أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بأن الإدارة الأمريكية تدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS التي يصل مداها إلى 300 كلم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يوافق على تقديم تلك الصواريخ لأوكرانيا بعد، حيث يخشى المسؤولون الأمريكيون استخدامها من قبل أوكرانيا لضرب أراضي روسيا، ما قد يؤدي إلى التصعيد في النزاع واتساع رقعة الحرب.

وقال المسؤولون إن الأمر لا يزال بانتظار الموافقة على أعلى المستويات، حيث تستمر المناقشات، بينما تواصل الولايات المتحدة تقييم الأوضاع في الميدان بأوكرانيا.

وأشار مسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا إلى أنهم لاحظوا مؤشرات على أن بعض الأجزاء من الإدارة الأمريكية التي كانت تعارض تسليم صواريخ بعيدة المدى، وخصوصا البيت الأبيض، باتت تتوصل إلى إدراك ضرورة تعزيز القدرات القتالية الأوكرانية بشكل عاجل في الأسابيع القادمة.

المصدر: RT Arabic

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى الصين ومن غزة إلى لبنان..رهانات عالمية على الانتخابات الأمريكية

على مدى عشرات السنوات ظلت انتخابات الرئاسة الأمريكية محل اهتمام أغلب دول العالم لآن الولايات المتحدة تملك أكبر اقتصاد وأقوى قوة عسكرية في العالم.

ولكن أهمية الانتخابات المقررة يوم 5 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، تكتسب أهمية مضاعفة نظراً للتباين الحاد في مواقف وآراء المرشحين المتنافسين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب تجاه كل القضايا العالمية  بدءاً من الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وحتى الحرب الروسية في أوكرانيا مروراً بالتغير المناخي وحرية التجارة العالمية وحقوق الإنسان.

تداعيات الرئيس الأمريكي الجديد

الحقيقة هي أن التداعيات الدولية الحتمية لاختيار الرئيس الأمريكي الجديد قد تجعل من غير العدل  أن ينفرد المواطنون الأمريكيون بالتصويت في هذه الانتخابات، في حين لا يدلي باقي العالم برأيه فيها.

فالولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بحرب أوكرانيا وصراع الشرق الأوسط وقضية الصين وتايوان ومستقبل حلف شمال الأطلسي "ناتو" والتحالف الأمريكي الأوروبي. والسبب واحد وهو أن ميزانية واشنطن العسكرية في العام الماضي كانت  916 مليار دولار وهو ما يفوق بشدة ميزانيات الدول الأخرى سواء الأصدقاء أو الأعداء.

لذلك فالسؤال المطروح يتعلق بالتأثير المحتمل  على العالم لفوز دونالد ترامب أو كامالا هاريس

بالنسبة لأوكرانيا تعتبر اختلاف وجهات النظر بين ترامب وهاريس كبيرة للغاية. فرؤية هاريس نائب الرئيس الأمريكي حالياً لأوكرانيا تتفق بشكل عام مع رؤية رئيسها جو بايدن. وقد تعهدت باستمرار دعم أوكرانيا، والتقت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي   عدة مرات واتهمت روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأثناء المناظرة مع منافسها الجمهوري ترامب قالت إنه إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة "سيدخل بوتين كييف "عاصمة أوكرانيا" فوراً".

أما ترامب الذي ينتقد باستمرار تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، فإن تصريحاته تشير إلى أنه سيوقف دعم الأوكرانيين. وخلال تجمع انتخابي في سبتمبر(أيلول) الماضي وصف زيلينسكي بأنه "أعظم مندوب مبيعات على الأرض"، قائلاً إنه في كل مرة يتحدث فيها زيلينسكي مع بايدن، يحصل على مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

كما يدعي ترامب دون تقديم أدلة أنه لو كان رئيساً لما نشبت الحرب في أوكرانيا، لكن إذا أعيد انتخابه فإنه سينهيها "في يوم واحد". ويحمل أوكرانيا مسؤولية نشوب هذا الصراع.

أما رفيقه في السباق الانتخابي المرشح على منصب نائب الرئيس جيه.دي فانس فيتبنى موقفاً أكثر تشدداً مع كييف. وتعتمد خطة ترامب لإنهاء الحرب على السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما لا يختلف كثيرا عن مطالب بوتين لإنهاء الحرب.

Viktor Orbán: “If Donald Trump wins, the risk of the war in Ukraine escalating is reduced to almost zero.”

“If this does not happen, then the current situation will remain. Not only the war in Ukraine, but the constant danger of escalation.”

Do you agree with him? pic.twitter.com/HmbfUDQx8Y

— Cillian (@CilComLFC) October 31, 2024 ترامب وهاريس والشرق الأوسط

وبالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فإن كلا من هاريس وترامب يدعم إسرائيل، لكن ماذا عن الموقف من الفلسطينيين.

غالباً ما يبدو أن هاريس وترامب يحاولان  المزايدة على بعضهما البعض في إعلان دعم إسرائيل. فهاريس التي حاول ترامب تشويه سمعتها بالقول إنها "تكره إسرائيل"، تحاول الظهور بمظهر المؤيد القوي للدولة اليهودية. كما حذرت إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير عليها، من تصعيد الصراع. كما أن زوجها يهودي وهي معتادة على ثقافة وعادات اليهود.

وعندما قتلت إسرائيل زعيم حركة حماس يحيى السنوار  قالت هاريس إن "العدالة تحققت" لكنها دعت إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وإطلاق المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير.

في المقابل فإن ترامب يبدو بشكل عام  كداعم قوي للدولة اليهودية. وخلال فترة رئاسته السابقة، نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين. لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصراحة وقال إن إسرائيل عليها "إنهاء مهمة" الحرب بسرعة.

ورغم أن ترامب في كل أحاديثه يحاول إظهار قدر حبه الكبير لإسرائيل، فإنه أيضاً يدلي بتصريحات تنتقد اليهود إلى درجة أن البعض اتهمه بمعاداة السامية.

I will be a president for all Americans. pic.twitter.com/XkUNt572lI

— Kamala Harris (@KamalaHarris) November 2, 2024 ماذا عن الصين؟

أما في ملف الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والمنافس التجاري والجيوسياسي الكبير للولايات المتحدة، يتجه تركيز كلا المرشحين الجمهوري والديمقراطية  على التجارة والاقتصاد. وقد طرح ترامب اقتراحاً مثيراً للجدل لفرض رسوم جمركية "كبيرة" ليس فقط على الصين ولكن على شركاء اقتصاديين آخرين - قائلاً إنه سيفرض رسوما جمركية تتراوح بين 10 و20 % على جميع الواردات ونحو 60 % على السلع الصينية.

ولكن منتقدين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية  للأبحاث يشككون في حق الرئيس في فرض مثل هذه الرسوم، حيث يرون أن هناك "عوائق عملية وقانونية" تمنع ترامب من فرضها.

في المقابل تدين هاريس خطط ترامب وتقول إنها ستؤدي إلى ارتفاع بالنسبة للأمريكيين وتكلف المواطن الأمريكي 3900 دولارا سنوياً.

من ناحيتها تتهم هاريس التي كانت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا معقل صناعة التكنولوجيا الأمريكية الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية.

وأخيراً فإن العلاقات الأمريكية مع كل من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تبدو على المحك  انتظارا لنتيجة الانتخابات. ففوز هاريس يعني استمرار سياسات بايدن نحو تعزيز التحالف الأمريكي الأوروبي وحلف الناتو.

أما ترامب فهو الذي قلص بشدة هذه التحالفات خلال ولايته السابقة، وكان ينتقد حلف الناتو  ويهدد بالتخلي عن الدول الأعضاء  التي لا تساهم بصورة كافية في نفقات الحلف.

وفي تجمع انتخابي في فبراير(شباط) الماضي قال إنه سيشجع روسيا على "فعل كل ما تريده" مع دول الناتو التي ترصد ما يكفي من أموال لتمويل الأغراض الدفاعية.

وحتى الدور الأمريكي في الأمم المتحدة يمكن أن يشهد تراجعاً كبيراً في حال وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي ولايته الأولى قرر انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "يونسكو" ومن المجلس الدولي لحقوق الإنسان، واتفاق باريس  للمناخ، وهي القرارات التي ألغاها الرئيس بايدن بعد ذلك.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الأمريكية 2024.. نائب هاريس: الولايات المتحدة منقسمة للغاية في الوقت الراهن
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ما هي الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد الفائز؟
  • سيكونون أهدافاً مشروعة في أوكرانيا..واشنطن تهدد باستهداف جنود كوريا الشمالية
  • وول ستريت جورنال: إيران تستعد لهجوم "قوي ومعقد" على إسرائيل
  • الولايات المتحدة تحلق قاذفة بعيدة المدى في مناورة مع كوريا الجنوبية واليابان رداً على تجربة كوريا الشمالية الصاروخية
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كل ما يجب معرفته عن الحدث الأبرز في الولايات المتحدة
  • ثلاثة ملفات تقض مضاجع الاتحاد الأوروبي حال فوز ترامب
  • واشنطن بوست: الناخبون أمام أسوأ خيارات في تاريخ الولايات المتحدة
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. كم عدد الناخبين في الولايات المتحدة وموعد فتح الاقتراع؟
  • من أوكرانيا إلى الصين ومن غزة إلى لبنان..رهانات عالمية على الانتخابات الأمريكية