عهد التميمي.. أيقونة المقاومة الشعبية في عيون الفلسطينيين ومؤيديهم
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تُعدّ الناشطة الفلسطينية عهد التميمي صاحبة الشعر الأشقر المجعّد والعينين الواسعتين والتي اعتقلتها إسرائيل الإثنين بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب"، بمثابة الرمز و"الأيقونة للمقاومة الشعبية" في عيون الفلسطينيين وكل من يؤيد قضيتهم.
يرجع تاريخ عهد في مواجهة الجيش الإسرائيلي إلى طفولتها حين كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما انتشر شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع اعتقال طفل من عائلتها.
ولدت عهد باسم التميمي في 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود مظاهرات أسبوعية في هذه القرية احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضيها. وسجن لسنوات عدة من قبل إسرائيل.
اقرأ أيضاالأمم المتحدة تحذّر من تحول غزة إلى "مقبرة للأطفال" وعدد القتلي يتخطى عشرة آلاف بحسب حماس
وأججت الحرب الحالية التصعيد الذي كان موجودا أصلا في الضفة حيث ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 150 قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي أو هجمات من قبل مستوطنين.
يأتي هذا بعد أن شنّت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول هجوما مباغتا على بلدات إسرائيلية حدودية مع غزة، أدى لمقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب تل أبيب. وردت إسرائيل بقصف مكثف على القطاع ما أدى لمقتل عشرة آلاف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
منشور على إنستاغرام نُسب إلى التميميوالاثنين، اعتقلت التميمي من منزل العائلة وهي تخضع حاليا للتحقيق على خلفية منشور نُسب لها على تطبيق إنستاغرام وفق ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي. ويتوعد المنشور المتداول الإسرائيليين بـ "الذبح" مضيفا: "نحن بانتظاركم في مدن الضفة جميعها".
وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من الحساب المعني وما إذا كان بالفعل يعود للناشطة، حيث إنه لم يكن متاحا صباح الإثنين. إلا أن والدتها ناريمان التميمي قالت إنه "لا علاقة لعهد بهذه الصفحات وعندما تحاول عهد إنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يتم حظره على الفور... ليس لعهد حساب على إنستاغرام".
وبحسب ناريمان التميمي فإن زوجها والد عهد معتقل بدوره منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول ولا تتوافر للعائلة أي معلومات عنه.
ويشكل اعتقال عهد منعطفا جديدا في حياة الفتاة التي سبق أن قضت ثمانية أشهر في السجن بعدما صفعت جنديين إسرائيليين في باحة منزل العائلة في قرية النبي صالح بالضفة وطلبت منهما مغادرة المكان.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس بفرنسا عام 2018، قالت التميمي: "كل كلمة أقولها لها ثقل وأنا مسؤولة عنها". كما جعلها نشاطها تحظى باستقبال من قبل فريق ريال مدريد في 2018 أيضا.
وفي إسرائيل، أثارت شعبية الفتاة غضبا عارما، إلى درجة أن السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل أورن كتب على منصة إكس منشورا عبّر فيه عن شكوكه بأن يكون أفراد عائلة التميمي أقارب بيولوجيين. وقال إنه يعتقد أن العائلة تستأجر الأطفال وتلبسهم ملابس أمريكية الطراز. وأثار هذا التعليق موجة من السخرية على المنصات.
"خجولة" وكانت تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدمفي 2017 اعتقلت عهد بعد انتشار شريط فيديو على منصات التواصل وفي وسائل الإعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان إلى جدار منزل عائلة عهد، وتبدآن بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما. ويظهر شريط الفيديو أن الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا إلى الخلف.
وترتدي عهد كوفية فلسطينية في شريط الفيديو، بينما تدفع الجنديين على سلم منزلها، وتحاول مع قريبتها ووالدتها ناريمان (43 عاما) طردهما من أمام المنزل. ووقعت الحادثة في يوم من المواجهات في أنحاء الضفة الغربية أعقبت احتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان قد أصيب فتى من عائلتها في يوم مواجهات آخر برصاص مطاطي إسرائيلي.
اقرأ أيضامن هي عهد التميمي أيقونة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
يصف باسم التميمي والد عهد ابنته بأنها "خجولة"، ويقول إنها "كبرت وهي تستمع إلى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن في عائلتها "شهداء بينهم خالها وعمتها". مضيفا: "ثقافة المقاومة شكّلت وعي عهد وإيمانها" بقضيتها.
على مواقع التواصل الاجتماعي، لطالما وصفها فلسطينيون وعرب بـ "البطلة" وطالبوا سابقا بالإفراج عنها. وبين التعليقات: "كم أنت عظيمة يا عهد، "لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار".
وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وهي حاليا طالبة في جامعة بيرزيت القريبة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج عهد التميمي فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الضفة الغربية السيرة الذاتية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحرق منازل الفلسطينيين في جنين بالضفة الغربية
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، على إحراق عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين في مخيم جنين في الضفة الغربية.
اقرأ أيضًاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلاً عن شهود عيان أن جنود الاحتلال أحرقوا عدة منازل في طلعة الغبز في المخيم ومنزلا قرب مسجد الأسير.
وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال أجبرت عائلات أحمد فياض وإبراهيم أبو السلامة على إخلاء منازلهم وحولتها لثكنات عسكرية.
ويواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، وارتقى نتيجة للعدوان 12 شهيداً بعد استشهاد شابين في بلدة برقين غرب المدينة، وتسبب العدوان في دمار هائل في البنية التحتية.
تعاني مدينة جنين في الضفة الغربية من أوضاع معيشية وأمنية صعبة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، ما يؤثر بشكل كبير على حياة الفلسطينيين هناك. منذ بداية الانتفاضات الفلسطينية، ومن ثم عمليات الاحتلال العسكري المتكررة، أصبحت جنين تمثل نقطة مواجهة ساخنة بين القوات الإسرائيلية والمجموعات الفلسطينية.
يشهد سكان المدينة عمليات دهم ليلية ومداهمات للمنازل، واعتقالات تعسفية، إضافة إلى الحواجز العسكرية التي تعيق حركة الفلسطينيين وتزيد من معاناتهم اليومية. تمثل المدينة نقطة انطلاق للاحتجاجات والمواجهات ضد الاحتلال، مما جعلها محط اهتمام سياسي وأمني مستمر. كما أن الوضع الاقتصادي في جنين يعاني بشكل كبير من الحصار الإسرائيلي المفروض على الضفة الغربية، ما يسبب نقصًا في المواد الأساسية ويؤثر سلبًا على فرص العمل وفرص التعليم. في الوقت نفسه، تُواجه المدينة ضغطًا كبيرًا على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية بسبب نقص الموارد.
على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في جنين، إلا أن المدينة تشهد مقاومة شعبية مستمرة ضد الاحتلال. يقاوم الشباب الفلسطيني في جنين الاحتلال من خلال تنظيم مظاهرات واعتصامات، بالإضافة إلى قيام بعض المجموعات المسلحة بتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية.
كما أن المجتمع المحلي في جنين يحاول التكيف مع الأوضاع من خلال بناء شبكات دعم اجتماعي، مثل الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات الغذائية والطبية للمحتاجين. كما أن هناك دعمًا كبيرًا من قبل الفلسطينيين في الشتات والجاليات العربية للمساهمة في التخفيف من معاناة سكان جنين.
ورغم كل الصعوبات، يظل سكان المدينة متمسكين بحقهم في مقاومة الاحتلال وحق تقرير المصير. هذا الصمود يعكس عمق الإرادة الفلسطينية في مواجهة الظروف القاسية والتمسك بالأمل في المستقبل.