لعدة دقائق، استلقى 160 شخصا تجمعوا مساء الخميس على الرصيف متظاهرين بالموت، في صمت تقشعر له الأبدان، وعند مغادرة المكاتب، يمر الموظفون حاملين حقائبهم وينظرون بتكتم إلى هذه "الجثث" الملقاة على الرصيف قبل أن يندفعوا إلى مدخل المترو القريب، كما أورد موقع ميديا بارت الفرنسي.

هكذا عبرت مجموعة من اليابانيين عن تضامنها مع فلسطين في طوكيو، حيث تقام مسيرات يومية تطالب بوقف القصف على غزة، وتدعو لتخلي الحكومة عن حيادها بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتطالبها بالسعي لوقف إطلاق النار.

ويقول كوجي سوغيهارا، رئيس مجموعة النجاة المنظمة للمسيرات التي تقام أمام البرلمان الياباني إن "اليابان لا تتحدث علنا عن القصف في غزة"، موضحا أن " الحكومة اليابانية مستعدة -من أجل حماية شراكاتها الاقتصادية- لغض الطرف عن الإبادة الجماعية.. أشعر بالخجل من بلدي".

ولأكثر من أسبوعين تضاعفت المظاهرات للدفاع عن فلسطين في العاصمة اليابانية، وقد تضخمت الصفوف مؤخرا أمام السفارة الإسرائيلية في طوكيو والبرلمان، وفي أماكن أخرى بعد أن كانت لا تتجاوز أحيانا 100 شخص، يقول كوجي سوغيهارا إن "صوتنا قد يبدو متواضعا مقارنة بصوت عشرات الآلاف من المتظاهرين في باريس ولندن، ولكنه على الأقل موجود".

وأشار الكاتب إلى أن اليابان بين مجموعة السبع، هي الوحيدة التي تحافظ على موقف محايد بشأن هذا الموضوع، وقد أكدت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا لنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، إدانة اليابان "القاطعة للهجمات الإرهابية وعمليات القتل والاختطاف الوحشية التي ارتكبتها حماس"، معربة في الوقت نفسه عن "قلقها البالغ من الوضع الإنساني في قطاع غزة"، مشددة على "ضرورة هدنة إنسانية".


مثقفون ملتزمون

وبعد ظهر السبت، تجمع 1600 شخص على الأرصفة القريبة من السفارة الإسرائيلية في طوكيو، رافعين لافتات تطالب بوقف إطلاق النار وتحرير فلسطين، وقال الصحفي ساتوشي كاماتا (85 عاما)، منظم المظاهرة مع الكاتبة كيكو أوتشياي، ومعهما مجموعة من المثقفين، "نحن نطالب بوقف فوري للمذبحة في غزة"، مضيفا "تهدف هذه الدعوة إلى جعل أصواتنا مسموعة قدر الإمكان لتنقذ ولو طفلا واحدا في غزة".

ويوم الأحد –كما يقول الموقع- تظاهر 1600 شخص كذلك بالقرب من متنزه هيبيا، ومن المقرر عقد تجمعات جديدة في الأيام القادمة، وقد عبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه حكومتهم من خلال هتاف "عار عليك كيشيدا"، في إشارة إلى أولوية تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول شرق آسيا بالنسبة لرئيس الوزراء فوميو كيشيدا، على قضايا حقوق الإنسان.

ومع أن هذه التجمعات سلمية، فقد عززت الشرطة وجودها، ووقع التوتر عندما منعت المتظاهرين من دخول السفارة الإسرائيلية، كما أنها ألقت القبض على طالب في نفس المكان، وأمام البرلمان مساء الخميس حاولت الشرطة مقاطعة "المتظاهرين بالموت" عدة مرات دون سبب واضح.

وأخيرا تساءل الكاتب هل سيتوصل وزراء خارجية الدول السبع المجتمعين في اليابان، إلى بيان مشترك بشأن قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ ليرد عليه الأستاذ في جامعة كيئو كويشيرو تاناكا، قائلا إن "صعوبة الإعلان المشترك تكمن في تعريف الدفاع عن النفس الذي تدعيه إسرائيل، لأنه من الصعب على اليابان أن تعترف مع مجموعة السبع بحق الدفاع عن النفس لإسرائيل وحدها مع إهمال حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس".

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن منذ 32 يوما، حربا مدمرة على غزة، قتل فيها حتى الآن أكثر من 10 آلاف، منهم 4104 أطفال و2641 امرأة، وأصيب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل هذا الجيش 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ترفض المشاركة في رعاية مشروع قرار في الأمم المتحدة لدعم أوكرانيا قبل الذكرى السنوية للحرب

فبراير 21, 2025آخر تحديث: فبراير 21, 2025

المستقلة/- قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية لرويترز إن الولايات المتحدة ترفض المشاركة في رعاية مشروع قرار للأمم المتحدة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على غزو موسكو لأوكرانيا والذي يدعم سلامة أراضي أوكرانيا ويطالب روسيا مرة أخرى بسحب قواتها، في تحول صارخ محتمل من جانب أقوى حليف غربي لأوكرانيا.

وقال مصدران آخران لرويترز إن واشنطن اعترضت أيضا على عبارة في بيان كانت مجموعة الدول السبع تخطط لإصداره الأسبوع المقبل من شأنها أن تدين العدوان الروسي.

يأتي رفض الولايات المتحدة الموافقة على اللغة التي تستخدمها الأمم المتحدة ومجموعة الدول السبع بانتظام منذ فبراير 2022 وسط خلاف متزايد بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يحاول ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة وأرسل فريقًا لإجراء محادثات مع روسيا هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية دون مشاركة كييف.

استخدم حلفاء أوكرانيا الذكرى السنوية السابقة للحرب في 24 فبراير لتكرار إدانتهم للغزو الروسي ولكن هذا العام ليس من الواضح كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع الأمر.

وفي الأمم المتحدة، يمكن للدول أن تقرر المشاركة في رعاية القرار حتى التصويت عليه. وقال دبلوماسيون إن الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً من المقرر أن تصوت يوم الاثنين. وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكنها تحمل ثقل سياسي، وتعكس وجهة نظر عالمية بشأن الحرب.

وقال أحد المصادر، الذي طلب مثل الآخرين عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور حساسة، يوم الخميس: “في السنوات السابقة، شاركت الولايات المتحدة باستمرار في رعاية مثل هذه القرارات لدعم السلام العادل في أوكرانيا”.

وقال المصدر الدبلوماسي الأول لرويترز إن القرار ترعاه أكثر من 50 دولة، رافضًا تحديد هوياتها.

وقال مصدر دبلوماسي ثان طلب عدم الكشف عن هويته: “في الوقت الحالي، فإن الوضع هو أنهم (الولايات المتحدة) لن يوقعوا عليه”. وأضاف المصدر أن الجهود جارية لطلب الدعم من دول أخرى بدلا من ذلك، بما في ذلك الجنوب العالمي.

وتخطط مجموعة السبع لعقد مكالمة هاتفية يوم الاثنين، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر لرويترز، لكن الولايات المتحدة تعترض حتى الآن على اللغة المستخدمة في الحديث عن “العدوان الروسي”. ولم يتضمن بيان صادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع الأسبوع الماضي أي ذكر للعدوان الروسي لكنه أشار إلى “الحرب المدمرة التي تشنها روسيا في أوكرانيا”.

ويشكل الخلاف أزمة سياسية كبرى بالنسبة لأوكرانيا، التي استخدمت عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية المتفق عليها في عهد الإدارة الأميركية السابقة لمقاومة الغزو الروسي واستفادت أيضا من الدعم الدبلوماسي.

ويدعو مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز إلى “خفض التصعيد ووقف الأعمال العدائية في وقت مبكر وإيجاد حل سلمي للحرب ضد أوكرانيا… بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”. كما “يذكر القرار بضرورة التنفيذ الكامل لقراراته ذات الصلة التي اتخذت ردا على العدوان على أوكرانيا، وخاصة مطالبتها بسحب الاتحاد الروسي على الفور وبشكل كامل ودون شروط جميع قواته العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا”.

استولت روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وهي تكتسب ببطء ولكن بثبات المزيد من الأراضي في الشرق. وقالت موسكو إن “عمليتها العسكرية الخاصة” جاءت رداً على التهديد الوجودي الذي تشكله مساعي كييف للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي. وتصف أوكرانيا والغرب تحرك روسيا بأنه استيلاء إمبريالي على الأراضي.

مقالات مشابهة

  • شرطة تعز تعلن منع المظاهرات إلا بتصريح من الجهات الأمنية
  • «أبناء الرمال السبع».. كتاب جديد على طاولة مكتبة محمد بن راشد
  • هآرتس تكشف شهادات توثق تهجير الاحتلال للفلسطينيين من مخيمات بالضفة
  • إطلاق "أبناء الرمال السبع" بمكتبة محمد بن راشد
  • ميلوني تعتذر عن عدم المشاركة بمؤتمر افتراضي لقادة مجموعة دول السبع
  • الولايات المتحدة ترفض المشاركة في رعاية مشروع قرار في الأمم المتحدة لدعم أوكرانيا قبل الذكرى السنوية للحرب
  • بوسي تثير الجدل بفستان لافت على السوشيال ميديا
  • البصرة تئن تحت سلاح العشائر.. والخسائر تتزايد
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي يؤكد على إعادة إعمار غزة بدون تهجير للفلسطينيين
  • قوات الاحتلال تهدم منازل للفلسطينيين جنوب قطاع غزة