البراءة تذبح في فلسطين: رسالة إلى صناع القرار في العالم
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
بقلم نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي: في عالم غيّبت ضمائره اللامبالاة وعرّاه الصمت المطبق، ها نحن شهود على إبادة مروعة وتطهير عرقي في فلسطين لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث. ان صمت مراكز القوى في العالم لشدّة أذيته يصم الآذان. كيف يمكن لأي عقل بشري أن يتفهم الرعب أو يستوعب الوحشية التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في غزّة وفي لبنان؟ إن الصور الصادمة التي تنقل من هذه البقعة المتروكة من العالم تدمي القلوب وتشكل انتهاكًا صارخًا لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية.
أي رمز للبراءة أسمى من الأطفال، وأي وحشية هي تلك التي تُمارس ضدهم وتتجاوز كل تصوّر أو خيال؟ ما الذي ينتظره هذا العالم كي لا يبقى مكتوف الأيدي؟ أي مزيد من البشاعة والإجرام يتوقّع بعد كي يعير ما يحدث أدنى اهتمام؟ هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا أفعالهم، بل ذنبهم الوحيد أنّهم وُلدوا في فلسطين. هذا العالم الذي يذرف دموعه السخية وينتحب عند فقدان حياة بريئة واحدة في أي مكان من العالم، كيف لا تحرّكه مجازر غزة، وكيف تمرّ دون أن تجد الاستنكار الصارخ والتفاعل الإنساني اللذين تستحق؟
لطالما حملت بعض الدول راية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولطالما ملأت شعارات المساواة في الحقوق الطنانة المنابر الدولية، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بفلسطين، فهناك فقط يكون انتهاك حقوق الإنسان والقيم الإنسانية العالمية مجرّد وجهة نظر. إن الازدواجية في المعايير وفقدان القيم الإنسانية تشكلان فضيحة أخلاقية كبيرة وانتهاكًا لكرامة الإنسان. ولكن يبدو أن الإنسانية وصلت الى مستوى يجعل التعامل مع هذه الجرائم بهذه الخفة واللامبالاة أمراً عادياً.
العالم اليوم مدعوّ إلى حماية أطفال فلسطين والدفاع عن الأرواح البريئة. الرحمة في قلوب المتحكمين بمصير العالم تمتحن، ضمائر صانعي القرار على المحكّ. إن لم توقظ الصور الصادمة القادمة من غزة الرحمة في القلوب والضمائر في الأنفس، فمن سيفعل ذلك؟ هؤلاء القادة القادرون على وقف هذه المذابح، ولكن يؤثرون العكس، كيف يمضوا في حياتهم وكأن شيئاً لم يكن؟
لقد وُصفت غزة من قبل بأنها سجن كبير مفتوح، ولكنها تحولت اليوم إلى مقبرة جماعية مفتوحة، وهذا يمثل دليلًا قاطعًا على عمق الدرك الذي وصلت إليه العاطفة الإنسانية. بأي كلمات يمكن أن تُواسى الأمهات الثكلى اللواتي يلملمن أشلاء أطفالهن؟ أي عزاء يستطيع العالم أن يقدمه إلى أطفال ورضع فقدوا أمهاتهم وآباءهم وتركوا لمصيرهم في مواجهة الأمواج العاتية من دون سترة نجاة؟ ما يحدث في غزة من إبادة جماعية هو وصمة عار على الضمير الجماعي لهذا العالم.
نناشد صناع القرار في هذا العالم بالقيام بكل ما يلزم من أجل وقف المجازر فوراً حفظاً لما تبقى من أرواح بربيئة وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل إيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم وحاجاتهم الأساسية. العنف والدمار الحاصلان سيولّدان المزيد من العنف والدمار. على قادة العالم ومراكز القرار أن يجدوا حلا عادلاً للقضية الفلسطينية. إنهما العقل والعاطفة يصرخان ويستنجدان معاً، أما آن الأوان لتلبية نداءيهما؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا العالم
إقرأ أيضاً:
فيليب خوري وشوكولا بيروت.. رسالة حبّ من لبنان الى العالم (فيديو)
فيليب خوري، الشيف اللبناني الأسترالي، قدّم منتجًا جديدًا يحمل اسم "شوكولا بيروت"، وهو ابتكار يهدف إلى دعم لبنان في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. هذا المنتج يجسد مزيجًا فريدًا من النكهات اللبنانية التقليدية ويعكس حب الشيف لوطنه. خوري هو طاهي معجنات وشوكولا معروف، وقد أمضى السنوات الست الماضية في لندن حيث عمل في متجر هارودز الشهير. يتمتع بخبرة واسعة في مجال الحلويات، وقد حصل على جوائز عديدة تقديرًا لإبداعاته. رغم نشأته في سيدني - أستراليا، إلا أن له ارتباطًا وثيقًا بلبنان، حيث قضى جزءًا من طفولته في هذه البلاد. View this post on Instagram
A post shared by Philip Khoury (@philkhoury)
ابتكار "شوكولا بيروت"
"شوكولا بيروت" يتكون من مزيج لذيذ يجمع بين حليب اللوز ومذاق البقلاوة والكاجو المقرمش، مع لمسة من الكراميل ورحيق زهر الليمون. هذه التركيبة ليست فقط لذيذة ولكنها أيضًا تعكس التراث الثقافي اللبناني. يقول خوري إنه اختار هذه النكهات لأنه يحبها ويعتبرها مميزة عن الأصناف الأخرى مثل "شوكولا دبي".
وتم تصميمه ليكون بمثابة رسالة حب من لبنان إلى العالم. يحمل الشوكولا طابعًا بريديًا لبنانيًا قديمًا مع الأرزة، وهي رمز وطني يعبر عن الفخر والانتماء. وهذا التصميم يجعل المنتج ليس مجرد حلوى بل أيضًا قطعة فنية تحمل تاريخ لبنان وثقافته.
تم إطلاق الشوكولا كجزء من مبادرة خيرية لدعم الشباب اللبناني بعد الأزمات التي مرت بها البلاد مؤخرًا. ويقول خوري إن الهدف هو تقديم شيء مميز يعود بالفائدة على المجتمع اللبناني ويعزز الروح الوطنية. View this post on Instagram
A post shared by Philip Khoury (@philkhoury)
وبعد نشر فيديو عن “شوكولا بيروت” على منصات التواصل الاجتماعي، حققت الشوكولا شهرة واسعة وأصبحت موضوع حديث بين الناس في الدول العربية والغربية. ويخطط خوري لتوسيع نطاق توزيع المنتج ليصل إلى أسواق جديدة، بما في ذلك افتتاح محل حلويات خاص به في لندن.
"شوكولا بيروت" ليس مجرد حلوى بل إنه تجسيد للحب والفخر الوطني الذي يحمله الشيف فيليب تجاه وطنه لبنان. وهذا الابتكار يمثل خطوة نحو تعزيز الهوية الثقافية اللبنانية ويساهم في دعم المجتمع المحلي في الأوقات الصعبة. المصدر: خاص "لبنان 24"