أشعر بالوحدة والفراغ في هذا العالم المكتظ..
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أشعر بالوحدة والفراغ في هذا العالم المكتظ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي بحدث للإنسان أن يشعر بفراغ رهيب. بالرغم من الكم الكبير للأشخاص المحيطين بنا فأنا فتاة أدرس في الجامعة. بالرغم من أن لي علاقات كثيرة، إلا أن شعور الوحدة يقتلني، لا أدري كيف أصبحت حالتي هكذا، أشعر أن لا احد يفهمني.
“ن” من الشرق الـــــرد:
وعليكم السلام ورحمة الله حبيبتي، سأبدأ من حيث انتهيت، قلوب الغير عزيزتي سبيلها قلبك وتصالحك مع نفسك. فجليا أن أفكارك مشوشة، لأنه غير المعقول أن يكون كل من حولك لا يتفهمونك أو غير أبهين بك. فلابد أن يسوق الله في طريقنا شخصا تكون في قلبه الرحمة مهما كنا سيئين. وعليه أظن أنك أنت من عقدت الأمور على نفسك، وأرى أن الحل بداخلك وما عليك سوى البحث عنه في زاوية. من زوايا روحك الجميلة، فأنت لست سعيدة لا مع نفسك، ولا مع أمك، ولا مع صديقاتك، فأين الخلل إذن؟. ربما هي طريقة تفكيرك أو نظرتك لنفسك، أو طريقتك في التعامل مع غيرك، وهذا كله يدعو للتغيير لا للحزن والتحسر عزيزتي. فمثلا إذا كانت العلاقات متوترة بينك وبين أمك حاولي تغيير طريقة التعامل بالتجاهل لصراخها وعدم الرد عليه، والامتثال لطلباتها، وسماع أوامرها.
إما إن بقيت تلقين باللوم على المحيطين بك، فهذا لن يفيدك بشيء، واعلمي أن شكلك هو خلق الله. ولابد أن تتقبلي نفسك كما أنت، لا بل يجب أن ترين نفسك جميلة لأنك في صحة جيدة والحمد لله. واعلمي أن الناس تعاملك لأخلاقك ولسلوك المودة والاحترام التي تقدمينه، وليس لشكلك ولا لمظهرك. لهذا حاولي كخطوة أولى أن تتقربي من الله بالطاعات والعبادات، وأن تكوني ابنة بارة بأمك. لأن التوفيق في الحياة مقرون برضا الوالدين، ثم تحفزي مهاراتك في التواصل والتعامل مع الآخرين. وسوف تلمسين تحسنا كبيرا في علاقاتك العائلية والاجتماعية.
أختي لا تقبلي دور الضحية، ولا تمارسي الضغوط على نفسك، وحاولي فلا محال أنك ستوفقين بإذن الله.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: نحن أمة تسعى للسلام وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة
ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول فضل شهر رمضان المبارك وأنه شهر البركات والانتصارات.
وقال الدكتور عباس شومان، إننا نعيش الآن أيام تحتفل فيها الأمة الإسلامية بذكرى انتصارين عظيمين في تاريخها وهما انتصار قواتنا المسلحة على العدو في العاشر من رمضان لعام 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر لعام 1973م. هذا اليوم المشهود حطم فيه جيشنا أسطورة الجيش الإسرائيلي، وانتصار المسلمين بقيادة رسول الله ﷺ على كفار قريش في غزوة بدر الكبرى 17 من رمضان في العام الثاني بعد الهجرة، ومع مرور الأزمنة بين الانتصارين 14 قرنا من الزمان تفصل بينهما إلا أن هناك رابط عظيم بين الانتصارين؛ الأول في صدر الإسلام والثاني حديث شهده الكثير منا، كما أن هناك شبه كبير بينهما وهما أنهما كانا بين الحق والباطل والنهاية كانت نصرا مظفرا للحق.
وأضاف أن المسلمين لم يخرجوا للحرب قبل غزوة بدر أصلا؛ وإنما بضعة نفر خرجوا مع رسول الله ﷺ في محاولة منهم للاستيلاء على قافلة للمشركين تعويضا عن بعض ما أخذوه من المسلمين حين هاجروا إلى المدينة، لكن شاءت إرادة الله أن تقع غزوة بدر الكبرى بين المسلمين حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة جيش جرار بعدد وعتاد قليلين، ورغم هذا التباين في القوة والاستعداد ما كان من المؤمنين أبدا الفرار من ساحة القتال، ودارت المعركة غير المتكافئة والمسلمين واثقين من نصر الله لهم، قال تعالى: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم﴾، وفي العاشر من رمضان كانت الظروف مماثلة، فرق كبير بين جيشنا بما يمتلك من عدة وعتاد ضُيق عليه، في مواجهة جيش سخر الغرب له كل إمكاناتهم.
ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى أن نأخذ العبرة من هاتين المعركتين، حيث يعلم الجميع أننا ما زلنا في دائرة المخاطر، ومن يتابع تصريحات الأعداء ومن يقف خلفهم يعلم ذلك، حيث يردد هؤلاء أحلام اليقظة بالتوغل في بلادنا، ورغم الدروس القاسية التي تلقوها ما زالت أحلام التوسع والتمدد في منطقتنا قائمة، فعليهم مراجعة التاريخ والنظر في كم المواجهات التي دارت بين المسلمين وبينهم، حينها سيدركون أن النصر كان حليفا لنا في أغلب المواجهات لأن قوتنا غير مرئية، فهي تكمن في إيماننا وتمسكنا بربنا محذرا إياهم بمجرد التفكير في ذلك، وإلا فعليهم انتظار نصر جديد.
واختتم خطيب الجامع الأزهر خطبة الجمعة بقوله: "إن أمة الإسلام تسعى للسلام والعيش في أمان والعالم كله يعلم ذلك، وعليه أن يتعامل مع هذه الحقيقة، فنحن ندعو للسلام ولسنا أمة استسلام، نعيش في سلام ونطالب بمنع الحروب، لكن من أجل الدفاع عن أرضنا وديننا على الأمة الإسلامية أن تعمل بجد وأن تستقيم على نهج الله في شتى المجالات وفي المعاملات، وأن تلتزم بأحكام شرعنا الحنيف، وفي الدفاع عن الوطن الذي يضرب من أجله أي شيء، فنحن نعمل لنبني وطننا بكل جد واجتهاد آملين أن نكون في معية الله، راجين عفوه وغفرانه.