الخطر مبالغ فيه.. لوبوان: هذه حقيقة الأسلحة النووية الروسية
تاريخ النشر: 29th, June 2023 GMT
في فيلم "يو إس إس ألاباما" يستولي جنرال متمرد على قاعدة صواريخ روسية ويخطط لضرب الغرب، إنه كابوس قديم أعاد ذكراه تمرد قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية يفغيني بريغوجين الأسبوع الماضي، فهل كان سيصادر أسلحة نووية، لتصبح مجموعته أول كيان غير حكومي يمتلك أسلحة نووية؟
قالت مجلة لوبوان (Le point) الفرنسية إن الخطر النووي الروسي يبالغ في تقديره، ولكن تقييم ذلك يحتاج إلى إثبات الحقائق بالدقة التي تسمح بها المصادر المفتوحة، ولذلك قدمت -في تقرير بقلم برونو تيرتريه- معلومات وافية عن الأسلحة الروسية وكيفية حفظها واحتمالات إصدار أمر باستعمالها.
وأوضحت المجلة أن الاتحاد السوفياتي كان يملك عام 1986 أكثر من 40 ألف سلاح نووي -حسب الخبراء الأميركيين- وكانت هذه الأسلحة متناثرة في بعض الأحيان في مستودعات غير مؤمنة، مما أثار قلق الغرب حول مصيرها في وقت تفكك البلاد، ولكن تلك المخاوف انتهت عندما فككت موسكو معظم ترسانتها وتم تأمين الباقي في التسعينيات بمساعدة الدول الغربية، ولم تعد تملك سوى 4489 سلاحا.
وتتوزع الأسلحة النووية الروسية -حسب المجلة- على نحو 40 موقع تخزين، معظمها في جنوب البلاد، إلا أن موسكو أعلنت مؤخرا أنها ستضع لأول مرة أسلحة روسية في منطقة أجنبية، وهي بيلاروسيا، لاستخدامها من قبل القوات الجوية والبرية لهذا البلد، ولكن تحت السيطرة الروسية.
وتتمتع مواقع التخزين النووية الروسية بالعديد من أنظمة الوقاية، حيث يتم تخزينها في مستودعات خرسانية مسلحة أو في مخابئ تحت الأرض، بل إن الأسلحة غير الإستراتيجية لا يتم الاحتفاظ بها بشكل دائم، وبالتالي حتى لو حدث السيناريو الأسوأ وتمكنت وحدة متمردة من الاستيلاء على الأسلحة، فلن تكون قابلة للاستخدام.
أما من يملك الرموز النووية، فالجواب عليه ليس بديهيا -كما تقول المجلة- إذ ورثت روسيا من الاتحاد السوفياتي إجراءً مفصلا للغاية بصنع القرار النووي، لتجنب تركيز القرار في يد رجل واحد، حيث تم صنع 3 حقائب في الثمانينيات، إحداها بيد الأمين العام للحزب الشيوعي والثانية بيد وزير الدفاع والثالثة عند قائد الأركان، ولا يمكن إصدار إذن بإطلاق نووي دون موافقة اثنين من الثلاثة، إلا أن الدستور الروسي الحالي اشترط إذن رئيس الاتحاد.
وعلى هذا الأساس رأت المجلة أن احتمال رؤية بريغوجين يوما ما لديه القدرة على ممارسة ابتزاز نووي حقيقي منخفض للغاية، مؤكدة أن الخطر الحقيقي يأتي من الاستخدام المتعمد لهذه الأسلحة، خاصة أن عقيدة روسيا النووية تقوم على أنها لن تستخدم هذه الأسلحة إلا إذا كان وجود الاتحاد مهددا؛ وكل هذا يزيد الاطمئنان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة: خسائر الاتحاد الأوروبي جراء تخليه عن موارد الطاقة الروسية بلغت 1.3 تريليون يورو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وأجرت الصحيفة دراسة بناء على بيانات وكالة الإحصاءات الأوروبية "يوروستات"، تشير إلى أن ثمن واردات الطاقة للاتحاد الأوروبي خلال الفترة بين 2022 و2024 ازداد بمقدار 544 مليار يورو.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن أكبر المستفيدين من تخلي الاتحاد الأوروبي عن موارد الطاقة الروسية، هي الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي الخسائر المباشرة فقط، وأن مع اعتبار العوامل غير المباشرة يبلغ إجمالي الخسائر 1.3 تريليون يورو.
ولفتت الصحيفة إلى أن وقف استيراد الغاز من روسيا لوحده يكلف الاتحاد الأوروبي نقطتين مئويتين من نمو الاقتصاد في السنة. وتقلصت نسبة النمو الاقتصادي المتوسطة لدول الاتحاد الأوروبي بنحو 4%.
وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز في منازل الأوروبيين وتقليص بعض الشركات لعدد الوظائف.
وبلغت نسبة التضخم الإجمالية خلال الفترة المذكورة 19.2%، ما يزيد عن التوقعات بـ 4 أضعاف.
وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعليقا على تقرير الصحيفة في حسابها على "تلغرام"، يوم الثلاثاء: "إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإننا سنضطر بعد 10 أو 20 سنة لنتخذ قرارا مشتركا ما إذا كنا سنقدم مساعدات إنسانية لمن سيكون رئيسا في باريس في ذلك الوقت، هل نتصدى لتدفق السويديين الهاربين من شبه جزيرتهم المتجمدة أو نقدم المساعدة للدنماركيين المعانين من الجوع".
وأضافت زاخاروفا أن "هذه هو واقع يوم الغد الذي يفضل الأوروبيون أنفسهم التغاضي عنه، في الوقت الذي تتسارع فيه وتائر التطورات وتتراكم المشاكل الاقتصادية".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي قرر تقليص الاعتماد على موارد الطاقة المستوردة من روسيا، وخصوصا النفط والغاز، في عام 2022 على خلفية بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وفرض منذ تلك الفترة 16 حزمة من العقوبات ضد روسيا، بما في ذلك قطاع الطاقة.