ميديا بارت: هكذا تتزايد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في اليابان
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
لعدة دقائق، استلقى 160 شخصا تجمعوا مساء الخميس على الرصيف متظاهرين بالموت، في صمت تقشعر له الأبدان، وعند مغادرة المكاتب، يمر الموظفون حاملين حقائبهم وينظرون بتكتم إلى هذه "الجثث" الملقاة على الرصيف قبل أن يندفعوا إلى مدخل المترو القريب، كما أورد موقع ميديا بارت الفرنسي.
هكذا عبرت مجموعة من اليابانيين عن تضامنها مع فلسطين في طوكيو، حيث تقام مسيرات يومية تطالب بوقف القصف على غزة، وتدعو لتخلي الحكومة عن حيادها بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتطالبها بالسعي لوقف إطلاق النار.
ويقول كوجي سوغيهارا، رئيس مجموعة النجاة المنظمة للمسيرات التي تقام أمام البرلمان الياباني إن "اليابان لا تتحدث علنا عن القصف في غزة"، موضحا أن " الحكومة اليابانية مستعدة -من أجل حماية شراكاتها الاقتصادية- لغض الطرف عن الإبادة الجماعية.. أشعر بالخجل من بلدي".
ولأكثر من أسبوعين تضاعفت المظاهرات للدفاع عن فلسطين في العاصمة اليابانية، وقد تضخمت الصفوف مؤخرا أمام السفارة الإسرائيلية في طوكيو والبرلمان، وفي أماكن أخرى بعد أن كانت لا تتجاوز أحيانا 100 شخص، يقول كوجي سوغيهارا إن "صوتنا قد يبدو متواضعا مقارنة بصوت عشرات الآلاف من المتظاهرين في باريس ولندن، ولكنه على الأقل موجود".
وأشار الكاتب إلى أن اليابان بين مجموعة السبع، هي الوحيدة التي تحافظ على موقف محايد بشأن هذا الموضوع، وقد أكدت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا لنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، إدانة اليابان "القاطعة للهجمات الإرهابية وعمليات القتل والاختطاف الوحشية التي ارتكبتها حماس"، معربة في الوقت نفسه عن "قلقها البالغ من الوضع الإنساني في قطاع غزة"، مشددة على "ضرورة هدنة إنسانية".
مثقفون ملتزمون
وبعد ظهر السبت، تجمع 1600 شخص على الأرصفة القريبة من السفارة الإسرائيلية في طوكيو، رافعين لافتات تطالب بوقف إطلاق النار وتحرير فلسطين، وقال الصحفي ساتوشي كاماتا (85 عاما)، منظم المظاهرة مع الكاتبة كيكو أوتشياي، ومعهما مجموعة من المثقفين، "نحن نطالب بوقف فوري للمذبحة في غزة"، مضيفا "تهدف هذه الدعوة إلى جعل أصواتنا مسموعة قدر الإمكان لتنقذ ولو طفلا واحدا في غزة".
ويوم الأحد –كما يقول الموقع- تظاهر 1600 شخص كذلك بالقرب من متنزه هيبيا، ومن المقرر عقد تجمعات جديدة في الأيام القادمة، وقد عبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه حكومتهم من خلال هتاف "عار عليك كيشيدا"، في إشارة إلى أولوية تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول شرق آسيا بالنسبة لرئيس الوزراء فوميو كيشيدا، على قضايا حقوق الإنسان.
ومع أن هذه التجمعات سلمية، فقد عززت الشرطة وجودها، ووقع التوتر عندما منعت المتظاهرين من دخول السفارة الإسرائيلية، كما أنها ألقت القبض على طالب في نفس المكان، وأمام البرلمان مساء الخميس حاولت الشرطة مقاطعة "المتظاهرين بالموت" عدة مرات دون سبب واضح.
وأخيرا تساءل الكاتب هل سيتوصل وزراء خارجية الدول السبع المجتمعين في اليابان، إلى بيان مشترك بشأن قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ ليرد عليه الأستاذ في جامعة كيئو كويشيرو تاناكا، قائلا إن "صعوبة الإعلان المشترك تكمن في تعريف الدفاع عن النفس الذي تدعيه إسرائيل، لأنه من الصعب على اليابان أن تعترف مع مجموعة السبع بحق الدفاع عن النفس لإسرائيل وحدها مع إهمال حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن منذ 32 يوما، حربا مدمرة على غزة، قتل فيها حتى الآن أكثر من 10 آلاف، منهم 4104 أطفال و2641 امرأة، وأصيب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل هذا الجيش 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصفدي: الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد وفلسطين للفلسطينيين
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن "الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد"، وأن فلسطين للفلسطينيين مشددا على ضرورة ضمان ثبات وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني.
وقال الصفدي خلال تصريحات صحفية: "لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام إلا إذا كانت هناك رؤية سياسية واضحة".
وأكد الصفدي على أن الأردن "لن يكون وطنا بديلا لأحد"، مشددا على أن "فلسطين للفلسطينيين والأردن للأردنيين".
وأضاف: "هذا موقف ثابت راسخ لا يمكن أن يُفرض غيره علينا، مشيرا إلى أن "هناك في إسرائيل من يريد أن يفرض حلا أو يطرح سياقات نرفضها".
وأوضح أن "التحدي الحالي، هو ضمان ثبات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية للشعب الفلسطيني الذي عاني كارثة حقيقة على مدى أكثر من عام".
وتابع قائلا: "لا يجوز السماح بتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ونعمل مع الأشقاء في المنطقة وشركائنا بالمجتمع الدولي من أجل الحؤول دون ذلك، وأن يكون هناك أفق حقيقي".
وشدد الصفدي على "ضرورة وقف الإجراءات الأحادية التي تدفع باتجاه التأزيم ووقف الخطوات التي تقوض حل الدولتين، وتأخذ الضفة باتجاه التصعيد والمواجهة"، مضيفا أن "من الواجب أن تتوقف الحربان، وأن نتجه نحو العمل الجماعي على العودة لإيجاد جهد حقيقي يعالج جذور الصراع؛ وهو الاحتلال، وحل يضمن الأمن والاستقرار للجميع".
واختتم قائلا: "بعد هذه التحديات، نذهب إلى عملية سياسية شاملة مرتكزة إلى وحدة الضفة الغربية وغزة، وتأخذنا إلى حل حقيقي على أساس تجسيد حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة حرة ذات سيادة على التراب الوطني على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة"، مؤكدا أن "خطر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية هو خطر على أمن المنطقة برمتها وقد يدفع إلى تأزيم إقليمي".