رحلات الجزر البعيدة تستقطب سياح العالم للبحر الأحمر.. هدوء ومتعة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
شهدت الرحلات البحرية إلى الجزر البعيدة في البحر الأحمر انتعاشة تزامنًا مع توافد آلاف السياح الأجانب من جنسيات مختلفة يومياً على الغردقة ومرسى علم، منذ بدء موسم الخريف، إذ يأتون لممارسة الغطس والسنوركل.
وقال أحمد بيجو منظم رحلات بحرية بالغردقة، في تصريحات لـ«الوطن» إن رحلات الجزر البعيدة يتم تنظيمها للسياح الأجانب بناء على طلبهم وتستمر مدة الرحلة بين أسبوع إلى أسبوعين عبر مراكب رحلات سياحية كبيرة أعدت خصيصاً لهذه الرحلات وتكون مجهزة تجهيزات تشمل أدوات الغطس وأسطوانات الغطس والمواد الغذائية ومخزون كاف من المياه والسولار والعتاد والمأكولات والمشروبات يكفي طول مدة الرحلة.
وأكد «بيجو» أن هناك زيادة في حجوزات رحلات الجزر البعيدة بمياه البحر الأحمر من السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات الأجنبية، تزامنًا مع موسم الخريف وقرب موسم الشتاء حيث يزيد الطلب على مثل هذه الرحلات، بداية موسم الشتاء والتى تصل كل عام فى تلك التوقيت بأعداد كبيرة وأكثر الجنسيات طلبًا على رحلات الجزر البعيدة هم الإيطاليون والألمان والتشيك والبولنديين والإنجليز بسبب عشقهم لسياحة الغوص والرحلات البحرية.
في السياق، قال حسن الطيب الخبير البحري وومؤسس جمعية الإنقاذ البحري، إن رحلات الجزر تنظم في جزر جنوب البحر الأحمر في مرسى علم وشمال مدينة الشلاتين حيث يبقى السياح لفترات طويلة تصل إلى أسبوعين، وتشمل الرحلة زيارة مناطق الغوص الشهيرة مثل منطقة شعاب إلفينستون.
وأكد الدكتور أحمد غلاب مدير المحميات الطبيعية بمحافظة البحر الأحمر، أن هناك تفتيش دوري يجرى على مراكب السياحية التي تنظم رحلات تصل إلى أسبوعين والتأكد من صلاحية المركب واستخراج كافة التصاريح من الجهات المختصة، لافتا إلى أن رحلات الجزر البعيدة تخضع للرقابة من كافة الأجهزة المعنية.
وأشار إلى أن مياه البحر الأحمر تضم عدد من الجزر التي تجذب السياح الأجانب من مختلف دول العالم لممارسة الغطس حيث افضل مواقع الغوص في العالم والتي تستقطب حوالي 4 ملايين سائح حول العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البحر الأحمر رحلات بحرية مياه البحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.