بعد 16 عاما من الهروب.. حوار صحفي يطيح بأخطر مافيا إيطالي
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
بعد إدانته في إيطاليا عام 2006 بارتكاب جريمة قتل مزدوجة، وجد إدجاردو جريكو ملجأ في سانت إتيان. حيث كان يعمل صانع بيتزا.
وطلب إدجاردو جريكو قضاء عقوبته في فرنسا خوفا من السجن الإيطالي والانتقام منه.
لأول مرة منذ اعتقاله وسجنه، تحدث إدجاردو جريكو، المعروف في فرنسا باسم باولو ديميتريو. صانع البيتزا من سانت إتيان في لوار، من خلال محاميه إلى موقع أكتو سانت إتيان.
ويقول: “اعتقدت أنني سوف أنسى. ربما كنت أؤمن بسذاجة بالتقادم أو بالحق في النسيان، لكن لا”.
وتم القبض على إدغاردو جريكو من قبل الشرطة الفرنسية بالتعاون مع الشرطة الإيطالية كجزء من مشروع I-Can. وهو تعاون من الإنتربول ضد منظمة ندرانجيتا، وهي منظمة مافيا في جنوب إيطاليا.
وكان هارباً منذ إدانته بارتكاب جرائم قتل في إيطاليا عام 2006، وكان موضوع مذكرة اعتقال أوروبية منذ عام 2014.
وكان قد أُدين بارتكاب جريمتي قتل في جانفي 1991 كجزء من “حرب المافيا” ومحاولة قتل. بالإضافة إلى ذلك، كان إدجاردو جريكو معروفًا بمهاراته في سرقة البنوك وسيارات النقل.
“لقد كنت حاضرا في الوقت الخطأ، في المكان الخطأ. لم أقتل هؤلاء الناس،” يدافع عن نفسه أمام Actu Saint-Étienne.
وأوضح أن لديه علاقات ودية مع “بعض أعضاء ندرانجيتا”. ويشرح قائلاً: “رحلتي معقدة، بلا روابط عائلية (…). لقد نشأت في بيئة شديدة العنف. في ذلك الوقت، لم أجد الدعم إلا من هؤلاء الأشخاص”.
أسوأ المجرمين الإيطاليينوقد وصفه وزير الداخلية الإيطالي بأنه “أحد أسوأ المجرمين الإيطاليين”.
وظل إدجاردو جريكو هاربًا لمدة 16 عامًا بعد هروبه من حجز الشرطة. لقد وجد ملجأ في سانت إتيان.
وأوضح الإيطالي: “عندما تكون مطلوبًا، فمن الأفضل أن تكون في مدينة متوسطة الحجم. بعيدًا عن المدن الكبرى مثل ليون أو باريس”.
ثم عمل في العديد من مطاعم البيتزا في المدينة قبل أن يصبح مالكًا ومديرًا لمؤسسته الخاصة. ثم خصصت له صحيفة Le Progrès اليومية المحلية مقالاً.
وتم التعرف على الهارب والعثور عليه بشكل خاص بفضل الصور المنشورة في هذه الصحيفة قبل إلقاء القبض عليه.
إدغاردو جريكو مسجون في سجن ليون. وتطالب إيطاليا بتسليمه، ومن المتوقع أن يتم النظر في هذا الطلب في ديسمبر.
وقال إدجاردو جريكو: “لا أريد العودة إلى إيطاليا. أنا مستعد لقضاء عقوبة السجن في فرنسا. لأصبح بعد ذلك صانع بيتزا من سانت إتيان مرة أخرى”.
ويضيف: “أنا أخاطر بالانتقام. أخشى أن أموت في إيطاليا”.
وأوضح محاميه، ديفيد ميتاكساس، لموقع BFMTV.com “إذا ذهب إلى إيطاليا، فهو رجل ميت. إنه ميت قانونيًا، منذ أن حُكم عليه بالسجن المؤبد، وهو ميت جسديًا لأن الناس هناك يرغبون في العثور عليه”.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الهروب من جنهم.. كتاب جديد يوثّق واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
الكتاب: هروب من جنهمالكاتبان: د. محمد منصور أبو ركبة، د. علاء سمير القطناني
الناشر: صيد الخاطر للنشر والتوزيع ، 2025م
عدد الصفحات: 106 صفحة.
من غياهب السجون الإسرائيلية انطلقت رؤية الهروب من جنهم، فهي سجون لا يمكن أن تشبه بسجن الباستيل، أو سجون غوانتنامو، بل هي أكثر فظاعة وانتهاكاً لحقوق الإنسانية والبشرية على وجه الكرة الأرضية، فلا محاكم دولية أو إقليمية يمكنها اختراق جدران تلك السجون من خلال مؤسسات حقوقية إنسانية دولية أو حتى إسرائيلية، لتكشف ما يجري بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب، كونها سجون وضعت لكسر إرادة شعب تحت احتلال ومقاومته أوجبتها الشرائع الدولية، ووجدت مع وجود الاحتلال الإسرائيلي فخلال الفترة ما بين 1948م ـ 1967م أعتقل أكثر من مائة ألف فلسطيني.
منذ عام 1967م اعتقلت إسرائيل نحو مليون فلسطيني، أما اليوم فهناك 13500 أسير فلسطيني، يذوقون ويلات الأسر والقمع من وحدات إسرائيلية خصصت لقمع الأسرى حتى داخل زنزانة السجن، ومع اشتداد وطأة القيد وتزايد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى، أبدعوا في إيجاد السبل لكسر قيود المحتل وعنفه، واختراق جدرانه نحو الحرية فكانت رحلتهم بالهروب ضرب من الخيال، كونه هروب من زنزانة القبور الحية المحاطة بالحراسة المشددة والتفتيش المتواصل، والمراقبة بأدق الكاميرات لأدنى تفاصيل حياة الأسرى، ويعد نجاح 77 أسيراً فلسطينيا من الهروب من سجن شطة عام 1958م، أِشهر عملية اختراق لقبور الصمت، بعد مواجهة دموية مع السجان الإسرائيلي واستشهاد 11 أسيراً وقتل سجانين من جنود الاحتلال، ولن تكون عملية هروب ستة أسرى عام 2021م الأخيرة، من سجن جلبوع بعدما حفروا نفقاً في زنزانة السجن، الذي يعد أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً.
تتناول هذه القصة واقعة هروب خمسة أسرى من سجن النقب ـ أنصار3 عام 1990م، واتيحت الفرصة للكتابين لقاء أربعة من الأسرى ليتم رصد وسرد تفاصيل هذه القصة بأدق تفاصليها، حتى مع تعرضهما للنزوح هربا من الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في حرب طوفان الأقصى عام 2023م، ليستكملا تفاصيلها التي توقفت خلال عام من الحرب، وخشية فقدان تفاصيلها خاصة مع استشهاد اثنين من الأسرى خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
عماد القطناني وأيمن عابد في اللجان الشعبية بمنطقة الفالوجا في جباليا، كان لهم نشاط بارز في منع الناس من التعامل مع البضائع الإسرائيلية، واستخدام المواد الأساسية، وعدم تعامل الناس مع شرطة الاحتلال، والتحريض المستمر ضد الاحتلال والاحتكاك المباشر مع الاحتلال إما بالسلاح الأبيض أو المراوغة من بين المخيمات.
بدأت قصة الهروب من داخل المحكمة العسكرية في السابع من مارس عام 1990م، إذ اجتمعت الحشود على جنبات الطريق وسط مدينة لغزة بانتظار محاكمة جهاز القوى الضاربة بقطاع غزة الذي يضم عماد القطناني، أيمن عابد، رفيق حمدونة، وأنور أبو جبل.لذلك عمل جهاز المخابرات الإسرائيلية على البحث عن أعضاء اللجان الشعبية والقوة الضاربة وقيادات القيادة الوطنية الموحدة، وبدأت عمليات الاعتقال، وبأساليب الاحتلال في تعذيب المعتقلين وإكراههم على الاعترافات، ورغم صمود المعتقلين في وجه السجان، واستخدم قانون تامير، الذي عمل به رئيس وزراء الاحتلال إسحاق شامير عام 1983م، حيث سمح بالإيعاز لحكومته العنصرية بسن وتفريخ قانون تامير القاضي بالحكم على الأسير الفلسطيني دون اعتراف أو بشهادة أحدهم وأيضا دون وصول الأسير أو وجوده في المحكمة أساساً" بقي عماد وأيمن مدة التسعة شهود تحت التحقيقات ما بين (أنصار 2) وسجن من شدة التعذيب والتحقيق وممارسات الاحتلال معه، لتبدأ فكرة الهروب تراودهم من داخل القسم(5) من سجن أنصار، شاركه في الفكرة أحمد أبو طحان وأنور المقوسي من (قسم6 )، ولكن عند عمليات التحضير والتخطيط لعملية الهروب اختلفوا الثلاثة حول من يبادر بالخروج أولاً، لأن الخوف كان متربع بينهم، فالقسم(5، 6 ) خطيران من شدة الحراسات ونقاط المراقبة حولهما، وقسم الأشبال موجود خلف القسمين، فكانت نسبة الفشل في الهروب كبيرة جداً.
بدأت قصة الهروب من داخل المحكمة العسكرية في السابع من مارس عام 1990م، إذ اجتمعت الحشود على جنبات الطريق وسط مدينة لغزة بانتظار محاكمة جهاز القوى الضاربة بقطاع غزة الذي يضم عماد القطناني، أيمن عابد، رفيق حمدونة، وأنور أبو جبل.ص27
الليلة السوداء:
قررت إدارة سجن أنصار نقل عماد، وأيمن، ورفيق لسجن غزة المركزي، غرفة (رقم 10)، وهي المعروفة بغرفة الترحيل، هناك أخذ رفيق يشرح لرفاقه الفرق بين السجن والمعتقل" بين لهم أن السجن أقل سوءاً من المعتقل، وذلك لأن الذين يشرفون على السجون هم الشرطة المدنية، أما الذين يشرفون على المعتقلات هم الشرطة العسكرية التي تعتبر أكثر شراسة وإجراماً من الأولى.. السجون لها نظام محدد يسمح للأهالي بزيارة أبنائهم، أما المعتقلات فلا يسمح للأهالي بالزيارة حتى انقضاء مدة الحكم " ص29؛ إلا أنه تقرر نقلهم إلى سجن النقب الصحراوي، وهذا معناه عقاب اجرامي إضافي لهم بشكل غير مسبوق، وفي طريق اقتيادهم للسجن تمرد الشباب الثائر، وعملوا على نزع عصابات الأعين لتوديع شوارع المدينة، وأهلها لأكثر من عشر سنوات.
مخاض ثوري جديد:
اجتمع الشباب الثلاثة في غرفة( رقم3 ) ليلتقوا في القسم بصديقهم عمر العريني، الذي اعتقل مع رفيق عام 1984م، لتبدأ ملحمة نضالية جديدة لهم داخل السجن باتخاذ خطوة نضالية سريعة تكون ثمرتها إيقاف تصدير المحكومين بمدة عالية إلى معتقل أنصار 3، ومن داخل هذه الغرفة بدأ التفكير الهستيري لكيفية التخلص من هذه المقبرة، وتحدي الجنرال الإسرائيلي تسيمح الذي قتل أسيرين هما أسعد الشوا وبسام السمودي، تلك الجريمة التي أدت لترقية تسيمح الذي تمادى في أساليبه الإجرامية، وتحدى إدارة الصليب الأحمر وقوانينه.
عن سجن أنصار يقول الكاتبين: "سجن أنصار 3 مقسم إلى عدة أقسام بين كل قسم وآخر مسافة واسعة قد تبلغ 40 متراً، فكان لا بد من اللجوء لوسيلة تقليدية وبدائية، لكنها مجدية تتمثل في ربط الرسالة بحجر وقذفها إلى مقربة من أسلاك القسم المطلوب أو وراء الأسلاك الشائكة، ولقد تعارف الشباب على هذه الوسيلة باسم البريد الجوي، أما الشرطة فلقد أطلقت عليه اسم فاكس".
أراد الأسرى كسر العزلة الإعلامية عن معتقل النقب (أنصار 3 )، وفضح الممارسات الصهيونية داخل هذا الباستيل، فجميع مطالبات حملات القوى المحبة للسلام مثل السلام الآن ومطالبة بعض أعضاء الكنيست بالسماح للصحافيين بالتغطية الإعلامية قد باءت بالفشل بحجة أنها منطقة عسكرية واستراتيجية، وفيها مصالح على درجة كبيرة من السرية يمنع الاقتراب أو التصوير فيها. بالإضافة لرفع الروح المعنوية لدى الأسرى؛ لأن تنفيذ عملية الهروب تثبت بأن الانسان الفلسطيني قادر على إذلال العدو حتى وهو في أسره.. (ص37).
يقول عماد:"كنا مؤمنين أنه في حال نجاح العملية فإننا نكون قد فضحنا الممارسات الإجرامية البشعة في مقبرة الأحياء ( النقب- أنصار3 )، وإذا كتب لنا الفشل فنكون قد فزنا بالشهادة إضافة إلى الضجة الإعلامية التي سيحدثها خبر استشهادنا"
اختار المحتل موقع المعتقل بأن يكون في الصحراء لتأديب روح المقاومة لدى الشباب الفلسطيني ما بين:
ـ الجو الصحراوي حيث تكون درجة الحرارة في النهار مرتفعة جداً، وشديدة الانخفاض في الليل.
ـ بُعد المعتقل يساهم في عزل المعتقلين وحجبهم عن العالم الخارجي.
أراد الأسرى كسر العزلة الإعلامية عن معتقل النقب (أنصار 3 )، وفضح الممارسات الصهيونية داخل هذا الباستيل، فجميع مطالبات حملات القوى المحبة للسلام مثل السلام الآن ومطالبة بعض أعضاء الكنيست بالسماح للصحافيين بالتغطية الإعلامية قد باءت بالفشل بحجة أنها منطقة عسكرية واستراتيجية، وفيها مصالح على درجة كبيرة من السرية يمنع الاقتراب أو التصوير فيها. بالإضافة لرفع الروح المعنوية لدى الأسرى؛ لأن تنفيذ عملية الهروب تثبت بأن الانسان الفلسطيني قادر على إذلال العدو حتى وهو في أسره..فهو معتقل مناف للقوانين الدولية والمعاهدات الإنسانية وخاصة معاهدة جنيف الثانية التي وقعت عليها إسرائيل، ولكن ذلك لم يمنع جيش الاحتلال من اتباع أبشع الوسائل والأساليب لتركيع ومعاقبة الفلسطينيين، وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم، ويتعرض المعتقلون للضرب المبرح والصلب تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة، ولا تتوافر لهم لوازم النوم من أغطية وفرشات، وحين طلب المعتقلون من إسحاق رابين إغلاق المعتقل أو تحسين ظروفهم أجابهم قائلاً: ما دامت انتفاضتكم مستمرة فإن الصحراء واسعة جداً تتسع للمزيد من المعتقلات، ومع ظروف المعتقل حيث لا أغطية ولا فرشات أصيب أغلب من دخلوا السجن المعتقل بالعديد من الأمراض خاصة الروماتيزم والأمراض الجلدية ومن الأساليب الوحشية القمعية قيام سلطات المعتقل بين الحين والآخر بمصادرة ملابس المعتقلين في هجمات مفاجئة على الأقسام(ص40).
ساعة الصفر:
تم جمع المعلومات الكافية من الأسرى حول الأبراج الأخرى ودراسة إمكانية اكتشاف الشباب في لحظة الصفر أم لا، كما تابعوا نقاط الشرطة العسكرية الثابتة على الأرض، ليتم تحديد نقطة الانطلاقة في الهروب نحو الحدود المصرية، ليتم تحديد المسافة من خلال طلعات طيران سلاح الجو الإسرائيلي من احدى المطارات القريبة، وكذلك من خلال خارطة الأرصاد الجوية التي تنتشر بشكل يومي في الصحف الإسرائيلية التي تم تحديد مكان السجن بدقة تفصيلية.
بدأ العد التنازلي لساعة الصفر يوم 10 مارس 1990م، اجتمع الرفاق الخمسة داخل غرفة الخيمة، وكأنها حفلة وادع للشباب قبيل الهروب، تم ترتيب الخروج من المعتقل لأيمن أولا ثم رفيق وأنور، وأخيرا عمر على التوالي تحدث أيمن عن لحظة هروبه:" غابت كل الدنيا عن عالمي الجنود والأبراج والكشافات وبقي الهدف الوحيد هو اجتياز حواجز الموت الثلاثة المحيطة بالمعتقل كنا مجرد أموات في مقبرة الأحياء، وها نحن نعلن ميلاد القيامة"، وعن تلك اللحظة يضيف عماد " تصارع أيمن مع السلك الأول ونزلت الدماء من يديه، ولم يحس بها، وبالفعل استطاع تجاوز السلك الأول ولمحته وهو خارج السلك وكان علي ان اتبعه وخرجت مسرعاً حتى نساعد بعضنا البعض، ولأشد من عضده"، اقتربت لحظة الحرية للجميع بين السلك الثاني والثالث، لكنهم بين مرمى النيران والعيون والكشافات ودوريات الجيش الراجلة والمحمولة، لتبدأ لحظة الركض المتواصل فلا مجال للهرولة أو المشي...كنا نسابق الريح وكلما نظرنا للخلف أحسسنا أن المعتقل يصغر" .
وصل الجميع في حالة من التعب الشديد إلى صحراء سيناء، فرفح المصرية توجه الخمسة نحو القاهرة إلى مستشفى فلسطين التي نزلها الشباب الفلسطيني؛ ليجدوا الأطباء والممرضين يتحاورن فيما بينهم عن خبر عملية الهروب من سجن أنصار3، ليحضر مسؤول أمن حركة فتح، والأمن المصري، والجميع مندهش من هول ما يسمع ويرى أمامه في حالة من التعجب والذهول ليتم نقلهم إلى كلية الضباط، ومنها إلى التحقيق والتثبت من هويتهم، ومن ثم تم نقلهم لسجن أبو زعبل ص69.
علمت دولة الاحتلال بوجود الأسرى في مصر، فطالبت بتسليمهم فوراً بناءً على اتفاقية كامب ديفيد إلا أن تدخل منظمة التحرير الفلسطينية، ومسارعتها بنقلهم إلى تونس قد حال دون ذلك، ومن ثم استطاع الأسرى الثلاثة الالتحاق بالجامعات الهندية بكلية التجارة وهناك قاموا بدور ريادي في اتحاد الطلبة، يتحدثون عن أوضاع الشعب الفلسطيني، والمعتقلين، ومن ثم عادوا إلى غزة كأعضاء المجلس الوطني، ولكن إسرائيل رفضت دخول عماد كرفض أمني له.
الهروب من السجن فكرة تراود الأسرى منذ لحظة اعتقالهم أو النطق بالحكم، وبعضهم يذكر أن الفكرة لم تغب عن ذهنه لحظة واحدة على الرغم من تدقيق إدارة السجن والتفتيش المستمر الروتيني والمفاجئ الذي يتعرض له الأسرى وغرفهم داخل السجن، لذا قد تبدو مجرد الفكرة خيال أو سراب لكنها كانت للأسرى حلماً وهدفاً لا بد من السعي لتحقيقه والتركيز جيداً في سبيل نيله، فكان حفر الأنفاق في الغرف والحمامات ونشر القضبان الحديدية وإحداث الثغرات وانتزاع الأجساد من بين الأسلاك.. فالأسرى لم يتركوا طريقة إلا درسوها وخاضوها بعزم الأبطال فمن يعيش الموت في معتقلات الاحتلال لن يخيفه الموت على الأسوار.