آخر تحديث: 7 نونبر 2023 - 2:16 مبقلم:أحمد صبري لفلسطين عِند العراقيِّين منزلة كبيرة لا يضاهيها أحَد من فرط إيمانهم بعدالة القضيَّة الفلسطينيَّة إلى حدِّ مشاركتهم بجميع الحروب العربيَّة ضدَّ الكيان الصهيوني الغاصب. وبَيْنَ فلسطين والعراق علاقة مصيريَّة تحكي تاريخ قصَّة ممهورة بالدَّم لِتجسِّدَ عُمق هذه العلاقة المتواصلة فصولًا.
وعِندما نستذكر تاريخ تلك العلاقة، نتوقف عِند فلاح عراقي لا يقرأ ولا يكتب من مدينة الكوفة جنوب العراق، اختار اسم فلسطين لابنته قبل (60) عامًا لِيجسِّدَ حُبَّه لفلسطين ويقرِّر أن يخلِّدَ عروبته وانتماءه للتاريخ كما قالت ابنته فلسطين الَّتي أكَّدت: أنا عراقيَّة، لكن بالروح فلسطينيَّة، وعِندما أسماني والدي فلسطين كان يستحضر اسم فلسطين في إيمانه بالقضيَّة الفلسطينيَّة وعدالتها ويردِّد عَلَيْنا سمُّوا آباءكم فلسطين. وفلسطين ليست كافية، وإنما التحقت بها سيناء وفداء وعرب وعمار، وبعدها القائمة تطول في الأسماء العروبيَّة العابرة للحدود.
وتحكي فلسطين قصَّة وموقفًا في مركز الوليد الحدودي بَيْنَ العراق وسوريا عِندما ناداني باسمي فلسطين الضَّابط المسؤول الَّذي قبَّلَ جوازي ووضعه على رأسه، وعِندما أخبرته بوجود والديَّ قصَدَهما وقبَّل يدَيْهما.
هذه صوَر مُشرِقة تكشف عن تعلُّق وإيمان العراقيِّين بفلسطين وعدالة قضيَّتها، ومرَدُّ استذكار فلسطين العراقيَّة هو قيام مواطن مصري بتسمية ابنته فلسطين في وقت يواجه أبناؤها العدوَّ الصهيوني في معركة طوفان الأقصى. وهنا نستذكر مراسم وتقاليد الأعياد الدينيَّة في العراق عِندما يتبادل العراقيون التَّهاني والتبريكات ويدعون أن يكُونُوا في فلسطين العام المقبل كتعبير عن حُبِّهم وإيمانهم بالقضيَّة الفلسطينيَّة.
ولَمْ يقتصر الموقف العراقي الدَّاعم لفلسطين على ذلك، وإنَّما تعدَّاه إلى ساحات المعارك القوميَّة عِندما صوَّب العراق (39) صاروخًا على الكيان الصهيوني، فيما كان للطيارين العراقيِّين السَّبق في الطلعة الأولى ضدَّ مقرَّات ومطارات العدوِّ في حرب/أكتوبر 1973. كما ضمَّت مقابر الشهداء في نابلس والقدس وجنين والأردن والجولان جثامين مقاتلي العراق في المعارك الَّتي شهدتها تلك المُدُن. وحظِيَ الفلسطينيون برعاية الدَّولة، وشمولهم بنَفْسِ امتيازات العراقيِّين، وكانوا موضع حُب وتقدير العراقيِّين خلال فترة وجودهم في العراق.
وكشفت معركة طوفان الأقصى عن قدرة المقاومة الفلسطينيَّة على هزيمة العدوِّ الصهيوني، وأسقطت بفعلها الشجاع نظريَّة الأمن الصهيوني، وحوَّلت أرض غزَّة مقبرة للغزاة مهما زادوا وأوغلوا في جرائمهم، وأكَّدوا للعالَم أجمع أنَّ قضيَّة فلسطين ليست قضيَّة لاجئين تقطعت بهم السُّبل منذ خمسة وسبعين عامًا، وإنما قضيَّة شَعب حي ومقاوم رفض الذُّل والهوان، وتمسَّك بأرضه وقدَّم على مذبح الحُرِّيَّة والتحرُّر آلاف الشهداء الَّذين عبَّدوا الطريق لتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الريف.
وشَعب معه كُلُّ المتمسِّكين بعروبة فلسطين لَنْ يستكينَ أو يتراجعَ أو يذلَّ فقرَّر أن ينهضَ من جديد مهما غلَتِ التضحيات لكَيْ يستردَّ الأرض الَّتي اغتصبها المستوطنون العنصريون لِتَعُودَ إلى أهلها محرَّرة من براثن العدوِّ الصهيوني.
وعِندما تزهو وتفخر فلسطين العراقيَّة بحُبِّها لهذا الاسم الخالد في الذَّاكرة العروبيَّة فإنَّ إخوتها بالاسم والانتماء يُسطِّرون أنصع الصفحات المشرِقة في معركة طوفان الأقصى لتحرير فلسطين.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: ة الفلسطینی فلسطین ال ن العراق فلسطین ل ع ندما
إقرأ أيضاً:
قوات العدو الصهيوني تشن حملة اعتقالات ودهم بالضفة
الثورة نت/ شنت قوات العدو الصهيوني، اليوم الاثنين، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، تخللها مواجهات مع الشبان الفلسطينيين. ففي نابلس، اقتحمت قوات العدو قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس، ونفذت حملة اعتقالات استمرت لساعات، قبل أن تنسحب، وشهد الاقتحام إطلاق قنابل صوتية، واعتقال عدد من الشبان. كما اقتحمت قوات العدو حي التعاون بمدينة نابلس، وداهمت بناية سكنية خلف مستشفى نابلس التخصصي. ونفذت قوات العدو حملة اعتقالات طالت عدد من الشبان من بيت فوريك بنابلس، وبلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس. وفي جنين، اقتحمت قوات العدو منطقة جبل أبو ضهير، مطالبة عبر مكبرات الصوت الشبان بتسليم أنفسهم، فيما شنت حملة تفتيش واسعة شملت تفجير أبواب منازل وإطلاق قنابل صوتية، كما اقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين. واقتحمت قوات العدو قرية كفر عبوش في طولكرم، وداهمت عددًا من منازل الأهالي خلال اقتحامها بلدة طمون جنوبي طوباس. واندلعت مواجهات بين الشباب الثائر وقوات العدو في بلدة سعير بالخليل، فيما اقتحمت القوات بلدة بيت كاحل غرب المدينة واعتقلت المواطن رأفت إبراهيم حسن جبريل.