رسمت تجمعات مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة الجوف خلال الأيام الماضية بحيرات طبيعية وسط الرمال والمناطق البرية، مع جريان الشعاب والأودية، لتجذب تجمعات المياه والبحيرات مجموعات من الشباب وبعض العائلات للتنزه على ضفافها والتمتع بالمناظر الخلابة.

وتوجه عشاق الرحلات البرية إلى مواقع تجمعات مياه الأمطار في البر بالمركبات، حاملين معهم تجهيزات متكاملة لقضاء أجمل الأوقات وسط المناظر الطبيعية الخلابة من مياه متموجة، وانعكاس أشعة الشمس الذهبية على سطح البحيرات، فضلاً عن لحظات غروب الشمس الخلابة التي ترتسم فيها لوحة من قرص الشمس الذهبي وأفق السماء الممتد وسطح البحيرة.

وحرص بعض الشباب على إعداد القهوة السعودية والشاهي على مقربة من البحيرات وتجمعات المياه في البر، وتناولها بنكهة الطبيعة الممزوجة برائحة المطر وتجمع الأصدقاء والمحبين في جلسات الصفاء والترويح عن النفس، كما جلبت بعض العائلات معها كراسي للجلوس قبالة تجمعات المياه والبحيرات، والاستمتاع بلحظات من الهدوء والخصوصية، بينما فضل بعض الشباب والأشبال النزول إلى داخل بحيرات المطر للحصول على مزيد من الانتعاش ولحظات المرح ومتعة اللعب داخل المياه وضرب سطح البحيرات لتتطاير منها قطرات الماء.

وشهدت منطقة الجوف خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة إلى متوسطة سالت على إثرها عدد من الشعاب والأودية، ورسمت لوحات طبيعية من الشلالات وأقواس قزح والسحب الممطرة الكثيفة والبحيرات.

وجذبت الأجواء الممطرة العديد من عشاق الأمطار والتنزه إلى البحيرات التي تشكلت، وجريان المياه وسط الرمال وانحدارها من بعض المناطق المرتفعة والصخرية على شكل شلالات، وكذلك أقواس قزح التي ارتسمت في السماء، فضلاً عن السحب وزخات المطر الكثيفة في الشوارع.

وشملت الأمطار محافظة القريات وعدداً من المراكز التابعة لها، ومراكز الناصفة، والعيساوية، والوادي، وقليب خضر، ومحافظة طبرجل، وعدداً من مراكزها وقراها، ومحافظة دومة الجندل، ومراكز صوير، وزلوم، وطلعة عمّار.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الجوف

إقرأ أيضاً:

عاشت اليتم في الطفولة.. أفيال تعود للبرية بعد فراق مر لكنه أيضا حلو

نشرت "واشنطن بوست" قصة عن رعاية أفيال صغيرة في محمية مبتكرة في كينيا، وكذلك حمايتها حتى يقوى عودها لتعود بعد ذلك إلى البرية لتعيش الحياة الطبيعية في الغابات والبراري بعد أن نشأت علاقة وثيقة بينها والحراس القائمين على أمرها.

كتب القصة المصورة الأميركية عامي فيتالي والكاتبة بالصحيفة رائيل أمبور المتخصصة في الاتصالات.

كاباي وقطيعها

أعيدت الفيلة "كاباي" وقطيعها هذا الشهر إلى البرية عقب سنوات قضتها في محمية كينية مبتكرة، بعد أن أعدّها حراسها للعيش بحرية.

كانت الفيلة "كاباي"، قبل أن يرصدها حراس الغابة أول مرة، تبلغ من العمر شهرا واحدا، وشوهدت تتجول في جميع أنحاء منطقة سامبورو بشمال كينيا، بدت حزينة ووحيدة. لم يتمكنوا من العثور على والدتها، ولكنهم رصدوا في مكانة قريب جثة فيل يعتقد أنه والدتها.

بعد أن أحضر رجال الإنقاذ الفيلة الصغيرة -التي سميت فيما بعد "كاباي"- إلى محمية ريتيتي للأفيال، أقامت صداقة وثيقة مع فيل صغير آخر اسمه ليموريجو انفصل عن والدته عندما أكمل شهرين فقط من عمره.

أحضرت 3 أفيال يتيمة أو مهجورة إلى ريتيتي في العامين التاليين لتشكل المجموعة قطيعا، وأصبحت "كاباي" أمهم الموثوق بها، وهو الدور الذي بدا أنه يأتي بشكل طبيعي بسبب عاطفتها وتوجيهها للآخرين. وطور الحراس ارتباطا خاصا بها.

الآن، بعد 6 سنوات، أطلق سراح "كاباي" و12 فيلا آخر في البرية.

ريتيتي التي أسست في عام 2016 هي أول محمية يملكها ويديرها أعضاء مجتمع سامبورو المحلي الذي ينقذ الأفيال الصغيرة اليتيمة والمهجورة ويعيد تأهيلها من أجل إعادتها إلى البرية، إذ تستضيفها "جمعية نامونياك للحفاظ على البيئة". تبلغ مساحة البرية البكر في نامونياك أكثر من 850 ألف هكتار.

قال ناصري لورونيوكي (28 عاما)، مدير الاتصالات في نامونياك، "للفيلة بصمات ثقافية قوية في مجتمع سامبورو، لذلك أراد قادة المجتمع مكانا آمنا للأيتام هنا".

أثبت نهج ريتيتي في رعاية الأفيال أنه مبتكر، فقد قام الحراس بتحسين صحة الحيوانات إلى حد كبير بالابتعاد عن الحليب المجفف وزيادة فرصها في البقاء على قيد الحياة في البرية عن طريق السماح لها بالنضوج لفترة أطول قبل إطلاقها.

وقالت حارسة الأفيال روسيا لينانيوكي (28 عاما) "نحن أمهاتهم وآباؤهم"، مضيفة أن "الهدف هو جعلها قوية ومستقلة حتى تتمكن من العودة إلى موائلها الطبيعية".

أفيال في حديقة سيرينجيتي بشمال تنزانيا أكبر محميات الحياة البرية في العالم (غيتي) توفير الحليب

بالمصادفة، قام الحراس في ريتيتي باكتشاف كبير قبل 4 سنوات.

عندما لا يكون لدى النساء في مجتمع السامبورو ما يكفي من الحليب بعد الولادة فإنهن تقليديا يعطين أطفالهن حليب الماعز. وكان بعض الحراس قد نشؤوا على حليب الماعز، ولذا جربوه على فيلة يتيمة اسمها سيرا، وقد ساعد في تحسن صحتها مع مرور الأيام، وكذلك صحة الأفيال الأخرى التي أعطيت لاحقا حليب الماعز.

توصلت كاتي رو التي عملت مع فريق التغذية إلى إضافات غذائية، وقالت إن معدل بقاء الأطفال قفز من 50% إلى 98%.

وقالت رو "ليس ذلك فحسب، فمئات الآلاف من الدولارات التي كانت تذهب إلى الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات تبقى الآن داخل المجتمع".

توفر نساء سامبورو ريتيتي ما يصل إلى 500 لتر من حليب الماعز يوميا. وقالت الحارسة هيدرينا ليتيوا (29 عاما) إنهم يريدون الأفضل للأفيال وخاصة الإناث منها، لأنه في ثقافة سامبورو تنتمي الحيوانات البرية إلى النساء.

نهج أكثر ذكاء

في الماضي يمكن أن تكون إعادة الأفيال إلى البرية مؤلمة، سواء للتجربة أو للمراقبة. كانوا يطلقون النار على الفيل بسهام بها مادة مهدئة للأعصاب، ثم يدفع الفيل في صندوق ينقل فيه طوال ساعات قبل إطلاقه في مكان جديد غير مألوف.

خلال إطلاق ريتيتي في السابق أفيالا يتيمة يبلغ عمرها نحو 4 سنوات أكلت الأسود اثنان منها، وتوفي آخر من الجوع.

هذه المرة، كان على ريتيتي أن تفعل ذلك بطريقة مختلفة.

تم تأجيل إعادة الإطلاق حتى نضجت الأفيال أكثر، وأصبحت أعمارها تراوح بين 7 و9 سنوات، ومن ثم أصبحت أكبر وأكثر قدرة على رعاية نفسها. ونفذ البرنامج "إطلاقا ناعما" في محمية نامونياك، بحيث يتفاعل قطيع "كاباي" مع الأفيال الأخرى في وقت مبكر ويصبح على دراية بالتضاريس وأماكن العثور على المياه.

أدت فترات الجفاف الطويلة بسبب تغير المناخ إلى ندرة المياه. لم تكن الأفيال تموت من العطش فحسب، فقد تيتّم كثير من صغار الأفيال لهذا السبب، ولكنها كانت تسقط أيضا في الآبار العميقة التي يضطر الناس إلى حفرها، عندما تكون هذه الأفيال الصغيرة منفصلة عن أمهاتها.

وطور الحراس علاقة خاصة بإطعام الأفيال على مر السنين. قالت الحارسة نعومي ليشونغورو "عندما تطعم حيوانا فإنه يبدأ في الإعجاب بك وأخيرا يشعر بالراحة إلى حد حبك، وعند تبادل الحب تصبح الحياة جميلة"، لكن هذه العلاقة يجب أن تنتهي، لذلك فطمت الأفيال تدريجيا عن حليب الماعز وأصبح الاتصال البشري محدودا.

الروابط العاطفية

كانت ليشونغورو من الحراس الأوائل الذين عملوا في ريتيتي وشاركت في رعاية "كاباي" و"ليموريجو". وكان أمناء القرية يعلمون أنها ستستخدم الوظيفة لمساعدة عائلتها الفقيرة، واختاروها حارسة عندما قرر المجتمع إنشاء ريتيتي.

قالت الحارسة إن الأفيال اليتيمة علمتها الهدوء، حتى في أسوأ لحظاتها، عندما كانت تفكر في شقيقها الذي اختفى منذ مدة طويلة. وأضافت "عوضتني الفيلة كثيرا مما فقدته، رؤيتها وهي سعيدة وحرة تجعل حياتي أفضل وتجعلني أكثر أملا بمستقبلي".

في الأيام التي سبقت الإطلاق، غنى ليشونغورو ودوروثي لواكوتوك لأفراد القطيع وربتا على ظهورها، واستمتعا باللحظات الأخيرة. وخاف الحراس على الأفيال، لكنهم أرادوا إعادتها إلى البرية حيث تنتمي.

وقال ليشونغورو "أنا أحبهم كلهم. قد يكون لدي من أفضله؛ الآباء يعرفون من يحبون أكثر، لكنهم لا يقولون. إنهم يصبحون جزءا منك عندما تنام بجانبهم، وتجهزهم للنوم وترعاهم. يبدو الأمر كأنه فراق لأطفالك".

في اليوم الأخير، مكثت ليشونغورو مع "كاباي"، ودلكت جلدها السميك.

نهاية وبداية

أخيرا، أطلق سراح "كاباي" وعشرات أخرى في قطيعها الأسبوع الماضي في 21 يونيو/حزيران المنصرم.

جاءت نساء سامبورو لحضور الحفل مرتديات الملابس التقليدية المزين بعضها بطبعات الفيل والمجوهرات المحلاة بالخرز حول أعناقهن. غنت النساء، ودعا أحد شيوخ القرية من أجل حماية الأفيال عندما غادرت المحمية. وهتف أفراد المجتمع، في انسجام تام، متضرعين لله للرد على صلواتهم.

اجتاز القطيع مسافات طويلة في الأيام التالية، مشى نحو 100 كيلومتر في اليومين الأولين، ووصل إلى غابة كبيرة بها مياه وطعام وفير واتصلت بقطيع بري آخر. راقب الحراس وأوصياء الأفيال تقدمها من كثب.

وبعد أسبوع آخر، انتقل قطيع "كاباي" إلى الجبال، بعيدا عن البشر بأمان. كان الطعام والماء وفيرا، وكان الفراق حلوا ومرا.

عندما حان الوقت لترك رعاية ريتيتي، انطلق ليموريجو ومعظم الأفيال الأخرى من الحجز دون النظر إلى الوراء. وكانت "كاباي" آخر من غادر، بقيت دقيقة تقريبا، بينما بكى الحراس من حولها. حاول الحراس دفعها إلى الخارج للانضمام إلى الآخرين، لكنها وقفت ساكنة. مدت خرطومها عاليا وأطلقت صوتا للوداع.

لوح ليشونغورو ولوكوتوك، بعيون دامعة.

وقالت ليشونغورو وهي تمسح دمعة "سوف أفتقدها. ستكون على ما يرام، أعلم أنها ستكون على ما يرام".

مقالات مشابهة

  • بطولة موسم جدة الدولية للموتوسيرف تواصل منافساتها بكورنيش أبحر
  • شاهد | كتائب القسام تدك تجمعات العدو في محور “نتساريم” بمدينة غزة باستخدام قذائف مدفعية العدو
  • انطلاق بطولة موسم جدة الدولية للموتوسيرف بكورنيش أبحر
  • المياه النيابية:حراكا نيابيا من أجل إقرار قانون شامل لدعم بيئة الاهوار العراقية
  • إجلاء نحو 6 آلاف شخص بعد تسرب المياه من ثاني اكبر بحيرات الصين
  • بعد سنوات من عدم وضعها بحسبان الحصص.. الأهوار ستحصل على المياه بـقوة القانون
  • الموارد المائية: الخزين المائي ارتفع بنسبة ثلاثة أضعاف عما كان عليه
  • “العملية البرية” جنوب لبنان.. تورطٌ في استنزاف مفتوح أم تدحرجٌ نحو حرب كبرى؟
  • عاشت اليتم في الطفولة.. أفيال تعود للبرية بعد فراق مر لكنه أيضا حلو
  • فردوس عبدالحميد عن مهرجان العلمين: فخر لكل المصريين