قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على المناقشات لشبكة NBC إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قد بدأوا مناقشة محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا "بهدوء".

يتضمن ذلك ما قد يتعين على كييف التخلي عنه من أجل حل الصراع، وجرت بعض تلك المناقشات الشهر الماضي خلال اجتماع لممثلي الدول الداعمة لأوكرانيا، فيما تأتي تلك المحادثات وسط مخاوف بين السلطات الأمريكية والأوروبية إلى "طريق مسدود"، والقدرة على مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا.

إقرأ المزيد في حالة الحرب.. لن تغلق إيران مضيق هرمز

أما في واشنطن، فيخشون أن تنفد قوة كييف وسط احتياطيات موسكو التي "لا نهاية لها على ما يبدو"، بينما ينخفض الدعم الشعبي للمساعدات المقدمة لأوكرانيا، مع تلاشي أي أمل في نجاح كييف في الهجوم المضاد. إضافة إلى ذلك، انخفض الاهتمام العام بالصراع في أوكرانيا على خلفية تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية.

***

لم تعد الولايات المتحدة قادرة على شن صراعين رئيسيين في وقت واحد، نظرا لأن صراعا أكبر مع الصين يلوح في الأفق.

وتعيش كييف، منذ أسبوع، في حالة من الصدمة بعد أن اعترف مقال في مجلة "تايمز" بأنه لا أحد باستثناء زيلينسكي يؤمن بالنصر، فيما يبدو أن إدارة بايدن هي الأخرى قد بدأت في تهيئة الرأي العام الغربي لحقيقة أن أوكرانيا خسرت الحرب، وأن السلام مطلوب.

أضف إلى ذلك مقابلة مع قائد الجيش الأوكراني زالوجني، والتي زادت من حدة الذعر، حيث اعترف فيها بأن أوكرانيا وصلت بالفعل إلى طريق مسدود، ومن أجل الفوز، تحتاج إلى طفرة ثورية في قدراتها القتالية، تشبه اختراع البارود.

علاوة على ذلك، فإن اتهامات زيلينسكي الوقحة والمستمرة بعدم كفاية المساعدات، ومطالبته بالمزيد منها قد أرهقت الغرب، الذي يصر الآن على إجراء انتخابات رئاسية أوائل العام المقبل في أوكرانيا، على الرغم من الحرب. ويبدو أن الأمور تتجه إلى أن الغرب سيستبدل رئيس الحرب زيلينسكي برئيس سلام. ويتلخص هدف الغرب في التضحية ببعض الأراضي، مع الحفاظ على أوكرانيا باعتبارها مشروعا مناهضا لروسيا، وكسب الوقت لتحقيق النصر في الصراع بالشرق الأوسط، وبعدها يمكن العودة إلى روسيا.

في رأيي المتواضع أن آمال الغرب في تجميد الصراع مع روسيا قد ذهبت أدراج الرياح، وخلافا للدعاية الغربية، فإن روسيا لا تقاتل من أجل الاستيلاء على الأراضي أو حتى السيطرة على أوكرانيا، بل من أجل أمنها بالمعنى الواسع للكلمة. وللقيام بذلك، من الضروري على الأقل دفع "الناتو" إلى حدوده وقت انهيار الاتحاد السوفيتي وطرد الولايات المتحدة من أوروبا، وهي الأهداف التي تم تحديدها في إنذار الضمانات الأمنية الصادر في ديسمبر 2021 للولايات المتحدة وحلف "الناتو"، والذي رفضته واشنطن، وما أدى إلى الحرب.

إقرأ المزيد هجمة حماس.. بموافقة إيران أم من دونها؟

لذلك، فمن الطبيعي أن يكون بوتين دائما مؤيدا للمفاوضات، وسيظل أكبر حمامة سلام على الإطلاق، لكنني أعتقد أنه، ونظرا للخسائر الاقتصادية والبشرية التي تكبدتها روسيا في الحرب التي فرضها الغرب، فإن شروط روسيا للسلام ستكون أكثر صرامة. على سبيل المثال، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أوراسيا، والسيطرة الروسية على أوروبا الشرقية على الأقل، ونزع سلاح أوروبا الغربية أو شيئا من هذا القبيل. وهذه الشروط غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة للغرب، حتى يتعرض للهزيمة في ساحة المعركة أو نتيجة لانهيار داخلي.

وهذا يعني أنه في الظروف الحالية لثلاث صراعات كبرى، التي هي في الواقع الحرب العالمية الثالثة، لا يمكن إبرام معاهدات سلام منفصلة وسيطة، وسيتم شن الحرب حتى النصر الكامل لأحد الأطراف العالمية.

وبهذا الصدد، فلن تُترك إيران و"حزب الله" والفلسطينيون وحدهم لمحاربة الغرب.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف أخبار إيران ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي الحرب على غزة الشرق الأوسط العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حركة حماس حزب الله حلف الناتو طوفان الأقصى فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي قطاع غزة هجمات إسرائيلية وزارة الدفاع الروسية من أجل

إقرأ أيضاً:

الكرملين: روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا

قال الكرملين، اليوم الثلاثاء إن روسيا مهتمة باستئناف ضخ الغاز عبر أوكرانيا، وذلك بعد أن أصدرت المفوضية الأوروبية بياناً قالت فيه إنها تعتزم مواصلة المحادثات مع كييف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وتوقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير (كانون الثاني) بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.

وقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا - موقع 24أعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم، اليوم الأربعاء، توقف صادرات الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا، بسبب انقضاء أجل اتفاقية العبور. استئناف التفاوض

وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيسي.
وقالت المجر، أمس الاثنين، إنها حصلت على ضمانات من المفوضية الأوروبية لحماية إمداداتها من الطاقة، وهو ما وصفته بأنه شرط أساسي لموافقة بودابست على تجديد العقوبات الأوروبية على روسيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الثلاثاء: "يبدو أن المجر تلقت بعض التأكيدات من بروكسل بشأن استئناف عملية تفاوض ما (مع أوكرانيا بشأن الغاز)".

أوروبا تتحضر لوقف عبور الغاز الروسي من أوكرانيا - موقع 24أكدت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي مستعد لانتهاء عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، وذلك رداً على الانتقادات المستمرة من رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو. تجديد محتمل وأضاف بيسكوف: "إذا كان هناك مشترون، فهذه تجارة، وروسيا مهتمة بمواصلة هذه التجارة. نحن مهتمون ببيع منتجاتنا ليس فقط لأنها أكثر تنافسية مقارنة بالغاز المسال الأمريكي، بل لأنها أكثر فائدة للمشترين الأوروبيين".
ورحبت سلوفاكيا ببيان المفوضية الأوروبية بشأن استمرار المحادثات مع أوكرانيا بشأن التجديد المحتمل لاتفاق نقل الغاز عبر البلاد، مضيفة أنها ترى الآن أن خيار شحن الغاز من أذربيجان صار مطروحاً.
وكان الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا طلبا من أذربيجان تيسير المحادثات مع روسيا بشأن نقل الغاز العام الماضي، لكن تلك المحادثات لم يكتب لها النجاح.
وفي هذه الأثناء، تواصل روسيا تصدير الغاز الطبيعي إلى جنوب ووسط أوروبا عبر خط أنابيب الغاز (ترك ستريم) الممتد تحت البحر الأسود.

مقالات مشابهة

  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • أوكرانيا تعلن استهداف مصفاة نفط في عمق أراضي روسيا
  • أوكرانيا تستهدف مصفاة نفط في عمق روسيا
  • بوتين وزيلينسكي يتبادلان الاتهامات بشأن مفاوضات السلام في أوكرانيا
  • روسيا: تسليح الغرب لأوكرانيا يعزز الفساد وينشر الفوضى خارج حدودها
  • روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا لأوروبا
  • الكرملين: روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا
  • الهند تسعى لتعزيز صناعة الأسلحة المحلية وتتطلع إلى الغرب لتقليص اعتمادها على روسيا
  • أُجبرنا على الحرب..روسيا تصدر كتاباً مدرسياً عن أوكرانيا