حظي ما عرضه الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي من فيديوهات يرى أنها تكشف وجود أنفاق أسفل مستشفيات قطاع غزة، باهتمام الإعلام الإسرائيلي، حيث رأت متحدثة أن الإعلام الأجنبي لا يثق في ذلك وأنه لابد من طرح أدلة أوضح، في حين رأى آخر أن الأمر يأتي في إطار تحضير العالم للمراحل المقبلة المزمع القيام بها.

وكان الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، قد نشر مقطع فيديو يظهر ما قال إنه نفق يقع أسفل مستشفى حمد بن خليفة الذي موّلته حكومة قطر لخدمة سكان غزة، وهو الأمر الذي نفته حكومة قطاع غزة، مؤكدة أن هذه المزاعم جزء من حملة تضليل ينفذها الاحتلال تستهدف تبرير قصف المستشفيات.

ونقلت القناة 12 عن دافنا وهي مراسلة سياسية لدى القناة بأنه رغم ثقتهم -في إسرائيل- بما طرحه الناطق بلسان الجيش فإن عليه أن يعرض أمورا أكثر وضوحا حتى يتمكن من إقناع الإعلام الدولي وقالت "يجب أن نفهم أن الإعلام الأجنبي الذي يتحدث إليه هجاري لا يفهم الأمور مثلنا".

وأضافت "يجب أن نعلم كيف نتغلب على هذه الثغرة.. بين الثقة الموجودة لدينا وعدم الثقة لدى الإعلام العالمي، فيجب توفير مواد لهذا الإعلام يمكن أن يتعاطى معها".

بينما رأى المراسل العسكري للقناة نير دفوري بأن ما عرضه هاغاري يبين مدى استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للمستشفيات في القطاع فوق وتحت الأرض، حسب زعمه، مشيرا إلى اعتقاده بأن هذا "تهيئة العالم للتحضيرات القادمة التي تنوي إسرائيل القيام بها".

في حين تساءل نمرود شيفر رئيس قسم التخطيط وقيادة سلاح الجو سابقا في حديثه لقناة 13 عما تنوي الحكومة عمله في اليوم التالي للعملية، وذلك بعد أن يعلن الجيش أن الضربة التي تلقتها حركة حماس قوية جدا لدرجة أن تنظيمها بات لا يشكل خطرا عمليا.

أما قناة 11 فنقلت عن رئيس الحكومة السابق إيهود باراك تأكده أنه مع فعل أي شيء لتحرير المحتجزين في غزة، بحكمة وفهم عميق ومعلومات، وقال في هذا السياق "يجب أن نستوعب أن هؤلاء الناس ليسوا نفس حالة شاليط، الذي كان ناجيا من طاقم دبابة قتل، ووقع هو في الأسر نتيجة عملية عسكرية فاشلة من قبلنا".

وأضاف في هذا السياق "كان على طاقم الدبابة أن يقتل المخبربين وليس أن يقتلوا على أيديهم، ولكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن أناس مخطوفين هناك نتيجة إهمال دولة إسرائيل.. أخلاقيا لا يمكن استيعاب التضحية بهم".

في حين قال المحلل السياسي أمنون أبرانوفيتش، للقناة 12، إن الشيء المثالي هو إعادة المحتجزين في غزة و"إبادة كل من شارك في المجزرة ونزع سلاح حماس وغزة، وأن يقوم جسم آخر سواء كانت السلطة أو غيرها بإعادة ترميم غزة منزوعة السلاح"، على حد تعبيره.

وأضاف بأن الجمهور في إسرائيل موحد، فلا يمين ولا يسار وغالبيته في الوسط، وصورة النصر الحقيقية هي اجتماعية إضافة لترميم الحدود مع غزة وإعادة المواطنين إلى الحدود الجنوبية والحدود الشمالية.

في المقابل، قال يوسي كيرن القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي شاهر هنيغف، إنه لتمكن مستوطني غلاف غزة من العودة، فلابد أن يكون ذلك عبر تأكيد الجيش لهم بأنه يمكن ذلك بأمان، لأن الثقة لا تزال قائمة في الجيش، وهو ما يعني ضعف تلك الثقة في السياسيين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خيارات إسرائيلية «صعبة» للرد.. تل أبيب مجبرة على الهجوم الرمزي ضد طهران.. ومسؤولون يتحدثون عن فرصة تاريخية لتصفية الحسابات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أنه يمكننا تجنبها، لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به"، هذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس ٣ أكتوبر، في وقت يخشى فيه المجتمع الدولي حدوث حرب كبيرة حيث الصراع على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وفي الواقع، فإن المنطقة قلقة من الرد الإسرائيلي، بعد الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران يوم الثلاثاء، والذي تضمن ٢٠٠ صاروخ، اعترضتها الدولة اليهودية والتحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وسيكون الهجوم المرتقب قبل كل شيء "رمزيا"، كما حلله ك. كامبل، المخضرم في المخابرات العسكرية الأمريكية، فى حديثه مع وكالة فرانس برس قائلاً: "جميع أنظمة الدفاع الجوي لديها نقطة تشبع، ويبدو أن إيران ظلت عمدا تحت نقطة تشبع الدفاع الجوي الإسرائيلي". 

ومع ذلك، قد يكون للهجوم الإيراني عواقب إقليمية، وفي وقت مبكر من مساء الثلاثاء، حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "لقد ارتكبت إيران خطأً فادحاً وستدفع الثمن". فيما قال ديفيد خلفا، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جوريس، لوكالة فرانس برس: إن الإسرائيليين "مضطرون إلى الانتقام بسبب حجم الهجوم والتغير في طبيعة الأهداف التي استهدفتها إيران (خاصة منشآت الموساد)، مقارنة بالهجوم الإيراني المباشر الأول على إسرائيل في أبريل الماضي". 

ما هو الشكل الذي يمكن أن يتخذه الرد الإسرائيلي؟ هل لا يزال من الممكن تجنب الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل؟.. بعد أشهر من التصعيد، أصبح خطر التحول نحو صراع شديد الحدة والذي قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة، أمرًا حقيقيًا للغاية بالنسبة للعديد من المحللين.

خيار هجوم جوي على المنشآت النووية؟

منذ بداية الأسبوع، تحدثت عدة أصوات في إسرائيل، بما في ذلك أعضاء في الحكومة، عن "فرصة تاريخية لإسرائيل لتسوية حساباتها بشكل نهائي مع النظام الإيراني"، حسبما يذكر ديفيد خلفا. وتحلل صحيفة "لوريان لو جور" الموقف بقولها: "في ظل هذه الظروف، يمكن لإسرائيل أن تعتبر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قوية ضد إيران، التي أضعفتها الضربات القوية التي تلقاها حليفها اللبناني، حزب الله". 

كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قد دعا يوم الأربعاء بشكل خاص إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي يشتبه في أن إيران ترغب في الحصول على قنبلة نووية، والتي لا تمتلكها حتى الآن سوى إسرائيل في المنطقة.

ومع ذلك، فإن توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية سيتطلب دعماً أمريكياً. لكن الرئيس جو بايدن كان واضحا للغاية بشأن هذا الموضوع وقال يوم الأربعاء "الجواب هو لا". لذلك، يجب استبعاد فرضية مسبقة، لأن الجيش الإسرائيلي، كما حللت صحيفة فايننشال تايمز، غير قادر على تنفيذ هذه العملية بمفرده: "أولاً، بسبب المسافة. أكثر من ألف كيلومتر تفصل إسرائيل عن المحطة النووية الرئيسية وثانياً من أجل الوصول إليها، سيتعين على إسرائيل عبور المجال الجوي للمملكة العربية السعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا، كما تواجه "مشاكل في التزود بالوقود". وأخيراً، تتعلق العقبة الثالثة بالدفاع الجوي الإيراني. فالمواقع النووية الرئيسية في البلاد تخضع لحراسة جيدة للغاية، ويجب حماية القاذفات الإسرائيلية بطائرات مقاتلة".

خيار التخريب عن بعد

وفي الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك المعدات والقوة العسكرية الكافية لتنفيذ مثل هذه العملية. يشير إلى ذلك نورمان رول، الخبير في شؤون المنطقة، وفق تحليله الذى نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"

وقال فيه "إن الحرب مع إيران ستتطلب الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وحتى مشاركة الولايات المتحدة. ولا شك أن إسرائيل تدرك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية".

وبالتالي يبدو أن التخريب عن بعد لشبكة الكهرباء، أو الهجوم السيبراني، أكثر احتمالاً، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. "في عام ٢٠٢١، أصاب انقطاع التيار الكهربائي، بسبب انفجار مخطط له على ما يبدو، شبكة الكهرباء الداخلية في نطنز٫ حيث يوجد مصنع لتخصيب اليورانيوم، شمال أصفهان، ينتج مستويات من اليورانيوم قريبة من مستويات القنبلة الذرية"٫ وفي عام ٢٠١٠، زُعم أن الولايات المتحدة والدولة اليهودية هاجمتا البرنامج النووي الإيراني بفضل فيروس الكمبيوتر ستوكسنت، لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف عمله إلى أجل غير مسمى.

خيار الهجوم على المنشآت النفطية

ومن بين الخيارات، يدرس الخبراء ووسائل الإعلام الإسرائيلية أيضًا توجيه ضربات إلى مواقع استراتيجية. وقال جو بايدن يوم الخميس إنه يجري "مناقشات" مع إسرائيل بشأن هجمات محتملة على منشآت النفط الإيرانية. وبحسب موقع "أكسيوس"، قال مسؤول أمريكي إنه خلال المناقشات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء، أوضحت الولايات المتحدة أنها ستدعم الرد الإسرائيلي، لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون محسوباً. ويتابع "أكسيوس" قائلاً: "ينظر العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي احتمالات أيضاً".

ومع ذلك، فإن الهجوم على منشآت النفط وإضعاف التوازن في الخليج العربى يمكن أن يزيد من الضغوط الدولية ضد إسرائيل. ويمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، المنخرطة عسكرياً بالفعل على عدة جبهات: في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة، وضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وأخيرا في لبنان بعد التوغل البرى فى الأراضى اللبنانية.
 

مقالات مشابهة

  • خيارات إسرائيلية «صعبة» للرد.. تل أبيب مجبرة على الهجوم الرمزي ضد طهران.. ومسؤولون يتحدثون عن فرصة تاريخية لتصفية الحسابات
  • مسؤولون إسرائيليون: ليس لدينا خطط فورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية
  • الجيش فرض طوقاً أمنيّاً في مُخيّم البداوي... ما الذي يجري هناك؟
  • بليحق: ننفي صدور قرار عن رئيس البرلمان بإلغاء قرار فرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي
  • حماس ترد على رواية إسرائيل.. وتكشف ما حدث لـ"امرأة إيزيدية"
  • الإمارات: أدلة قاطعة تُسقط الرواية الباطلة حول استهداف مقر رئيس البعثة في الخرطوم
  • اليسار الفرنسي يقدم مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد
  • فرنسا.. اليسار يقدم مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد
  • الإمارات: لدينا أدلة دامغة لاستهداف الجيش السوداني لمقر رئيس البعثة في الخرطوم
  • محللون: دفن جثمان “نصر الله” جرى سرّاً وفي أضيق الحدود