هل تعقد روسيا سلاما مع الغرب وتترك الفلسطينيين و"حزب الله" وإيران يقاتلون وحدهم؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على المناقشات لشبكة NBC إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قد بدأوا مناقشة محادثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا "بهدوء".
يتضمن ذلك ما قد يتعين على كييف التخلي عنه من أجل حل الصراع، وجرت بعض تلك المناقشات الشهر الماضي خلال اجتماع لممثلي الدول الداعمة لأوكرانيا، فيما تأتي تلك المحادثات وسط مخاوف بين السلطات الأمريكية والأوروبية إلى "طريق مسدود"، والقدرة على مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا.
أما في واشنطن، فيخشون أن تنفد قوة كييف وسط احتياطيات موسكو التي "لا نهاية لها على ما يبدو"، بينما ينخفض الدعم الشعبي للمساعدات المقدمة لأوكرانيا، مع تلاشي أي أمل في نجاح كييف في الهجوم المضاد. إضافة إلى ذلك، انخفض الاهتمام العام بالصراع في أوكرانيا على خلفية تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية.
***
لم تعد الولايات المتحدة قادرة على شن صراعين رئيسيين في وقت واحد، نظرا لأن صراعا أكبر مع الصين يلوح في الأفق.
وتعيش كييف، منذ أسبوع، في حالة من الصدمة بعد أن اعترف مقال في مجلة "تايمز" بأنه لا أحد باستثناء زيلينسكي يؤمن بالنصر، فيما يبدو أن إدارة بايدن هي الأخرى قد بدأت في تهيئة الرأي العام الغربي لحقيقة أن أوكرانيا خسرت الحرب، وأن السلام مطلوب.
أضف إلى ذلك مقابلة مع قائد الجيش الأوكراني زالوجني، والتي زادت من حدة الذعر، حيث اعترف فيها بأن أوكرانيا وصلت بالفعل إلى طريق مسدود، ومن أجل الفوز، تحتاج إلى طفرة ثورية في قدراتها القتالية، تشبه اختراع البارود.
علاوة على ذلك، فإن اتهامات زيلينسكي الوقحة والمستمرة بعدم كفاية المساعدات، ومطالبته بالمزيد منها قد أرهقت الغرب، الذي يصر الآن على إجراء انتخابات رئاسية أوائل العام المقبل في أوكرانيا، على الرغم من الحرب. ويبدو أن الأمور تتجه إلى أن الغرب سيستبدل رئيس الحرب زيلينسكي برئيس سلام. ويتلخص هدف الغرب في التضحية ببعض الأراضي، مع الحفاظ على أوكرانيا باعتبارها مشروعا مناهضا لروسيا، وكسب الوقت لتحقيق النصر في الصراع بالشرق الأوسط، وبعدها يمكن العودة إلى روسيا.
في رأيي المتواضع أن آمال الغرب في تجميد الصراع مع روسيا قد ذهبت أدراج الرياح، وخلافا للدعاية الغربية، فإن روسيا لا تقاتل من أجل الاستيلاء على الأراضي أو حتى السيطرة على أوكرانيا، بل من أجل أمنها بالمعنى الواسع للكلمة. وللقيام بذلك، من الضروري على الأقل دفع "الناتو" إلى حدوده وقت انهيار الاتحاد السوفيتي وطرد الولايات المتحدة من أوروبا، وهي الأهداف التي تم تحديدها في إنذار الضمانات الأمنية الصادر في ديسمبر 2021 للولايات المتحدة وحلف "الناتو"، والذي رفضته واشنطن، وما أدى إلى الحرب.
إقرأ المزيد هجمة حماس.. بموافقة إيران أم من دونها؟لذلك، فمن الطبيعي أن يكون بوتين دائما مؤيدا للمفاوضات، وسيظل أكبر حمامة سلام على الإطلاق، لكنني أعتقد أنه، ونظرا للخسائر الاقتصادية والبشرية التي تكبدتها روسيا في الحرب التي فرضها الغرب، فإن شروط روسيا للسلام ستكون أكثر صرامة. على سبيل المثال، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أوراسيا، والسيطرة الروسية على أوروبا الشرقية على الأقل، ونزع سلاح أوروبا الغربية أو شيئا من هذا القبيل. وهذه الشروط غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة للغرب، حتى يتعرض للهزيمة في ساحة المعركة أو نتيجة لانهيار داخلي.
وهذا يعني أنه في الظروف الحالية لثلاث صراعات كبرى، التي هي في الواقع الحرب العالمية الثالثة، لا يمكن إبرام معاهدات سلام منفصلة وسيطة، وسيتم شن الحرب حتى النصر الكامل لأحد الأطراف العالمية.
وبهذا الصدد، فلن تُترك إيران و"حزب الله" والفلسطينيون وحدهم لمحاربة الغرب.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف أخبار إيران ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي الحرب على غزة الشرق الأوسط العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حركة حماس حزب الله حلف الناتو طوفان الأقصى فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي قطاع غزة هجمات إسرائيلية وزارة الدفاع الروسية من أجل
إقرأ أيضاً:
روسيا: نريد المساعدة في إحلال سلام دائم بأفغانستان
موسكو - رويترز
ذكرت وكالات أنباء روسية أن سيرجي شويجو سكرتير مجلس الأمن الروسي أبلغ زعماء حركة طالبان الأفغانية بأن موسكو تريد المساعدة في تحقيق سلام دائم في البلاد.
كما قال شويجو، وهو وزير دفاع سابق، في تصريحاته أمس الاثنين إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضطلع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان في ضوء التدخل العسكري الأمريكي في البلاد الذي استمر سنوات عديدة.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن زعماء طالبان طلبوا من شويجو المساعدة في تخفيف الضغوط الناجمة عن العقوبات التي فرضتها واشنطن على حكومة كابول.
وترأس شويجو وفدا روسيا رفيع المستوى أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في كابول.
ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله "اسمحوا لي أن أؤكد استعدادنا لإجراء حوار سياسي بناء بين بلدينا ومن بين الأهداف توفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان".
وقال شويجو إن الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها على عجل من أفغانستان في عام 2021 بعد 20 عاما من غزو البلاد، يجب تلتزم بالمساعدة في إعادة الإعمار.
وأضاف "مرة أخرى نتطرق لموضوع الولايات المتحدة، التي تسرق كل من حولها".
وتابع "نتحدث عن إعادة الأصول والأموال التي تخص الأفغان والتي يبدو أنها لن تعود قريبا، كما حدث مع العديد من البلدان الأخرى مثل ليبيا وسوريا. من وجهة نظري، ينبغي للولايات المتحدة أن تكون الكيان الرئيسي الذي يستثمر في إعادة بناء أفغانستان".
وقال عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية لشويجو إن إدارة طالبان تحتاج إلى مساعدة موسكو لتخفيف عبء العقوبات الغربية.
ونقلت الوكالات عنه قوله "نحاول تهيئة الظروف اللازمة لنمو صادرات السلع الأفغانية والاستثمار الأجنبي".
وأضاف أن الولايات المتحدة والدول الغربية مارست ضغوطا على حركة طالبان بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان في عام 2021، في إشارة إلى تجميد الأصول وحظر السفر الذي يستهدف قادة الحركة.
وأردف قائلا "لذلك فإننا ننتظر من روسيا الاتحادية أن تساعدنا في تحييد هذه الضغوط".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الشهر الماضي اتخاذ قرار برفع طالبان من قائمة للمنظمات الإرهابية.
وأشار شويجو إلى التعاون في استخراج المعادن باعتباره مثالا رئيسيا على تعاون اقتصادي مقترح بين البلدين.
كما قال أليكسي أوفرتشوك نائب رئيس الوزراء الروسي لمسؤولي طالبان إن موسكو تريد المشاركة في مشروع لإنشاء خط للسكك الحديدية عبر أفغانستان.