كان الإعلام العربي مؤخرا مكللا بالنجاح والنصر وذلك من خلال العديد من الأصوات العربية التي خرجت تدعم القضية الفلسطينية بكل جهد وإخلاص وبلا تعب أو كلل أو ملل والذي كان أبرزهم إعلاميين غطوا الأحداث مباشرة من قطاع غزة وآخرون نشروا أصوات القضية من كل أنحاء العالم.

اقرأ ايضاًأبرز جاكيتات جينز "دينيم" وأكثرها رواجا لـ خريف وشتاء 2023 - 2024

 وكان أبرزهم الإعلامي المصري باسم يوسف، ومن خلال مقابلته مع المذيع البريطاني الشهير بييرس مورغان، التي استضاف بها المذيع المصري باسم للمرة الثانية خلال مناقشات حادة بشأن الأوضاع السياسية الحالية التي تعيشها فلسطين وقطاع غزة، وذلك بعد النجاح الساحق الذي حققته المقابلة الأولى.

ارتدى فيها باسم يوسف معطف أو جاكيت من علامة أزياء أردنية أثير بها الجدل حول ماهية التطريز التذي زين بها>

تفاصيل جاكيت باسم يوسف:

من خلال منشور "إنستغرام" نشره باسم على صفحته، وضح من خلاله بإنه أراد دراسة مظهره جيدا قبل الظهور على البرنامج لأنه على درايه بإن هذه المناظرة أو المقابلة سيشاهدها الملايين من الناس من حول العالم ، لم يرد باسم إيصال رسالته من خلال الكلام فقطـ وإنما كذلك من خلال المظهر و الذي أو ضح بشكل كبير بإنه له علاقة بالإنسانية فهو يجمع عدة ثقافات مختلفه منها الثقافة السعودية أو الثقافة الأردنية أو الثقافة الجزائرية أو الثقافة المكسيكية أو الثقافة الفلسطينية و الخ من الدول التي ذكرها.

وفي ما تضمنه منشور باسم على "إنستغرام" قال فيه المذيع: "هل هو أمريكي أصلي؟ هل هو مكسيكي؟ لا سعودي، فلسطيني، أردني، جزائري، مغربي، يأتي من شبه الجزيرة العربية، لا أفريقي. الحقيقة هي أنه لا شيء وكل شيء. عندما كنت أستعد للمقابلة الثانية، قمت بالفعل بإعداد ملابسي. سترة، قميص أبيض، بنطلون أسود. "نظارة المقابلة" المعتادة. في الليلة السابقة رأيت تلك السترة في خزانتي. كانت إحدى صديقاتي في الأردن قد بدأت مشروعها التجاري وأعطته لي كهدية. هل هو "تطريز" أم "سيدو" أم "قشابية"؟ هو كل شيء وليس له أي شيء. الأمر المذهل هو أن الأشخاص الذين عاشوا بعيدا عن بعضهم البعض، سواء في فلسطين أو الصحراء العربية أو السهول الأفريقية أو جبال أمريكا الشمالية والجنوبية، لديهم الكثير من القواسم المشتركة دون علمهم.

اقرأ ايضاًالألوان الترابية تنطلق لموضة خريف وشتاء 2023 وأسرار تنسيقها

 الألوان والتصاميم والأنماط النابضة بالحياة. كل هؤلاء الناس كان لديهم هذا الأمر المشترك منذ آلاف السنين. ربما هو الإرتباط الطبيعي مع الأرض. ربما هذه هي لغة السكان الأصليين في كل مكان: الألوان والدفء والأقمشة المصنوعة بالحب. ربما هذه هي الطريقة التي تواصلوا بها مع الأرض. بالألوان، بالحب بالتاريخ والذكريات والجذور. مثل جذور أشجار الزيتون التي بقيت هناك لمدة 600 عام. هذه ليست مجرد ألوان. وأشجار الزيتون ليست مجرد نباتات. إنهم عائلة. وإذا اقتلع شخص ما أحد أفراد العائلة الذي كان موجودًا هناك منذ 600 عام، فمن الواضح أنه لم ينتمي إلى تلك العائلة أبدًا. ارتديت سترة ملونة رتيبة وارتديت هذا. نرجو أن تشعروا جميعا بالحب والانتماء والألوان التي تحيط بنا وتربطنا بالأرض والأرض والجذور. وأعتقد أن أقل ما يمكنني فعله هو إخبار الناس بأمر صديقي في الأردن. هذا هو الحساب. أنا متأكد من أنها سوف تكون مفاجأة سارة.

وبطريقة غاية في الروعة والإبتكار وعلى أسلوب باسم المعتاد، قام المذيع المصري بدعم علامة أزياء أردنية محلية بشكل كبير لتنهمر الطلبات المتكررة على الموقع وعلى صفحة ال"إنستجرام" الخاصة بهذا المشروع.

وليس هذا فحسب، بل كانت الرسالة التي أرسلتها إطلالة باسم إلى العقل الباطني للمشاهدين أكثر عمقا وتعبيرا عن الأحداث الفلسطينية فاختار أن يمثل القضية وأهميتها من خلال الزي الذي ارتداه خلال المقابلة، وهنا نستدل على أن الأزياء وسيلة للتعبير عن الرأي وعن القضايا الإجتماعية المختلفة.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ باسم يوسف مقابلة باسم يوسف قشابية باسم یوسف من خلال

إقرأ أيضاً:

في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل

إن أية حركة سياسية أو فكرية، تمارس الإقصاء هي نمط من التفكير المتطرّف. وهو نمط، نخطئ – كما عوّدنا الثقافيّون الغربيون والعرب على ذلك – حين نربطه بالإسلام ـ  والذي لا يمكننا فهمه حسب محمد أركون إلا في صيغة الجمع ـ أو نعتبره نتيجة ضرورية لمبادئ الدين الإسلامي، حتى وإن كنا لم نقرأ هذه المبادئ، أو لم نترجمها بعد إلى لغة الحداثة.

قراءات اختزالية

إنه نمط في التفكير يرتبط بفشل المشروع التحديثي، أو مشروع الدولة الوطنية في السياق العربي. ويقوم هذا النمط من التفكير على إقصاء الآخر المختلف من الحقيقة، ومن الفضاء العام، وممارسة الوصاية عليه، وتهميش إرادته السياسية وثقافته والحطّ من تقاليده المتوارثة.

وقد عبّر هذا النمط الإقصائي في التفكير عن نفسه من خلال صيغ مختلفة، ومنها: صيغة "الدولة ضد المجتمع" أو "النخبة ضد الشعب" أو "العلمانية ضد الإسلام" وهلمّ جرا. وهو نمط سابق بعقود على ظهور الحركات المتطرفة، بل وهو الذي عبّد الطريق لظهور الإسلام السياسي.

وقد تحدّث الفيلسوف الأميركي مايكل والزر عن ذلك في كتابه: "مفارقة التحرر" (2015)، وأوضح كيف انتهى فشل المشروع التحرري العلماني إلى عودة المكبوت الديني، وذلك ليس فقط في سياق عربي. ومن هنا شرعية الحديث عن يسار متطرف في الثقافة العربية المعاصرة، ارتبط بجيل الدولة الوطنية والنخب التي أنتجتها وارتبطت بها، وانتهت به مغالاته اليوم إلى الدفاع عن دول الممانعة، أو دول الاستعمار الداخلي، وعن حداثة مفرغة من مضمونها السياسي والحقوقي.

وما لا نلتفت إليه كثيرًا، هو أن جناية هذا اليسار على الثقافة العربية لا تنحصر فقط في حربه الشعواء على كل ما هو إسلامي، وأنا أستعمل هنا عن قصد مفردة الحرب، لأنني مؤمن بأن الثقافة الإسلامية مثل أي ثقافة لا يمكنها أن تتقدم إلا بالنقد والنقد الذاتي، كما علّمنا علال الفاسي، ولكنها لا تتقدم في ظل اليسارية المتشددة منها واليمينية، أو لا تتقدم وتتطور في سياق يحكمه العنف.

إن جناية اليسار المتطرف على الثقافة العربية، تتمثل أيضًا في القراءة التي قدمها ويقدمها للحداثة الغربية. ومثلما كانت قراءته للتراث العربي الإسلامي متسرعة، اختزالية، أيديولوجية، قد تنتهي في بعض الأحيان إلى نوع من الحقد على الذات، فإن قراءته للحداثة الغربية ومنجزها الفكري لا تقل اختزالية، بل ولا تقل عنفًا.

أيديولوجيا استئصالية

ويمكننا توضيح ذلك من خلال مفهوم العلمانية الذي ساد الفكر العربي لعقود كثيرة، والذي تحول إلى نوع من الأيديولوجيا الاستئصالية التي ستبرر هيمنة البعثيين على المجتمع. وحتى وإن كنا لا نوافق محمد عابد الجابري في دعوته لنا إلى التخلص من هذا المفهوم والاكتفاء باستعمال مفهومي الديمقراطية والعقلانية، فإنه لا يمكننا إلا أن نتفهّم هواجسه، وخصوصًا بالنظر للاستعمالات الأيديولوجية للمفهوم في السياق العربي.

ولكن، يظل من الضروري أن نسلط الضوء على تعددية التجارب والتصورات الحديثة عن العلمانية، كما يتوجب أن نفعل ذلك مع مفاهيم وتصورات وتجارب أخرى، مثل: الديمقراطية، والتنوير، والعقلانية. ويمكن تقديم مثال آخر – يوضح بشكل أفضل القراءة الاختزالية والانتقائية والناقصة للحداثة من طرف اليسار المتطرف، والذي يمكننا أن نميز داخله، بين يسار قومي، ويسار ستاليني، وثالث ليبرالي، أو بالأحرى نيوليبرالي – هو تلك القراءة التي سيقوم بها الفكر العربي، في صيغته القومية، للفلسفة الألمانية في القرن التاسع عشر، أو للتيار الرومانسي المتمرد على التنوير، وخصوصًا لفيشته.

فبسام طيبي، يذكر في كتابه الشهير عن القومية العربية، وعن رائد الفكر القومي عربيًا ساطع الحُصري، أنه لم يقرأ من فيشته إلا "خطابات إلى الأمة الألمانية"، وبلغة أخرى، فإنه اكتفى بفيشته القومي، وفيشته التربية القومية، ولم يطلع أو لم يلزم نفسه الاطلاع على فيشته الكوسموبوليتي.

طابور خامس

بل الأكثر من ذلك أن الحُصري سيكتفي، وهو ما لم يقله بسام طيبي، بقراءة أيديولوجية للخطب، ضاربًا صفحًا عن القراءات الأخرى التي كانت ترى في التربية القومية لفيشته تربية على الإنسانية وليس دفاعًا عن القومية أو الشعب الألماني. ولا بأس من التذكير بأن كتاب "الخطب" لفيشته، هو الذي سيحظى باهتمام حسن حنفي أيضًا، وستتردد تصوراته الرومانسية في مقدمته السحرية لكتابه: " مدخل إلى علم الاستغراب".

أما المثل الثالث الذي يمكننا تقديمه، فهو الذي يعبر عنه بشكل واضح الشاعر والمفكر السوري أدونيس، وبعض من حوارييه الصغار، والذي، في شططه اليساري سيربط العنف والإرهاب وكل ما يعانيه اليوم العالم العربي ـ الإسلامي بفكرة التوحيد، وهو موقف نلتقيه، في صيغة أقل كاريكاتورية، عند عالم المصريات يان آسمان، في تحليله لسفر الخروج وصورة  الإله الغيور في "العهد القديم"، أو الفيلسوف الألماني أودو ماركفارد في نقده للأديان التوحيدية.

ولكنه، مع أدونيس، يظل موقفًا سطحيًا، يناقش الأعراض وليس الأسباب، ولا يقول شيئًا عن سياق التخلف والاستبداد، ولا يقول شيئًا عن الدكتاتوريات العربية التي ظلت تحارب كل مظاهر "الانقسام الاجتماعي" كما يسميها لوفور أو كل مظاهر التعددية، والتي ليست بالضرورة حكرًا على الحداثة الغربية في صيغتها الديمقراطية، ولكنها ظلت دومًا تميز الثقافات والمجتمعات الإسلامية، ليس في لحظات ازدهارها فحسب، ولكن حتى في لحظات تقهقرها.

ويكفي هنا أن نقارن، بين القراءة التي يقدمها محمد عزيز لحبابي لمفهوم التوحيد في "الشخصانية الإسلامية"، والذي يرى فيه تحقيقًا للمسلم كإنسان فرد وحر، كشخص وليس كعبد، وبين تصور أدونيس الذي يتماهى، في لاوعي، مع أكثر القراءات رجعية.

إن تطرف الأفكار منظومة شمولية متسلطة ومغلقة، تحكم اليسار واليمين، الليبرالي والقومي والإسلاموي، وتعبر عن نفسها في الخطب السياسية والأدبيات الفكرية، وبرامج الأحزاب والكتب المدرسية، بل وتعبر عن نفسها في العلاقات الاجتماعية والمؤسسات التربوية، من أسرة ومدرسة وجامعة، ولا يمكن التأسيس لثقافة عربية تصالحنا مع ذاتنا وتاريخنا ومع العالم، دون نقد هذه المنظومة الشمولية، وهو ما لن يتحقق، إذا لم نحرر الثقافة العربية من سدنتها وسماسرتها، الذين ما برحوا يتعاملون معها بمنطق الغنيمة، أو في حزبية ضيقة وروح غير نقدية.

إنّ تحرير الثقافة العربية لن يتم في ظل السلطوية، بل هو يبدأ حين نبدأ بتحريرها من هذه السلطوية. وهنا قد تلعب المنافي الغربية دورًا كبيرًا، على الرغم من أن سطوة السلطويات العربية ستطارد المثقفين الأحرار إلى تلك المنافي، بل ولن تتورع عن التحالف مع الإسلاموفوبيا ودعمها ضدهم، وضد أي حضور نوعي للمسلمين في أوروبا، يساعدها في ذلك طابور خامس، يقول عن نفسه عربي، أضحى القاصي والداني مدركًا لدوره الهدّام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • عاجل| "اصبروا حقه هيرجع".. مرتضى منصور يثير الجدل بعد وفاة أحمد رفعت
  • نبيل الحلفاوي يثير الجدل بتعليق صادم على وفاة أحمد رفعت (تفاصيل)
  • بالصور.. محمد حماقي يشعل حفلات الصيف في بورسعيد
  • أحمد حلمى يثير الجدل والاستياء قبل تصوير فيلمه الجديد
  • في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل
  • أنتوني تايلور حكم مباراة إسبانيا وألمانيا يثير الجدل
  • بعد الجدل.. وزير الثقافة يكشف لمصراوي مصير معرض محمود سعيد
  • أمل الثقافة ودورها
  • مشعوذ إلكتروني يثير الجدل على مواقع التواصل في الأردن
  • وزير إسرائيلي يثير الجدل بمقترح «احتلال سيناء»