تفاصيل آخر تهديد.. ماذا سيحدثُ بين حزب الله وأميركا؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
التحذيراتُ الأميركية التي تمّ الحديث عنها يوم أمس بشأن إمكانية ضرب "حزب الله" في حال هاجم إسرائيل، ليست جديدة. الأمرُ هذا كان كشفه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله خلال خطابهِ الأخير يوم الجمعة الماضي، حينما قال علانيّة إنَّ الأميركيين هدّدوا "حزب الله" بقصفهِ وضربه في حال نفذ عمليات ضدّ إسرائيل.
في الواقع، فإنّ "التطبيل" الذي رافق تلك التهديدات هو الذي أعطاها أكثر من حجمها، فلا "حزب الله" ولا أميركا لديهما مصلحة في "التصادم"، باعتبار أن حدوث أي أمرٍ من هذا القبيل سيعني إندلاع حربٍ شاملة لا تريدها واشنطن ولا لبنان.
المُفارقة هي أنّ "حزب الله" اضطرّ لإسداء رسالة تهديدٍ مُضادة ضد الأميركيين من خلال نشره يوم أمس فيديو لصواريخ "نور" التي يمكن من خلالها إستهداف البوارج الحربيّة الأميركية في البحر الأبيض المتوسط. إلا أنه وللحقيقة، فإنَّ الفيديو الذي تمّ تداوله ليس جديداً، بل نُشر في وقتٍ سابق العام الماضي وتحديداً في ظلّ الحديث آنذاك عن ملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل. وعليه، يتبين هنا أن التهديد على التهديد جاء حفظاً لماء الوجه لا أكثر، مع العلم أن الصواريخ التي تم التلويح باستخدامها معروفة لدى الأميركيين والإسرائيليين، وكان من الممكن أن تُستخدم العام الماضي في حال حصول أي معركة بين لبنان وإسرائيل على خلفيّة ملف الحدود البحرية. في ذلك الحين، هدّد نصرالله بقصف منصة الغاز الإسرائيليّة في حقل كاريش في حال لم يحصل لبنان على حقوقه، لكنه بعد المفاوضات التي قادتها واشنطن عبر وساطة من المبعوث آموس هوكشتاين،حصل ما حصل وتمّ الترسيم قبل نحو عامٍ من الآن.
ماذا يعني قصفُ أميركا للحزب في لبنان؟
فعلياً، فإنّ آخر التقارير عن التهديدات الأميركية باتت قديمة نسبياً، فمضمونها لم يتحقق أصلاً. الدليل على ذلك هو أن "حزب الله" هاجم إسرائيل في مواقعها العسكريّة، كما أنه استهدف طائراتها المُسيّرة وبدأ بإستخدام صواريخ أساسية في المعارك مثل "بُركان" و "غراد". هنا، يتبين أن الحزب استطاع إسداء رسائله باتجاه إسرائيل ميدانياً وعسكرياً، فلماذا لم تقصفه أميركا حتى الآن؟
تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية والإستراتيجيّة إنّ أي تهديدٍ بضرب"حزب الله" لن يكون سهل التحقيق لوجود اعتبارات أساسية أبرزها أنّ إيران ستعتبر أن الإستهداف بات يطالها بشكلٍ مباشر كون "حزب الله" يمثلها في المنطقة. إضافة إلى ذلك، فإنّ أي هجومٍ سيطالُ "حزب الله" من قبل الأميركيين سيعني إندلاع مواجهة كبرى ستشهدُ قصف البوارج الأميركية.. فهل ستتحمل أميركا هذا الأمر؟
بحسب المصادر، فإن الجواب على السؤال الأخير هو "لا"، فواشنطن تدعم إسرائيل في حربها ضد غزة، لكنها لن تُغامر بأساطيلها من أجل حربٍ بات الضغط باتجاه إنهائها كبيراً. آخر المستجدات على هذا الصعيد كان خلال الساعات الماضية، إذ نقلت تقارير إسرائيليّة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن الوقت محدودٌ للحملة الجوية الإسرائيلية ضد غزة، ما يعني أن "الورقة الأقوى" بيد إسرائيل ستُحسب منها تدريجياً، علماً أن الإكتفاء بالمعارك البرية ضدّ "حماس" سيكبّد تل أبيب تكاليف باهظة عسكرياً وميدانياً.
تكتيكات ووساطات
الإنعطافة الأساس في ظلّ الوضع الراهن تكمن في لجوء "حزب الله" إلى تكتيكات جديدة ستُقوّض يد إسرائيل جوياً في لبنان، وهذا الأمرُ مهما تكرر لن يدفع أميركا لمهاجمة الحزب. مضمون تلك التكتيكات ترتبطُ ببدء ما يُسمى بمرحلة "حرب المُسيّرات"، فـ"حزب الله" بات يعملُ حالياً على تهديد الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة بالصوايخ المُخصصة لذلك، وآخر فصول هذا الأمر تمثلت قبل يومين حينما إستهدف الحزبُ طائرة تجسس بصاروخ جعلها تنفجر في الجو.
السرّ في هذا الإستهداف ليسَ عابراً، فالحزبُ يعتبره مفصلياً ومحورياً. بالنسبة له، فإن "تعرية" إسرائيل أمنياً في لبنان هو أمرٌ ضروري، ولهذا السبب يجري إستهداف أجهزة المراقبة والتجسس في المواقع الإسرائيلية. الخطوة هذه تُفقد إسرائيل مهمة الكشف الميداني في محيط تلك المواقع، ولهذا السبب باتت تلجأ كثيراً إلى طائرات التجسس لتغطية الفارق. هنا، ألا يُعتبر هذا الأمر تهديداً كبيراً لإسرائيل؟ في تل أبيب، جرى التعبير عن هذا الأمر علناً، والسؤال هنا: ألم يكُن يستدعي كل ذلك تدخل الولايات المتحدة ولو بجزءٍ بسيط ويسير؟
ما يمنع كل ذلك هو الوساطات التي دخلت على خط واشنطن – الضاحية الجنوبية، وتقولُ المصادر إنّ شخصية بارزة تتولى التنسيق مع الجانب الأميركي وإبلاغه برسائل مباشرة تنصح واشنطن بعدم مواجهة "حزب الله" لأن العواقب ستكون كبيرة. الكلامُ في هذا الإطار قيل سابقاً وتم تكراره الآن، علماً أن آفاق المواجهة لم تتضح بعد لا في لبنان ولا حتى في قطاع غزة.. لهذا، الأمور محكومة بالوقت، ولهذا يجب الانتظار كي تتضح صورة المساعي لوقف الحرب، إقليمياً ودولياً.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الأمر حزب الله فی لبنان فی حال
إقرأ أيضاً:
هل سيسمح ترامب ببقاء إسرائيل في لبنان وكيف سيتعامل مع حزب الله؟.. صحيفة تُجيب
ذكر موقع "عربي 21" أنّ المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي قال إنّ الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أغلق القصة، ولن يسمح للجيش الإسرائيلي بالعودة إلى القتال في قطاع غزة، منوها إلى أنه أعلن سابقا أنه يريد إغلاق الحروب بدلا من فتح حروب جديدة.
وقال أشكنازي في مقال نشرته صحيفة "معاريف": "نحن دخلنا بشكل رسمي عصر دونالد ترامب، وأصبح الرئيس القديم الجديد يجلس مرة أخرى في البيت الأبيض"، مضيفا أن "ترامب يأتي مع أجندة واضحة، وقد حدد أهدافا للتنفيذ".
وتابع أشكنازي بقوله: "يسعى ترامب لتعزيز الاقتصاد الأميركي وتعزيز الأنظمة الصحية والتعليمية والبنية التحتية، وتعزيز الحوكمة والأمن داخل المدن الأميركية، وبعد ذلك يرى أن الصين هي المشكلة الخارجية الكبرى للولايات المتحدة، ويوجه نظره نحو موارد العالم من قناة بنما إلى خليج المكسيك وبالطبع إلى الفضاء الخارجي".
وشدد على أن "ترامب أوضح أنه جاء لإنهاء الحروب، وليس لفتح حروب جديدة. جاء ليصنع السلام، نقطة. مع كل الاحترام للمخلصين في السياسة الإسرائيلية، ومع كل الاحترام لوحدة الائتلاف تحت قيادة نتنياهو، فهم لا يظهرون في جدول عمل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب".
وأردف قائلا: "فلنضع الأمور في نصابها: صاحب البيت الجديد لن يسمح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في لبنان بعد 26 كانون الثاني. كما أنه لن يسمح لحزب الله بالعودة إلى ما كان عليه. إيران ستضطر لتغيير مساراتها، ولكن بما أنه لا يريد فتح حروب، فمن المشكوك فيه أن تقصف الطائرات الأميركية المنشآت النووية، ومن غير المرجح أن يمنح إذنًا لإسرائيل للقيام بذلك".
ولفت إلى أنه "في ما يتعلق بغزة، فالقصة مغلقة. ترامب لن يسمح لإسرائيل بالعودة إلى القتال المكثف. كما أنه ينوي السماح بتغيير الحكومة داخل القطاع. الرافعة لذلك في يد السعودية وقطر ودول الخليج التي ستطلب تمويل إعادة إعمار القطاع بشكل شامل: بناء عشرات الآلاف من المباني، الطرق، والبنية التحتية للطاقة والمياه والصرف الصحي".
وذكر أن "ترامب يحتاج إلى الهدوء في الشرق الأوسط، ويحتاج إلى استقرار المنطقة، من خلال بناء جبهة واسعة من الدول السنية المعتدلة: السعودية، مصر، الأردن، الكويت، الإمارات، البحرين وغيرها... مع كل الاحترام لائتلاف نتنياهو، ومع كل الاحترام للمخلصين في حكومة إسرائيل، ترامب لن يسمح لهم بتخريب خطته للشرق الأوسط الجديد".
وختم قائلا: "إسرائيل مطالبة الآن، بحق، باتخاذ بعض الإجراءات المنقذة للحياة والمهمة لأمن الإسرائيليين. أولاً، يجب أن تعمل بقوة في الضفة الغربية ضد محاولات إيران إقامة كتائب في شمال الضفة، وفي جنوب جبل الخليل. ثانيًا، يجب تشكيل وتثبيت الحدود اللبنانية والسورية. وبالنسبة لغزة، يجب على إسرائيل إغلاق هذه القصة بطريقة تجعل غزة غير قادرة على مفاجأتنا عسكريًا أبدا". (عربي 21)