هل سبق لك أن لاحظت وجود نملة في منزلك، لتجد بعد أسبوع أن المستعمرة انتقلت بأكملها؟ وعندما تتمكن من القضاء على نملة أو أكثر تختفي بقية المستعمرة في ظروف غامضة.

نشرت دورية "سل" (Cell) في 14 يونيو/حزيران الجاري مقالة تفيد بأن النمل يطلق بعض الفيرمونات التحذيرية في حالة الخطر التي تنشط جزءا معينا من أدمغة النمل ويمكن أن تغير سلوك العيش بأكمله.

ووفق تقرير نشر على موقع "فيز دوت أورغ" (phys.org)، يقول المؤلف الرئيسي تايلور هارت من جامعة روكفلر (Rockefeller University) إن "البشر ليسوا الوحيدين الذين يملكون مجتمعات وأنظمة اتصال معقدة".

وأضاف "مقارنة بالحشرات الأخرى، فقد طوّر النمل أنظمة شمية معقدة للغاية تسمح له بالتواصل باستخدام أنواع مختلفة من الفيرمونات التي يمكن أن تعني أشياء مختلفة".

ويعرف الفيرمون بأنه أي مادة كيميائية داخلية يفرزها كائن حي بكميات دقيقة من أجل إثارة تفاعل معين لدى كائن حي آخر من النوع نفسه.

وتنتشر الفيرمونات بين الحشرات والفقاريات، وتوجد أيضا في القشريات، لكنها غير معروفة بين الطيور.

وقد تفرز المواد الكيميائية بواسطة غدد خاصة أو تُدمج في مواد أخرى مثل البول، وقد تلقى بحرية في البيئة أو تودع في مواقع مختارة بعناية.

وتستخدم الفيرمونات أيضا لدى بعض الفطريات وقوالب الوحل والطحالب كجاذبات في موسم التكاثر.

مملكة البشر ليست الوحيدة التي تمتلك مجتمعات وأنظمة اتصال معقدة (غيتي) إشارات تحذيرية

أشار الباحثون إلى أن النمل لديه نوع خاص به من مراكز الاتصال في أدمغته على غرار البشر، ويمكن لهذا المركز تفسير فيرمونات الإنذار أو "إشارات الخطر" من النمل الآخر.

وقد يكون هذا الجزء من دماغ النمل أكثر تقدما من بعض الحشرات الأخرى مثل نحل العسل.

ويقول المؤلف دانيال كروناور من جامعة روكفلر "يبدو أن هناك محورا حسيا في دماغ النمل تتغذى فيه كل فيرمونات الإنذار المسببة للذعر".

واستخدم الباحثون بروتينا هندسيا يسمى "GCaMP" لمسح نشاط المخ لدى نمل رايدر النسيلي الذي تعرض لإشارات الخطر، إذ يعمل "GCaMP" عن طريق ربط نفسه بأيونات الكالسيوم التي تتهيج مع نشاط الدماغ، ويمكن رؤية المركب الكيميائي الفلوري الناتج بمجاهر عالية الدقة.

أنواع النمل ذات الأحجام المختلفة تستخدم فيرمونات مختلفة لتوصيل مجموعة متنوعة من الرسائل (غيتي) استجابة الذعر لضمان البقاء

عند إجراء عمليات المسح، لاحظ الباحثون أن جزءا صغيرا فقط من أدمغة النمل أضاء استجابة لإشارات الخطر، لكن النمل لا يزال يظهر أنماط سلوك فورية ومعقدة في الاستجابة. وسميت هذه الأنماط "استجابة الذعر" لأنها تنطوي على أفعال مثل الفرار وإخلاء العش ونقل النسل من العش إلى مكان أكثر أمانا.

وتستخدم أنواع النمل ذات الأحجام المختلفة فيرمونات مختلفة لتوصيل مجموعة متنوعة من الرسائل.

ويقول هارت "نعتقد أنه في البرية عادة ما يكون لنمل رايدر النسيلي حجم مستعمرة يتكون من عشرات إلى مئات الأفراد فقط، وهي صغيرة جدا مقارنة بمستعمرات النمل".

وأضاف "في كثير من الأحيان تميل تلك المستعمرات الصغيرة إلى استجابات الذعر التي تظهر في سلوك إنذار لأن هدفها الرئيسي هو الهروب والبقاء على قيد الحياة، ولا يمكنها المخاطرة بكثير من الأفراد".

وبغض النظر عن الأنواع، يقسم النمل نفسه داخل المستعمرة حسب الطبقة والدور، ويمتلك النمل داخل الطبقات والأدوار المختلفة تشريحا مختلفا قليلا.

واختار الباحثون نمل رايدر نسيلي (clonal raider ants) لأنه يسهل السيطرة عليه.

ولضمان الاتساق وتسهيل مراقبة الأنماط المنتشرة، استخدم الباحثون النمل من جنس واحد داخل طبقة واحدة ودور واحد (النمل العامل).

ويقول هارت "يمكننا أن نبدأ في النظر إلى كيفية تشابه هذه التمثيلات الحسية أو اختلافها بين النمل".

من جهته، يقول كروناور "نحن نبحث في توزيع الأدوار. لماذا يتولى الأفراد المتماثلون وراثيا مهام مختلفة في المستعمرة؟ وكيف يعمل هذا التقسيم للعمل؟".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي

 ما هو التعرق؟

العرق عبارة عن ماء يفرزه الجسم كوسيلة لتبريد نفسه، من خلال الغدد الموجودة في الطبقة العميقة من الجلد، وهذه الغدد موجودة في أماكن متعددة في الجسم مثل الإبطين والجبهة وباطن القدمين، ويحتوي العرق على بعض المواد الكيميائية ومنها الأمونيا واليوريا، كما توجد مواد أخرى مثل السكر والأملاح، والتعرق أمر طبيعي يحدث في أوقات مختلفة، مثل الإصابة بالحمى، أو عند ممارسة الرياضة أو عند المرور بمشاعر مختلفة مثل القلق. كما توجد محفزات مختلفة للتعرق أكثر ومنها: 

التعرض إلى الضغط العاطفي.

تناول الأطعمة ذات النكهة الحارة أو الأطعمة الساخنة. ممارسة الرياضة. حرارة الطقس المرتفعة مثل فصل الصيف.

الإصابة بالحمى بسبب مرض. فوائد التعرق للجسم يستفيد الجسم من التعرق بأكثر من طريقة، وكما ذكرنا أن التعرق هو وسيلة الجسم في التعامل مع الحرارة المرتفعة، حيث يعمل على التخلص من هذه الحرارة من خلال عملية التبخر وهو ما يفسر فوائد التعرق أثناء المرض مثلا للتخلص من الحمى، حيث يعتبر العرق وسيلة أساسية لتنظيم درجة حرارة الجسم، كما تشمل فوائد التعرق ما يلي:

إخراج المواد الكيميائية الزائدة من الجسم. تطهير الجسم من البكتيريا.

الاستفادة من المجهود البدني بسبب التمارين.

يساعد التعرق على تحسين الحالة المزاجية.

يساعد في الحفاظ على الوزن.

يساعد في تحسين عملية النوم.

يساعد في تقوية المناعة ضد الأمراض. تخليص الجسم من المعادن الثقيلة 

مقالات مشابهة

  • دراسة طبية: الرمان يُكافح أمراض الشيخوخة
  • متخصص: ضغط أوروبي على واشنطن للموافقة على وقف إطلاق النار بغزة
  • متخصص: أوروبا تدعم الرؤية المصرية تجاه غزة .. وأمريكا متمسكة بدعم إسرائيل
  • لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـالإدخار
  • السقف وقع فجأة.. اللقطات الأولى لحادث شق التعبان والخسائر
  • بالصور ..اتصالات الجزائر تكرم البروفيسور يوسف منتالشتة
  • عدوان امريكي يستهدف شبكة اتصالات في بعدان بإب
  • روته يدق ناقوس الخطر ويحثّ على يقظة استراتيجية بمواجهة التحدي الصيني
  • ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي
  • كم عدد النمل على الأرض وما دوره البيئي؟