أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، عبر صفحتها الرسمية، موضوع خطبة الجمعة المقبلة والتي ستكون بعنوان «الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها».

تفاصيل خطبة الجمعة المقبلة 

وحول تفاصيل خطبة الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف فقد جاءت كالتالي:

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ.

 أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

أولًا: الإسلامُ دينُ الإنسانيةِ

إنَّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ الإنسانيةِ، فقد جاءَ ليراعِي إنسانيةَ الإنسانِ فيمَا أُمِرَ بهِ أو نُهِيَ عنهُ، وإذا نظرنَا إلى المصدرِ الأولِ للإسلامِ وهو القرآن ُكتابُ اللهِ، وإذا تدبرنَا آياتِهِ، وتأملنَا موضوعاتِهِ واهتماماتِهِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ كتابُ الإنسانِ، فالقرآنُ كلُّهُ إمَّا حديثٌ إلى الإنسانِ، أو حديثٌ عن الإنسانِ ولو تدبرنَا آياتِ القرآنِ كذلك لوجدنَا أنَّ كلمةَ الإنسانِ تكررتْ في القرآنِ ثلاثًا وستينَ مرةً، فضلًا عن ذكرهِ بألفاظٍ أُخرى مثلَ بني آدمَ التي ذكرتْ ستَّ مراتٍ، وكلمةَ الناسِ التي تكررتْ مائتين وأربعينَ مرةً في مكيِّ القرآنِ ومدنيِّهِ، وكلمةَ (العالمين) وردتْ أكثرَ مِن سبعينَ مرّةً، والحاصلُ أنَّ إنسانيةَ الإسلامِ تبدُو مِن خلالِ حرصِ الشريعةِ الإسلاميةِ وتأكيدِهَا على مخاطبةِ الناسِ والعالمين جميعًا.

ولعلَّ مِن أبرزِ الدلائلِ على ذلك أنَّ أوّلَ ما نزلَ مِن آياتِ القرآنِ على رسولِ الإسلامِ مُحمدٍ ﷺ خمسُ آياتٍ مِن سورةِ العلقِ ذكرتْ كلمةَ الإنسانِ في اثنتين منها، ومضمونهَا كلّها العنايةُ بأمرِ الإنسانِ، قالَ تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

تعاليم وقيم الإسلام

وإذا نظرنَا إلى الشخصِ الذي جسَّدَ اللهُ فيهِ الإسلامَ، وجعلَهُ مثالًا حيًّا لتعاليمِهِ وقيمِهِ الإنسانيةِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ الرسولُ الإنسانُ؛ وإذا نظرتَ في الفقهِ الإسلامِي وجدتَ العباداتِ، لا تأخذُ إلَّا نحوَ الربعِ أو الثلثِ مِن مجموعِهِ، والباقِي يتعلقُ بأحوالِ الإنسانِ مِن أحوالٍ شخصيةٍ، ومعاملاتٍ، وجناياتٍ، وغيرِهَا.

ولقد ضربَ لنا رسولُ اللهِ ﷺ أروعَ الأمثلةِ في القيمِ والمعانِي الإنسانيةِ والخلقيةِ قبلَ البعثةِ وبعدَهَا؛ وقد شهدَ له العدوُّ قبلَ القريبِ، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لما نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. (متفق عليه). بل إنَّ الرسولَ ﷺ صاحبُ الرسالةِ المحمديةِ، كان مشهورًا وملقبًا في قريشٍ قبلَ البعثةِ بالصادقِ الأمينِ، وأمَّا بعدَ البعثةِ فقد شهدَ لهُ ربُّهُ بقولِهِ : {ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ } (القلم: 4 )؛ ولقد شهدَتْ لهُ زوجُهُ عائشةُ رضي اللهُ عنها، وهي ألصقُ الناسِ بهِ، وأكثرُهُم وقوفًا على أفعالِهِ في بيتِهِ، بأنَّهُ ﷺ: كانَ خلقُهُ القرآنَ، (مسلم)؛ قال الإمامُ الشاطبيُّ: وإنَّما كان ﷺ خلقُهُ القرآنَ؛ لأنَّهُ حكَّمَ الوحيَ على نفسهِ حتى صارَ في عملهِ وعلمهِ على وفقهِ، فكان للوحيِ موافقًا قائلًا مذعنًا ملبيًا واقفًا عندَ حكمهِ، فكان قرآنًا يمشيِ على الأرضِ.

وهكذا كان الدينُ الإسلاميُّ دينَ الإنسانيةِ، وكان الرسولُ ﷺ رسولَ الإنسانيةِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان: الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

ثانيًا: مظاهرُ وصورُ الجوانبِ الإنسانيةِ

للجوانبِ الإنسانيةِ في الإسلامِ صورٌ عديدةٌ تشملُ جميعَ فئاتِ المجتمعِ منها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الخدمِ والعبيدِ: فعن أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلَا لِمَ صَنَعْتَ وَلَا أَلَّا صَنَعْتَ (البخاري مسلم)، وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. (البخاري ومسلم ).

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الأطفالِ والصبيانِ: فقد كان ﷺ رحيمًا بالأطفالِ، فقد كان يخطبُ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن: 15)، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ. ( أبو داود والحاكم وصححه )؛ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شَدَّادِ بن الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فِي إِحْدَى صَلاتَيِ النَّهَارِ: الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، وَهُوَ حَامِلٌ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ، فَتَقَدَّمَ فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً فَأَطَالَهَا، فَرَفَعْتُ رَأْسِيَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَاجِدٌ، وَإِذَا الْغُلامُ رَاكِبٌ ظَهْرَهُ، فَعُدْتُ فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، لَقَدْ سَجَدْتَ فِي صَلاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا، أَشَيْئًا أُمِرْتَ بِهِ، أَوْ كَانَ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ: كُلٌّ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ. (أحمد والطبراني والحاكم وصححه).

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة الخطبة خطبة الجمعة المقبلة

إقرأ أيضاً:

أزهري: يجب تدبر القرآن بفهم صحيح والتمسك به كمرجع ثابت في حياة كل مُسلم

قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم هو كتاب الله، وكل آياته وسوره وكلماته وحروفه تعد كلام الله المتعبد بتلاوته، موضحًا أن القصص القرآني الذي يتضمن حوارات الأنبياء مع أقوامهم أو حوار إبليس مع الله، هو أيضا جزء من الوحي الإلهي المنزل على النبي.

أزهري يحذر من المفاهيم الخاطئة لتشويه الإسلام

وأكد الدكتور تركي في تصريحات لـ«الوطن» أن محاولة التشكيك في القرآن الكريم عبر القول إنه يتضمن كلاما بشريا أو صناعة بشرية، هو ترويج لأفكار المستشرقين الذين سعوا للنيل من الإسلام على مر العصور، كما  شدد على أن هذه المزاعم تتنافى مع العقيدة الإسلامية وتستهدف الطعن في قدسية القرآن والإسلام.

تدبر القرآن بفهم صحيح

وأضاف أن من يردد هذه الأفكار يروج لمفاهيم خاطئة تناقض ما أجمع عليه العلماء، محذرا من الانسياق وراء هذه الشبهات، وضرورة التمسك بكتاب الله كمرجع ثابت في حياة المسلمين.

ودعا الدكتور تركي المسلمين إلى تدبر القرآن بفهم صحيح، قائم على علم راسخ ومعرفة دقيقة، بعيدًا عن محاولات البعض لتشويه الدين الإسلامي أو تشكيك الناس في عقيدتهم.

مقالات مشابهة

  • بعنوان «نعمة الأمن».. ننشر نص خطبة الجمعة غدًا
  • غدا الجمعة.. خطبة عن نعمة الأمن في مصر ومكانتها التاريخية
  • «نعمة الأمن».. نص خطبة الجمعة غدا 24 يناير 2025
  • تأملات قرآنية
  • «نعمة الأمن».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «نعمة الأمن».. نص خطبة الجمعة المقبلة 24 يناير 2025
  • «نعمة الأمن» موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • الأوقاف تخصص موضوع خطبة الجمعة المقبلة حول نعمة الأمن
  • نعمة الأمن.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • أزهري: يجب تدبر القرآن بفهم صحيح والتمسك به كمرجع ثابت في حياة كل مُسلم