تفاصيل خطبة الجمعة المقبلة.. «الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها»
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، عبر صفحتها الرسمية، موضوع خطبة الجمعة المقبلة والتي ستكون بعنوان «الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها».
تفاصيل خطبة الجمعة المقبلةوحول تفاصيل خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف فقد جاءت كالتالي:
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها
أولًا: الإسلامُ دينُ الإنسانيةِ
إنَّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ الإنسانيةِ، فقد جاءَ ليراعِي إنسانيةَ الإنسانِ فيمَا أُمِرَ بهِ أو نُهِيَ عنهُ، وإذا نظرنَا إلى المصدرِ الأولِ للإسلامِ وهو القرآن ُكتابُ اللهِ، وإذا تدبرنَا آياتِهِ، وتأملنَا موضوعاتِهِ واهتماماتِهِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ كتابُ الإنسانِ، فالقرآنُ كلُّهُ إمَّا حديثٌ إلى الإنسانِ، أو حديثٌ عن الإنسانِ ولو تدبرنَا آياتِ القرآنِ كذلك لوجدنَا أنَّ كلمةَ الإنسانِ تكررتْ في القرآنِ ثلاثًا وستينَ مرةً، فضلًا عن ذكرهِ بألفاظٍ أُخرى مثلَ بني آدمَ التي ذكرتْ ستَّ مراتٍ، وكلمةَ الناسِ التي تكررتْ مائتين وأربعينَ مرةً في مكيِّ القرآنِ ومدنيِّهِ، وكلمةَ (العالمين) وردتْ أكثرَ مِن سبعينَ مرّةً، والحاصلُ أنَّ إنسانيةَ الإسلامِ تبدُو مِن خلالِ حرصِ الشريعةِ الإسلاميةِ وتأكيدِهَا على مخاطبةِ الناسِ والعالمين جميعًا.
ولعلَّ مِن أبرزِ الدلائلِ على ذلك أنَّ أوّلَ ما نزلَ مِن آياتِ القرآنِ على رسولِ الإسلامِ مُحمدٍ ﷺ خمسُ آياتٍ مِن سورةِ العلقِ ذكرتْ كلمةَ الإنسانِ في اثنتين منها، ومضمونهَا كلّها العنايةُ بأمرِ الإنسانِ، قالَ تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].
تعاليم وقيم الإسلاموإذا نظرنَا إلى الشخصِ الذي جسَّدَ اللهُ فيهِ الإسلامَ، وجعلَهُ مثالًا حيًّا لتعاليمِهِ وقيمِهِ الإنسانيةِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ الرسولُ الإنسانُ؛ وإذا نظرتَ في الفقهِ الإسلامِي وجدتَ العباداتِ، لا تأخذُ إلَّا نحوَ الربعِ أو الثلثِ مِن مجموعِهِ، والباقِي يتعلقُ بأحوالِ الإنسانِ مِن أحوالٍ شخصيةٍ، ومعاملاتٍ، وجناياتٍ، وغيرِهَا.
ولقد ضربَ لنا رسولُ اللهِ ﷺ أروعَ الأمثلةِ في القيمِ والمعانِي الإنسانيةِ والخلقيةِ قبلَ البعثةِ وبعدَهَا؛ وقد شهدَ له العدوُّ قبلَ القريبِ، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لما نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. (متفق عليه). بل إنَّ الرسولَ ﷺ صاحبُ الرسالةِ المحمديةِ، كان مشهورًا وملقبًا في قريشٍ قبلَ البعثةِ بالصادقِ الأمينِ، وأمَّا بعدَ البعثةِ فقد شهدَ لهُ ربُّهُ بقولِهِ : {ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ } (القلم: 4 )؛ ولقد شهدَتْ لهُ زوجُهُ عائشةُ رضي اللهُ عنها، وهي ألصقُ الناسِ بهِ، وأكثرُهُم وقوفًا على أفعالِهِ في بيتِهِ، بأنَّهُ ﷺ: كانَ خلقُهُ القرآنَ، (مسلم)؛ قال الإمامُ الشاطبيُّ: وإنَّما كان ﷺ خلقُهُ القرآنَ؛ لأنَّهُ حكَّمَ الوحيَ على نفسهِ حتى صارَ في عملهِ وعلمهِ على وفقهِ، فكان للوحيِ موافقًا قائلًا مذعنًا ملبيًا واقفًا عندَ حكمهِ، فكان قرآنًا يمشيِ على الأرضِ.
وهكذا كان الدينُ الإسلاميُّ دينَ الإنسانيةِ، وكان الرسولُ ﷺ رسولَ الإنسانيةِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان: الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها
ثانيًا: مظاهرُ وصورُ الجوانبِ الإنسانيةِ
للجوانبِ الإنسانيةِ في الإسلامِ صورٌ عديدةٌ تشملُ جميعَ فئاتِ المجتمعِ منها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الخدمِ والعبيدِ: فعن أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلَا لِمَ صَنَعْتَ وَلَا أَلَّا صَنَعْتَ (البخاري مسلم)، وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (البخاري ومسلم ).
ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الأطفالِ والصبيانِ: فقد كان ﷺ رحيمًا بالأطفالِ، فقد كان يخطبُ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن: 15)، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ. ( أبو داود والحاكم وصححه )؛ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شَدَّادِ بن الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فِي إِحْدَى صَلاتَيِ النَّهَارِ: الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، وَهُوَ حَامِلٌ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ، فَتَقَدَّمَ فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً فَأَطَالَهَا، فَرَفَعْتُ رَأْسِيَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَاجِدٌ، وَإِذَا الْغُلامُ رَاكِبٌ ظَهْرَهُ، فَعُدْتُ فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، لَقَدْ سَجَدْتَ فِي صَلاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا، أَشَيْئًا أُمِرْتَ بِهِ، أَوْ كَانَ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: كُلٌّ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ. (أحمد والطبراني والحاكم وصححه).
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة الخطبة خطبة الجمعة المقبلة
إقرأ أيضاً:
الإعاقة ليست حاجزًا.. هند تتحدى الظروف وتحفظ القرآن عبر الهاتف | تفاصيل قصة ملهمة لفتاة مطروح
في قصة تعكس قوة الإرادة والتصميم، استطاعت فتاة من محافظة مطروح، رغم معاناتها من ضمور العضلات، أن تحفظ القرآن الكريم كاملاً رغم عدم قدرتها على الحركة، وذلك بالاستعانة بمحفظة عبر هاتفها المحمول.
رحلة التحدي والحفظ
انتقل موقع "صدى البلد" إلى منزل الفتاة هند فيصل صابر، للتعرف على قصتها الملهمة، وكيف نجحت في حفظ القرآن الكريم كاملاً، رغم وضعها الصحي، والدور الذي لعبته أسرتها في دعمها لتحقيق هذا الإنجاز.
البداية منذ 4 سنوات
تقول هند، البالغة من العمر 22 عامًا، إنها بدأت رحلتها في حفظ القرآن الكريم منذ 4 سنوات فقط، عندما شجعها والداها وجدها على البدء في الحفظ.
"لم أتخيل أنني سأتمكن من حفظ القرآن"
وتضيف هند: "في البداية كان الأمر صعبًا، ولم أكن أتخيل أنني سأتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملاً، خاصة مع صعوبة الحركة، لكنني بدأت الحفظ بمساعدة محفظة تدعى مريم، حيث كنا نتواصل عبر الهاتف المحمول".
الفضل لأسرتي ومحفظتي
وتؤكد هند أن أسرتها، وخاصة والديها وجدها، كانوا الداعم الأكبر لها، إذ لم يتوقفوا عن تحفيزها وتشجيعها على الاستمرار، بالإضافة إلى محفظتها التي كانت تتابعها يوميًا عبر الهاتف.
دورها المستقبلي
وتطمح هند إلى أن يكون لها دور في مساعدة أشقائها على حفظ القرآن، وقد بدأت بالفعل في ذلك، كما تسعى لمساعدة السيدات الراغبات في حفظ كتاب الله.
أمنياتها
تحلم هند باستكمال دراستها في علوم الحديث والفقه، لتكون نافعة لمجتمعها، مؤكدة أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزًا أمام تحقيق الأحلام. كما تتمنى زيارة بيت الله الحرام لأداء العمرة.
دعم العائلة سر النجاح
يقول جدها، الحاج صابر: "كنا دائمًا بجانب هند، ندعمها ونساعدها في رحلتها لحفظ القرآن الكريم، ولم نكن لنفعل ذلك لولا أننا رأينا فيها الإصرار والعزيمة على تحدي إعاقتها وتحقيق حلمها".
ويضيف: "يكفي أن رسولنا الكريم قال: 'من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن'، فهو دستور الأمة ومرجعيتنا".
أما والدها فيصل، فيعبر عن فخره قائلًا: "شرف كبير لي أن يكون لدي ابن أو ابنة حافظة لكتاب الله، خاصة هند، التي استطاعت حفظه عبر الهاتف المحمول، متحدية كل الصعوبات".
نصيحة لكل أسرة
ويوجه فيصل نصيحة لكل ولي أمر قائلاً: "في زمن الفتن، من الضروري تخصيص وقت يومي لحفظ القرآن الكريم بجانب التعليم، فكما أن التعليم مهم، فإن القرآن أكثر أهمية".
ويؤكد أن دعم والدتها كان له دور كبير في تسهيل مهمة حفظها لكتاب الله، مضيفًا أن الطموح والإصرار قادران على صنع المعجزات، وأن الإعاقة ليست حاجزًا أمام تحقيق الأحلام.
ويأمل فيصل أن تحظى هذه النماذج الملهمة بدعم أكبر، ليتمكن المزيد من ذوي الهمم من تحقيق إنجازاتهم الخاصة، والمساهمة الفعالة في المجتمع.