إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تُعدّ الناشطة الفلسطينية عهد التميمي صاحبة الشعر الأشقر المجعّد والعينين الواسعتين والتي اعتقلتها إسرائيل الإثنين بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب"، بمثابة الرمز و"الأيقونة للمقاومة الشعبية" في عيون الفلسطينيين وكل من يؤيد قضيتهم.

يرجع تاريخ عهد في مواجهة الجيش الإسرائيلي إلى طفولتها حين كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما انتشر شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع اعتقال طفل من عائلتها.

وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي إسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف أو تردد، في محاولة لإنقاذ الفتى من قبضة الجندي. 

ولدت عهد باسم التميمي في 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود مظاهرات أسبوعية في هذه القرية احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضيها. وسجن لسنوات عدة من قبل إسرائيل.

اقرأ أيضاالأمم المتحدة تحذّر من تحول غزة إلى "مقبرة للأطفال" وعدد القتلي يتخطى عشرة آلاف بحسب حماس

وأججت الحرب الحالية التصعيد الذي كان موجودا أصلا في الضفة حيث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 150 قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أو هجمات من قبل مستوطنين.

يأتي هذا بعد أن شنّت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول هجوما مباغتا على بلدات إسرائيلية حدودية مع غزة، أدى لمقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب تل أبيب. وردت إسرائيل بقصف مكثف على القطاع ما أدى لمقتل عشرة آلاف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

منشور على إنستاغرام نُسب إلى التميمي

والاثنين، اعتقلت التميمي من منزل العائلة وهي تخضع حاليا للتحقيق على خلفية منشور نُسب لها على تطبيق إنستاغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي. ويتوعد المنشور المتداول الإسرائيليين بـ "الذبح" مضيفا: "نحن بانتظاركم في مدن الضفة جميعها".

وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من الحساب المعني وما إذا كان بالفعل يعود للناشطة، حيث إنه لم يكن متاحا صباح الإثنين. إلا أن والدتها ناريمان التميمي قالت إنه "لا علاقة لعهد بهذه الصفحات وعندما تحاول عهد إنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يتم حظره على الفور... ليس لعهد حساب على إنستاغرام".

وبحسب ناريمان التميمي فإن زوجها والد عهد معتقل بدوره منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول ولا تتوافر للعائلة أي معلومات عنه.

ويشكل اعتقال عهد منعطفا جديدا في حياة الفتاة التي سبق أن قضت ثمانية أشهر في السجن بعدما صفعت جنديين إسرائيليين في باحة منزل العائلة في قرية النبي صالح بالضفة وطلبت منهما مغادرة المكان.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس بفرنسا عام 2018، قالت التميمي: "كل كلمة أقولها لها ثقل وأنا مسؤولة عنها". كما جعلها نشاطها تحظى باستقبال من قبل فريق ريال مدريد في 2018 أيضا. 

وفي إسرائيل، أثارت شعبية الفتاة غضبا عارما، إلى درجة أن السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل أورن كتب على منصة إكس منشورا عبّر فيه عن شكوكه بأن يكون أفراد عائلة التميمي أقارب بيولوجيين. وقال إنه يعتقد أن العائلة تستأجر الأطفال وتلبسهم ملابس أمريكية الطراز. وأثار هذا التعليق موجة من السخرية على المنصات.

"خجولة" وكانت تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم

في 2017 اعتقلت عهد بعد انتشار شريط فيديو على منصات التواصل وفي وسائل الإعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان إلى جدار منزل عائلة عهد، وتبدآن بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما. ويظهر شريط الفيديو أن الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا إلى الخلف.

وترتدي عهد كوفية فلسطينية في شريط الفيديو، بينما تدفع الجنديين على سلم منزلها، وتحاول مع قريبتها ووالدتها ناريمان (43 عاما) طردهما من أمام المنزل. ووقعت الحادثة في يوم من المواجهات في أنحاء الضفة الغربية أعقبت احتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان قد أصيب فتى من عائلتها في يوم مواجهات آخر برصاص مطاطي إسرائيلي.

اقرأ أيضامن هي عهد التميمي أيقونة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

يصف باسم التميمي والد عهد ابنته بأنها "خجولة"، ويقول إنها "كبرت وهي تستمع إلى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن في عائلتها "شهداء بينهم خالها وعمتها". مضيفا: "ثقافة المقاومة شكّلت وعي عهد وإيمانها" بقضيتها.

على مواقع التواصل الاجتماعي، لطالما وصفها فلسطينيون وعرب بـ "البطلة" وطالبوا سابقا بالإفراج عنها. وبين التعليقات: "كم أنت عظيمة يا عهد، "لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار".

وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وهي حاليا طالبة في جامعة بيرزيت القريبة.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج عهد التميمي فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الضفة الغربية السيرة الذاتية

إقرأ أيضاً:

قرارات صادمة وغير متوقعة ..إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين

 

صادقت إسرائيل على مصادرة 12,7 كيلومترا مربعا من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وقالت منظمة غير حكومية، الأربعاء، إنها المصادرة الأكبر منذ ثلاثة عقود واصفة إياها بأنها ضربة جديدة للسلام بين الجانبين.

وأورد بيان لمنظمة السلام الآن حصلت عليه وكالة فرانس برس أن الأراضي التي حولتها إسرائيل في يونيو المنصرم إلى "أراضي دولة" تقع في منطقة غور الأردن. وقالت المنظمة إن "مساحة المنطقة التي يشملها الإعلان هي الأكبر منذ اتفاقيات أوسلو 1993، ويعتبر العام 2024 عام الذروة بالنسبة لإعلان مصادرة مساحات بعينها كأراضي دولة".

وتقع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها حديثا في منطقة في الضفة الغربية المحتلة حيث أدى عنف المستوطنين إلى تهجير مجتمعات فلسطينية حتى قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وقد تصاعد هذا العنف منذ أن أشعل هجوم حماس في السابع من أكتوبر الحرب في غزة. وطبقا للأمم المتحدة، نفذ المستوطنون أكثر من ألف هجوم على الفلسطينيين منذ أكتوبر في الضفة الغربية، مما تسبب في سقوط قتلى وإلحاق أضرار بالممتلكات.

وبهذه المصادرة، ترتفع مساحة الأراضي التي أعلنتها إسرائيل "أراضي دولة" منذ بداية العام إلى 23,7 كيلومترا مربعا. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش إن القرار الاسرائيلي "هو خطوة في الاتجاه السيئ"، مؤكدا أن "الاتجاه الذي نريد أن نسلكه هو التوصل الى حل تفاوضي (يقوم على مبدأ) دولتين" إسرائيلية وفلسطينية.

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967 وأقامت مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

يعيش في الضفة الغربية المحتلة بدون القدس الشرقية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.

وشهد التوسع الاستيطاني تسارعا في ظل الحكومات المتعاقبة منذ احتلال الضفة الغربية لكن سرعة التوسع ازدادت حدة في ظل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أعلن في مارس مصادرة مساحات من الأراضي في الضفة الغربية.

ولم يعلق المسؤولون علنا على عملية المصادرة الأخيرة التي تتزامن مع الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.

وبحسب المنظمة غير الحكومية، فإن رئيس الوزراء نتانياهو وسموتريتش "مصممان على مواجهة العالم أجمع والعمل ضد مصالح شعب إسرائيل لصالح حفنة من المستوطنين" الذي يحصلون على الأرض "كما لو أن لا وجود لنزاع سياسي يجب حله أو إنهاء حرب".

وأضافت "اليوم، من الواضح للجميع أن هذا النزاع لا يمكن حله بدون تسوية سياسية تقيم دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل". وتقع المساحات الأخيرة المصادرة بالقرب من مستوطنة يافيت في غور الأردن وتعتبر محمية طبيعية أو أرضا عسكرية.

وشهدت ثمانينيات القرن الماضي إعلان إسرائيل مئات آلاف الدونمات "أراضي دولة"، لكن مع مجيء حكومة رئيس الوزراء إسحق رابين في العام 1992 أعلن وقف مصادرة الأراضي في الضفة الغربية.

وتم استئناف هذا الإجراء في حكومة نتانياهو في العام 1998 لتتوالى إعلانات المصادرة.

وقالت الامم المتحدة إن تسريع إسرائيل بناء المستوطنات غير القانونية منذ بدء الحرب في قطاع غزة يهدد بالقضاء على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التوسع الاستيطاني "يؤدي إلى نتائج عكسية للتوصل إلى سلام دائم" مع الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • قرارات صادمة وغير متوقعة ..إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
  • خبراء أمميون يدينون غياب العدالة في الضفة الغربية
  • إسرائيل تصادر مساحات واسعة من أراضي شمال الضفة
  • خبراء أمميون يدينون 57 عامًا من غياب العدالة في الضفة الغربية المحتلة 
  • البيت والحديقة!
  • المقاومة في الضفة.. بين العبوات الناسفة وسلاح الحرائق
  • NYT: المقاومة في الضفة الغربية تسعى إلى محاكاة حماس في غزة