رئيس هيئة حقوق الإنسان تشيد بجهود المملكة لتمكين المرأة المسلمة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أشادت رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري رئيس وفد المملكة في أعمال المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام (المكانة والتمكين) بما تحظى به المرأة في المملكة من تمكين ودعم رائدَين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، الأمر الذي أسهم في تحقيقها الكثير من المنجزات المحلية والإقليمية والدولية، مشيرةً إلى أن هذا التمكين يأتي تجسيدًا من القيادة الرشيدة لأهمية المرأة في المجتمع، وإعمالاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي عززت دور المرأة في مختلف الميادين.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقتها رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة في المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام، الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي، وتستضيف أعماله المملكة في مدينة جدة.
وأكدت د. التويجري خلال كلمة المملكة في المؤتمر أن استضافة المملكة هذا المؤتمر في رحاب منظمة التعاون الإسلامي تأكيد لحرصهما على إبراز تميز الإسلام في مجال حقوق المرأة، تأصيل وتطبيق إذ دعت الشريعة الإسلامية إلى إنصاف المرأة، وحماية وضمان حقوقها ورعايتها، فقد عززت الشريعة الإسلامية ودعمت كل ما من شأنه خير الإنسان، وحفظ كرامته، ورفعة شأنه.. ومن ذلك تمكين المرأة الركيزة الأساسية للأسرة، وضمان مشاركتها الفعالة في مجتمعها.. وأي تعامل مع المرأة بخلاف ذلك يعد انحرافًا وحيدًا عن النهج الإسلامي الصحيح.
اقرأ أيضاًالمملكة“الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 16 موقعًا بالمملكة
وأشارت إلى أنه في إطار دعم وتمكين المرأة في المملكة بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية 28.6% في عام (2017)، و41.1% في عام 2022م، فيما بلغت حصة المرأة في المنشآت الصغيرة والمتوسطة 22.5% في عام (2017)، و45% في عام 2022م، بجانب وصول معدل مشاركة المرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 7% في عام (2017)، و30.5% في عام 2022م، بينما شهدت المملكة ارتفاع نسبة تملك السيدات السعوديات للسجلات التجارية بما نسبته 40% من السجلات التجارية للمؤسسات القائمة.
وأشارت إلى ما تعيشه اليوم المرأة الفلسطينية الصابرة المناضلة، خاصة في قطاع غزة، من ظروف مأساوية وغير إنسانية ناجمة عما تشنّه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين من حرب وعدوان، جل ضحاياهما الأبرياء العزّل من النساء والأطفال وكبار السن.
وأعربت عن تطلعها إلى أن يخرج المؤتمر ببلورة فهم جماعي للتحديات والفرص المتعلقة بحقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية، وإلى وضع خارطة طريق للإصلاحات التشريعية والمبادرات الهادفة لتمكين المرأة، وتعزيز دورها في مجتمع إسلامي معتدل، وإتاحة الفرصة لها للمشاركة الكاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة فی المرأة فی فی عام
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى قادة الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها ومكوناتها: نداء قبل الانحدار
أيها القادة والعلماء والمفكرون، أيها المخلصون في أمتنا، لقد حان الوقت لنقف وقفة جادة قبل أن ينحدر الواقع إلى ما هو أسوأ.
أمتنا اليوم لا تحتمل التهاون أو التجاهل، بل تستدعي وعيا، وإرادة صادقة، وحلولا عملية تعيد للأمة تماسكها ودورها الريادي.
فلنسأل أنفسنا بصدق: أين نحن من مسؤولياتنا؟ وكيف يمكننا استدراك الأخطاء قبل أن تستفحل؟ هذا نداء للعقلاء قبل أن يفوت الأوان، فهل نسمع ونعمل..
غزة أمانة الأمة لا متاع المساومات
إنَّ غزة، بدمائها الزكية وتضحياتها العظيمة، ليست مجرد أرض تُشترى أو تُباع، بل هي جزء من أمانة الأمة الإسلامية، ووديعة الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن قدسيتها. وكل ادعاء بامتلاكها أو عرضها في مزاد السياسة الدولية هو عدوان على حقوق أهلها الشرعيين، وانتهاك لأبسط قواعد العدل الإنساني والقانون الدولي.
غزة، بدمائها الزكية وتضحياتها العظيمة، ليست مجرد أرض تُشترى أو تُباع، بل هي جزء من أمانة الأمة الإسلامية، ووديعة الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن قدسيتها. وكل ادعاء بامتلاكها أو عرضها في مزاد السياسة الدولية هو عدوان على حقوق أهلها الشرعيين
إنَّ الشريعة الإسلامية، بمقاصدها العليا، تُحرّم التفريط في أي شبر من أرض المسلمين، فكيف بأرض باركها الله في كتابه العزيز، واحتضنت المقاومة بكل أشكالها على مدار قرن كامل؟ وإن من قواعد السياسة الشرعية أن كل تصرف في مصير الأمة لا يجوز أن يكون فرديا أو استبداديا، بل ينبغي أن يكون نابعا من إرادتها الحرة، مراعيا لمصالحها الكبرى، ومدركا لتعقيدات الواقع ومتطلبات المستقبل.
وفي هذا السياق، فإن أي مبادرة تتعلق بمصير غزة ينبغي أن تتأسس على مرتكزات شرعية وسياسية راسخة، تحقق ثلاثة أهداف:
1- صيانة حقوق أهل غزة: فلا يجوز أن تكون خياراتهم السياسية وليدة الضغط أو الإكراه الدولي، بل يجب أن تعكس إرادتهم الحقيقية، المستندة إلى مصالحهم الشرعية والاستراتيجية.
2- حماية البعد الإسلامي للقضية: فغزة ليست كيانا معزولا عن الأمة الإسلامية، بل هي خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وأي حلّ لا يراعي هذه الحقيقة فهو انحراف عن المسار التاريخي للقضية.
3- رؤية استراتيجية لمستقبل فلسطين: إن أي خيار سياسي يُطرح على أهل غزة يجب أن يكون جزءا من مشروع متكامل لاستعادة الحقوق الفلسطينية، وليس مجرد استجابة ظرفية لمعادلات القوى الدولية المتغيرة.
وبناء عليه، فإن طرح الاستفتاء للانضمام إلى دولة مسلمة كمنطقة ذات حكم ذاتي، على قاعدة اختيار حرّ ومشروع، قد يكون أحد الخيارات التي تستحق الدراسة، شريطة أن يكون هذا الخيار نابعا من إرادة شعبية حقيقية، وليس نتيجة ضغط خارجي أو توظيف سياسي مؤقت. أما الأصل، فهو أن تكون غزة ضمن كيان فلسطيني موحد، قادر على استعادة حقوقه كاملة، دون أن يكون رهينة للأطماع الإقليمية أو الدولية.
إن مسؤولية علماء الأمة ومفكريها وقادتها اليوم هي أن يكونوا حراسا على هوية فلسطين، وأن يقفوا سدا منيعا أمام كل مشروع يُراد به تقسيمها أو إخراجها من محيطها الإسلامي، تحت أي مسمى أو غطاء.