نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرًا يوضح فيه وتيرة العمليات الإرهابية في الدول الإفريقية خلال شهر أكتوبر 2023.

أوضح المرصد، أن وتيرة العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات الإرهابية تتزايد أو تتراجع، وفقًا للظروف السياسية والأمنية التي تتحكم في عدد هذه العمليات وطبيعتها. 

مرصد الأزهر: تنفيذ ندوات ومحاضرات تثقيفية وتوعوية بالقضية الفلسطينية مرصد الأزهر: العدوان الغاشم على غزة يكشف عن الوجه الحقيقي للكيان المحتل

وبين المرصد، أن وحدة رصد باللغات الإفريقية بالمرصد على مدار شهر أكتوبر 2023م تابعت عن كثب جرائم التنظيمات الإرهابية التي بلغ عدد عملياتها (15) عملية إرهابية أسفرت عن مقتل (143) شخصًا، وإصابة (21)، واختطاف (11) آخرين.

مقارنة بين شهري أكتوبر وسبتمبر

سجّل شهر أكتوبر 2023 انخفاضًا كبيرًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها في شهر سبتمبر من العام ذاته، والتي بلغت (31) عملية إرهابية، بمعدل 51.6 %، أسفرت تلك العمليات عن سقوط (757) ضحية، فضلًا عن إصابة (120)، واختطاف (9) آخرين. 

يدل هذا المؤشر على أن جهود المكافحة كانت على قدم وساق خاصة في كلٍ من "الصومال" و"نيجيريا"، مما حدّ من عدد العمليات الإرهابية في هذا الشهر، فضلًا عن عدم حدوثها في "بوركينا فاسو" ولأول مرة منذ فترة كبيرة، والتي لطالما تصدرت المشهد العملياتي في منطقة الساحل الإفريقي، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض ملحوظ في عدد الضحايا والمصابين، مقارنة بالشهر الماضي.

منطقة شرق إفريقيا

وبحسب الإحصائية فقد جاءت منطقة شرق إفريقيا في المركز الأول من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهدت المنطقة المضطربة بمفردها ( 8 ) عمليات إرهابية، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للعمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال الشهر، بما يعادل (53.1 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر)، خلفت تلك العمليات (82) من الضحايا، و(20) من المصابين، حيث كان لـدولة "الصومال" الجريح منها (6) عمليات إرهابية، بينهم عملية انتحارية، ما أسفر عن سقوط (77) ضحية، و(16) جريحًا. أما "كينيا" فقد تعرضت لعملية إرهابية أدت إلى مقتل شخصين، وإصابة (4) آخرين. بينما تعرضت "أوغندا" لعملية وحيدة سقط على إثرها (3) من الوفيات، دون حدوث إصابات.

من جانبه يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية وحركة الشباب الإرهابية تتخذ من الكر والفر منحى لها، ولا تعدو أن تكون حربًا بين قوى غير متكافئة من جهة عدم حسمها في ساحة القتال. وتكمن الإشكالية بالنسبة للحكومة الصومالية في افتقارها إلى آلية تنفيذ خطة الحرب الشاملة التي انتهجتها في وقت سابق، مما كان له أثره في تراجع زخم الحرب على حركة الشباب الإرهابية، الأمر الذي أتاح لمسلحي الحركة مساحةً لإعادة التعبئة وتنفيذ عشرات الهجمات المميتة. كما أن خطة سحب قوات "أتميس" من الصومال كان لها أثرًا سلبيًا على جهود مكافحة حركة الشباب، وهو ما لا يمكن فصله عن استمرار محاولات الحركة الإرهابية استعادة سيطرتها وتصعيد عملياتها الإرهابية.

منطقة غرب إفريقيا

ووفقًا للإحصائية، جاءت منطقة غرب إفريقيا في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات، فيما جاءت في المرتبة الرابعة من حيث عدد الوفيات؛ حيث شهدت المنطقة (3) هجمات إرهابية أي بما يعادل (20 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، تمركزت جميعها في "نيجيريا" وأسفرت عن سقوط (5) ضحايا، و(10) مختطفين، دون وقوع إصابات، على الرغم من أن نيجيريا جاءت في المركز الثاني، إلا أن عدد الضحايا كان ضئيلًا جدًا، وهذا يؤكد أن الجيش، من خلال عملياته، يواصل انتصاره ضد آثار أعمال التمرد والإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.

إقليم الساحل والصحراء

وخلال الشهر جاء إقليم الساحل والصحراء الذي يشكل مصدر قلق في المرتبة الثالثة من حيث عدد العمليات، وفي المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا؛ إذ شهد وقوع حادثين إرهابيين، أي بما يعادل (13.3 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، تم تنفيذهما في "النيجر" ما أسفر عن سقوط (36) قتيلًا دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو الجنود.

ومن الملاحظ أن "بوركينا فاسو" لم تشهد وقوع عمليات إرهابية على أرضها في هذا الشهر، على الرغم من أن منطقة "الحدود الثلاثة" الواقعة بين "النيجر" و"بوركينا فاسو" و"مالي" فيما يُعرف بـ "مثلث الموت"، تشكل ملاذا "للإرهابيين" لاسيما جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تبايع تنظيم «القاعدة»، ومنطلق لهم لشنّ هجماتهم في هذه الدول الثلاث. وفي هذا الصدد أعلن الجيش في بوركينا فاسو، أنه أحبط هجومًا إرهابيًا كبيرًا كانت تخطط له مجموعة إرهابية تتمركز في غابة تقع في أقصى شمال البلاد، غير بعيدة عن الحدود مع دولة مالي. كذلك الأمر فقد قام الجيش المالي بمباغتة مجموعة إرهابية من خلال هجوم مزدوج بري وجوي وتمكن من القبض على أحد القادة البارزين، فضلًا عن مصادرة كميات من الأسلحة.

منطقة وسط إفريقيا

أما منطقة وسط إفريقيا فقد جاءت في المركز الرابع من حيث عدد العمليات، والثالث من حيث عدد الوفيات الناجمة، حيث سجلت المنطقة هجومين إرهابيين؛ وقع أحدهما في "الكونغو الديمقراطية" ونُسب إلى متمرّدي «القوات الديمقراطية المتحالفة» المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، ما أسفر عن مقتل (20). فيما وقع الهجوم الآخر في "الكاميرون" ونُسب إلى جماعة «بوكو حرام» الإرهابية وتسبب في مقتل جندي كاميروني واختطاف (3) مدنيين.

جهود مكافحة الإرهاب

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية (406) قتيلًا و(94) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (15) آخرين. 

ففي منطقة شرق إفريقيا، قتلت الحكومة الصومالية (165) من مقاتلي حركة "الشباب" الإرهابية، واعتقلت (11)، فيما استسلم (15) إرهابيين طواعية لقوات الجيش.

ومن جانبه تمكن الجيش الأوغندي من تصفية (5) من عناصر حركة الشباب الإرهابية. بينما نجح الجيش الكيني في تحييد عنصرين إثنين من مسلحي الحركة الإرهابية.

وفي غرب القارة، أدت جهود الجيش النيجيري في مكافحة جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش غرب إفريقيا" إلى مقتل (159) من العناصر الإرهابية، واعتقال (82).

وفي منطقة الساحل، أسفرت جهود القوات الأمنية في "مالي" من تصفية (40) من العناصر الإرهابية، واعتقال آخر. وتمكنت القوات النيجرية من تحييد (31) إرهابيًا.

وفيما يخص وسط إفريقيا فقد أسفرت جهود الجيش الكاميروني عن مقتل (4) من العناصر الإرهابية.

ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن مكافحة الإرهاب في إفريقيا تتطلب مزيدًا من الجهود والتي بدورها تتطلب تعاونًا مشتركًا على جميع المستويات؛ عسكريًا، وفكريًا، واجتماعيًا، وكل ما يسهم في القضاء على كافة أشكال العنف. ويوصي المرصد الدول الإفريقية بحسن استغلال مقدرات القارة الشابة وتحويلها لاستثمارات تدفع قاطرة التطور والنمو التي هي بحق أكبر حصن لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر التنظيمات الارهابية الدول الأفريقية مكافحة التطرف الصومال نيجيريا عدد العملیات الإرهابیة من العناصر الإرهابیة التنظیمات الإرهابیة الإرهابیة التی الإرهابیة فی بورکینا فاسو الإرهابیة ا حرکة الشباب مرصد الأزهر فی المرتبة فضل ا عن عن سقوط

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. أحكام بالسجن المؤبد لمتهمين بارتكاب أعمال إرهابية

قضت محكمة أبو ظبي الاتحادية الاستئنافية – دائرة أمن الدولة – اليوم الأربعاء بإدانة 53 متهما من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، و6 شركات في القضية رقم 87 لسنة 2023 جزاء أمن الدولة، المعروفة إعلاميا "بقضية تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي"، وبمعاقبتهم بعقوبات تراوحت بين السجن المؤبد والغرامة البالغ قدرها 20 مليون درهم.

وحكمت المحكمة على 43 متهما بالسجن المؤبد عن جريمة إنشاء وتأسيس وإدارة "تنظيم لجنة العدالة والكرامة" الإرهابي بغرض ارتكاب أعمال إرهابية على أرض الدولة وبمعاقبة 5 متهمين بالسجن لمدة 15 سنة عن جريمة تعاونهم مع تنظيم دعوة الإصلاح الإرهابي ومناصرته في مقالات وتغريدات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي مع علمهم بأغراضه المناهضة للدولة.

كما حكمت بمعاقبة 5 متهمين آخرين بالسجن لمدة 10 سنوات وتغريم كل منهم 10 ملايين درهم عن جرائم غسل الأموال المتحصلة من جرائم انشاء وتأسيس تنظيم إرهابي وتمويله، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات "وام".

كما عاقبت 6 شركات والمسؤولين عنها بتغريم كل منها مبلغ 20 مليون درهم وبحل وإغلاق مقار تلك الشركات ومصادرة أصولها وحقوقها المادية والمعنوية والأموال والعقارات والواجهات المملوكة لها، ومصادرة المواد والادوات وكافة المتعلقات المضبوطة المتحصلة والمستخدمة في الجرائم المسندة اليها وهي جرائم غسل الأموال الواقعة من جماعة إجرامية منظمة واستخدام متحصلات غسلها في تمويل تنظيم إرهابي.

كما حكمت المحكمة بانقضاء الدعوى الجزائية لعدد 24 من المتهمين عن جرائم التعاون وامداد تنظيم دعوة الإصلاح الإرهابي بالمال، وبراءة أحد المتهمين مما نسب إليه. وجدير بالذكر أن هذا الحكم قابل للطعن عليه أمام المحكمة الاتحادية العليا.

 وأكدت المحكمة في أسباب حكمها، الذي أودعته اليوم الأربعاء، أن الجريمة التي عاقبت المتهمين عنها بإنشاء وتأسيس وإدارة تنظيم لجنة العدالة والكرامة الإرهابي هي جريمة مغايرة وتختلف عن الجريمة التي حوكموا عنها في القضية رقم 79 لسنة 2012 جزاء أمن الدولة، وأن الأدلة المقدمة في القضية بما فيها اعتراف وإقرارات عدد من المتهمين وشهادات الشهود والتقارير الفنية المقدمة فيها كافية لإثبات الجريمة في حق المتهمين وأنها، أي المحكمة، اطمأنت إلى أن المتهمين وهم من المنتمين الى تنظيم دعوة الإصلاح (الإخوان المسلمين) المصنف إرهابياً، عملوا على صنع واستنساخ أحداث عنف متشابهة ومتكررة في الدولة لما حدث بدول عربية من مظاهرات والاصطدام بين الأمن وجموع المتظاهرين وسقوط الضحايا من القتلى والمصابين في الميادين والشوارع وتخريب المنشآت وما ترتب على ذلك من إشاعة الذعر والرعب بين الناس وصنع أزمة تهدد النظام العام والاستقرار وسيادة الدولة وتعرض حياة الافراد وسلامتهم والممتلكات للخطر.

وكانت المحكمة قد نظرت القضية وباشرت إجراءات المحاكمة خلال ما يزيد على 10 جلسات، كفلت للمتهمين جميع حقوقهم وضماناتهم المقررة قانونا، ومكنتهم من اختيار محاميهم، وندبت محاميا للدفاع عن كل متهم ليس له محام، واستمعت لدفاعهم ومحاميهم، وأطلعت على ما قدموه من مذكرات دفاع مكتوبة.

كما استمعت لشهادة الشهود في جلسات علنية، سمحت خلالها للمتهمين ومحاميهم بمناقشتهم، وكانت النيابة العامة قد عرضت في مرافعتها خلال جلسة علنية أدلة الإثبات في القضية، والتي شملت اعترافات واقرارات المتهمين، وتحريات وشهادة ضباط جهاز أمن الدولة، وشهادات الخبراء الفنيين وتقاريرهم الفنية، والتي توافقت جميعها في إثبات الجرائم، وارتكاب المتهمين لها، وأدوارهم فيها، وقطعت في بيان أنها جرائم مغايرة للجرائم التي سبق محاكمتهم عنها في القضية رقم 79 لسنة 2012 جزاء أمن الدولة، وأنها أحالتهم بتلك الجرائم طبقا للقوانين السارية وقت ارتكابها، إعمالا لمبدأي عدم رجعية القوانين الجزائية، وعدم جواز محاكمة المتهم عن ذات الفعل مرتين.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج أول تحقيق في هجوم 7 أكتوبر
  • السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام آل عتيق تعزيرا وتكشف عن جرائمه الإرهابية
  • تعرف على منافس الأهلي في الدور الثاني بدوري أبطال أفريقيا
  • الجيش الصومالي يدمر أوكاراً لـ«الشباب» جنوب البلاد
  • جرائم "الإرهابية" على الشاشة .. أعمال فنية وثقت عنف الإخوان في مصر
  • الإمارات.. أحكام بالسجن المؤبد لمتهمين بارتكاب أعمال إرهابية
  • «عقار» يصف الدعم السريع بالظاهرة الإرهابية العابرة للحدود
  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الثالثة لملتقيات الشعر العربي في 9 دول إفريقية
  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الثالثة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا
  • مرصد الأزهر: منظمة أطباء بلا حدود تعلق أعمالها في شمال ولاية راخين في ميانمار