تقرير ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

تل أبيب والقدس (CNN) -- يوآف بيليد بدأ يتساءل عما إذا كان العالم قد أصيب بالجنون.

كان بيليد يجلس خارج مبنى كيريا في تل أبيب، يقص قطعاً من شريط أصفر يوم الخميس الماضي، ويوزعها على المارة. ترمز هذه الشرائط إلى التضامن مع نحو 240 رهينة تحتجزهم حماس في غزة.

هذا التضامن ــوعلى وجه التحديد ما إذا كان لا يزال يمتد إلى ما هو أبعد من حدود إسرائيل- هو الذي كان بيليد يشكك فيه.

قال لشبكة CNN: "كنت أعتبر نفسي جزءا من الليبراليين المتطرفين، مهما كانوا يسمون أنفسهم. لكن عندما أرى مظاهرات تحمل صيحات مؤيدة لحماس وأشياء من هذا القبيل، أشك فيما إذا كان العالم يفهم التعقيد... وعندما لا يستطيعون فهم التعقيد، فإنهم يرون أن هذا شيء أحادي الجانب وإحساسهم بالعدالة بسيط للغاية. لكن الأمر ليس بسيطا. أعتقد أن الحكومات تفهم ذلك، لكن الناس... لا أعرف".

وبينما يواصل زعماء العالم تكثيف الضغوط على إسرائيل بشأن العدد المتزايد من القتلى المدنيين نتيجة قصفها لغزة، وتتجمع حشود ضخمة في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في مدن مثل لندن وواشنطن العاصمة وبرلين وباريس وعمان والقاهرة - وكلها تقريبًا داعمة للمدنيين في غزة، وليس حماس، يشعر العديد من الإسرائيليين بالإحباط بسبب ما يعتبرونه معاملة غير متساوية.

إنه شعور يتخطى الانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي: العالم لا يفهمنا.

قالت سيغال يتسحاق لشبكة CNN: "العالم يحبنا كضحايا. يؤسفني أن أقول ذلك، لكن نعم، إنهم يحبون إسرائيل، ويتعاطفون مع اليهود عندما نكون ضحايا، وعندما يقتلوننا. لكن متى نفعل أشياء لحماية أنفسنا؟ لا".

أحضرت يتسحاق، وهي معلمة في مدرسة دينية للبنات، بعض تلميذاتها إلى الساحة الصغيرة خارج كيريا حيث كان بيليد يوزع الشرطان. وأصبح المكان تجمعًا لعائلات الضحايا ومؤيديهم بعد هجمات 7 أكتوبر المميتة.

يتم عرض ملصقات الأشخاص المفقودين وصور الضحايا على جدار المجمع الحكومي، ويبدو أنه صف لا ينتهي من الوجوه المبتسمة لرجال ونساء وأطفال ورضع وجنود، وفي بعض الأحيان، عائلات بأكملها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 1400 شخص قد قتلوا في الهجمات. وتم اختطاف حوالي 240 شخصًا، ويعتقد أنهم محتجزون لدى حماس وآخرين في غزة. وتم إطلاق سراح أربع نساء –أمريكيتين وإسرائيليتين– بينما أنقذ الجيش الإسرائيلي جندية واحدة.

قالت يتسحاق: "أعتقد أن أي دولة في العالم تجد نفسها في وضعنا ستفعل على الأرجح الكثير والكثير ولن يقول أحد أي شيء. إنهم اليهود فقط. لأنه لا يحق لليهود أن يعيشوا في بلد بسلام. هذا ما نريده. وأنا آسفة، لكن لا أحد يفهم ذلك".

الغضب ضد نتنياهو

هناك الكثير من الحب خارج مجمع كيريا. يأتي بعض الناس إلى هنا للصلاة، وعناق بعضهم البعض، وقضاء الوقت معًا. جاءت مجموعة الطالبات التي أحضرتها يتسحاق ومعها العشرات من أرغفة الخبز الطازج، وهي لفتة قوية وذات معنى عميق في اليهودية.

ولكن هناك أيضًا الكثير من الغضب والإحباط. ويستهدف معظمه بشكل مباشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال بيني زفايج، أستاذ علم الاجتماع والعلوم السياسية المتقاعد، لشبكة CNN، إنه يأتي إلى الميدان للاحتجاج ضد نتنياهو منذ اليوم الأول للحرب.

وقال وهو يحمل لافتة تصور نتنياهو وأعضاء آخرين في حكومته في السجن: "نوبتان في اليوم من الساعة العاشرة صباحًا حتى الساعة الواحدة ظهرًا، ومن الساعة الخامسة حتى الثامنة مساءً".

ومثل كثيرين في إسرائيل، يلقي زفايج بعض اللوم في الهجوم ...الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على نتنياهو. وقال: "كان ينبغي علينا القضاء على حماس منذ وقت طويل، لكن بدلًا من ذلك بدأ نتنياهو في السماح بدخول الأموال القطرية"، في إشارة إلى قرار نتنياهو بالسماح لقطر بتحويل ملايين الدولارات إلى غزة التي تديرها حماس في عام 2018.

وقال زفايج: "لن تغير أجندة منظمة إرهابية بالمال. الآن، سيكون ثمن إزالتها أعلى بكثير"، على حد قوله.

لقد مر شهر تقريبًا منذ الهجوم، ولا يزال روبي تشين ليس لديه أي أخبار عن ابنه إيتاي. تم اختطاف إيتاي، وهو الابن الثاني من بين ثلاثة أبناء، وهو فتى كشافة سابق ولاعب كرة سلة شرس، في 7 أكتوبر.

ومثل العديد من العائلات التي لديها أحباء محتجزين في غزة، يضغط تشين على الحكومة الإسرائيلية للقيام بكل ما في وسعها لإعادة الرهائن إلى وطنهم. قال لشبكة CNN: "لا ينبغي أن يكون الهدف المشترك الثاني للحرب، يجب أن يكون الهدف الأول والثاني والثالث هو إعادة الرهائن".

تجمع تشين ومئات من أفراد عائلات الرهائن الآخرين ليلة السبت خارج كيريا للمطالبة "بإجراءات أكبر من جانب الحكومة".

لقد نصبوا الخيام في الساحة، وتعهدوا بالبقاء حتى يتم إطلاق سراح أطفالهم وإخوتهم وآبائهم وأجدادهم وأحبائهم الآخرين.

وقال منظمو الحدث إنه لم يكن "احتجاجًا مناهضًا للحكومة"، لكن إحباطهم كان واضحًا.

كان العديد من عائلات الرهائن مترددين في انتقاد حكومة نتنياهو في الأيام الأولى بعد هجوم حماس ... لكن ذلك قد تغيرالآن.

وتحدث بيان شديد اللهجة أصدره منتدى أسر الرهائن والمفقودين الأسبوع الماضي عن "الغضب الهائل" لأن الحكومة لم تتحدث معهم بشأن العملية في غزة.

وأدى لقاء متوتر بين نتنياهو وبعض العائلات إلى مزيد من السجالات الساخنة، بما في ذلك مطالبة الحكومة بالنظر في صفقة "الجميع مقابل الجميع" التي طرحتها حماس في بيان أصدرته الحركة في الأسبوع الماضي.

وتشمل مثل هذه الصفقة تبادل الرهائن مع الفلسطينيين المحتجزين حاليًا في السجون الإسرائيلية أي حوالي 6630 شخصًا، وفقًا لتقديرات نادي الأسير الفلسطيني.

سيكون الأمر مثيرًا للجدل إلى حد كبير لأن العديد من السجناء إما أدينوا أو احتُجزوا بتهم أو شبهات تتعلق بأعمال تصفنها إسرائيل "إرهابية".

ورفض الجيش الإسرائيلي عرض حماس باعتباره أداة "للإرهاب النفسي الذي يهدف إلى التلاعب بالمدنيين الإسرائيليين".

وافقت إسرائيل في أكتوبر 2011 على تبادل جلعاد شاليط، جندي الجيش الإسرائيلي الذي اختطفته حماس في عام 2006، بأكثر من 1000 أسير فلسطيني، بما في ذلك من تصنفهم إسرائيل بـ"الإرهابيين المدانين" الذين قاموا بتنفيذ المزيد من الهجمات. وكان يحيى السنوار، الذي يرأس حركة حماس في غزة والذي تم تعريفه من قبل الجيش الإسرائيلي كأحد العقول المدبرة لهجمات 7 أكتوبر، أحد الذين تم إطلاق سراحهم في الصفقة.

وقال تشن إنه لا يزال يعتقد أن الحكومة يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح الرهائن: "لست في وضع يسمح لي بفهم الديناميكيات. وفي نهاية المطاف، ننظر إلى النتائج النهائية... وما زلت لا أعرف إذا كان إبني حيًا أم ميتًا". وأضاف: "هذا هو بيت القصيد".

وقالت العائلات إنه لا ينبغي الاتفاق على وقف لإطلاق النار حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن.

والبلاد في ذلك خلفهم، حيث يتصاعد الغضب بشأن استجابة الحكومة للأزمة حتى بين بعض الأشخاص الذين دعموا نتنياهو وحكومته في السابق.

قالت يتسحاق: "لقد قمت بالتصويت لشخص آخر، ولكن أعتقد أنه فعل أشياء رائعة لإسرائيل، لقد كان جنديًا، وكان جنديًا شجاعًا، لكنه كان رئيسًا للوزراء لمدة 15 عاما، لذلك فهو المسؤول وعليه أن يذهب. أعتقد أن الجميع يعرف هذا وهو يعرف ذلك أيضًا".

وانهار الدعم لنتنياهو وحكومته، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون استقالة نتنياهو.

ولكن على الرغم من انخفاض معدلات التأييد للحكومة، فإن قرار شن الحرب على حماس يحظى بدعم قوي من أغلب الإسرائيليين اليهود على الرغم من الانتقادات الدولية القوية.

وبينما لا يوافق معظم مواطني إسرائيل العرب والفلسطينيين، وأقلية صغيرة من اليهود على الحرب، فإن الحملة واسعة النطاق ضد حرية التعبير تعني أن أي شكل من أشكال المعارضة للحرب أمر محفوف بالمخاطر.

وتم اعتقال العشرات من السكان الفلسطينيين والمواطنين في إسرائيل بسبب تعبيرهم عن تضامنهم مع غزة وسكانها المدنيين. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت حتى 25 أكتوبر، 110 أشخاص منذ بداية الحرب بزعم "التحريض على العنف والإرهاب"، معظمهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين هذه الاعتقالات، أسفرت 17 حالة عن تقديم لوائح اتهام.

إن المظاهر العلنية للتضامن مع غزة أو انتقاد الرد العسكري الإسرائيلي قليلة ومتباعدة. وتم حظر المظاهرات المناهضة للحرب، وتم اعتقال أكثر من 100 شخص لنشرهم رسائل تضامن مع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي.

"خط رفيع للغاية" في انتقاد إسرائيل

وقال يوناتان رابابورت لشبكة CNN في ميدان صهيون بوسط مدينة القدس الخميس: "عمري 22 عامًا، وقد حضرت أربع جنازات في الأسابيع الأربع الماضية، وجنازتين أخريين في العام الماضي، عندما قُتل اثنان من أصدقائي في هجمات إرهابية".

وقال رابابورت، وهو موسيقي أنهى مؤخراً خدمته العسكرية الإجبارية في البحرية الإسرائيلية -بما في ذلك القيام بدوريات حول قطاع غزة- إنه يشعر أيضًا بالإحباط من رد فعل العالم على الأحداث في غزة.

وأضاف: "عندما يسأل الناس: لماذا نستولي على غزة؟ ما لا أفهمه هو – أليس لدينا الحق في حماية المدنيين والجنود لدينا؟ ما هو الرد المتناسب؟ نحن نحاول ألا نقتل المدنيين”.

وتابع: “هذا الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) ليس بين البيض والسود، ولكن هذه حرب (مع حماس)". وأضاف: "هناك انتقادات مشروعة للغاية للحكومة الإسرائيلية وإسرائيل، ولكن هناك خط رفيع للغاية تم تجاوزه في الكثير من هذه المحادثات بين انتقاد إسرائيل وكراهية اليهود. يمكنك انتقاد احتلال إسرائيل للضفة الغربية أو غزة، لكن لا يمكنك أن تقول أوه، لذلك لا بأس بقتل 1400 مدني".

وقال رابابورت إنه انتقد حكومة نتنياهو قبل الحرب، وعارض خططه لإصلاح النظام القضائي – وهو خط الصدع الرئيسي الذي قسم البلاد.

وأضاف: "بعد الحرب، أعتقد أن الحكومة بأكملها يجب أن ترحل. لكن الآن... نحن في حالة حرب. أنا لا أثق بنتنياهو كشخص، لكن علي أن أثق به كزعيم".

في وقت لاحق من تلك الليلة، انضم رابابورت إلى دائرة كبيرة من الموسيقيين ومعظمهم من الشباب الجالسين في ميدان صهيون. كانوا يعزفون على الغيتار ويغنون الأغاني الإسرائيلية الكلاسيكية.

وتراوحت الأغاني بين الحزن والأمل. ومن بينها أغنية "Lu Yehi"، وهي أغنية مستوحاة من أغنية فرقة البيتلز "Let It Be". كتبت القصيدة نعومي شيمر في عام 1973، خلال الأيام الأولى من حرب السادس من أكتوبر التي تطلق عليها إسرائيل "يوم الغفران"، ومنذ ذلك الحين أصبحت مرادفة لتلك الحرب والأمل في انتصار إسرائيل.

ترددت كلمات الأغنية في ميدان صهيون ليلة الخميس، بعد مرور 50 عامًا تقريبًا على ظهورها لأول مرة ومع دخول إسرائيل في الحرب مرة أخرى.

إسرائيلغزةنشر الثلاثاء، 07 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: غزة الجیش الإسرائیلی إطلاق سراح العدید من تم إطلاق أعتقد أن لشبکة CNN حماس فی إذا کان فی ذلک فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي

تقول صحف إسرائيلية إن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل اليوم هو إيجاد طريقة لردع خصومها المتعددين المدعومين من إيران، مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية، خاصة بعد الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير.

ورأت صحيفة جيروزاليم بوست أن هناك 5 تحديات أمام إسرائيل في مواجهة إيران والحركات المسلحة في أعقاب الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير، كما رأت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ذلك الهجوم ما زال يثير أسئلة صعبة، خاصة لماذا لم يتم تحديده واعتراضه من قبل الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهوlist 2 of 2صحف أميركية تكشف جوانب من شخصية المشتبه بمحاولته اغتيال ترامبend of list تآكل الردع

وأوضحت جيروزاليم بوست -في تقارير متعددة- أن الجماعات التي تهاجم إسرائيل لا تخشى حاليا أي عواقب بعد أن كان يُعتقد أن حماس كانت تخشى الهجوم قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن حزب الله تم ردعه إلى حد كبير بعد عام 2006 عن شن هجمات جديدة على إسرائيل، ولكنه تعلم أنه يستطيع إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وإجبار الإسرائيليين على مغادرة منازلهم.

وقالت إن الردع تآكل بسرعة. ففي حين كانت المليشيات في العراق تخاف من شن هجمات بطائرات مسيرة على إسرائيل، أصبحت الآن تتفاخر بذلك، كما أن الحوثيين تعلموا بسرعة منذ أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنهم قادرون على استهداف إيلات والسفن في البحر الأحمر دون مواجهة انتقام كبير.

وبشكل عام، لم يرتدع المحور المدعوم من إيران -حسبما تقول الصحيفة- فهو يختار الوقت ومكان الهجمات، ويشعر بأن لديه كل الوقت للاستعداد لهجمات أكثر تعقيدا، وبالتالي فإن تغيير المعادلة وردع الأعداء عن الهجوم قضية مهمة بالنسبة لإسرائيل في هذه الحرب.

التكتيكات والاستجابات المتناسبة

منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ركزت إسرائيل على غزة، مما أدى إلى سياسة الاستجابات المتناسبة على جبهات أخرى، ولكن هذا التكتيك ربما لا يبدو ناجحا، خاصة أن غياب إستراتيجية على جبهات متعددة يعني أن كل جبهة أصبحت تقتضي استجابة تكتيكية ومتناسبة في الغالب.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بشن حرب تكتيكية في الضفة الغربية، وبدلا من تغيير إستراتيجيته هناك، يكثف عملياته -في المقام الأول- على مطاردة المسلحين، وهو ما أصبح تكتيكا آخر من تكتيكات "جز العشب"، ولكن هل سيؤدي هذا إلى هزيمة المسلحين أم يؤدي إلى جولة أخرى معهم؟ كما تتساءل الصحيفة.

الدفاعات الجوية ليست إستراتيجية

واجهت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تحديات متزايدة على جبهات متعددة، وقد اختبرتها هذه الحرب بدرجة غير مسبوقة، حيث بدأت حماس الحرب على سبيل المثال، بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل على أمل التغلب على دفاعاتها، وهي لا تزال تطلق صاروخا كل يوم أو كل يومين.

كما تمكن الحوثيون من تهديد إسرائيل، على الرغم من عمل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل جيد، ولكن -حسب الصحيفة الإسرائيلية- "العدو يغير قدراته باستمرار"، فهو يستخدم الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، ويجد طرقا مختلفة لتهديد إسرائيل ويحاول أيضا الهجوم من اتجاهات مختلفة.

واستمرت جيروزاليم بوست إلى القول إن الدفاعات الجوية ليست إستراتيجية لكبح هذه التهديدات، لأنه لا يوجد نظام دفاع قادر تماما على الدفاع ضد كل شيء في جميع الأوقات.

الحرب الطويلة في غزة

ورأت الصحيفة أن حماس قد تكون سعت إلى جر إسرائيل إلى حرب طويلة في غزة، وأن داعميها في الخارج، أرادوا الاستفادة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول لزيادة وجود حماس في الضفة الغربية، وكلما طالت الحرب في غزة دون القضاء على حماس، زاد انشغال إسرائيل عن التهديدات الأخرى.

وإذا انتهت الحرب في غزة وهُزمت حماس، فقد تركز إسرائيل على جبهات أخرى -كما ترى الصحيفة- ولكن حماس جرّت إسرائيل إلى حرب طويلة، وأجبرتها على إنفاق الموارد والقدرات في غزة، وهذا ما يرى زعماء إسرائيل أنه لا يصب في مصلحة إسرائيل.

اتفاقيات أبراهام وتصعيد إيران

يهدف تصعيد إيران ضد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى عزل تل أبيب ومنعها من دفع أجندات أخرى مثل المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية، كما تريد إجبارها على خوض حروب منخفضة المستوى لا نهاية لها على طول حدودها، حسب الصحيفة.

تأمل إيران أن يؤدي عزل إسرائيل عن طريق الحرب إلى تمكين طهران من العمل بشكل وثيق مع روسيا والصين وتركيا، من بين دول أخرى، واستغلال جامعة الدول العربية والدول الإسلامية الأخرى ضد إسرائيل.

أما بالنسبة إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الهجوم الصاروخي الحوثي على وسط إسرائيل يثير أسئلة صعبة، تبدأ بتحديد نوع الصاروخ، ولماذا لم يتم اعتراضه بعيدا عن الأراضي الإسرائيلية إذا كان باليستيا؟

وذهبت صحيفة جيروزاليم بوست -في مقال منفصل- إلى السؤال نفسه الذي طرحته يديعوت أحرونوت، وقالت إن صاروخا حوثيا أفلت من أنظمة الكشف الإسرائيلية المتقدمة، لم يتم إسقاطه إلا بعد أن مر فوق المجال الجوي الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات حول الأعطال المحتملة في أنظمة الأمن المعمول بها.

وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين لا يمتلكون صناعة صواريخ باليستية خاصة بهم، وأن ما يعرف في اليمن باسم "طوفان" هو في الأساس "صاروخ غدير" الإيراني الذي يبلغ مداه نحو ألفي كيلومتر، ولا يستغرق تجهيز إطلاقه أكثر من نصف ساعة، وتكفيه 15 دقيقة للوصول إلى وسط إسرائيل.

ومع هجوم الصواريخ الباليستية الذي شنه الحوثيون على إسرائيل يوم الأحد -كما تقول الصحيفة في مقال ثالث- ربما لم يعد الوقت في مصلحة إسرائيل، إذ يدور كثير من الحديث حول المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، وحول إذا ما كان مزيد من الضغط العسكري يمكن أن يكسر حماس ويستعيد المحتجزين قبل نفاد الوقت.

وخلصت الصحيفة إلى أن أي شخص يعتقد أن الحرب يمكن أن تستمر بلا ثمن على هذه الجبهات الأخرى خارج غزة، حتى بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، يخدع نفسه.

مقالات مشابهة

  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • كابوس نتنياهو.. هل تُدان إسرائيل بجرائم الحرب والإبادة؟
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • مشعل: حماس ستلعب دورا حاسما في مستقبل غزة ولسنا في عجلة لإنهاء الحرب بأي ثمن
  • غانتس: نتنياهو يعرض أمن إسرائيل للخطر.. ويحذر من حرب إقليمية
  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يكشف تفاصيل الرسالة الأخيرة من حكومة نتنياهو
  • حماس: آلاف الصواريخ ستعترض إسرائيل لو توسعت الحرب في جبهات جديدة