يتوقع الأميركيون تصدع النظام الروسي الحالي في أعقاب ما يصفه بعضهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة لمجموعة فاغنر، في حين رأى آخرون أن ما حدث بداية عهد جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا الصدد، قال مراسل الجزيرة فادي منصور -في حديثه لبرنامج "من واشنطن" (2023/6/29)- إن أميركا طالما اعتبرت فاغنر منظمة إجرامية عابرة للقارات مزعزعة للاستقرار وتخلف الخراب حيثما حلت لكونها تقوم على استغلال الموارد، مشيرا إلى أن دورها في أفريقيا طالما كان تدميريا.

وأضاف أن أميركا طالما تريد إثبات نفسها كدولة تؤسس لعوامل الاستقرار مع حلفائها وشركائها وليس بشكل فردي، ضاربا مثالا بتعامل واشنطن مع تنظيم الدولة في سوريا وكذلك مع السلطات في الصومال لمواجهة مجموعة الشباب.

وأشار إلى أن أميركا ستواصل مراقبة الدور الذي تلعبه فاغنر مع حلفائها لضمان الاستقرار العالمي، معتبرا أن تداعيات الأحداث الأخيرة في روسيا مع فاغنر لا تزال غير واضحة حتى الآن ولكنها غالبا ما ستؤثر على الدول الأفريقية أيضا.

حالة حذر

ورأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني أن هناك حالة حذر لأن أي صراع على السلطة في روسيا قد يؤدي إلى حالة تفكك وانهيار شبيهة بحالة انهيار الاتحاد السوفياتي، مشيرا إلى أنه إذا حدث ذلك فإن ما يقارب 143 مليون نسمة قد تجد نفسها أمام خيار اللجوء أو الهجرة، وهو ما يضيف أعباء على الدول الأوروبية التي لا تزال تواجه تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا.

من جهتها، رأت مراسلة الجزيرة "وجد وقفي" أن العلاقة بين روسيا وأميركا ازدادت تعقيدا بعد الانقسام بين فاغنر والجيش الروسي، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يؤكد أن تداعيات تلك الأحداث غير واضحة إلى الآن ولكن مجرياتها تصب لمصلحة أوكرانيا بشكل كبير.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن رأى أن بوتين يخسر الحرب في أوكرانيا، كما قال إن بوتين يبدو أكثر ضعفا مما كان عليه في السابق وهو ما يخدم المصالح الأوكرانية بشكل واضح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

أميركا ليست عميلة لإسرائيل كيف فسرها خبراء واشنطن؟

واشنطن- مثلت تصريحات المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون "الرهائن" آدم بولر بأن المحادثات المباشرة بين إدارة دونالد ترامب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانت "مثمرة للغاية" وأن حماس "قدمت بعض الآراء المثيرة للاهتمام"، تغييرا كبيرا في تعامل الحكومات الأميركية مع حماس التي دخلت القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية منذ عام 1997.

وقال بولر إنه بالإضافة إلى مناقشة إطلاق سراح "الرهائن"، ناقش الطرفان كيف قد تبدو نهاية الحرب؟ كما أشار في معرض حديثه عن التقارير التي تفيد بأن الإسرائيليين قلقون من خطوة إدارة ترامب، أنه يفهم هذه المخاوف، لكن "في الوقت نفسه، الولايات المتحدة ليست عميلة لإسرائيل".

وفي هذا السياق، أشارت تقارير إلى أن إسرائيل أجرت مناقشات أمس الاثنين مع البيت الأبيض حول فحوى تعليقات بولر.

وبسبب الدعم الكبير غير المحدود من واشنطن لإسرائيل، والذي أخذ منحى غير مسبوق في حجمه وطبيعته منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، أربك موقف إدارة ترامب المراقبين في واشنطن خاصة أنه جاء عقب عدة خطوات داعمة لإسرائيل منها شحن أسلحة وقنابل من زنة 2000 رطل سبق لإدارة جو بايدن تجميدها.

إعلان

لا تغيير في الصورة الأميركية

جدير بالذكر أن إسرائيل تسعى، وبموافقة أميركية، إلى بعض الترتيبات التي من شأنها تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين دون الشروع في إنهاء دائم للحرب ضد حركة حماس.

وقال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أمس الاثنين، إن هناك حاجة إلى مواعيد نهائية للتوصل إلى اتفاق للمرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإن "كل الأمور مطروحة على الطاولة، إذا وافقت الحركة على نزع سلاحها، ومغادرة قطاع غزة".

وفي حديث له مع شبكة فوكس الإخبارية، قبل سفره للشرق الأوسط، قال ويتكوف "إذا غادروا، فستكون كل الأشياء مطروحة على الطاولة من أجل سلام تفاوضي، وهذا ما يحتاجون القيام به".

بدوره، رأى كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية بواشنطن حسين إبيش، أن انخراط الولايات المتحدة مع حماس لا يغير الكثير في الصورة العامة فيما يتعلق بغزة أو العلاقات مع إسرائيل أو مع الفلسطينيين.

وفي حديث للجزيرة نت، ذكر إبيش أن "ترامب يركز على إطلاق سراح الرهائن بشكل عام، والرهائن الأميركيين المتبقين بشكل خاص، لذلك من المنطقي أنه مستعد للتفاوض مباشرة مع حماس لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحقيق ذلك دون أي تنازلات كبيرة إضافية تنطوي على إجبار إسرائيل على القيام بأشياء كبيرة لا تريد القيام بها".

إحباط ترامب

من جانبها، اعتبرت خبيرة الشؤون الخليجية في معهد كوينسي بواشنطن آنيل شلين، أنه من خلال الانخراط المباشر مع حماس للتفاوض على إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين، يظهر ترامب مرة أخرى استعداده للخروج عن الأعراف السابقة.

وفي حديث للجزيرة نت، أشارت شلين إلى أنه "على الرغم من أن إسرائيل سربت الخبر على أمل الضغط على إدارة ترامب، فإن ما كُشف عنه يظهر إحباط فريق ترامب من عدم رغبة نتنياهو في العمل مع حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين والموافقة على وقف كامل لإطلاق النار في غزة".

إعلان

في حين يرى إبيش أنه ليس من المستغرب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتحدث مع حماس، خاصة حول الأميركي الذي لا يزال حيا ومحتجزا، ويساعد هذا أيضا في الضغط على إسرائيل للموافقة على مزيد من التمديدات للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، أو حتى الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وكلاهما يرغب ترامب في تحقيقه لأنه يريد أن يرى نهاية لحرب غزة.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن تاريتا بارسي، إلى أنه "من الواضح أن إدارة ترامب تشعر بالإحباط بسبب بطء سير نتنياهو في المفاوضات وتخريبه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف بارسي أنه من الواضح أن فريق ترامب مستعد للضغط على إسرائيل سرا وعلنا، "ومع ذلك، لن يمارس هذا الضغط إلا عندما يشعر ترامب أن إسرائيل تقوض أهدافه، وليس بسبب أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي أو ترتكب جرائم حرب. في الواقع من المرجح أن يكون ترامب أكثر تسامحا مع قمع إسرائيل للفلسطينيين".

مصالح ترامب أولا

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت خبيرة الشؤون الخليجية في معهد كوينسي بواشنطن آنيل شلين إن ترامب، على عكس بايدن، مستعد لرفض رغبات نتنياهو وإعطاء الأولوية لمصالح المواطنين الأميركيين، وتابعت "لقد قام نتنياهو مرارا وتكرارا بتخريب الجهود المبذولة لإحراز تقدم نحو اتفاق مع حماس، وربما يكون ترامب قد سئم من عرقلته".

أما خبير الشؤون الإستراتيجية جورجيو كافيرو، فيعتقد كذلك أن "إدارة ترامب قد سئمت من تكتيكات نتنياهو المماطلة عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع حماس، وأدى ذلك إلى انخراط فريق ترامب في محادثات مباشرة مع حماس. مثل هذه الخطوة من قبل واشنطن غير مسبوقة ومثيرة للجدل، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن وزارة الخارجية تصنف حماس كمنظمة إرهابية".

وأكد كافيرو في حديثه، أنه "من الحقائق المعروفة أن الحكومة الإسرائيلية لا تحب أن تتفاوض إدارة ترامب مباشرة مع حماس، وأن تصريح بولر بأن أميركا ليست عميلة لإسرائيل يبعث برسالة حول استعداد الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها الخاصة فيما يتعلق بالوضع في غزة دون الشعور بالحاجة إلى الحصول على قسيمة إذن من نتنياهو".

إعلان

أما مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير بالمجلس الأطلسي السفير ديفيد ماك، فيقول إن "ترامب يحب أن يظهر على أنه صانع صفقات مع قادة العالم والمنظمات التي لها صورتها الخاصة المتشددة مثل حركة حماس، وفي فترة ولايته الأولى كانت كوريا الشمالية هي ذلك الطرف".

وفي حديث للجزيرة نت، اعتبر السفير ماك أن "ترامب يحاول إرجاع الفضل إليه في أي شيء يتبين أنه ناجح، من هنا، سيكون سعيدا بالتوصل لاتفاق يرجع الفضل فيه إليه وحده وليس مشاركة مع إسرائيل".

وأجمع الخبراء على أن ترامب ليس شغوفا أو مشغولا بأزمة غزة أو بما تعرضت له من تدمير وخراب بأسلحة أميركية، لكن الشيء الوحيد الذي يريده ترامب هو تحرير المحتجزين، وبعد ذلك، لا يبدو أنه يهتم كثيرا بما يحدث في غزة.

مقالات مشابهة

  • بالزي العسكري..بوتين يأمر الجيش الروسي بتحرير كورسك بالكامل
  • بوتين يزور كورسك ويأمر الجيش تحريرها "بشكل كامل"
  • بالزي العسكري.. بوتين يزور كورسك ويوجه أمرا للجيش الروسي
  • عاجل.. بوتين يأمر الجيش الروسي بتحرير كورسك بشكل كامل
  • فوراً..ترامب: توجه مفاوضين إلى روسيا للحصول على موافقة بوتين على وقف النار
  • روبيو: أميركا ستتواصل مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • أميركا ليست عميلة لإسرائيل كيف فسرها خبراء واشنطن؟
  • واشنطن بوست: مرتزقة فاغنر ينشرون الرعب والخوف في مالي
  • رسوم ترامب على الصلب والألمنيوم قد تضر أميركا أكثر من أوروبا
  • مبعوث ترامب يخطط لإجراء محادثات مع بوتين في روسيا