كارقة بيئية وصحية ينتظرها قطاع غزة قد تمتد إلى خارجه، بسبب ما يشهده من أحداث دامية الآن، المدارس والمستشفيات امتلأت بالنازحين وسط نقص حاد في المياه الأساسية للنظافة الشخصية، ومصارف المياه تدمرت إثر القصف، فاختلط الماء العذب بمياه الصرف الصحي، فضلًا عن تراكم أشلاء الشهداء تحت الركام، وتجمع النفايات الصلبة في الشوارع والميادين وسط شلل تام لقدرة العاملين في مجال النظافة على استيعاب هذه الأزمة.

غزة على أعتاب كارثة بيئية

في حوار خاص لـ«الوطن»، أكد ياسر أبو شنب، مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أنّ قطاع غزة على شفا كارثة بيئية قد لا تقتصر عواقبها على القطاع فقط، بل تهدد الكوكب في حال ظهور أوبئة وأمراض جديدة ناتجة عن تلوث الهواء والمياه والتربة، وتراكم الحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة.

اختراق اتفاقية جنيف وبازل البيئية

بحسب «أبو شنب»، يستخدم الاحتلال، أدوات مدمرة محرمة دوليًا في حربه الأخيرة على قطاع غزة، منها الفسفور الأبيض الفتاك المُحرم استخدامه في أماكن التجمعات المدنية، ومنها، بحسب تعبيره، أنواع غير معروفة لخبراء البيئة حتى الآن، مؤكدا أنّ ذلك اختراق صريح لبنود اتفاقية جنيف الدولية واتفاقية بازل، وهي الاتفاقية البيئية العالمية الأولى التي أنشأت مراكز للتدريب ونقل التكنولوجيا فيما يتعلق بإدارة النفايات الخطرة.

مع استمرار القصف العنيف في أماكن التجمعات المدنية، تضررت البنية التحتية في قطاع غزة، وتضررت معها شبكات الصرف الصحي ما تسبب في تلوث المياه العذبة واختلاطها بمياه الصرف، وذلك ينذر بانتشار الأمراض الخطيرة أولها السرطان وأمراض الكلى والكبد والفيروسات المعدية بما لا يتحمله القطاع الطبي في أي دولة، حسب «أبو شنب». 

انتشار الحشرات والأوبئة

مع استمرار القصف العنيف على قطاع غزة المحتل، ترتفع حصيلة الشهداء كل ساعة، ويزداد المشهد تعقيدًا، مع وجود أشلاء لبعض الشهداء تحت الركام، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشالها حتى الآن، ومع الوقت تتحلل تلك الأشلاء ويصدر عنها غازات سامة، وديدان وحشرات، وبالتالي إذا لم يتم انتشالها مع الأسابيع المقبلة، سوف تظهر أوبئة جديدة بين الأهالي في غزة.

المدارس بيئة خصبة لنقل الأمراض

قلة النظافة الشخصية للاجئين في المخيمات والمدارس والمستشفيات، تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بين الأهالي في القطاع المحتل، إذ يحصل الأهالي على المياه بصعوبة بالغة بعد استهداف شبكات المياه، فضلا عن توقف الكثير من الآبار الجوفية عن العمل، كل ذلك اعتبره مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان،: «الاحتياجات الأساسية غير متوفرة للأهالي، توقفت الحياة ونتوقع كارثة بيئية لن يمكن السيطرة عليها».

اختتم المسؤول الفلسطيني حديثه لـ«الوطن»، بمطالبة المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته إلى الالتفات إلى ما يجري من حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، والقيام بما عليه من مسؤوليات تجاه الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة من أجل وقف العدوان أولا، ورفع الحصار ثانيا، وترميم ما ينجم عن هذا العدوان من آثار وكوارث بيئية وصحية وإنسانية، وضمان بناء وصيانة وتشغيل المرافق الصحية والبيئية والإنسانية ومرافق البنية التحتية من أجل تفادي التبعات التي قد تنجم في المستقبل القريب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة البيئة الاحتلال فلسطين قطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

زيادة جديدة على أسعار المياه في إسطنبول

أعلنت بلدية إسطنبول الكبرى، الخميس، عن زيادة على أسعار المياه في المدينة.

وقالت بلدية إسطنبول، في بيان، أنه عقب الاجتماع الأخير لإدارة المياه تقرر رفع أسعار المياه.

وأضافت أنه تقرر تطبيق زيادة بنسبة 17.5% على أسعار المياه اعتبارًا من يناير 2025.

وتابعت أن بموجب القرار، سترتفع تكلفة المتر المكعب من المياه في المنازل للفئة الأولى (0-15 متر مكعب) من 32.28 ليرة إلى 37.92 ليرة، بينما سترتفع تكلفة الفئة الثانية (16-30 متر مكعب) من 49.17 ليرة إلى 57.78 ليرة. أما في الفئة الثالثة (أكثر من 30 متر مكعب)، فسيصبح السعر الجديد 83.55 ليرة بدلاً من 71.10 ليرة.

مقالات مشابهة

  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
  • مجزرة جديدة في خان يونس
  • اكتشاف فيروس عملاق يصيب الطحالب في المياه العذبة.. كيف يفيد البيئة؟
  • وزيرة البيئة: مصر والإمارات تواجهان مشكلة ندرة المياه
  • وزيرة البيئة تبحث مع مدير صندوق التكيف آليات زيادة تمويل مشروعات التكيف
  • وزيرة البيئة تبحث مع مدير صندوق التكيف آليات زيادة التمويل
  • زيادة جديدة على أسعار المياه في إسطنبول
  • "حماية الصحفيين" تدين قتل الاحتلال صحفيين في قطاع غزة
  • مدير عام الوكالة الذرية يؤكد ضرورة حماية المنشأت النووية ضد أي هجمات
  • شراكة استراتيجية بين الصرف الصحي بالإسكندرية وبارونز كورت لإعادة تدوير المياه