزاعات المختلفة، ولفت كذلك إلى أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا حتى في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر إلى أن سويسرا تقوم بدور بارز على المستوى الإنساني، حيث فتحت أبوابها للاجئين، كما قدمت مساعدات مختلفة لأوكرانيا في سياقات متعددة
وذكّر فوترافير، بأن بيرن رغم موقفها الثابت بالتزام الحياد، أدانت بشكل واضح في الأيام الأولى للحرب، الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، وأكدت التزامها بالنظام العالمي القانوني، ودعمها للحل السلمي لهذه الأزمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی ما وراء الخبر إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد الرسالة الروسية.. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، يدخل الصراع في مرحلة جديدة مع إعلان موسكو استخدام صاروخ جديد فرط صوتي للمرة الأولى خلال الحرب، ما ينذر بمزيد من التصعيد، وفقا لمراقبين.
والخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى يعرف باسم "أوريشنيك"، يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وقال الكرملين إنه "على ثقة" أن الولايات المتحدة "فهمت" رسالة بوتين بعدما أطلقت موسكو صاروخا على أوكرانيا قادرا على حمل رأس نووية.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين غداة الضربة الصاروخية "نحن على ثقة بأن الإدارة الحالية في واشنطن كان لها فرصة إدراك الإعلان وفهمه"، مشددا أن الرسالة "كانت شاملة وواضحة ومنطقية".
والجمعة، أمر بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الجديد ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية "بحسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا".
جاءت الخطوة الروسية التصعيدية، بعد نحو ثلاثة أيام من منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
وسعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. في البداية، كانت المساعدات تقتصر على الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، ولكن مع تطور الحرب، بدأت الدول الغربية في تقديم أسلحة أكثر تعقيدا.
هذا التحول في الدعم أزعج موسكو وأدى إلى تهديدات متكررة بالتصعيد النووي، لكنها لم تصل لهذا الحد حتى الآن.
ويعتقدمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لاري كورب في تصريحات لموقع "الحرة" أن على الدول الغربية أن تكون مستعدة لزيادة مساعداتها لأوكرانيا ومنحها مزيدا من القدرات في حال قررت موسكو رفع سقف التصعيد.
ويرى كورب أن الخطوة المقبلة ربما ستشهد قيام دول أخرى غير الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا وتسمح لهم باستخدام الأسلحة في عمق روسيا.
بالتزامن، هناك متغير لا يمكن إغفاله يتعلق بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.
ويرى الخبير العسكري محمد عبد الواحد أن لدى الولايات المتحدة "خيارات كثيرة جدا" لمواجهة التصعيد الروسي.
ويقول عبد الواحد لموقع "الحرة" إن واشنطن "يمكنها ببساطة أن تتخذ خطوات تصعيدية أكبر في الفترة المقبلة".
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في عام 2022، قدمت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن دعما عسكريا واقتصاديا كبيرا لأوكرانيا، شمل الأسلحة المتطورة، مثل صواريخ "هيمارس" والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى الدعم المالي المقدر بمليارات الدولارات.
بالمقابل من المعروف أن ترامب يتبنى سياسة أكثر تحفظا في ما يتعلق بالتدخل الأميركي المباشر في النزاعات الخارجية، وعُرف بتوجهه نحو سياسة "أميركا أولًا" وتركيزه على تقليص مشاركة الولايات المتحدة في حروب خارجية.
ومن المرجح أن يتبنى ترامب سياسة أقل حماسة لدعم أوكرانيا مقارنةً بإدارة بايدن.
وأعرب ترامب مرارا استعداده للضغط على الدول الأوروبية لتحمل جزء أكبر من العبء المالي في دعم أوكرانيا، مما يعني تقليص المساعدات العسكرية والمالية الأميركية إلى أوكرانيا.
ويبين عبد الواحد أن "ما يجري حاليا هو محاولة من طرفي الصراع للحصول على مكاسب أكبر قبل مجيء ترامب".
ويلفت عبد الواحد إلى أنه "مع ذلك يمكن أن يصل الصراع لمراحل خطرة، وفقا لما ستسفر عنه تحركات الولايات المتحدة والناتو ضد روسيا".
ويشير إلى أن "الضغط الزائد على روسيا قد يؤدي لعواقب وخيمة ويمكن أن تؤدي لتصعيد كبير".
بالمقابل يعتقد لاري كورب أن بوتين سيعمد لاتخاذ خطوات تصعيدية حذرة انتظارا لما سيقوم به ترامب.
ويضيف كورب أن الروس "سينتظرون ويرون إذا ما غيّر ترامب رأيه وتصرف مثل بايدن، حينها أعتقد أنهم سيصبحون أكثر عدوانية".